الأطفال في قبضة «العالم الرقمي»..ماذا يعرف الإنترنت عن أطفالنا وكيف يمكنها إلحاق الأذى بهم في المستقبل؟

في أيامنا هذه، لا شك أنَّ مثل هذه الأشياء تبدو لنا جميعاً نحن آباء وأمهات المراهقين والشباب أموراً شائكة، لكن هناك شيئاً يتطلب مزيداً من القلق والاهتمام.

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/06 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/02 الساعة 22:19 بتوقيت غرينتش
ما البيانات التي يملكها الإنترنت عن أطفالنا

قبل سنوات قليلة، ربما حتى عقد من الزمان، كانت مخاوف الآباء في العديد من أنحاء العالم عندما يبلغ أطفالهم سن المراهقة، بصرف النظر عن القضايا المتعلقة بالدراسة، متعلقة بأشياء مثل أول استهلاك للكحول، والمخدرات، والجنس غير الآمن، والشجارات الليلية بعد الحفلات المسائية، إلخ.

في أيامنا هذه، لا شك أنَّ مثل هذه الأشياء تبدو لنا جميعاً نحن آباء وأمهات المراهقين والشباب أموراً شائكة، لكن هناك شيئاً يتطلب مزيداً من القلق والاهتمام وفقاً لما نشره موقع BBC Mundo الإسباني.

كل شيء على الهاتف الذكي

المشكلة هي أنَّ لديهم الآن عادة توثيق كل شيء مستخدمين هواتفهم المحمولة، سواء كانت أشياء جيدة أو سيئة.

لذلك، ما كان يمكن أن يستمر في الماضي لليلة سيئة، يمكن أن يلازمهم اليوم لبقية حياتهم. وهذا ما نطلق عليه البصمة أو الأثر الرقمي.

وكما أكدت دراسة أجريت على موقع empantallados.com، فإنَّ الظهور المفرط على شبكة الإنترنت، هو الشاغل الرئيسي للآباء اليوم، ويتعلق بالاستخدام المسيء أو غيره من المخاطر مثل التسلط عبر الإنترنت أو الاستمالة.

وهذا أمر منطقي، لأن استخدام الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي هو استخدام غير آمن أو مزعج وهو ما يمكن أن يجلب نتيجة لذلك بقية المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.

نحن نعلم أن WhatsApp وInstagram وYouTube هي أكثر التطبيقات التي يستخدمها المراهقون والشباب.

لكننا نعلم أيضاً أنَّ 98٪ من الذين يتصفحون الإنترنت في عمر 15 عاماً ثلثهم فقط يفعلون ذلك بطريقة لا تسبب المشكلات.

متابعة الأثر الشخصي للأبناء

بالإضافة إلى ذلك، إذا صدقنا أنَّه، كما أكد 6٪ من الآباء، أنَّهم اشتروا أجهزة لأبنائهم في عمر ما بين 11 و12 عاماً، فإنَّ الحاجة إلى الإشراف والسيطرة في تلك الأعمار على الأثر الشخصي الذي يمكن أن يتركه الأطفال على الإنترنت هو أمر بالغ الأهمية.

وكما قال فولتير، "لنبدأ بتوضيح الشروط".

ما المقصود بالبصمة الرقمية؟

نقصد بها كل الآثار التي نتركها عند تصفح الإنترنت: التعليقات التي نضعها على مواقع التواصل الاجتماعي أو الصور أو مقاطع الفيديو التي نحمّلها على الأنظمة الأساسية أو الإعجابات على المنشورات أو تنزيلات التطبيقات أو مكالمات Skype واستخدام تطبيقات المراسلة الفورية، وسجلات البريد الإلكتروني، إلخ.

باختصار، يمكن لأشخاص آخرين الاطلاع على هذه الأشياء أو تخزينها في قاعدة بيانات.

الأثر غير المباشر

نحتاج أيضاً إلى معرفة أنَّ الطريقة التي تعمل بها الأجهزة المحمولة حالياً تجعل أبناءنا يتركون أثراً أكثر طيشاً.

تقلل الهواتف الذكية من قدرة المستخدمين على الاتصال بالإنترنت دون الكشف عن هويتهم، لأنَّ المطورين هم الذين يتحكمون كلياً في المعلومات المرسلة إلى خدمات أو أطراف أخرى.

علاوة على ذلك، يجري تفعيل خدمات تحديد الموقع في كثير من الأحيان تلقائياً، أو تُضمَّن في مجموعة من الأذونات التي تُطلب من المستخدم عند تثبيت التطبيق، لذلك يمكن لأي شخص تحديد موقعنا الجغرافي في أي لحظة.

إضافة إلى ذلك، هناك ما يسمى بالبيانات الوصفية المضمنة في الصور ومقاطع الفيديو التي نلتقطها بهواتفنا. ومن خلالها يعرفون معلومات مثل الوقت الذي التقطت فيه الصورة، وفي أي تاريخ، وبأي هاتف وفي أي مكان.

وهنا تكمن مشكلة: هل يمكن لأي شخص لديه الحد الأدنى من المعرفة بالكمبيوتر (دون أن يكون مجرماً إلكترونياً بالضرورة)، أن يأخذ هذه المعلومات من المحتوى الخاص بنا على مواقع التواصل الاجتماعي أو المدونات أو المنتديات، والتي سبق تنزيلها إلى جهاز الكمبيوتر؟

الجواب نعم ولا.. أو أنَّ ذلك يعتمد على بعض الأشياء.

من يحصل على البيانات الوصفية؟

وفقاً لما أكّده خافيير سولويتا، الخبير في الأمن السيبراني وتحليل المخاطر للشركات، هناك منصات مثل Facebook أو Instagram أو Twitter تهتم أكثر بخصوصية مستخدميها وتحذف البيانات الوصفية من الصور ومقاطع الفيديو قبل نشرها في ملفاتهم الشخصية.

ولكن احترسوا؛ فهم على الرغم من ذلك يحتفظون بهذه المعلومات من أجل "تحسين خدماتهم وتطوير خدمات أخرى".

أما المنصات الأخرى، مثل Flickr أو Tumblr، أو حتى شركة Google نفسها، لا يفعلون ذلك؛ نظراً لأنَّهم لا يغيرون السجلات ويحتفظون بجميع البيانات التعريفية.

لكن البيانات الوصفية لا توجد فقط في الصور الفوتوغرافية أو مقاطع الفيديو، ولكنها موجودة في أي نوع من الملفات الرقمية، بما في ذلك النصوص أو ملفات PDF.

هذا يعني أنَّه عند التفكير في العناية بآثارنا الرقمية واحتمالات أن تضر بسمعتنا، يجب علينا أيضاً التفكير في المحتوى الذي نُحمله على الإنترنت.

في حالة أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، الأمور أبسط بكثير؛ نظراً لأن بإمكاننا تصفح ملفات تعريف الارتباط الخاصة أو حذفها، مما يلغي جميع آثار بصمتنا على الإنترنت، باستثناء المحتويات أو الملفات التي نحملها على المنصات.

كيف تحمي معلوماتك في إطار الأمن السيبراني؟

بسبب كل ما سبق، علينا التحلي بعادات أساسية لتجنب ترك أثر في مجال الأمن السيبراني:

  1. لا تستخدم الإعدادات الافتراضية أو المعدة مسبقاً للتطبيقات والمنصات التي تسجل فيها، ولكن خصصها وفقاً لاحتياجاتك.
  2. اقرأ سياسات الخصوصية الخاصة قبل الموافقة عليها (لا أحد يفعل ذلك لكنه أمر مهم).
  3. استخدم عناوين بريد إلكتروني مختلفة، واحداً للأمور المهنية أو الشخصية، والآخر للشراء عبر الإنترنت أو لمواقع التواصل الاجتماعي.
  4. استخدم بطاقة مسبقة الدفع للمشتريات عبر الإنترنت أو بطاقة ائتمان غير تلك التي تستخدمها عادةً.
  5. استخدم كلمات مرور قوية للأجهزة والتطبيقات والحسابات الشخصية، واستخدم خاصية التحقق بخطوتين، إن أمكن.
  6. حافظ على تحديث الأجهزة دائماً واستخدم أنظمة مكافحة الفيروسات.

التطورات والتحديثات

مما لا شك فيه، أنَّ أفضل شيء لتجنب المخاطر هو معرفة ومواكبة الأخبار والتحديثات المتعلقة بالتقنيات الجديدة.

ما هي أنواع الخدع التي تُستخدم مؤخراً لسرقة المعلومات؟ هل كانت هناك اختراقات لمنصات كبيرة؟ هل تعرضت الخصوصية أو بياناتنا للخطر؟

فعلى الرغم من أنَّ بإمكاننا دائماً مطالبة Google باستخدام (حقنا في أن نُنسى)، يجب أن نعرف أن الطلبات التي يستجاب لها قليلة للغاية.

يُعتبر كل من Facebook وTwitter وYouTube من بين نطاقات الجزء الأكبر من عناوين صفحات مواقع الإنترنت التي جرى حذفها من محرك بحث Google.

لذا، فلنتعامل مع الأمر كما لو كان مرضاً، أي أن الوقاية خير من العلاج.

تحميل المزيد