ما هو الإنترنت الذي غير حياتنا تماماً؟ هنا تجد الإجابة على 12 سؤالاً جوهرياً

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/27 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/27 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش
الإنترنت الذي غير حياتنا

الإنترنت هو أوسع شبكة تسمح لشبكات الحاسب التي تديرها الشركات والحكومات والجامعات وغيرها من المنظمات على مستوى العالم بالتواصل مع بعضها البعض. والنتيجة هي قدر هائل من الأسلاك، والحواسيب، ومراكز البيانات، وأجهزة الراوتر (التوجيه)، والخوادم، وأجهزة خفض التشويش، والأقمار الصناعية، وأبراج الواي فاي التي تتيح للمعلومات الرقمية الانتقال حول العالم، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.   

الإنترنت الذي غير حياتنا

هذه البنية التحتية هي التي تمكنك من طلب مشترياتك الأسبوعية، ومشاركة حياتك اليومية على فيسبوك، ومشاهدة مسلسل Outcast على شبكة نتفليكس، وإرسال رسالة إلكترونية إلى خالتك في المغرب، والبحث عن أصغر قطة في العالم من خلال الشبكة العنكبوتية.

ما هو الإنترنت ، وما هو حجمه؟

أحد مقاييس الإنترنت؛ هو حجم المعلومات التي تُتداول من خلاله، وتُقدّر بخمسة إكسابايت في اليوم، وهو ما يعادل حجم 40 ألف فيلم في الثانية الواحدة، مدة كل فيلم ساعتان بدقة عرض قياسية.

يتطلب الإنترنت تجهيز بعض الكابلات. إذ تمتد هذه الكابلات لمئات الآلاف من الأميال بشكل متشابك ومتداخل للربط بين الدول، بل وتمتد في قيعان البحار والمحيطات لربط الجزر والقارات. كما أن هناك ما يقارب 300 كابل مختلف في أعماق البحار يقارب سُمك كل منها سُمك خرطوم مياه الحديقة، لدعم الإنترنت الحديث. تتكون معظم هذه الكابلات من ألياف ضوئية في دقة الشعرة، لنقل البيانات بسرعة الضوء.

تتراوح أطوال هذه الكابلات بين 80 ميلاً، تلك التي تربط دبلن بجزيرة أنغلسي، و12 ألف ميل لتغطية المسافة بين آسيا وأميركا، والتي تربط كاليفورنيا بسنغافورة، وهونغ كونغ، وأماكن أخرى في آسيا. وتجدر الإشارة إلى أن الكابلات الرئيسية للإنترنت تخدم عدداً هائلاً من الناس. ففي عام 2008، أثّر ضرر لحق بكابلين بحريين بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية بمصر على عشرات الملايين من مستخدمي الإنترنت في إفريقيا، والهند، وباكستان، والشرق الأوسط.

حذر السير ستيوارت بيتش، رئيس أركان الدفاع البريطاني، العام الماضي مما قد تشكله روسيا من تهديد على التجارة الدولية والإنترنت إذا ما أرادت تدمير الكابلات البحرية للإنترنت.

ما مقدار الطاقة التي يستهلكها الإنترنت؟

قدرت شركة الاتصالات الصينية، هواوي، حجم الطاقة التي سيستهلكها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بـ 20% من استهلاك العالم للكهرباء، وسيُصدِّر هذا القطاع أكثر من 5% من انبعاثات الكربون في العالم بحلول عام 2025. وقال مُعدّ الدراسة، أندريس أندراي، إن اللوم يقع على "تسونامي البيانات" القادم.

في عام 2016، قدر مختبر لورانس بيركلي الوطني التابع لحكومة الولايات المتحدة مقدار الطاقة التي سيحتاجها مركز البيانات الأميركي -المِرفَق الذي تُخزِّن فيه الحواسيب وتعالج وتتبادل المعلومات- بحلول عام 2020، بحوالي 73 مليار كيلووات في الساعة. وهو مقدار ما تنتجه 10 محطات طاقة نووية من طراز Hinkley Point B.

ما هي شبكة الإنترنت العالمية؟

شبكة الويب العالمية هي طريقة عرض المعلومات وتُبادلها على الإنترنت. فهذه المعلومات أياً كان شكلها، نصيةً، أو موسيقية، أو على هيئة صور أو مقاطع فيديو، تُكتب على صفحات الإنترنت التي نصل إليها من خلال متصفحات الإنترنت.

تعالج شركة جوجل ما يزيد على 10 آلاف عملية بحث في الثانية، وتسيطر على 60% من سوق التصفح العالمي من خلال متصفحها كروم. هناك ما يقرب من ملياري موقع إنترنت، إلا أن معظم هذه المواقع نادراً ما تجد زواراً. المواقع الأكثر زيارة على الإنترنت، وعددها يقدر بخمسة ملايين موقع (تشكل 0.1% فقط من إجمالي مواقع الإنترنت) تستحوذ على أكثر من نصف مجمل الزيارات للشبكة العنكبوتية على مستوى العالم.

من بين هذه المواقع، جوجل، ويوتيوب، وفيسبوك، وموقع Baidu الصيني، وإنستغرام، وياهو، وتويتر، وشبكة التواصل الاجتماعي الروسية VK.com، وموسوعة Wikipedia، وموقع أمازون، وعدد من المواقع الإباحية. ويشير ازدهار التطبيقات الحديثة إلى أن التواجد على الإنترنت بالنسبة لكثير من الناس في الوقت الراهن يرتبط بشكل أقل بالتصفح المفتوح للإنترنت مقارنة بالحصول على معلومات أكثر تركيزاً، سواء كانت أخباراً، أو رسائل، أو تنبؤات جوية، أو مقاطع فيديو، وما إلى ذلك.

ما هو الإنترنت المظلم؟

عندما تقوم بعملية بحث على شبكة الإنترنت لا يعرض لك محرك البحث جميع النتائج المتوفرة. فإذا ما بحثت من خلال محرك جوجل عن كلمة "جراء صغيرة"، ستظهر لك صفحات الويب التي عثر عليها محرك البحث في مئات المليارات من المواقع المسجلة في فهرس البحث الخاص به. ورغم ضخامة فهرس البحث، فإنه لا يحتوي سوى على جزء صغير فقط من المحتوى المتاح على شبكة الإنترنت.

يُمكن القول بأن حوالي 95% محتوى شبكة الإنترنت غير مفهرس وغير مرئي على المتصفحات العادية. تخيل أن شبكة الإنترنت تتكون من ثلاث طبقات: سطحية وعميقة ومظلمة. تبحث متصفحات الويب العادية في شبكة الإنترنت السطحية، والتي تحتوي على الصفحات الأكثر وضوحاً. يوجد أسفل الشبكة السطحية، شبكة الإنترنت العميقة: وهي مجموعة من صفحات الويب غير المفهرسة. وتشمل المواقع المحمية التي يتطلب دخولها كلمات المرور، مثل الصفحات الموجودة على شبكات الإنترانت intranet الداخلية التي تقوم المؤسسات بإنشائها، والصفحات التي لا ترتبط بها صفحات أخرى، نظراً لأن محرك البحث جوجل والمحركات المشهورة الأخرى، تُنشئ فهارس البحث الخاصة بها عن طريق تتبع الروابط من صفحة ويب إلى أخرى.

توجد شبكة الإنترنت العميقة مدفونة داخل شبكة الإنترنت المظلمة، وهي عبارة عن مجموعة من المواقع التي تحتوي على عناوين تخفيها عن الأنظار. لكي تتمكن من الوصول إلى شبكة الإنترنت المظلمة، تحتاج إلى برامج خاصة مثل متصفح Tor (برنامج تخفي على شبكة الإنترنت يعتمد الجيل الثاني من نظام التسيير البصلي وهو نظام يُمكّن مستخدميه من الاتصال بدون الكشف عن هويتهم على شبكة الإنترنت)، وهي أداة تم تصميمها في الأصل من قبل البحرية الأميركية لكي يتمكن عملاء الاستخبارات من التواصل على شبكة الإنترنت. في حين أن شبكة الإنترنت المظلم لها الكثير من الاستخدامات المشروعة، مثل الحفاظ على سرية المراسلين الصحفيين والنشطاء وكاشفي الفساد على أقل تقدير، فإن جزءاً كبيراً منها يستخدم في الأنشطة الإجرامية. إذ تتاجر الأسواق غير المشروعة على شبكة الإنترنت المظلمة بكل شيء، بدءاً من المخدرات والأسلحة والنقود المزيفة وحتى المتسللين والقتلة والمواد الإباحية للأطفال.

هل الإنترنت مفيد لنا؟

تعتبر الهوة السحيقة من المعلومات التي نطلق عليها اسم شبكة الإنترنت بمثابة نعمة ونقمة في آن واحد.

فبقدر ما يساهم الإنترنت في نشر المعرفة والفهم في جميع أنحاء العالم، فإنه يوفر أيضاً فرصاً لا حصر لها لإضاعة الوقت واكتساب العادات غير الصحية، مثل الهوس بمطالعة شبكات التواصل الاجتماعي دائماً. وقد وجدت الأبحاث أن هناك علاقة بين الاستخدام المفرط للفيسبوك وبين تدني احترام الذات وقلة الرضا عن الحياة، على الرغم من صعوبة تحديد الأسباب التي يُعزى إليها ذلك والآثار الناجمة عنه.

كما طلب موقع تويتر، الذي تتهمه منظمة العفو الدولية بخلق بيئة سامة للنساء، المساعدة في شهر مارس/آذار الماضي للحد من المتصيدين والمعلومات المضللة. وفي الوقت نفسه، يحذر الأطباء من اصطحاب الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة إلى غرفة النوم لما لها من أثر سيئ على نظام النوم.

أجبرت مشكلات الحياة على شبكة الإنترنت البعض على الامتناع عن استخدام الإنترنت، أو على الأقل، الامتناع عن استخدام الخدمات الأكثر استنزافاً للوقت، والتي تنطوي على تجاوزات، أو المسببة للإدمان. إذا ما صحت البيانات الصادرة عن هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة Ofcom، فقد يؤدي ذلك إلى توفير الكثير من الوقت المهدر في الحياة. كما وجدت تلك الهيئة الرقابية أن المواطن البريطاني العادي يقوم بمطالعة هاتفه المحمول مرة واحدة كل 12 ثانية ويقضي 24 ساعة في الأسبوع على شبكة الإنترنت، مع تحطيم البعض للأرقام القياسية بقضاء 40 ساعة أسبوعياً.

كم عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم؟

يعتمد ذلك على كيفية قياسنا. أحد المقاييس الشائعة المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وهو هيئة تابعة للأمم المتحدة، يُعرف مستخدمي الإنترنت بأنهم الأشخاص الذين استخدموا الإنترنت خلال ثلاثة أشهر سابقة.

ما يعني أنه ليس من المفترض أن يستخدم الناس الإنترنت لمجرد أنهم يعيشون في مدينة مزودة بكابل إنترنت أو بالقرب من برج يوفر لهم خدمة الاتصال اللاسلكي بشبكة الإنترنت WiFi. وفقاً لهذا المعيار، فقد استخدم حوالي 3.58 مليار شخص، أو ما يقدر بنحو 48% من سكان العالم، شبكة الإنترنت بحلول نهاية عام 2017. ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 3.8 مليار شخص أو 49.2% من سكان العالم بحلول نهاية عام 2018، مع استخدام نصف سكان العالم لشبكة الإنترنت بحلول شهر مايو/أيار عام 2019.

من هم مستخدمو الإنترنت؟

في بعض البلدان، يتصل جميع الأشخاص تقريباً بشبكة الإنترنت. وفقاً لتقرير صدر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، فإن أكثر من 98% من سكان أيسلندا يستخدمون الإنترنت، وهناك نسب مماثلة في كل من الدنمارك والنرويج ولوكسمبورغ والبحرين. بينما في بريطانيا يستخدم ما يقرب من 95% من السكان شبكة الإنترنت، بالمقارنة مع 85% في إسبانيا، و84% في ألمانيا، و80% في فرنسا، و64% فقط في إيطاليا.

وفي الوقت ذاته، وجد تقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث Pew Research Center عام 2018، أن 89% من الأميركيين يستخدمون الإنترنت. عادةً ما يكون الأشخاص غير المستخدمين هم الأكثر فقراً وكبار السن، والأقل تعليماً والذين يعيشون في المناطق الريفية. على الرغم من ذلك، فإن الغرب لا يهيمن على عالم الإنترنت. ففي حين أن الولايات المتحدة لديها حوالي 300 مليون مستخدم للإنترنت، فإن عدد المستخدمين في الصين وصل إلى أكثر من 800 مليون مستخدم في عام 2018، بينما لا يزال 40% من سكانها لا يستخدمون الإنترنت. كما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الهند هذا العام ما يقدر بنحو 500 مليون مستخدم، ولا يزال 60% من السكان هناك غير متصلين بشبكة الإنترنت.

ما الذي يفعله مستخدمو الإنترنت على الشبكة؟

يُمكن أن تحدث الكثير من الأشياء خلال دقيقة واحدة على شبكة الإنترنت، مثل: تبادل 156 مليون رسالة عبر البريد إلكتروني، و29 مليون رسالة نصية والاستماع إلى 1.5 مليون أغنية على تطبيق سبوتيفاي Spotify، و4 ملايين عملية بحث عبر محرك Google، و2 مليون دقيقة من المكالمات على برنامج Skype، و350 ألف تغريدة، ونشر 243 ألف صورة على الفيسبوك،  ومشاهدة 87 ألف ساعة من المحتوى الذي تقدمه شبكة Netflix وإضافة 65 ألف صورة على تطبيق Instagram، و25 ألف مشاركة على منصة Tumblr، و18 ألف عملية تعارف على موقع Tinder، وتحميل 400 ساعة من مقاطع الفيديو على موقع YouTube.

تنطوي معظم حركة تدفق المعلومات على شبكة الإنترنت من المستهلكين على مقاطع فيديو: فعند إضافة جميع مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون على الإنترنت عبر مواقع الويب وYouTube وNetflix وكاميرات الويب، ستجد أنها تُمثل 77% من حركة تدفق المعلومات، وفقاً لتقرير صادر عن شركة سيسكو الأميركية المتخصصة في التقنيات المعلوماتية.

ما هي الأماكن غير المتصلة بشبكة الإنترنت؟

ثمة فجوة واضحة بين من يملكون القدرة على الاتصال بشبكة الإنترنت ومن لا يملكون تلك القدرة، ويُعد الفقر أحد العوامل الطاغية. إذ نجد أن الاتصال بشبكة الإنترنت في المراكز الحضرية لبعض الدول الأفريقية، أمر روتيني.

ويستخدم أكثر من نصف سكان جنوب إفريقيا والمغاربة شبكة الإنترنت، كما تتصل أجزاء من بلدان أخرى، مثل بوتسوانا والكاميرون والغابون، بالإنترنت بسرعات عالية. وتدفع الهواتف المحمولة عجلة النمو في هذا الصدد، بفضل انخفاض تكاليف تقنية النطاق العريض broadband التي تقدم خدمة إنترنت عالية السرعة، بنحو 50% خلال السنوات الثلاث الماضية.

بيد أن الكثير من الأماكن لا تزال متخلفة في ذلك. ففي دول مثل تنزانيا وأوغندا والسودان، يتمكن ما يتراوح بين 30 إلى 40% من السكان من استخدام الإنترنت. بينما في غينيا وليبيريا وسيراليون لا يستخدم الإنترنت سوى 7 إلى 11% من السكان.

وفي إريتريا والصومال، لا يتمكن سوى أقل من 2% من السكان من الوصول إلى الإنترنت. وقد يُعزى ذلك إلى أن البنية التحتية اللازمة لتفعيل خاصية Mobile Hotspot في القرى النائية البعيدة عن الشبكة، يمكن أن تكلف ثلاثة أضعاف أمثالها في المناطق الحضرية، التي تصل إلى عدد أكبر بكثير من المستخدمين، وبذلك تجلب عائداً استثمارياً أكبر. غالباً ما يكون هناك طلب ضعيف على الإنترنت في المجتمعات الريفية، نظراً لأن الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق لا يرون فائدة من استخدام شبكة الإنترنت: إذ أنها لا تخدم مصالحهم.

هل هناك مجموعات معينة لا تستخدم الإنترنت؟

ثمة فجوة عمرية واضحة: إذ أن عدد كبار السن الذين يستخدمون الإنترنت أقل بكثير من الشباب. ففي بريطانيا، يستخدم 99% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً شبكة الإنترنت، بينما يمثل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 عاماً أو أكثر، نصف عدد البالغين الذين لا يستخدمون شبكة الإنترنت مطلقاً والمقدر عددهم بنحو 4.5 مليون شخص، وفقاً لتقرير صادر عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني.

كما أن هناك فجوة خطيرة بين الجنسين. إذ يُهيمن الرجال في ثلثي دول العالم على استخدام الإنترنت. على الصعيد العالمي، يقل عدد النساء اللواتي يستخدمن الإنترنت بنسبة 12% مقارنةً بالرجال. وفي حين أن الفجوة الرقمية بين الجنسين قد ضاقت في معظم المناطق منذ عام 2013، إلا أنها اتسعت في إفريقيا، حيث يقل عدد النساء اللواتي يستخدمن الإنترنت بنسبة 25% عن الرجال، وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات.

ومن ناحية أخرى، في باكستان، يفوق عدد الرجال الذين يستخدمون الإنترنت عدد النساء بنسبة تقارب اثنين إلى واحد، بينما في الهند، فإن 70% من مستخدمي الإنترنت هم من الرجال. يعكس هذا التفاوت بشكل كبير التقاليد القائمة على تحكم الرجال، وعدم المساواة التي يرسخونها.

تختلف بعض البلدان عن هذا الاتجاه، وخاصةً جامايكا، حيث يفوق عدد النساء اللاتي يستخدمن الإنترنت عدد الرجال. وقد يُعزى ذلك إلى أن عدد النساء اللواتي يلتحقن بجامعة الأنديز الغربية University of the West Indies في مدينة كينغستون، عاصمة جامايكا أكبر من عدد الرجال. كما توجد في هذه البلاد أعلى نسبة من المديرات في العالم.

كيف سيتصل العالم أجمع بشبكة الإنترنت؟

يتمثل التحدي الرئيسي في إمكانية الحصول على خدمات الإنترنت بأسعار معقولة في المناطق الريفية الفقيرة. ونتيجة لحرصها على توسيع الأسواق، تأمل شركات التكنولوجيا الأميركية في تحقيق تقدم ملموس في هذا القطاع. ألغت شركة Alphabet، وهي الشركة القابضة لشركة Google، خطط تصميم طائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية، وتركز أبحاثها على مناطيد الارتفاعات العالية لتوفير خدمات الإنترنت من حافة الفضاء. كما أن لدى شركة SpaceX المملوكة لرجل الأعمال الكندي إيلون ماسك، وشركة أخرى تسمى OneWeb، خططاً خاصة بهما لتوفير إمكانية الوصول إلى الإنترنت لكل شخص في العالم عبر مجموعات من الأقمار الصناعية الصغيرة.

كما تخلت شركة فيسبوك -التي تم حظر خدمة Free Basics التي قدمتها لتوفير خدمات إنترنت مجانية، بموجب قوانين حيادية الإنترنت في الهند- عن خططها لتطوير طائرات بدون طيار لبث خدمات الإنترنت، وتعمل الآن مع الشركات المحلية لتوفير خدمات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بأسعار معقولة.

في هذه الأثناء، تستخدم شركة Microsoft تقنية TV WHITE SPACE التي تمكن من ربط مدينة بأكملها بالإنترنت وفي وقت واحد، عبر استغلال المساحات البيضاء غير المستخدمة في ترددات UHF، واستثمارها في نقل البيانات، لتقديم خدمات الإنترنت اللاسلكي عريض النطاق. وثمة توجه آخر، وهو اللجوء للشبكات المجتمعية، التي تزداد انتشاراً في الآونة الأخيرة، وتستخدم  شبكات المحمول المعتمدة على محطات الطاقة الشمسية التي تُشيَّد بواسطة المجتمعات المحلية، ومن أجلها. تدير المؤسسات التعاونية هذه الشبكات، إذ أنها تقدم الخدمات بأسعار أرخص من البدائل الأخرى المتاحة، وتساعد على بقاء المهارات، والأرباح في نفس المنطقة.

ما هي التطورات القادمة في عالم الإنترنت؟

من المتوقع زيادة عدد الأجهزة التي تقدم خدمات الإنترنت. فقد انتشر استخدام خدمات الإنترنت التي بدأت مع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ومشغلات الأغاني وأجهزة التلفزيون، إلى أقفال الأبواب، ومنظمات الحرارة، والمصابيح الكهربائية، وماكينات صنع القهوة، والثلاجات، وغسالات الأطباق، والأفران، والغسالات، والساعات، وفرش الأسنان، ورشاشات الحدائق، وبالطبع، المُساعدات الرقمية المنزلية. وهناك المزيد من الابتكارات التي تعتمد على خدمات الإنترنت في طريقها إلى العالم.

سيكون إنترنت الأشياء (IoT) بمثابة هدية للشركات التي ترغب في تتبع سلوكياتنا، وقد يحسن ذلك من نمط حياتنا في بعض النواحي، من خلال منحنا المزيد من السيطرة. بيد أن تقنية إنترنت الأشياء ستجعلنا أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية وانتهاكات البيانات الشخصية. فقد كشفت شركة كاسبرسكي لاب Kaspersky Lab المتخصصة في الأمن السيبراني، عن أن النصف الأول من عام 2018 شهد ثلاثة أضعاف عدد هجمات البرمجيات الخبيثة على الأجهزة الذكية، مقارنة بما شهده عام 2017 بأكمله.

لعل أكثر كلمات الإنترنت إثارةً اليوم هي اللامركزية. وتهدف شبكات الإنترنت اللامركزية المعروفة اختصاراً باسم DWeb، المدعومة من قبل شخصيات مثل عالم الحاسوب البريطاني، السير تيم بيرنرز لي، إلى اقتحام الحدائق المسورة أو المحمية على شبكة الإنترنت -وهي عبارة عن نظام برمجي يتيح لمزود الخدمة التحكم بالبرمجيات التطبيقية، والمحتويات الرقمية والإعلام الرقمي-  التي يتعامل فيها مع عالم الإنترنت من خلال شركات مثل Google وFacebook وغيرها. فبدلاً من وجود عدد قليل من الشركات التي تحتفظ بكميات كبيرة من المعلومات حول ملايين الأشخاص، تقدم شبكات الإنترنت اللامركزية نظاماً يحتفظ بموجبه كل شخص ببياناته كاملة وبحق ملكيتها، بما في ذلك مرات الإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكنه أن يختار بدقة ما إذا كان يرغب في مشاركة تلك المعلومات أم لا والكيفية التي يمكنه من خلالها القيام بذلك.

علامات:
تحميل المزيد