لطالما اعتقد العلماء أن المفتاح لصنع عباءة إخفاء مثل تلك التي ظهرت في سلسلة أفلام هاري بوتر لهو التلاعب بالضوء. والآن بطريقة جديدة ومختلفة كلياً تمكن العلماء من تلافي القصور والعيوب الرئيسية التي شابت محاولاتهم السابقة.
فالتقنية الجديدة التي طوروها تمنح الأمل لتأمين البيانات التي توصلها خطوط الألياف الناقلة، كما تسد الباب أمام محاولات من يريدون التنصت، وتطور من تقنيات الاستشعار والاتصالات عن بعد ومعالجة المعلومات، حسب تقرير لصحيفة The Mirror البريطانية
تجعل الأشياء غير مرئية
نظرياً يمكن التوسع بالمفهوم حتى جعل الأشياء ثلاثية الأبعاد غير مرئية من جميع الجهات، وفق ما قاله الباحثون.
تعتمد على نقل الطاقة
تعتمد عباءة الإخفاء في طريقة عملها على نقل الطاقة بشكل انتقائي بين ألوان معينة ضمن مجال الموجة الضوئية.
فبعدما تعبر الموجة الجسم ثلاثي الأبعاد، يعمد الجهاز إلى إعادة الضوء إلى حالته الأصلية.
عندما ننظر إلى جسم ما فإن ما نراه حقاً هو في الواقع طريقة تغيير هذا الجسم لطاقة موجات الضوء التي يتفاعل معها.
"إن الحلول التقليدية للعباءات تعتمد على تغيير طريق انتشار الإضاءة حول الجسم المراد تخبئته. بهذه الطريقة تستغرق الألوان المختلفة أزمنة مختلفة لكي تعبر العباءة، ما ينتج عنه انحراف سهلٌ ملاحظته فيفضح وجود العباءة"
يقول لويس روميرو كورتيس، هو طالب في المختبر يتخصص في علم البصريات الكمية، لصحيفة Mirror البريطانية:
وتابع: "أما حلنا الذي تقدمنا بفرضيته فيتلافى هذه المشكلة بسماحه للموجة بالانتشار عبر الجسم المستهدف وخلاله، لا من حوله، مع تجنب حدوث أي تفاعل بين الموجة والجسم">
الدراسة المنشورة في مجلة Optica اعتمدت تكنيكاً يعيد ترتيب الألوان المختلفة في الحزمة الضوئية بحيث تنتشر الموجة خلال الجسم لكن من دون أن "تراه" في الواقع.
تغير مواقع الألوان
لتحقيق ذلك تقوم عباءة الطيف هذه بتغيير مواقع الألوان لتقصيها إلى مواضع ضمن الطيف لا تتأثر بالانتشار عبر الجسم.
على سبيل المثال لو كان الجسم يعكس ضوءاً أخضر، يتم تغيير مكان الضوء الذي في نطاق الطيف الأخضر إلى الأزرق مثلاً لكي لا يبقى هناك ضوء أخضر ليعكسه الجسم.
من ثم وما إن تنتهي الموجة من عبور الجسم حتى يعود جهاز العباءة ليعكس الآية ويعيد إنشاء الموجة لكن في حالتها الأصلية من جديد.
تمت تجربتها بالفعل
شرح الفريق أسلوبهم بتخبئة فلتر بصري، وهو جهاز ينتقي موجات ضوئية مختلفة لينقلها بعد إضاءتها بالليزر.
وقد صنع جهاز العباءة من عنصرين متوفرين تجارياً هما ليف بصري مشتت والآخر معدل طور زمني يوضعان أمام الفلتر ووراءه.
الجزء الأول يجبر مختلف ألوان الحزمة الضوئية على السير بسرعات مختلفة، فيما الثاني يعدل من التردد البصري.
التجربة أظهرت أن عباءة الطيف تمكنت من تغيير موجات الضوء في مجالات ترددها التي كان المفترض أن يمتصها الفلتر البصري، ومن ثم عكست كلياً تلك العملية لدى خروج الموجة الضوئية من الفلتر من الجهة الأخرى.
فبدا كأن النبضة الليزرية انتشرت عبر وسيط غير ممتص للضوء.
وختم البروفيسور أزانا بالقول إنه قد يمكن جعل جسم ما غير مرئي تحت إضاءة من جميع الجهات.