نشرت صحيفة Washington Post الأميركية، تقريراً تحدثت فيها الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، وما لا نعرفه عن هذا البرنامج الثمين لبيونغ يانج.
ويأتي هذا التقرير بعد إعلان مسؤولين كوريين جنوبيين الثلاثاء 6 مارس/آذار 2018، أن كوريا الشمالية مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة، حول الحدِّ من برامجها المتعلقة بالصواريخ والأسلحة النووية.
كما تعهَّدت كوريا الشمالية بالامتناع بشكل مؤقت عن اختبار صواريخها وأسلحتها النووية. جاء هذا الإعلان بعد أن قام وفد من سول، يضم تشونغ يوى يونغ مستشار الأمن القومى لكوريا الجنوبية، بزيارة إلى بيونغ يانغ لإجراء محادثات مباشرة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
وفي هذا التقرير الذي تقدمه الصحيفة الأميركية، سيورد لك كل ما تحتاج إلى معرفته عن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
1. ماذا علمنا عن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية في عام 2017؟
أجرت كوريا الشمالية اختبارها النووى السادس والأقوى في 3 سبتمبر/أيلول 2017، بعد أسابيع من إطلاق صاروخ عابر للقارات يقول الخبراء إنه قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة.
وفي حين أنه من الصعب معرفة تفاصيل دقيقة، كانت قوة الانفجار خمسة إلى عشرة أضعاف قوة الاختبار السابق لكوريا الشمالية الذي أجرته قبل عام. قدر معظم الخبراء قوة السلاح ما بين 100 و200 ألف طن، مما يشير إلى أن القنبلة كانت نووية حرارية، أو قنبلة هيدروجينية، كما ادعت كوريا الشمالية. بدد الاختبار أي شكوك حول قدرة كوريا الشمالية على بناء قنبلة نووية قوية.
وتقدر وكالات الاستخبارات الأميركية أن كوريا الشمالية تمتلك ما يصل إلى 60 رأساً نووياً، وأن برنامجها النووي أكثر تقدماً مما كان يعتقد سابقاً. وفي تقييم سري، قال مسؤولون إن كوريا الشمالية نجحت في إنتاج رأس حربي نووي مدمج، يمكن حمله على صاروخ باليستي.
2. ما أصولُ برنامجها النووي؟
في الستينات، عندما كانت كوريا الشمالية حليفاً وثيقاً للاتحاد السوفييتي، نقل القادة السوفيت التكنولوجيا والأجهزة النووية، للسماح لبيونغ يانغ بتطوير برنامج للطاقة النووية. وقد سمحت تلك المفاعلات النووية المبكرة لكوريا الشمالية بتحقيق التطور التقني، وكذلك مصدر المواد الانشطارية، لبرنامجها المستقبلي للأسلحة.
في السبعينيات، حصلت كوريا الشمالية على صاروخ سكود من العصر السوفيتي من مصر، وقامت بمحاكاته لصنع اثنين من أقدم إصداراتها: صواريخ هواسونغ -5 و هواسونغ -6.
وبحلول الثمانينيات، بدأ العلماء الكوريون الشماليون في تصنيع معدن اليورانيوم، وتجربة أنظمة التفجير المستخدمة في الرؤوس الحربية النووية. في عام 2002، بعد أن تخلت كوريا الشمالية عن اتفاقية "الإطار المتفق عليه" التي أبرمتها مع الولايات المتحدة عام 1994، بدأت في السباق لبناء واختبار أول جهاز نووي لها، وأخيراً نجحت في عام 2006.
3. ما الأشياء التي لا نعرفها عن برنامجها النووي؟
بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن أصول البرنامج، لا نزال نجهل ما إذا كانت كوريا الشمالية تتقن جميع التقنيات اللازمة، لوضع رأس حربي نووي مصغر على صاروخ وإطلاقه، ليعبر مسافة طويلة عبر القارات. فعلى سبيل المثال، لا توجد أدلة علنية معروفة، تبين إذا ما كانت كوريا الشمالية قد تجاوزت التحدي المتمثل في تصميم المركبات العائدة البالستية العابرة للقارات، التي من شأنها أن تحمل الرؤوس الحربية النووية طوال الرحلة حول الغلاف الجوي العلوي للأرض.
4. من أي دولة تتلقى كوريا الشمالية إمداداتها؟
قدَّم العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان المساعدة الرئيسية -بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وربما مخططات تصميم الرؤوس الحربية- وذلك في التسعينيات من القرن الماضي. ولكن على مدى عقود، تلقت كوريا الشمالية مساعدة، وبعضها غير مقصود، من عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم.
قامت كوريا الشمالية بتطوير شبكة مشتريات متطورة اشترت التكنولوجيا والمعدات اللازمة، إما من خلال شركات الواجهة أو السوق السوداء.
5. لماذا تهتم كوريا الشمالية بالأسلحة النووية؟
من وجهة نظر قادة بيونغ يانغ، فإن الأسلحة النووية هي الضامن النهائي لبقاء النظام. فهي دولة صغيرة، متخلفة اقتصادياً ومعزولة، محاطة بمنافسين وخصوم أكثر قوة، بما في ذلك كوريا الجنوبية، التي تحافظ على التفوق التقني في الأسلحة التقليدية. كما يبدو أن قادة البلاد مقتنعون حقاً بأن الولايات المتحدة سوف تسعى إلى تغيير النظام الكوري، كما فعلت في ليبيا والعراق. وتعتبر الأسلحة النووية وسيلة حماية لكيم جونغ أون، ضد أي محاولة من هذا القبيل.