أصبحت كل هواتف آيفون وأجهزة آيباد وماك وتلفزيونات آبل عرضةً لفيروسٍ إلكتروني قد يجعلها جميعاً ضحيةً للقرصنة.
وقد أكَّدَت شركة آبل أن جميع أجهزتها تقريباً مصابةٌ بفيروس إنتل الإلكتروني، الذي أُطلِقَ هذا الأسبوع. وهذا يعني أن أياً من معلومات عملائها الأكثر حساسيةً قد تُقرأ.
وفي هذا الإطار، هناك شيئان أساسيان تأكَّد أن تفعلهما: احرص على تحديث هاتفك أو جهازك، ولا تقم بتحميل أي برنامجٍ لا تثق به. أما فيما يتعلَّق بالمشكلة ذاتها وحلولها، فصحيفة The Independent البريطانية تقدم لكم بعض الحلول.
ماذا يجب أن تفعل؟
تعمل شركة آبل جاهدةً للوصول إلى حلٍّ للمشكلة، وستظهر تطوراتٌ جديدةٌ خلال الأيام المقبلة. لذا يظل أهم ما يجب فعله هو التأكُّد من تحديث جهازك أولاً بأول.
وهذا أمرٌ مهمٌّ دائماً، لكن أهميته مضاعفةٌ في أوقاتٍ كهذه، حيث يشق المستغلون طريقهم في العالم.
ربما تكون قد عالجت بعض المشكلات التي يُسبِّبها الفيروس الجديد دون أن تدري. وتحوي آخر التحديثات التي أطلقت لأنظمة تشغيل iOS و macOS وtvOS أنظمة حمايةٍ سريةٍ لمواجهة المشكلة، إذ كان العمل يجري عليها خلف الكواليس. لذا إن كنت تفعل ذلك فاستمر في فعله.
الأمر الثاني الذي يجب عليك فعله هو أن تكون حذراً حيال البرامج التي تُشغِّلها على جهازك، فبرنامج القرصنة يحتاج لأن يشغله برنامجٌ غير رسميٍ، وسيكون ذلك أصعب بكثير إذا لم يكن لديك أيٌّ من هذه البرامج على جهازك أصلاً. لذا احرص على مراقبة البرامج التي تعمل على جهازك وتأكَّدَ من أنك تحصل عليها من مصدرٍ موثوقٍ مثل متجر تطبيقات آبل.
غير أن المشكلة مُعقَّدة، خصوصاً بمعرفة أن البرنامج قد يصل إلى جهازك عن طريق المُتصفِّح، وبما أن المواقع تستطيع تشغيل برامج على جهازك. وليس هناك الكثير لتفعله بهذا الصدد، عدا الحرص على الابتعاد عن المواقع المشبوهة، لكن آبل تقول إن تعديلاً على مُتصفِّح سفاري سيُطلَق قريباً.
ما المشكلة بالتحديد؟
كلا العيبين الجديدين -المتعلقين بشركة إنتل، لكن غير قاصرين على شرائحها- يدوران حول ما يسمى بـ"التنفيذ التوقُّعي". وهو باختصارٍ شديد أن تبدأ الشريحة في أداء مهمةٍ قبل أن تكون هناك حاجةٌ حقيقيةٌ لذلك، ما يعني أنها ستكون جاهزة لحين احتياجها.
ويعني العيب أن برامج التجسُّس ستكون قادرةً على اعتراض ذلك النشاط، حتى لو لم يُستَعمَل بالفعل. يستطيع برنامجٌ إذن رؤية ما كانت تفعله الشريحة خلال التنفيذ التوقُّعي، وذلك قد يتضمَّن بعض أهم وأدق معلوماتك الشخصية.
هذا ما يجعل حل المشكلة قد يتسبَّب في إبطاء بعض الأجهزة، فالتنفيذ التوقُّعي وسيلةٌ فعالةٌ لتسريع عمل الشرائح عن معدلاتها دونه. لكنه وسيلةٌ مُحتَمَلةٌ تتيح لأي شخصٍ قراءة ما يدور في جهازك.
هل يعني هذا أن جهازي سيصير أبطأ؟
غالباً لا. ومن الواضح أن آبل لم تنه بحثها عن حلٍّ للمشكلة -وإلا لكان الحل متاحاً الآن- غير أن الأثر محدودٌ حتى الآن وفقاً للشركة.
وتقول الشركة كذلك إن التحديث الذي أطلقته للمُتصفِّح سفاري يُظهِر ردود أفعالٍ بين تخفيضٍ طفيفٍ للأداء وبين عدم تخفيضه إطلاقاً. ومن المُحتَمَل أن ينطبق ذلك على كل شيءٍ آخر.
هل اخترق أحدهم هاتفي بالفعل؟
على حد علمنا لم يستفد أحدٌ من الثغرة بأي شكلٍ، وقليلون من يعرفون ماهيتها الحقيقية، إذ حُفِظَت التفاصيل سريةً حتى يتم التأمين ضد الهجمات. لكن بما أن المشكلة صارت علنيةً الآن، ثق أن جميع المستغلين على الإنترنت يبذلون جهدهم للتعامل معها.
وجاء في بيان آبل: "كل أجهزة أنظمة ماك وأنظمة IOS عرضةً للهجوم، لكن لا توجد حالاتٌ معروفةٌ لاعتداءاتٍ على عملاء حتى الآن".
وتقول الشركة كذلك إن تحليلاتها تُظهِر أن الثغرة صعبة الاستغلال للغاية، حتى وإن كان البرنامج على جهازك بالفعل. لكن الفيروس يمكن أن يصل إلى جهازك عن طريق شفرةٍ متحايلةٍ في متصفح سفاري، وستطلق آبل تحديثاً للحد من ذلك أيضاً.