اعترف فيسبوك بأن التطبيق يقوم بالاستماع لما يحدث حوله من خلال محادثات المستخدمين، لمعرفة ما يفضل المستخدمون استماعه ومشاهدته، واقتراح المنشورات المناسبة لهم بناء على ذلك، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
هذه الخاصية متاحة في الموقع منذ عامين، واعتبرها الكثيرون انتهاكاً للخصوصية، فكيف يمكن للأطفال التعامل مع الأمر؟
أنشأ فيسبوك نسخةً من تطبيق المحادثات الخاص به للأطفال الصغار بعمر الست سنوات، وهي خطوة من المُرجح أن تثير القلق بشأن استخدام الأطفال في المدارس الابتدائية لشبكات التواصل الاجتماعي، في هذه المرحلة العُمرية المبكرة من حياتهم، وفقاً لتقرير على The Telegraph البريطانية.
سيمكن Messenger Kids الأطفال من التحدث، وإرسال الصور ومقاطع الفيديو والرسائل النصية للأصدقاء الذين سيضيفونهم بعد موافقة آبائهم أو أقاربهم البالغين.
وقالت الشبكة الاجتماعية إنها "أدركت حاجة الأطفال للتواصل مع الأشخاص الذين يُحبونهم، ولكنها راعت أيضاً وجود درجة من سيطرة الآباء على ذلك".
يتطلب تطبيق فيسبوك الجديد أن يكون مستخدموه في الثالثة عشرة أو أكبر، حتى يستطيعوا الحصول على صفحة شخصية على شبكته الاجتماعية، ويعد التطبيق هو الأول من نوعه الذي يستهدف هذه الفئة العُمرية من الأطفال، فيسمح للأطفال باستخدام خدمات المراسلة فقط، وليس الولوج للموقع نفسه.
بمجرد تثبيت التطبيق على التابلت أو الهاتف الذكي للطفل، سيكون الحساب مُتحكماً فيه من قبل حساب شخص بالغ، وهو الشخص المخول له الموافقة المُسبقة على من يمكن للطفل التواصل والتحدث معهم.
بعد أن يتم إعداد الحساب من قبل أحد الوالدين، يُمكن للأطفال بدء الدردشة عبر الفيديو بصورة فردية أو جماعية، مع جهات الاتصال التي تمت الموافقة عليها مُسبقاً.
قالت لورين تشينغ، مدير إدارة المنتجات في فيسبوك، إن أعضاء فريق فيسبوك اختبروا التطبيق مع أُسرهم في المنزل بالفعل، وإن عملاق التكنولوجيا أجرى بحوثاً مع الآلاف من الآباء، وتواصل مع العديد من الخبراء في تنمية الطفل، وخبراء السلامة عبر الإنترنت". هذا ولم يُحدد الفيسبوك كيف يمكن للأطفال والآباء إثبات علاقتهم ببعضهم البعض.
قالت آن ماري أوليري رئيسة تحرير موقع Netmums "تقريباً ومثل كل الآباء، فقد شعرت بالرعب من هذا الإعلان، لكن بعدما قرأت أكثر اقتنعت بالأمر".
ففي عالم يكون فيه بعض أفراد الأسر بعيداً عن البعض الآخر، يوفر التطبيق ارتباطاً أكثر مما مضى، حيث يمكن للجدة في طوكيو أن تقرأ قصة ما قبل النوم لحفيدها وهو في لندن عبر Facetime. إن تصميم تطبيق محادثة خاص بالأطفال أمر جيد.
جاءت الخطوة كحلٍّ لمشكلة كذب الصغار حول حقيقة أعمارهم ليستطيعوا دخول الموقع.
قال ستيفن بلكم مؤسس معهد سلامة الأسرة عبر الإنترنت "Family online safety institute": لقد واجهت فيسبوك مشكلة الأطفال المشتركين "أقل من 13" لعدة سنوات.
نحن في وضع يجعل الأطفال يكذبون من أجل دخول الفيسبوك، والآباء يجعلون الأطفال يكذبون حتى يستطيعوا الإشارة لهم في الصور.
أصبح تزايد استخدام الصغار للإنترنت مثاراً للقلق، بعد أن كُشف مؤخراً أن الذين يستغلون الأطفال جنسياً يستخدمون مواقع التواصل المعتادة مثل "يوتيوب" لجذب الضحايا.
بالإضافة إلى ذلك، تم حث الأسر على التأكد من استخدام أطفالها نسخاً مناسبة من موقع اليوتيوب، بعدما كُشف أن هناك مجرمين يتواصلون مع الأطفال في قسم التعليقات.
وأصدرت تحذيرات أخرى بعد ظهور نوع مُزعج من الرسوم المتحركة، يُدعى "الخنزير بيبا" على الموقع نفسه.
أثبتت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشات الهاتف يعانون من صعوبة النطق والقدرة في التعبير عن أنفسهم بالكلمات، بحسب ما نقله موقع Mujer Hoy الإسباني.
ويؤكد البحث الذي قام به أطباء الأطفال في مستشفى Hospital for Sick Children في كندا، أن كل 30 دقيقة يقضيها الطفل في استخدام هذه الأجهزة تُسبب خطراً في تأخر النطق والتعبير الشفهي بنسبة 50%.