على عكس ما يظنون.. أصحاب اليخوت ليسوا في أمان.. بدقائق قد يتعرَّضون لفضيحة على الانترنت ويخسرون أموالهم

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/06 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/06 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش

استطاع كامبل موراي المُتخصِّص في تكنولوجيا المعلومات، إحكام سيطرته الكاملة على أحد اليخوت الفاخرة المجاورة والبالغ قيمته عدة ملايين من الدولارات، ولم يكلفه الأمر سوى ساعات قليلة من الإرساء وفتح جهاز اللابتوب الخاص به.

وفي مؤتمرٍ لليخوت الفاخرة عُقِدَ في نادٍ خاص في وسط لندن هذا الأسبوع، كُشِفَ النقاب عن مدى سهولة تعرض الأثرياء الذين يتجولون في المحيطات باليخوت أو غيرهم من المليارديرات لعمليات القرصنة الإلكترونية في أعالي البحار.

وقال موراي إنه استطاع تحريك اليخت ومالكه الغني من الميناء، شارحاً طريقة ذلك بقوله: "تمكنَّا من السيطرة على اتصالات الأقمار الاصطناعية باليخت، وتمكنَّا أيضاً من السيطرة على نظام الهاتف، وشبكة الواي فاي، ونظام الملاحة، ويمكننا مسح البيانات لمحو أي دليلٍ على ما قمنا به"، حسبما جاء في صحيفة الغارديان البريطانية، 5 مايو/أيار 2017.

ويعد موراي خبيراً في جرائم الفضاء الإلكتروني داخل شركة "بلاك بيري"، ويشير أنه بإمكان "العصابات الإجرامية" استغلال أمن البيانات الهش على اليخوت الفاخرة لسرقة المعلومات المالية لأصحاب اليخوت، والصور الخاصة بهم، وحتى إجبار اليخوت على الذهاب في اتجاهات خاطئة.

وتشير "الغارديان" إلى أن أحد المليارديرات تعرض لسرقة أكثر من أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 129 ألف دولار) عندما سرق المجرمون حسابه المصرفي. في حين تعرَّض البعض الآخر للابتزاز بتسريبِ صورٍ خاصة، واضطر البعض الآخر بالفعل لدفع فدية من أجل فتح أنظمة الملاحة على اليخوت.

وفي مؤشر على إمكانية وسرعة اختراق اليخوت، اخترق موراي وزميله أحد اليخوت بأنفسهم. وقال إنهما "في غضون 30 دقيقة سيطرا على شبكة الواي فاي الخاصة بالسفينة وتمكنا من قراءة وحذف وحتى تحرير رسائل البريد الإلكتروني".

وأضاف: "تخيل أنك لديك ضيف رفيع المستوى على إحدى سفنك، ويريد إرسال بيان صحفي، إن أمكنني التقاط هذا البيان وتغييره، فيمكن أن أسبب الكثير من الضرر لسمعته".

ويكمن الخطر في أن هذه اليخوت بالإمكان اختراقها من مسافة بعيدة، كما أن نقطة ضعفها في شبكة "الواي فاي" الأقل أماناً حيث من خلالها يمكن لـ "الهاكر" أن يستحوذ على كامل اليخت.

وفضلاً عن سرقة البيانات المالية واحتمال تعرض الصور للسرقة، قال موراي إنه "كان يسيطر أيضاً على نظام الدوائر التلفزيونية بالسفينة حتى أنه يستطيع المساعدة في تنفيذ الاعتداء الجسدي أو الاختطاف". وأضاف: "يمكننا أن نترك الناس على متن السفينة، ومن ثم مسح الدوائر التلفزيونية حتى لا أحد يعرف".

وفي هذا السياق، قال خبراء أمنيون إن "الاعتداءات الجسدية على اليخوت الفاخرة كانت نادرة جداً، لكن سرقة البيانات المؤدية إلى مطالب الابتزاز والفدية أصبحت أكثر شيوعاً فى الأشهر الـ18 الماضية".

وقال مالكولم تايلور، وهو ضابط سابق في مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، ويرأس الآن الأمن الإلكتروني في شركة G3 الخاصة للأمن: "يعتبر مجرمو الإنترنت الأفراد الموجودين على اليخوت بمثابة أهداف عالية القيمة، فهم أغنياء والمال هو ما يريده هؤلاء المجرمون بالسرقة أو الابتزاز".

ويشير بن ليند، وهو أحد المُؤَمّنين على اليخوت الفاخرة في شركة AIG للتأمين، "إن أكبر المشاكل هي الابتزاز، فعندما يستولي المجرمون على صور لمالكي اليخوت والضيوف، عادة ما يطالبون بفدية. أضف إلى ذلك أن قاعدة عملائنا غنية ورفيعة المستوى: فهي أهداف عالية القيمة"، وفقاً لما ذكرته "الغارديان".

هل تحمل وسائل التواصل مسؤولية؟

يقول ويليام ماكلشلان، وهو أحد كبار المحامين في شركة هولمان فينويك ويلان للمحاماة "كانت شروط السرية موجودة في عقود أطقم اليخوت لفترات طويلة، فقد كان على أطقم اليخوت الحرص لأنهم يتعاملون مع شخصيات رفيعة المستوى، فمالكو اليخوت هم من أصحاب الثروات الصافية العالية، ويمكن أن يكون لديهم حساسية في الظهور في المجال العام، لذلك فهم لا يرغبون أن يقوم طاقم اليخت بتسهيل نشر صورهم سواء عن طريق الخطأ أو غير ذلك.

وأضاف -وفقاً للغارديان– "نحن ندرك أنه في أغلب الأحيان، لا يكون الأمر متعمداً أو ضاراً، لكن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي دون تفكير يُعتبر تصرفاً صبيانياً".

ويحذر خبراء أمنيون من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على متن اليخوت يساهم في قرصنتها، سيما إذا ما استخدم أحد ركاب اليخت ميزة البحث المباشر على "فيسبوك" والتي بإمكان أي شخص بالعالم أن يرى ذلك البث، ما قد يجعل اليخت عرضة لالتقاط صور راكبيه وابتزازهم أو قرصنة اليخت بعد تحديد مكانه.

وتشير صحيفة "الغارديان" في تقريرها، إلى أنه جرى النقاش خلال مؤتمر اليخوت في لندن عن ضرورة وجود عملاء في الأسواق المتنامية لشراء اليخوت، مثل الصين والشرق الأوسط.

تحميل المزيد