تعبر براءات الاختراع، التي تقوم الشركات بتسجيلها بشكل مباشر، عن كمية الاستثمارات التي تضخها الشركة في بحث وتطوير تكنولوجيات قد تغير وجه المستقبل ومدى اهتمام الشركة بتحقيق الإبداع.
وتعد براءة الاختراع، وثيقة عالمية تقوم الشركات والمؤسسات والجامعات بالاعتماد عليها لحماية كل التكنولوجيات التي قامت باختراعها، شريطة أن تعبر عن شيء جديد لم يتم اكتشافه من قبل.
عندما يتم تسجيل براءة اختراع بفكرة معينة لا يمكن لأيٍّ كان أن يقوم باستخدام محتواها في تأسيس أي أفكار أخرى دون الرجوع لمالكها؛ للتفاوض على ثمن استخدامها أو بيعها.
نجد أن الشركات قد تقاضي بعضها بعضاً نتيجة الاستخدام غير المصرح به لبراءات اختراعها، خاصة أنه بعد تسجيلها تصبح مفتوحة للجميع لقراءتها دون أي عوائق، مثل القضايا بين آبل وسامسونغ، حيث تصبح عندها براءة الاختراع ورقة ضغط للدفاع عن حقوق الشركة.
قد يعتقد البعض أن آبل هي صاحبة أكبر عدد من براءات الاختراع؛ نتيجة الكثير من المجادلات عن قدرة ستيف غوبز في تغيير شكل المستقبل واستماتة آبل في الدفاع عن حقوقها أمام سامسونغ، إلا أن هذا غير صحيح. فقد حازت IBM لقب أكثر شركات التكنولوجيا الحاصلة على براءات الاختراع في العالم بعد تسجيلها 8088 براءة اختراع، والفضل يعود في ذلك إلى قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية.
ترتيب الشركات طبقاً لعدد براءات الاختراع
قامت IFI، المعنية بخدمات براءات الاختراع، بالاعلان عن ترتيب أهم شركات التكنولوجيا التي قامت بتسجيل براءات الاختراع خلال العام 2016.
وجاءتIBM في المركز الأول بعدد 8088 براءة اختراع، تليها سامسونغ بـ5518 براءة اختراع، فيما جاءت كانون في المركز الثالث بـ3655، ثم كوالكوم في المركز الرابع بعدد 2897 تسجيلاً.
وفي المركز الخامس، جوجل أو ألفابيت بعدد 2835، ثم يأتي بالترتيب إنتل، وLG، ومايكروسوفت، وتأتي سوني في المركز السادس.
ولكل من يتساءلون عن موقع آبل فتأتي في المركز رقم 11 بعدد 2102 براءة اختراع.
من الترتيب السابق، نلاحظ أن هناك فارقاً كبيراً بين آبل وسامسونغ في عدد البراءات المسجلة.
كما لم تحصل IBM على هذا المركز من فراغ؛ فبعد أوقات هبوط كثيرة لعمل IBM قامت بتطوير التكنولوجيات الحديثة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، ما جعلها تقوم بتسجيل الكثير من براءات الاختراع في السنوات الأربع والعشرين الماضية بشكل أكبر من أي شركة أخرى، بينما آبل قد توقفت بشكل كبير بعد ستيف غوبز.
أمثلة على براءات اختراع IBM
قدمت IBM أكثر من 2000 براءة اختراع تخص الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وعملت على تطويرها وإدخالها إلى الأسواق ومن أمثلتها:
استخدام الصور في قياس صحة القلب
أمراض القلب والشرايين من الأمراض المنتشرة في الولايات المتحدة الأميركية، ما دفع IBM لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في معالجة الصور لتصنيع جهاز يساعد الأطباء في تشخيص المرض بتحليل شكل القلب وحركته.
استخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على أفضل إجابة
الحصول على الإجابة المثلى من النظام هي غاية استخدام الذكاء الاصطناعي، وقد عملت IBM على تطوير نظام يُجيب عن الأسئلة ومطابقتها بالإجابات الحقيقية التي قد تكون هي محور موقف ما وإمداد النظام بها؛ لكي يتعلم ويكتسب الخبرة، ما يخبرنا بإجابات أفضل كلما زادت خبرته.
إمداد المسافرين بأفضل الطرق الممكنة
الأنظمة الملاحية الحالية ترسم خطوط السفر طبقاً للطرق الأقل ازدحاماً، لكنها لا تأخذ في الاعتبار حالة السائق نفسه.
واخترعت IBM نظاماً ملاحياً يقوم بوضع حالة المسافرين واحتمال تعرضهم للخطر في الحسبان، بحيث يرسم طريقاً يعرض المسافرين لأقل ضغط ممكن.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأميركية هي كبرى الدول المسجلة لبراءات الاختراع في العالم بنسبة 41%، تأتي بعدها اليابان بنسبة 24%، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 15%، والباقي موزع بين دول العالم.
على الرغم من أن براءة الاختراع وثيقة مهمة للشركة، فإنها لا تكفي، إذ يجب أن تعتمد على تطبيق عملي وحل مفيد قابل للتطبيق على أرض الواقع؛ لتصبح مفيدة للبشرية.