إن كنت قد صدقت فيلم المخرج كريستوفر نولان Interstellar وكل المقاطع المصورة التي تنتجها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فأنت مخطئ. الحقيقة أننا لم يسبق لنا أن شاهدنا ثقباً أسود قط.
بيد أننا نعرف بوجود تلك الثقوب السوداء، فمثلاً يوجد أحدها في مركز مجرتنا درب التبانة، واسمه "القوس أ*"، لكن ثقب القوس أ* الأسود رغم طول قطره الذي يبلغ 17 ضعف قطر شمسنا (فقطره حوالي 24 مليون كم) إلا أن بعد المسافة المهولة بيننا وبينه – التي تزيد على 25 ألف سنة ضوئية – تجعل من رؤيته وإمعان النظر فيه ضرباً من المستحيل.
وحسب كيتي بومان، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن تصوير ثقب أسود قد يكون "مساوياً لتصوير ثمرة جريب فروت على سطح القمر باستخدام تلسكوب يعمل بموجات الراديو".
وتابعت بومان في تصريح لها: "لتصوير جسم صغير كهذا نحن بحاجة إلى تلسكوب قطره 10 آلاف كيلومتر، وهذا غير ممكن لأن قطر الأرض أصلاً لا يزيد عن 13000 كم".
لكن بومان وفريقها في Event Horizon Telescope قد تتوافر لديهم إجابة جديدة وطريقة جديدة لتصوير الثقب الأسود الغامض، حسب ما نقله موقع CNN الأميركي، الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 2016.
فباستخدام شبكة من 9 مناظير تعمل بموجات الراديو متوزعة حول أرجاء الكرة الأرضية، ستعمل المناظير على أخذ قياسات الثقب الأسود من "مواقع متباعدة جداً"، ومن ثم يتم تركيب الصور كأن العلماء ينظرون باستخدام تلسكوب راديو واحد ضخم.
وتقول بومان إن موجات الراديو لها الكثير من الإيجابيات. "فكما تخترق موجات تردد الراديو الحيطان، كذلك تستطيع اختراق غبار المجرات. لن نتمكن أبداً من رؤية مركز مجرتنا رأي العين لأن هنالك الكثير من الأجسام والأشياء التي تحول بيننا وبينه".
وكانت بومان وفريقها قد طوّروا لوغاريتمية ستعمل على ملء الفراغات وتنقية وتصفية كل التشويش والضوضاء الناجمة عن غلافنا الجوي.
وقد أتم فريق The Event Horizon Telescope مؤخراً معظم تحضيراته التقنية وقريباً في عام 2017 سيخرج بأول صورة للثقب الأسود لتراها الأعين.
– هذا الموضوع مترجم عن موقع CNN الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.