فصل جديد من فصول المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في الخارج، وهذه المرة بالمخيمات الفلسطينية في لبنان، التي طالتها آلة الدمار الإسرائيلية، من قصف واغتيالات، وموجات جديدة من التهجير.
فقد أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي 10 بلدات جديدة جنوب لبنان، بالإخلاء فورًا، والتوجه إلى شمال نهر الأولي، تمهيدًا لقصف المنطقة، ومن تلك المناطق مخيم الرشيدية للفلسطينيين.
تاريخ تأسيس المخيمات الفلسطينية في لبنان
بدأ وجود المخيمات الفلسطينية في لبنان، عقب النكبة الفلسطينية عام 1948، حيث حط اللاجئون الفلسطينيون رحالهم قرب مدينة صور، ونبع عين الحلوة، وبيروت ومحيطها، وقرب نهر البارد شمالًا، وبجوار مدينة بعلبك وفي سهل قرية القرعون في البقاع.
لكن وكالة الأونروا استأجرت أراضي لمدة 99 عامًا أقامت عليها مخيمات منتظمة، ونقلت السلطات اللبنانية اللاجئين من المناطق القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة إليها.
وفي العام 1959 أنشأت وزارة الداخلية والبلديات، دائرة "شؤون اللاجئين الفلسطينيين"، والتي تتركز مهامها بإعانتهم وتثقيفهم والعناية بشؤونهم بالتنسيق مع الأونروا.
خلال فترة الستينيات، قامت السلطات اللبنانية بإجراء تغييرات واسعة شملت نقل اللاجئين إلى المخيمات، وقد أسفرت الإجراءات التعسفية التي مارستها قوى الأمن ضدهم باندلاع "انتفاضة المخيمات".
وتم توقيع "اتفاق القاهرة" بين لبنان ومصر في العام ذاته، وبموجبه:
- مُنح اللاجئون الفلسطينيون في لبنان حق العمل والإقامة والتنقل.
- السماح بإنشاء لجان في المخيمات الفلسطينية لرعاية مصالح اللاجئين المقيمين فيها.
- إنشاء نقاط للكفاح المسلح داخل المخيمات الفلسطينية ووجود ممثلين في الأركان اللبنانية.
- السماح للفلسطينيين المقيمين في لبنان بالمشاركة في الثورة الفلسطينية التي أطلقتها حركة فتح في يناير/كانون الثاني 1965.
وعلى الرغم من أن اتفاقية القاهرة نصت على حق العمل والإقامة والتنقل بالنسبة للفلسطينيين المقيمين في لبنان، إلا أنها كانت في جوهرها اتفاقية أمنية، شَرّعت الوجود العسكري الفلسطيني في لبنان، وكانت نتيجتها الخالصة أن تمتعت المخيمات الفلسطينية للمرة الأولى منذ إنشائها بإدارة ذاتية.
وقد تأثر مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالأوضاع السياسية السائدة في البلاد، خلال الحرب الأهلية التي بدأت عام 1975، والاجتياح الإسرائيلي عام 1982، الأمر الذي تسبب بزيادة المعاناة الإنسانية الصعبة لهم.
خلال تلك الفترة نما الوجود الفلسطيني في لبنان، وتحولت منظمة التحرير الفلسطينية التي تواجدت فيه إلى ما يشبه "الدولة" ضمن دولة، قبل خروجها.
شهدت فترة الثمانينيات حدثين مأساويين، ارتكبا بحق سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهما مجزرة صبرا وشاتيلا في (سبتمبر/أيلول 1982)، و"حرب المخيمات" التي شنتها حركة أمل في أيار/مايو 1985 واستمرت حتى يناير/كانون الثاني 1988.
وتقلص عدد المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى 12 بعد تدمير ثلاثة منها خلال الحرب الأهلية، وهي مخيم النبطية (جنوبًا)، ومخيما الدكوانة (تل الزعتر)، وجسر الباشا في العاصمة بيروت، كما يوجد مخيم رابع وهو مخيم جرود في بعلبك فقد تم نقل سكانه إلى مخيم الرشيدية في صور.
ويعتبر الفلسطينيون في لبنان – قانونيًا – أجانب، ومن 1969 – 1987 كانوا خاضعين لاتفاق القاهرة، قبل إلغائه.
وخلال السنوات الماضية، عانت المخيمات الفلسطينية في لبنان من ظروف قاسية، ووفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإنهم يعيشون في "ظروف اجتماعية واقتصادية مروعة".
كما شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان بين الحين والآخر، اشتباكات داخلية، نتيجة تداخل العوامل السياسية والأمنية والتوترات الاجتماعية، من أبرزها اشتباكات مخيم نهر البارد عام 2007، واشتباكات عين الحلوة عام 2023.
أين تتوزع المخيمات الفلسطينية في لبنان؟
بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين الذين يعيشون في لبنان بنحو 490 ألفًا، وبالإضافة إلى ذلك، تظهر سجلات الأونروا أن ما مجموعه 31 ألفًا و400 لاجئ فلسطيني من سوريا يقيمون في لبنان.
لكن 280 ألف نسمة منهم يعيشون في 12 مخيمًا مسجلًا رسميًا، أما بقية اللاجئين فيقطنون في تجمعات هامشية.
مخيمات صور:
وتضم مدينة صور التي تقع على مسافة نحو 80 كيلومترًا من جنوب العاصمة بيروت، ثلاثة مخيمات فلسطينية وهي:
الرشيدية:
وتأسس مخيم الرشيدية للفلسطينيين عام 1948، ويقع جنوب مدينة صور، وتبلغ مساحته 248.4 دونمًا، فيما يبلغ سكانه حوالي 27,500 نسمة.
لكن المخيم ذاته، استخدمته الحكومة الفرنسية عام 1936 لإيواء اللاجئين الأرمن الذين فروا إلى لبنان.
وينحدر معظم سكان مخيم الرشيدية من دير القاسي وألما النهر والقرى الأخرى في شمال فلسطين المحتلة التي هُجروا منها.
خلال الحرب الأهلية اللبنانية، تأثر المخيم بشكل كبير، وخصوصًا بين الأعوام 1982 و1987، حيث تعرضت المئات من مساكنه للتدمير.
بعد اتفاق 1969 الذي اعترفت فيه الحكومة اللبنانية بوجود منظمة التحرير الفلسطينية وسيطرتها على المخيمات الفلسطينية، عمل سكان الرشيدية في الحقول الصغيرة بالمخيم دون دفع أي رسوم.
وفي العام 1970، استقبل المخيم المزيد من اللاجئين الفلسطينيين، في أعقاب أحداث "أيلول الأسود" في الأردن، وأصبحت الرشيدية بشكل متزايد مركزًا مهمًا للتجنيد والتدريب لقوات العاصفة (الجناح العسكري لحركة فتح).
وخلال العام 1974، تعرض المخيم للقصف الإسرائيلي، كما تعامل معه جيش الاحتلال خلال اجتياح لبنان عام 1982، على أنه معقل للعمليات الفلسطينيين في الجليل الأعلى، حيث قام بتدميره.
وخلال "حرب لبنان" في يوليو/تموز 2006، كان المخيم يسكنه حوالي 18,000 نسمة. وبحسب التقارير، فر أكثر من 1,000 لبناني من منازلهم بحثًا عن مأوى في الرشيدية أثناء القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، ومع ذلك تعرض المخيم للقصف في أغسطس/آب 2006.
مخيم البرج الشمالي:
ويبعد مخيم برج الشمالي مسافة 3 كيلومترات إلى الشرق من مدينة صور في جنوب لبنان، وتم تأسيسه عام 1948، للاجئين من القرى والبلدات التابعة لقضاء مدينة صفد شمال فلسطين. وبدأت "الأونروا" بتقديم خدماتها في المخيم عام 1955.
بحسب إحصاءات "الأونروا" يبلغ عدد السكان المسجلين في المخيم 19,500 نسمة، ويعاني البرج الشمالي اكتظاظًا سكانيًا لا يتناسب مع رقعته الجغرافية.
والبطالة في المخيم الذي يعتبر ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية، كبيرة بشكل شديد؛ ويعمل معظم الرجال كعمال موسميين في الزراعة وأعمال الإنشاءات والأعمال اليدوية؛ فيما تعمل النساء في الزراعة وكعاملات تنظيف في المنازل.
ومؤخرًا، خضع المخيم لعملية تحسينات في البنية التحتية، بما في ذلك تركيب شبكة تزويد للمياه ونظام صرف صحي. وفي عام 2007، بدأ مشروع مدته أربع سنوات لإصلاح وإعادة بناء 450 مسكنًا.
وتكبد المخيم الكثير من الضرر خلال سنوات الحرب الأهلية. وقد أبدى سكان المخيم دفاعًا مستميتًا إبّان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث سُمي بـ"مخيم الشهداء"، فقد خاض مقاتلوه معركة مع جيش الاحتلال، نجم عنها أسر أربعة من أفراد الجيش الإسرائيلي عند مدخله الجنوبي، فيما قامت طائرات الاحتلال بقصف الملاجئ بالقنابل الفوسفورية الحارقة، ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء والأطفال.
مخيم البص
أما مخيم البص فقد تأسس عام 1939 ويسكنه اللاجئون الفلسطينيون منذ عام 1948، ويبلغ عدد سكانه نحو 9,500 لاجئ.
يقع المخيم عند المدخل الشرقي لمدينة صور، وتنتشر المحال التجارية الفلسطينية على طول مدخله بعد حاجز الجيش اللبناني.
فيما يعمل معظم أبناء المخيم بالبناء والزراعة والتجارة، بينما يعتمد البعض على تحويلات المغتربين من أبنائهم إليهم.
وتعرض المخيم لهجمات من طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الماضي، كان أبرزها اغتيال مسؤول حركة حماس في لبنان فتحي شريف "أبو الأمين".
مخيما صيدا
وتعد صيدا ثالث أكبر المدن اللبنانية، وتعتبر آخر معاقل الجنوب اللبناني، وتضم مخيمان: الأول عين الحلوة، والثاني مخيم المية ومية.
عين الحلوة:
تأسس مخيم عين الحلوة عام 1948، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 130 ألفًا، وذلك عقب هجرة اللاجئين الفلسطينيين بسبب الأزمة السورية.
تقع مسؤولية الأمن والحوكمة في المخيم على عاتق اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية. والمخيم محاط بجدار ويسيطر الجيش اللبناني على وصول الناس ومواد البناء من خلال نقاط التفتيش.
وترتفع نسبة البطالة بين صفوف سكان المخيم، وخاصة الشباب، ويعمل أبناؤه بالتفرغ في المنظمات الفلسطينية والقوى الإسلامية الموجودة في المخيم، إضافة إلى العمل غير الدائم في قطاعات الزراعة والبناء.
ينتمي سكان المخيم إلى نحو 36 مدينة وبلدة، ولا تزال أحياء المخيم تحمل أسماء القرى والمدن الفلسطينية واللافت فيها أن ترتيبها بقي تباعًا كما كانت في فلسطين وكأنها حضرت على شكل مصغر إلى المخيم.
وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت طائرات الاحتلال لأول مرة غارة جوية استهدفت فيها منزل اللواء منير المقدح مسؤول كتائب شهداء الأقصى في لبنان، ما أدى إلى استشهاد نجله حسن وزوجته.
المية ومية
يوجد على أطراف قرية المية ومية على تلة تبعد 4 كم إلى الشرق من صيدا، وأُنشئ في 1954 على مساحة 54 دونمًا وأرضه مؤجرة لصالح "أونروا"، ويسكنه نحو 4500 نسمة.
خلال الحرب الأهلية اللبنانية، تم تدمير 15% من ملاجئ المخيم، بالإضافة إلى مدرسة للأونروا، ومركز التوزيع.
وتصف الأونروا الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين بأنه "صعب للغاية". فالرجال يجدون عملاً كعمال يوميين في مواقع البناء وفي البساتين، وتعمل النساء في البساتين وورش التطريز وفي التنظيف. ويتم تزويد جميع الملاجئ بالمياه من خلال شبكة متصلة بمحطة المياه التابعة للوكالة.
مخيمات بيروت والشمال
تضم العاصمة اللبنانية بيروت أربعة من المخيمات الفلسطينية، وهي: برج البراجنة، وضبية، ومار إلياس وشاتيلا.
برج البراجنة:
يقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأُنشئ في 1948 على مساحة 104 دونمات، وتستأجر "أونروا" أرضه ويسكنه نحو 25 ألف نسمة وتعود أصول الأغلبية من سكان المخيم للقُرى الجليليّة لقضاء عكا.
وعقب الأزمة السورية، نزح عشرات آلاف السوريين خاصة عام 2017، ليصبحوا يشكلون 47% من تعداد المخيم.
ومع ارتفاع نسبة البطالة في المخيم، يعيش أكثر من 60% من أبنائه تحت خط الفقر، بينما يعمل العاملون فيه بشكل رئيسي في قطاع البناء، بالإضافة إلى أصحاب الدكاكين والبسطات والعربات، وكذلك العاملون في الأونروا، والمتفرغون في صفوف الفصائل الفلسطينية.
وخلال الأسابيع الماضية، أجبر القصف الذي طال مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية، غالبية سكان المخيم على النزوح.
مخيم ضبية
أُسس في 1956، ويقع على بعد 12 كم شرقي بيروت على تلة تشرف على طريق بيروت-طرابلس الدولي، وتبلغ مساحته 83.6 دونمًا، وأرضه مؤجرة لصالح "أونروا"، ويسكنه نحو 4591 نسمة.
كما أدت الأزمة السورية المستمرة إلى تواجد إضافي للاجئين السوريين ولاجئين فلسطينيين من سوريا في المخيم.
وبسبب موقعه الاستراتيجي، عانى المخيم من الكثير من أعمال العنف وتعرض للكثير من الدمار خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حيث هاجمه حزب الكتائب، وفي العام 1990 تعرض ربع المساكن فيه للدمار أو للتلف الشديد فيما تم تهجير ما يزيد عن 100 عائلة من العائلات التي تقطن فيه، وأغلبها من اللاجئين الفلسطينيين المسيحيين. وهو مخيم اللاجئين الفلسطينيين الوحيد الباقي في الضواحي الشرقية لبيروت.
ويعيش سكان المخيم في ظل صعوبات اقتصادية شديدة، والعديد منهم عاطلون عن العمل. ويعمل عدد قليل من الرجال كعمالة مؤقتة فيما يعمل بعض الشباب في المحال أو كعمال نظافة.
مخيم مار إلياس
وهو أصغر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويقع إلى الجنوب الغربي من العاصمة بيروت، وتقيم فيه حوالي 30 عائلة أي ما يقارب 1650 نسمة، وتأسس عام 1952 من قبل دير مار إلياس للروم الأرثوذكس بهدف إيواء اللاجئين الفلسطينيين من الجليل في شمال فلسطين.
وقد كان معظم سكان المخيم من الفلسطينيين المسيحيين لكن تبدل الوضع بعد الحرب الأهلية اللبنانية.
ويعتبر مخيم مار الياس بأنه يشكل عاصمة سياسية وإعلامية للفلسطينيين، بسبب وجود مراكز ومقرات لمعظم قيادات الفصائل الفلسطينية فيه، كما يضم المخيم عددًا كبيرًا من المؤسسات الاجتماعية.
ويطغى على المخيم الجو اليساري الوطني، ويتميز عن غيره من المخيمات الفلسطينية بالهدوء الأمني، وعدم الظهور المسلح، وعدم وجود للجيش اللبناني حوله.
مخيم شاتيلا
تأسس عام 1949، ويقع جنوب العاصمة بيروت، فيما يبلغ عدد سكانه نحو 8,500، وهم من اللاجئين الذين لجأوا من قرى يافا في فلسطين المحتلة.
شهد المخيم دمارًا خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وتم استهدافه بشكل متكرر خلال الحرب الأهلية اللبنانية الأمر الذي أدى إلى تدمير الممتلكات، كما شهد مجزرة صبرا وشاتيلا الشهيرة، على يد حزب الكتائب.
خلال الأسابيع الماضية، شهد المخيم غارات إسرائيلية، طالت قيادات من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
مخيم نهر البارد
يقع على بعد 15 كم شمال مركز مدينة طرابلس (شمال) على البحر المتوسط، وأُسس في 1949، وتبلغ مساحته نحو 200 دونم، وتعود ملكية أرضه إلى القطاع الخاص وتستأجرها "أونروا"، ويسكنه نحو 38,000 نسمة.
في منتصف عام 2007، ونتيجة للنزاع الذي دار بين الجيش اللبناني وبين مجموعة "فتح الإسلام" التابعة لتنظيم القاعدة التي لجأت إلى المخيم، تمّ تدمير المخيم حيث تعرّض للقصف بالمدفعية الثقيلة والقنابل الجوية خلال حصار امتد ثلاثة أشهر.
مخيم البداوي
ويقع على بعد 7 كم شمال طرابلس، وأُنشئ في 1957، وتبلغ مساحته حوالي 200 دونم، وتستأجر "أونروا" أرضه من القطاع الخاص، ويعيش فيه 16,500 نسمة.
تعود جذور سكان المخيم بمعظمهم من شفا عمرو والدامون، إلى جانب قرى من قضاء يافا وحيفا وعكا وصفد.
وعبر السنوات لجأ فلسطينيون من مخيم النبطية الذي دمرته الغارات الإسرائيلية عام 1974، وتل زعتر الذي دمرته الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976، ومن مخيم نهر البارد إثر أحداث الصراع في 2007، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين والسوريين إثر الأزمة السورية.
كما يوجد في مخيم البداوي بعض الأشخاص بدون هوية أو تسجيل، جاءوا عام 1967 من الضفة الغربية والأردن ومصر والعراق.
وتعرض للاستهداف الإسرائيلي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، جراء قصف شقة سكنية داخل المخيم، أسفر عن استشهاد القيادي في كتائب القسام سعيد العلي، وزوجته وأطفاله.
مخيم ويفل
يوجد في البقاع الشرقي ويعتبر مدخل مدينة بعلبك الجنوبي، ويقع على بعد 90 كم شمال شرق بيروت، وأُسس في 1949 على مساحة 43.44 دونمًا، وأرضه مؤجرة من السلطات لصالح "أونروا"، ويسكنه حوالي 8,000 نسمة.
من الذي يحكم المخيمات الفلسطينية في لبنان؟
في العام 1970، قرر وزير الداخلية اللبناني آنذاك كمال جنبلاط إرسال الشرطة والجيش اللبناني إلى داخل المخيمات الفلسطينية "لحفظ الأمن والقانون" بالتفاهم مع ياسر عرفات. لكن الحال لم يدم طويلًا، خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982.
وحاليًا، تقدم وكالة الغوث الدولية، أونروا، الخدمات الإغاثية كالتعليم المدرسي والصحة للاجئين في تلك المخيمات، بينما تدير الفصائل الفلسطينية الأمور الحياتية الأخرى بما في ذلك الأمن والحماية.
ما هي الفصائل المسلحة بالمخيمات الفلسطينية في لبنان؟
أعلنت عدة فصائل فلسطينية في لبنان أبرزها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، منذ 8 أكتوبر 2023، تبنيها العديد من الهجمات الصاروخية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اثنين من مقاتليها من أبناء عين الحلوة، وقالت إنهما "ارتقيا خلال معارك ضد جيش الاحتلال" جنوبي لبنان.
وتشير مصادر ميدانية، إلى أن العديد من الشبان الفلسطينيين تم تجنيدهم لصالح "سرايا المقاومة اللبنانية" التابعة لحزب الله.
وإلى ذلك، فإن الجماعة الإسلامية في لبنان، أعلنت سابقًا استشهاد عدد من مقاتليها الفلسطينيين خلال معارك مع الاحتلال في جنوب لبنان.
كما أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتيال القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى خليل المقدح في 21 أغسطس/آب 2024، في منطقة الفيلات بمدينة صيدا جنوبي لبنان.
وتنشط في بعض المخيمات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية فصائل فلسطينية مسلّحة، هذه الفصائل هي:
- حركة فتح:
ويتركز وجودها في مخيمات صور وصيدا، ولديها مواقع ونقاط عسكرية، ولديها وجود أمني بالمخيمات تحت مسمى "قوات الأمن الوطني الفلسطيني".
ويعود النشاط المكثف لحركة فتح في مخيمات صيدا وصور، دون غيرها، لأسباب تاريخية أبرزها الصراع الذي وقع بين حركة فتح بقيادة ياسر عرفات، والنظام السوري بقيادة حافظ الأسد.
ولذلك فإن المخيمات الفلسطينية التي تقع بمحاذاة سوريا يقل تواجد حركة فتح فيها، حيث الثقل يعود للفصائل المقربة من النظام السوري مثل الجبهة الشعبية/ القيادة العامة.
وتعد حركة فتح الأقوى عسكريًا والأكثر تمويلًا ونفوذًا سياسيًا باعتبارها الحركة المهيمنة في منظمة التحرير الفلسطينية وتقوم مثلًا بدفع رواتب لمنتسبيها وتوزيع مساعدات إغاثية ومنح للطلبة الفلسطينيين للدراسة الجامعية.
- الجبهة الشعبية/ القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل:
وهي منشقة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولا تتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن الفصائل التي تعتبر من "قوى التحالف الفلسطيني" والتي تضم جبهة النضال وجبهة التحرير أيضًا، ويتركز وجودها في المخيمات الفلسطينية الواقعة شرق وشمال لبنان.
وتشير مصادر ميدانية إلى أن الجبهة الشعبية/ القيادة العامة، لديها موقع عسكري كبير يسمى "قوسايا" في بيروت، وقد تعرض للقصف مرات عدة من الاحتلال الإسرائيلي.
أما الفصائل الفلسطينية الأخرى المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فلديها مجموعات عسكرية أيضًا لكنها ليست بثقل حركة فتح والجبهة الشعبية/ القيادة العامة.
- حركة حماس:
ورغم تبنيها هجمات صاروخية على الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، إلا أنه ليس لديها وحدة عسكرية معلنة، فليس لديها مواقع عسكرية كما حركة فتح، وتعتمد على المؤسسات والمراكز المدنية في تأطير شبابها.
وظهر مقاتلون لعناصر حركة حماس بشكل علني في لبنان، خلال تشييع أحد أبنائها، وهو حمزة شاهين، في مخيم برج الشمالي في ديسمبر/كانون الأول 2021.
ويتركز وجود حركة حماس في مخيمات صيدا وصور بالدرجة الأولى، بحكم الكثافة السكانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان هناك.
- حركة الجهاد الإسلامي: حيث يقطن أمينها العام زياد النخالة في لبنان، ولديها عناصر مسلحة، لكن ليس لديها أيضًا مواقع عسكرية كما الفصائل الأخرى، وتنتشر في كافة المخيمات الفلسطينية لكن ثقلها العسكري والسياسي ليس كما حركتي فتح وحماس.
كما تبرز العديد من المنظمات المتشددة، وهي "عصبة الأنصار"، "جند الشام"، و"عصبة النور"، ويعد مخيم عين الحلوة ملاذا لعناصرها التي اشتبكت بالسابق مع حركة فتح مرات عدة.