بالصعق، أو زرع القنابل، وحتى اقتحام الغواصين للمنازل.. أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد القيادات الفلسطينية بالخارج

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/31 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/31 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
الصور من اليمين إلى اليسار: غسان كنفاني، إسماعيل هنية، ومحمود المبحوح /الأناضول + ويكيبيديا

أعاد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، الأضواء إلى عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد القيادات الفلسطينية، سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها.

استهدفت إسرائيل عشرات القيادات الفلسطينية عبر عمليات اغتيال داخل الأراضي المحتلة، كما نفذت عمليات مشابهة في دول مختلفة حول العالم. 

كانت هذه العمليات دقيقة وركزت على قادة نشطين في الساحة السياسية أو العسكرية أو العلمية، الذين اشتركوا جميعاً في رفض الاحتلال الإسرائيلي ودعوا إلى مقاومته.

أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد القيادات الفلسطينية بالخارج

في هذا التقرير، سنسلط الضوء على أبرز عمليات الاغتيال الإسرائيلية ضد قيادات فلسطينية خلال الربع قرن الأخير، مع تقديم ملخص بسيط عن الأدوار السياسية والمجتمعية التي قام بها هؤلاء القادة، وذلك ضمن المساحة المتاحة في التقرير.

إسماعيل هنية – استهداف في إيران

استهدف انفجار مقر إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران في ساعات الفجر الأولى من صباح الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024، وذلك بعد ساعات من وصوله طهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

بعد نحو أربع ساعات من الانفجار، أعلنت حماس رسمياً عن استشهاد هنية. على الرغم من أن إسرائيل، التي احتفلت وسائل إعلامها وسياسيوها بالخبر، لم تعلن مسؤوليتها، فإنها كانت قد توعدت بملاحقة جميع قادة حركة حماس داخل فلسطين وخارجها، بعد تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

شكل اغتيال هنية (62 عاماً) صدمة كبيرة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ عملية "طوفان الأقصى"، خصوصاً في وقت كانت فيه المفاوضات جارية لوقف الحرب الإسرائيلية وتبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس.

يشرح أرشيف هنية السياسي والنضالي أسباب اغتياله. فقد بدأ هنية ناشطاً طلابياً في الجامعة الإسلامية في غزة، وانضم إلى حماس منذ بداية تأسيسها خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، مما عرّضه للاعتقال والنفي مراراً.

تربى هنية على يد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة وزعيمها الروحي، الذي اغتيل أيضاً. وبحلول عام 2003، أصبح هنية أحد المساعدين الموثوقين لدى ياسين. 

توجد صورة شهيرة تجمع هنية بياسين في منزل الشيخ في غزة، وهو يحمل هاتفاً بجانب أذن ياسين الذي كان مصابًا بشلل شبه كامل، ليتمكن من المشاركة في الحديث.

أصبح هنية أول رئيس وزراء للشعب الفلسطيني يتسلم المنصب عبر عملية انتخابية ديمقراطية، بعد فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، وذلك بعد عام من انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

كان موقف هنية حاسماً تجاه إسرائيل، حيث رفض الاعتراف بها ودعم المقاومة المسلحة ضدها كسبيل وحيد لإنهاء الاحتلال. 

تولى هنية منصب رئيس المكتب السياسي لحماس في عام 2017 وحتى لحظة استهدافه. 

وقبيل اغتياله، كان يعمل على ملف التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار على قطاع غزة خلال الحرب التي استشهد فيها ثلاثة من أبنائه وحفيدتيه. كانت آخر محطاته في طهران، التي كان يجري معها أيضاً مباحثات باسم الحركة.

 صالح العاروري – استهداف في لبنان

في 2 يناير/كانون الثاني 2024، وفي خضم الحرب الإسرائيلة على غزة، اغتالت إسرائيل الرجل الثاني في حركة حماس، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ عام 2017، صالح العاروري في مقر إقامته في لبنان.

إذ اتهمته إسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة في الضفة الغربية، بعد استهدف طائرة مسيرة لمكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت.

شكل الرجل خطراً بالنسبة لإسرائيل رغم أنه قضى 18 عاماً في سجون الاحتلال، قبل أن يتم ترحيله إلى خارج الأراضي المحتلة. 

أسباب خشية إسرائيل من نشاطه كانت واضحة، إذ ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في الضفة عام 1992، كما اتهمته إسرائيل عام 2014 بالتخطيط لخطف وقتل 3 إسرائيليين في الضفة الغربية، وكان الحادث أحد أسباب شن الاحتلال حرباً على غزة عام 2014.

 العاروري أيضاً نشط بالعمل الطلابي في جامعة الخليل منذ عام 1985 حتى اعتقال الاحتلال له عام 1992، وتماماً مثل هنية بحركة حماس بعد تأسيسها.

بعد اعتقاله في 1992، حكم على العاروري بالسجن 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام في الضفة.

أفرج عنه في العام 2017 لـ 3 أشهر فقط، قبل أن تعيد إسرائيل اعتقاله لـ 3 سنوات أخرى. وفي العام 2010، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.

رُحل إلى سوريا، حيث استقر 3 سنوات، ومنها غادر إلى تركيا في مطلع العام 2012 بعد اندلاع الثورة السورية، واستقر أخيراً في لبنان، حيث جرى اغتياله.

عمر النايف – السفارة الفلسطينية في بلغاريا

قُتل عمر النايف وهو أحد كوادر الجبهة الفلسطينية لتحرير فلسطين (تنظيم يساري)، في السفارة الفلسطينية في بلغاريا في 26 فبراير/شباط 2016.

اتهمت الجبهة إسرائيل باغتياله، فيما أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، مقتله "في ظروف غامضة"، وقرر الرئيس محمود عباس، على خلفية ذلك، تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات مقتله.

بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوف الموساد وراء اغتياله، واتهامه بالتخطيط لتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين في الضفة الغربية. 

النايف كان قد اعتقل من قبل الجيش الإسرائيلي، عام 1986، بتهمة قتل "إسرائيلي"، وحكم عليه بالسجن المؤبد، لكنه تمكن الفرار من السجن، عام 1990، واستقر في بلغاريا. 

محمود المبحوح – صعقاً بالكهرباء في فندق بالإمارات

اغتيل محمود المبحوح في أحد الفنادق بدبي، في 19 يناير/كانون الثاني من عام 2010، إذ قالت شرطة دبي إنه قتل صعقاً بالكهرباء ثم تم خنقه، في عملية يشتبه أنها من تدبير إسرائيل، وأثارت حينها غضباً دبلوماسياً إماراتياً.

وأعلنت الإمارات عن فتحها تحقيق في اغتيال المبحوح، (لم تعلن نتائجه)، فيما كشفت شرطة دبي أيضاً عن تفاصيل تتعلق بجوازات سفر وبطاقات ائتمانية لبعض المشتبه بهم، يحملون جنسيات أوروبية. 

وبعد 5 سنوات من تنفيذ العملية نشرت القناة الثانية الإسرائيلية فيلماً قصيراً يوضح تفاصيل عملية اغتيال المبحوح، أشارت خلاله إلى وقوف "الموساد" ورائها، والموساد أيضاً هو من اتهمته حماس بتنفيذها.

وبحسب الفيلم فإن الموساد استخدم في العملية شبكة اتصالات عالية التقنية بين المنفذين كان مقرها العاصمة النمساوية فيينا، واستغرقت 22 دقيقة بحقن المبحوح بمادة أصابته بالشلل توفي بعدها على الفور.


وحسب الرواية الإسرائيلية كان المبحوح "المطلوب الأول للجيش الإسرائيلي" وبينت أن الموساد حاول في أكثر من مرة اغتياله.

فهو أحد قادة عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية وراء خطف وقتل جنديين إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والمسؤولية عن تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة.

استشهد في هذا الاستهداف محمد يوسف النجار وكمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وكمال ناصر، المتحدث رسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية، في 10 إبريل/نيسان 1973.

عز الدين الشيخ خليل – سيارة مفخخة في سوريا

عز الدين الشيخ خليل الذي كان أحد كوادر حماس اغتيل في انفجار سيارته في دمشق، في 26 سبتمبر/أيلول 2004، وقد حمّل مسؤولو الحركة إسرائيل مسؤولية اغتياله.

وقالت القناة الثانية التلفزيونية الإسرائيلية آنذاك نقلاً عن مصادر أمنية، إن اسرائيل كانت وراء تفجير السيارة. وتوعدت حركة "حماس"، وكتائب القسام في بيانين منفصلين إسرائيل برد قاس.

فيما قال بيان لوزارة الداخلية السورية، إن قنبلة انفجرت أسفل مقعد السائق في سيارته.

الشيخ خليل هو أحد القادة المؤسسين لكتائب القسام، وقد اعتقل في السجون الإسرائيلية العام 1992 إدارياً، ومن ثم أُبعد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، حيث انتقل بعدها إلى لبنان وسورية ليواصل طريقه ومشواره المقاوم من الخارج.

فتحي الشقاقي – إطلاق نار في جزيرة مالطا

في 26 أكتوبر/تشرين أول 1995، تم إطلاق النار على مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين،وأمينها العام فتحي الشقاقي، في جزيرة مالطا (جنوبي إيطاليا) أثناء عودته من ليبيا، في زيارة قيل إنها "سرية".

صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت في العام 2007، فصلاً من كتاب "نقطة اللا عودة"، من تأليف الصحفي رونين برغمان، الذي كشف عن وقوف "الموساد" وراء حادثة الشقاقي.

وجاء في الكتاب أنَّ رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت الراحل اسحق رابين، أمر في كانون الثاني باغتيال الشقاقي "في أعقاب تنفيذ الجهاد الإسلامي عملية قتل فيها 22 إسرائيلياً وجرح 108 آخرين.

عاطف بسيسو – اغتيال في باريس

في 8 يونيو/حزيران 1992، اغتيل مسؤول الأجهزة الأمنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عاطف بسيسو، في العاصمة الفرنسية باريس، وقد اتهمت حركة فتح الموساد الإسرائيلي باغتياله.

وتقول إسرائيل إن بسيسو شارك في عملية احتجاز الرياضيين الإسرائيليين في دورة ميونخ الأولمبية عام 1972.

خليل الوزير – غواصون اقتحموا منزلة في تونس

تم اغتيال خليل الوزير، الرجل الثاني في حركة التحرير "فتح" في منزله في العاصمة التونسية، في 16 إبريل/نسيان 1988.

وحسب الرواية الإسرائيلية، فإنه تم في ليلة الاغتيال إنزال "24" عنصراً مدرباً من الموساد الإسرائيلي، قرابة الشواطئ التونسية، وتسللوا إلى منزله، في ضاحية سيدي بوسعيد، وقاموا بتفجير أبوابه.

وحسب بعض التقارير فإنه تم إنزال العناصر بواسطة أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية، وتواجد في الأجواء طائرتين عموديتين للمساندة.

ووفق تلك الرواية، فقد استقل الجنود الـ "24" سيارات أجرة تابعة للموساد، بعد إنزالهم على الشاطئ، وتوجهوا إلى منزل الوزير الذي يبعد عن نقطة الإنزال 500 كيلو متر، كما أشارت وكالة "الأناضول".

وبعد تفجير أبواب منزل الوزير واقتحامه، تم قتله، ودُفن "الوزير" في مدينة دمشق بسوريا، وتم تشييعه في جنازة حاشدة.

غسان كنفاني – سيارة مفخخة في لبنان

تم اغتيال غسان كنفاني، وهو كاتب وأديب فلسطيني معروف، وقيادي في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في العاصمة اللبنانية بيروت بتفجير سيارته بواسطة عبوة ناسفة في 8 يوليو/حزيران 1972.

كان كنفاني نشطاً في المقاومة المسلحة ضد إسرائيل وداعماً لها بنشاطه وأدبه.

محمود همشري – قنبلة في باريس

تم اغتيال محمود همشري، وهو ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا حيث تم قتله من خلال قنبلة في باريس، في 8 ديسمبر/كانون أول 1972.

حسين البشير – قنبلة بفندق في نيقوسيا

تم اغتيال حسين البشير، وهو ممثل لمنظمة فتح في قبرص، من خلال زرع قنبلة في غرفته في فندق في نيقوسيا، في 24 يناير/كانون ثاني 1973.

محمد النجار وكمال عدوان وكمال ناصر – لبنان

نفذت وحدة تابعة للموساد، في العاصمة اللبنانية بيروت، عملية اغتيال ثلاثة من قادة حركة فتح ومنظمة التحرير.
استشهد في هذا الاستهداف محمد يوسف النجار وكمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وكمال ناصر، المتحدث رسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية، في 10 إبريل/نيسان 1973.

حسن علي سلامة – سيارة مفخخة في لبنان

تم اغتيال علي حسن سلامة، القيادي البارز في حركة فتح، في 22 يناير/كانون ثاني 1979، عن طريق تفجير سيارة في بيروت.


تحميل المزيد