رصد "عربي بوست" بصور الأقمار الصناعية، إقامة جيش الاحتلال الإسرائيلي ممراً جديداً موازياً لمحور فيلادلفيا في رفح جنوب غزة، أطلق عليه اسم "ممر دافيد"، تشابهت طريقة إنشائه مع ما قام به لشق ممر نتساريم وسط القطاع.
بحسب صور الأقمار الصناعية التي رصدها "عربي بوست"، فإن ممر دافيد في رفح يمتد بطول نحو 13 كيلومتراً، من معبر كرم أبو سالم، وحتى شاطئ رفح على البحر الأبيض المتوسط، ليعزل جنوب قطاع غزة بالكامل عن مصر.
ممر دافيد في رفح
قام ممر دافيد على مرحلتين، الأولى بعد عمليته العسكرية في رفح في 7 مايو/أيار 2024، والثانية بعد إعلانه السيطرة على كامل الخط الحدودي لرفح مع مصر في أواخر مايو/أيار 2024.
بدأ العمل على هذا الخط وفق الأقمار الصناعية منذ منتصف مايو/أيار 2024، أي بعد نحو أسبوع من بدء الاحتلال عدوانه العسكري على رفح والسيطرة على معبر رفح في 7 من الشهر ذاته.
بدأت عمليات التجريف هذه وشق الطريق كمرحلة أولى بين معبري كرم أبو سالم ومعبر رفح حتى 23 مايو/أيار 2024، وبدأت المرحلة الثانية بعد ذلك، بين معبر رفح والبحر الأبيض المتوسط بعد ذلك، لينتهي الاحتلال من إقامة الممر في 20 يونيو/حزيران 2024.
جاء ذكر ممر دافيد في تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أكدت فيه أنه على المشارف الشرقية لرفح -بالقرب من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة- قام الجيش الإسرائيلي بتسوية كل مبنى تقريباً بالأرض، على طول الممر.
وقالت إن بناء ممر ديفيد يأتي كجزء من خطط الجيش الإسرائيلي لبناء منطقة عازلة بطول كيلومتر واحد.
وكان لافتاً عدم ذكر هذا الطريق أو معلومات عنه في وسائل الإعلام العبرية، وفق ما رصده "عربي بوست".
ويأتي شق ممر دافيد في رفح، على غرار ممر نتساريم في وسط غزة، إذ قام جيش الاحتلال بالقيام بنسف المنازل وتسويتها بالأرض كما فعل هناك، وتجريف الأرض لإقامة الممر بشكل موازٍ لخط الشاحنات ومحور فيلادلفيا.
ولم يُعرف بعد سبب تسمية الطريق باسم طريق دافيد، إن كان إشارة إلى اتفاقية كامب ديفيد أم لا، لا سيما أن وسائل الإعلام العبرية وجيش الاحتلال تجاهلوا الحديث عنه حتى الآن.
لكن تعد المنطقة التي أقيم عليها طريق دافيد، جزءاً من المنطقة الحدودية داخل الأراضي الفلسطينية الخاضعة لسيطرة الاحتلال وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد عام 1979 بين مصر وإسرائيل، قبل انسحاب الأخيرة منها عام 2005، ضمن خطة "فك الارتباط".
تحدث "عربي بوست" مع شهود عيان في رفح، أكدوا أن آليات الاحتلال الإسرائيلي تتركز على الطريق الجديد تتواجد الآن في شارع الرشيد الممتد على الطرف الغربي لمدينة رفح.
وأشاروا إلى أن القناصة الإسرائيليين احتلوا المباني المطلة على الطريق.
وقام الاحتلال الإسرائيلي 18 يونيو/حزيران 2024، بنسف أكثر من 100 منزل في المنطقة الجنوبية والغربية والشرقية من مدينة رفح تمهيداً لشق الممر، بحسب صور الأقمار الصناعية، وهو الأمر ذاته الذي قام به قبل إقامة ممر نتساريم.
بحسب خبراء عسكريين إسرائيليين، نقلت عنهم قناة "i24" الإسرائيلية، فإن الهدف منذ بدء تحرك الجيش الإسرائيلي باتجاه محور فيلادلفيا هو فصل قطاع غزة عن صحراء سيناء ومصر.
ممر ديفيد وعودة إلى ما قبل عام 2005
بحسب معاهدة كامب ديفيد بين مصر والاحتلال، عام 1979، فإن المنطقة التي قام عليها ممر ديفيد، كانت تعد منطقة عازلة، تخضع لسيطرة وحراسة "إسرائيل"، ويبدو أنها تريد أن تعود إلى ما كان عليه الأمر قبل انسحابها من قطاع غزة عام 2005.
مؤشر آخر على ذلك، سبق أن ذكره "عربي بوست" في تقرير سابق، بشأن خطط إسرائيلية متعلقة بمستقبل إدارة معبر رفح، كما كان عليه الأمر قبل عام 2005.
ووقّع الاحتلال الإسرائيلي مع مصر عام 1979 بروتوكولاً أطلق عليه "بروتوكول فيلادلفيا"، لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام، ولكن يحدّ من الوجود العسكري للجانبين في تلك المنطقة، وسمح حينها لمصر بنشر 750 جندياً على امتداد الحدود مع غزة، تكون قوة شرطية وليست عسكرية، لمكافحة العمليات المسلحة والتسلل عبر الحدود.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الأدميرال دانييل هاغاري، أعلن في 29 مايو/أيار 2024، أنه سيطر على كامل الحدود بين رفح ومصر، وأنه عثر على نحو 20 نفقاً قال إن حماس تستخدمها لتهريب الأسلحة إلى غزة، وأنها تمثل "شريان حياة" لها، بحسب زعمه.
نقل حينها التلفزيون المصري عن مصادر رسمية نفيها لصحة ذلك، وقالت إن الاحتلال يحاول تبرير عمليتها العسكرية في مدينة رفح.
ومنذ بداية الحرب في غزة، أغلق الاحتلال الإسرائيلي معابر قطاع غزة، وسيطر على معبر رفح الحدودي مع مصر، في 7 مايو/أيار 2024، ودمره بالكامل.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في عدوانه على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلف أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطيني.
ويواصل الاحتلال حربه رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.