- نزاع بين دول بحر الصين الجنوبي حول مساحة قدرها 1.3 مليون ميل مربع
- ماذا تقول الصين عن هذه الميليشيات؟
- بكين ليست الوحيدة التي تمتلك ميليشيات بحرية؛ بعض منافسيها لديهم مثلها
- لم يسبق لها أن أطلقت النار على الخصوم
- الميليشيا البحرية بدأت مع تأسيس الجمهورية الصينية
- تتكون من فرعين أحدهما محترف والآخر يغلب عليه الصيادون
- كيف يتم تمويل الميليشيات البحرية الصينية؟
- كيف تعمل هذه الميليشيات؟
- كيف يتم التنسيق بين أسطول الميليشيات المحترف والقوارب ذات الطابع المدني؟
- كيف تتعامل الدول المناوئة للصين مع هذه الميليشيات؟
"أسطول غامض يضم أعداداً هائلة من سفن الصيد التي تعمل كميليشيات بحرية صينية" بات الحديث عن هذا الأسطول منتشراً بين السياسيين والإعلاميين الغربيين، الذين جعلوا من هذا الأسطول "بعبع" يهدد دول جوار الصين، فما حقيقة الميليشيات البحرية الصينية، وحجمها وعلاقتها بالبحرية والجيش الرسميين، وهل هذه الممارسة قاصرة على الصين، أم موجودة لدى دول أخرى؟.
ويقول خبراء الأمن البحري الغربيون -إلى جانب الفلبين والولايات المتحدة- إن هناك أسطولاً من قوارب الصيد الصينية يشكل ميليشيا بحرية توجهها بكين، ويقول الخبراء الغربيون إنها تضم مئات السفن القوية وتعمل كقوة غير رسمية -ويمكن إنكارها رسمياً- وتستخدمها بكين لتعزيز نفوذها البحري والمطالبات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وخارجه، حسبما ورد في تقرير لشبكة CNN الأمريكية.
نزاع بين دول بحر الصين الجنوبي حول مساحة قدرها 1.3 مليون ميل مربع
وتعد المياه الضحلة مجرد واحدة بحر الصين الجنوبي من العديد من المعالم المتنازع عليها في هذا البحر المهم للملاحة الدولية؛ حيث تتنافس كل من ماليزيا وفيتنام وبروناي وتايوان على السيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر بما في ذلك جزر سبراتلي.
ومع ذلك، فإن مطالبات الصين هي الأكثر توسعية على الإطلاق؛ فهي تصر على أن كل مساحة البحر البالغة 1.3 مليون ميل مربع تقريباً هي أراضيها السيادية، على الرغم من حكم غير ملزم صدر عام 2016 عن محكمة دولية في لاهاي ينفي هذه الادعاءات (لجنة تحكيم دولية لا علاقة لها بمحكمة العدل الدولية).
وللميليشيات البحرية تاريخ طويل في المنطقة. وقد أدى دورها الرئيسي في الاستيلاء على جزيرة مرجانية تدعى "سكاربورو شول" في عام 2012 إلى اندلاع واحدة من أبرز النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.
ومواجهة "سكاربورو شول" هو نزاع بين الفلبين وجمهورية الصين الشعبية حول سكاربورو شول. بدأت التوترات في 8 أبريل/نيسان 2012، بعد محاولة البحرية الفلبينية اعتقال ثماني سفن صيد صينية بالقرب من المياه الضحلة، حيث أفادت تقارير بأنه تم منعهم من قبل سفن المراقبة البحرية الصينية من تنفيذ هذه الاعتقالات.
ويحذر الخبراء الغربيون من أن الميليشيا المزعومة -التي تمتلك مئات القوارب التي يمولها ويسيطر عليها جيش التحرير الشعبي الصيني- قوة لا يستهان بها. وكما أظهر حادث Whitsun، في 22 مارس/آذار 2021، كما يقولون، يمكن استخدام الميليشيات البحرية الصينية لمحاصرة أي شعاب مرجانية أو جزيرة متنازع عليها بسرعة، إما بمفرده أو بالتنسيق مع خفر السواحل أو البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي.
وحادث Whitsun، هو واقعة شهدت تجمع نحو 200 سفينة صيد صينية شعب Whitsun المرجاني، فيما اعتبر عملاً عدائياً من قبل الفلبين، بينما قالت بكين إن السفن لجأت للمكان للاحتماء من الطقس السيئ.
ماذا تقول الصين عن هذه الميليشيات؟
تدافع بكين عن عملياتها في أماكن؛ مثل منطقة شعاب سكاربورو شول، باعتبارها أعمالاً "لحماية حقوقها"، لكنها نادراً ما تعترف بأن الميليشيا جزء من قواتها الرسمية.
ورغم ذلك من الناحية الرسمية فإن الصين لديها ميليشيات بحرية، لكنها "حذرة" بشأن ماهية القوارب الموجودة فيها بالفعل، كما يقول راي باول، مدير مشروع SeaLight، وهو مشروع للشفافية البحرية في جامعة ستانفورد الأمريكية لصحيفة the Guardian البريطانية.
وبينما تتحدث وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن أنشطة هذه الميليشيات التي تهدف إلى الدفاع عن مطالبات البلاد الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، فإن وزارة الخارجية الصينية نفت مراراً استخدام الميليشيات لهذا الغرض.
وفي عام 2021، عندما سُئلت الخارجية الصينية عن سبب ظهور أكثر من 200 سفينة في منطقة شعب وايتسون المرجاني المتنازع عليها، في جزر سبراتلي، قالت إنها قوارب صيد تحتمي من سوء الأحوال الجوية.
ولكن هناك إشارات رسمية تصدر أحياناً من بكين بشأن هذه الميليشيات، فعلى سبيل المثال، سبق أن ذكر الموقع الإلكتروني للحكومة الصينية أن منطقة راوبينج في مقاطعة قوانغدونغ، رتبت ثمانية أيام من التدريب على الاستعداد القتالي لأكثر من 160 فرداً بحرياً في يونيو 2022.
بكين ليست الوحيدة التي تمتلك ميليشيات بحرية؛ بعض منافسيها لديهم مثلها
ولكن ما لا تركز عليه التقارير الغربية الناقدة للصين أن فيتنام، لديها ميليشيات بحرية رسمياً، وكذلك بعض الولايات الأمريكية، ودول أخرى.
وبينما لا تنشر فيتنام أرقاماً رسمية عن ميليشياتها البحرية، قال اللواء فام كوانج نجان، رئيس الميليشيا الفيتنامية وإدارة الدفاع الذاتي، لوسائل الإعلام المحلية في عام 2019 إن هناك 1.5 مليون فرد.
والميليشيات الفيتنامية لديها طريقة مسح واضحة للغاية للفصل بين أفراد الميليشيات والصيادين العاديين، حسبما ورد في تقرير لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست (SCMP)، أعاد موقع Yahoo، نشره في سبتمبر/أيلول 2023.
لم يسبق لها أن أطلقت النار على الخصوم
كما أن الانتقادات الغربية لهذه الميليشيات البحرية الصينية، لا تركز كثيراً على أنها لم تستخدم أي أسلحة نارية في المواجهات، ولا تشير التقارير التي تناولت الميليشيات البحرية الصينية إلى أن سفنها أو أطقمها مسلحون، كما لا تركز هذه التقارير كثيراً على حقيقة أن نزاع الفلبين والصين عام 2012، بدأ بمحاولة الفلبين القبض على الصيادين الصينيين.
وقال تشن شيانغمياو، وهو زميل باحث مشارك في المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي في هاينان بالصين، إنه ليس هناك توجه لجعل الميليشيات الصينية تعمل كقوة مسلحة.
وأضاف: "إن إدارة الميليشيا الصينية في حالة من الفوضى بعض الشيء".
وقال راي باول، إن الميليشيات البحرية الصينية ساعدت بكين على العمل في "المنطقة الرمادية"، من خلال تنفيذ أعمال أقل بقليل مما يمكن اعتباره أعمال حرب، ولكنها تحقق هدف الحرب. النتيجة هي اكتساب بكين مزيداً من الأراضي أو السيطرة دون إطلاق رصاصة واحدة.
ويقول باول إن ما حاولت الصين القيام به حول الشعب المرجاني في منطقة توماس شول الثانية المتنازع عليها مع الفلبين العام الماضي هو في الأساس حصار، ومناورة بحرية تمنع حرية الوصول إليها، فالسفن الصينية حاصرت سفينة الإمداد الفلبينية. وأضاف: "من الصعب أن ننكر أن هناك حصاراً فعلياً مستمراً"، حسب تعبيره.
ويشير المحللون إلى أن أي حصار رسمي تفرضه البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني سيكون عملاً من أعمال الحرب. لكن من خلال استخدام الميليشيات البحرية الصينية بدلاً من ذلك، فإنها تضمن إبقاء الأمور في المنطقة الرمادية؛ أي تُبقي العملية أقل من مستوى المواجهة العسكرية التي قد تتطلب رداً بموجب معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين، كما يقول المحللون.
وتقول صحيفة the Guardian البريطانية إن قوارب الصيد الصينية بدأت في اجتياح منطقة سكاربورو شول في بحر الصين الجنوبي في منتصف شهر مايو/أيار الماضي.
وكان بعضها يتجول بالفعل حول الشعاب المرجانية الخلابة فيما تصفه بـ"المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين لبعض الوقت".
لكن القوارب الصينية لم تكن سفن صيد عادية، ولم تكن هناك للصيد. لقد كانوا هناك لمواجهة أسطول الإغاثة الفلبيني الذي يهدف إلى توصيل الإمدادات إلى الصيادين بالقرب من المياه الضحلة المتنازع عليها. في النهاية، عاد الأسطول الفلبيني قبل أن يصل إلى المياه الضحلة.
الميليشيا البحرية بدأت مع تأسيس الجمهورية الصينية
وقبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية كان لدى حزب الكومنتانغ الحاكم بدوره ميليشيات بحرية.
والميليشيا البحرية الصينية موجودة منذ عقود من الزمن، فلقد تأسست الميليشيا البحرية الصينية بعد انتصار الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية الصينية وإجبار حزب الكومينتانغ القومي على الفرار من البر الرئيسي للصين إلى تايوان؛ إذ احتاجت الحكومة الشيوعية الموحدة حديثاً إلى تعزيز دفاعاتها البحرية ضد القوات القومية، التي ظلت موجودة في عدد من الجزر الساحلية؛ لذلك، تم تطبيق مفهوم حرب الشعب على البحر حيث تم تجنيد الصيادين وغيرهم من العمال البحريين في الميليشيا البحرية الصينية.
ولعب مكتب المنتجات المائية دوراً رئيسياً في إضفاء الطابع المؤسسي على الميليشيات البحرية وتعزيزها حيث قام بتجميع مصايد الأسماك المحلية.
كان قادة مكتب المنتجات المائية أيضاً بشكل عام من ضباط البحرية الصينية السابقين رفيعي المستوى مما أدى إلى علاقات وثيقة بين هذه الميليشيات والبحرية الصينية.
وتأثر تشكيل هذه الميليشيا البحرية الصينية بـ "المدرسة السوفيتية للنظرية العسكرية، والتي ركزت على الدفاع الساحلي".
ولكنها أصبحت حالياً أكثر احترافاً، وأفضل تجهيزاً، وأكثر عسكرة تحت قيادة الرئيس شي جين بينج، الذي أصلح القوات المسلحة الصينية منذ توليه السلطة في عام 2012، حسب صحيفة الغارديان.
وكان أسطول الصيد الصيني يجري تقليص حجمه حتى عام 2008، عندما أدى تمويل الميليشيات البحرية بدلاً من ذلك إلى التوسع. ويزعم خصوم الصين أن هذا التوسع أدى إلى زيادة في الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم.
تتكون من فرعين أحدهما محترف والآخر يغلب عليه الصيادون
هذه الميليشيات البحرية مكونة حالياً من قوتين رئيسيتين؛ الأولى هي الأسطول الاحترافي الذي يضم ما لا يقل عن 100 قارب مصممة خصيصاً لتبدو وكأنها سفن صيد، حسب تقرير صحيفة الغارديان.
أما الأسطول الآخر، المعروف باسم "سفن الصيد سبراتلي العمود الفقري" (SBFV)، فهو عبارة عن مجموعة أكبر من قوارب الصيد الفعلية التي تعمل خارج الموانئ عبر هاينان وقوانغدونغ، وتم تجنيدها في مهام رسمية.
ويتكون الأسطول الاحترافي من قوارب أقوى مزودة بمعدات أفضل، وغالباً ما تكون ذات جودة عسكرية. وعادةً ما تكون مرئية على منصات التتبع عبر الأقمار الصناعية التي تتجول حول المواقع المتنازع عليها.
من الصعب اكتشاف سفن الصيد سبراتلي، وعادةً ما تحتوي على أجهزة إرسال عبر الأقمار الصناعية ذات درجة منخفضة أو لا تحتوي على أي أجهزة على الإطلاق. وقد خضع بعضها للترقيات الهيكلية والتكنولوجية.
ويعتقد أن أطقم الأسطولين هم من الصيادين والبحارة المدنيين بالإضافة إلى أفراد عسكريين سابقين تم تجنيدهم من خلال برامج تدريبية تابعة للحكومة الصينية.
وتميل السفن إلى أن يكون طاقمها أصغر من خمسة إلى ستة أشخاص تقريباً إذا كانت تشارك في أنشطة الميليشيات بدلاً من الصيد بشباك الجر الحقيقية، وفقاً لما ذكره جريج بولينج، خبير بحر الصين الجنوبي، ومدير مبادرة الشفافية البحرية الآسيوية.
كيف يتم تمويل الميليشيات البحرية الصينية؟
يتم تمويل الميليشيات البحرية الصينية في المقام الأول من خلال الإعانات الحكومية المختلفة، ويتلقى بعض الأفراد رواتب بدوام كامل من الشركات المملوكة للدولة.
وتتلقى أطقم سفن الصيد سبراتلي أيضاً إعانات حكومية مربحة للوقود لتنفيذ المهام المطلوبة منها كميليشيات، وهو دخل لا يحفزهم على الصيد، وفقاً لمبادرة الشفافية البحرية الآسيوية.
ويقول راي باول، مدير مشروع SeaLight، وهو مشروع للشفافية البحرية في جامعة ستانفورد الأمريكية: "في الغالب يجلسون بهدوء ثم يركبون معاً إلى المواقع المتنازع عليها.
وتكشف عقود العمل والمقالات الإعلامية الحكومية عن توجيهات واضحة من المسؤولين فيما يتعلق بـ"مسؤولياتهم السياسية" للعمل في مناطق معينة، ودعم الجيش الصيني عند الحاجة. وقد تلقت المدن التي تطور أساطيل ميليشيات محترفة الأوسمة الحكومية وحتى الزيارات من الرئيس الصيني شي جين بينغ لجهودها.
كيف تعمل هذه الميليشيات؟
إن الميليشيات البحرية الصينية تستخدم أساطيل من السفن ذات الهياكل الفولاذية التي يمكن استخدامها لصيد الأسماك والقتال لحماية الحقوق البحرية في الوقت ذاته، حسبما كتب العقيد تساي شيهونغ وكاي، القائد البحري السابق، في مقال بمجلة جيش التحرير الشعبي الصيني Guofang في عام 2015.
وتم نشر هذه السفن في 228 مهمة في الفترة من 2012 إلى 2014، بما في ذلك مطاردة قوارب الصيد الأجنبية، ومنعها من الهبوط على الجزر، و"حماية السلام والاستقرار" في البحر.
وتعمل الميليشيا في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك البحر الأصفر والمناطق الاقتصادية الخالصة لإندونيسيا وفيتنام وماليزيا، لكن المراقبين يركزون الآن على نشاطها في بحر الصين الجنوبي، حيث تتصاعد سياسة حافة الهاوية، وخاصة مع الفلبين.
وتقوم هذه الأساطيل برحلات يصفها تقرير الغارديان بـ"التطفلية" عبر المناطق الاقتصادية الخالصة الأجنبية، وتحاصر الشعاب المرجانية والجزر المتنازع عليها، وقد صدمت أو استخدمت خراطيم المياه بشكل متكرر على سفن أخرى في مناورات خطيرة، بما في ذلك ضد البحرية الأمريكية.
وغالباً ما تتجمع قوارب الميليشيات البحرية الصينية معاً لخلق خطر الاصطدام وإعاقة الوصول، أو تخيم في الشعاب المرجانية لعدة أشهر؛ ما يعزز الوجود المادي للصين في المنطقة التي تتواجد بها حيث يكون هذا الوجود أساسياً للسيطرة على الموقع.
كيف يتم التنسيق بين أسطول الميليشيات المحترف والقوارب ذات الطابع المدني؟
تشير تصريحات المسؤولين الصينيين إلى أنه يتم استدعاء الأسطول المحترف أولاً للقيام بعمليات أكثر عدوانية، حسب وصف الغارديان.
"يشكل الأسطول المحترف تهديداً مباشراً، ولكنه أصغر حجماً، بينما أسطول (سفن الصيد سبراتلي) أكبر ويمثل مصدر إزعاج".
يقول بولينج: "إن الحالة الملتبسة لهذا الأسطول يخلق مشكلة تتعلق بإنفاذ القانون".
وقال باول إنها أطقم سفن الميليشيا البحرية الصينية محترفة، وأن أفراد أطقمها يرتدون الزي شبه العسكري ولا يقومون بالصيد.
وأضاف: "لن تقضي أي سفينة صيد مثل هذا الوقت في التجول وعدم القيام بأي شيء، كما تفعل سفن الميليشيات البحرية الصينية".
كيف تتعامل الدول المناوئة للصين مع هذه الميليشيات؟
ولقد أدانت الحكومات الغربية ممارسات الصين في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك العمليات التي تشارك فيها الميليشيات البحرية.
واتهمت الولايات المتحدة، وهي حليف للفلبين، مراراً هذه الميليشيات بانتهاك القانون الدولي "لفرض مطالباتها البحرية الموسعة وغير القانونية".
وتقول الفلبين، التي كانت هدفاً لأنشطة الميليشيات الأخيرة، إنها "لن تُردع" عن متابعة ما تصفه بـ"الأنشطة المشروعة والقانونية في مناطقها البحرية".
ويقول جريج بولينج، مدير مبادرة الشفافية البحرية الآسيوية، إن الفلبين تتراجع أكثر مما كانت تفعل من قبل. وأضاف: "الجانب الفلبيني، لا يرى أي خيار آخر".
ولكنه يستدرك قائلاً إن هذه الممارسات "تدفع الفلبين وغيرها من الجيران لتشكيل تحالفات مناهضة للصين".
ويقول: "كانت الصين على استعداد للقيام بأشياء مجنونة وتراجع الجميع في الماضي. لكن الآن لم يعد الأمر كذلك، والصين مثل المتنمرين في المدارس لا تعرف ماذا تفعل الآن"، حسب تعبيره.
ووقعت الصين على مدونة غير ملزمة للمواجهات غير المخطط لها في البحر في عام 2014، والتي تحدد السلوك الآمن في محاولة لجعل العمل العسكري أكثر قابلية للتنبؤ به، لكنه ينطبق فقط على القوات البحرية، وليس خفر السواحل أو الميليشيات البحرية، حسبما ورد في تقرير صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست (SCMP).
وفي قمة تجمع آسيان في وقت في سبتمبر/أيلول 2023 ، دعا الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن الكتلة المكونة من 10 دول إلى التوحد والتحرك ضد ما وصفه بـ"الاستخدام الخطير" من قبل الصين لسفن خفر السواحل والميليشيات، ولكن من الواضح تماماً أن ردود دول المنطقة أقل حدة من الفلبين وبصورة أقل فيتنام.