كشفت مصادر فلسطينية لـ"عربي بوست" عن انتهاء مصر من إنشاء منطقة عازلة محاذية للحدود مع غزة، مرتبطة بسيناريو تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع، في حال شنَّ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً برياً على مدينة رفح، موضحةً دور قوة أمنية تابعة للسلطة بقيادة مدير المخابرات ماجد فرج في هذه المنطقة، ووجودها هناك.
أفادت المصادر بأنه إلى جانب إنهاء المنطقة العازلة بسيناء، فإن "نحو 500 عسكري فلسطيني وصلوا من رام الله إلى المنطقة العازلة مؤخراً، لدعم القوى الأمنية التي قام ماجد فرج بتشكيلها هناك، بطلب من الرئيس محمود عباس".
بشأن مهام هذه القوة الأمنية أوضحت أنها تتركز في ثلاث نقاط:
1- الإشراف على المنطقة الأمنية العازلة في حال خروج الفلسطينيين من قطاع غزة إليها، بالتنسيق مع الجانب المصري.
2- الإشراف على المساعدات الإنسانية وتوزيعها عليهم، والمرسلة إلى مدينة رفح جنوب القطاع.
3- بالإضافة إلى تجهيز عناصر القوة الأمنية التابعة للسلطة، لتسلم إدارة معبر رفح.
عن المهمة الأولى، قالت المصادر إن الهدف من تمركز هذه العناصر التابعة لماجد فرج في المنطقة الأمنية العازلة، "التعامل مع الفلسطينيين واستقبالهم في حال دخولهم إلى مصر عقب هجوم إسرائيلي محتمل على مدينة رفح (جنوب غزة)، وإن هذه العناصر بدأت تدريبات للتكيف مع هذا السيناريو في حال حدوثه".
ترتبط مهمة هذه العناصر الأمنية التابعة لماجد فرج "بما بعد دخول الفلسطينيين إلى هذه المنطقة العازلة، لتتعامل بشكل مباشر معهم، بالتنسيق مع السلطات المصرية"، بحسب المصادر ذاتها، موضحة أن "ماجد فرج والمخابرات المصرية توصّلا إلى أن السلطات المصرية لن تقوم بالتعامل بشكل مباشر مع الفلسطينيين الخارجين من القطاع حينها، بل ستكون عناصر السلطة الفلسطينية وسيطاً بينهم وبين مصر، حتى انتهاء الحرب".
عن المهمة الثانية، أفادت مصادر فلسطينية في مدينة رفح، لـ"عربي بوست"، بأن "ماجد فرج حاول الدخول على خط توزيع المساعدات جنوب قطاع غزة، بالتعاون مع العشائر الفلسطينية هناك، إلا أنه اصطدم بعدم قبولها لذلك، وتمسكها بالمقاومة، والحكومة القائمة، الأمر الذي أثار استياءه، إلا أنه يجهز عناصره لتسلّم هذه المهمة بأي وقت".
أما المهمة الثالثة، المتمثلة بتسلّم القوة الأمنية التابعة لماجد فرج إدارة معبر رفح، فقد سبق أن نفى مصدر في حركة حماس، لـ"عربي بوست"، أي توصل من السلطة سياسياً أو أمنياً بما يتعلق بذلك، مؤكداً أن أي حل مرتبط بمعبر رفح وإدارة قطاع غزة "يجب أن يكون توافقياً، وبتنسيق مع حكومة غزة، وهذا لم يحصل حتى الآن".
دور العرجاني بإنشاء وإنهاء المنطقة العازلة بسيناء
مصادر مصرية أخرى أكدت لـ"عربي بوست" دور رجل الأعمال المقرب من السلطة إبراهيم العرجاني، في إنشاء المنطقة العازلة، مؤكدةً أنه قام بتسليمها إلى السلطات المصرية بعد إتمام إنشائها.
كانت مؤسسة سيناء الحقوقية، كشفت في 14 فبراير/شباط 2024، عن شروع مصر ببناء المنطقة العازلة، وقالت إنها محاطة بأسوار، بهدف استقبال اللاجئين من قطاع غزة، في حال بدء سيناريو تهجيرهم إثر بدء عملية اجتياح بري لمدينة رفح.
ونقلت عن اثنين من المقاولين المحليين قولهم، إن "أعمال البناء جرت من شركات محلية من الباطن، بتكليف من شركة "أبناء سيناء" للتشييد والبناء، المملوكة لرجل الأعمال المقرب من السلطة إبراهيم العرجاني"، موضحة أن المنطقة العازلة ستكون محاطةً بأسوار بارتفاع 7 أمتار.
بناء قوة أمنية تابعة لماجد فرج في غزة
سبق أن أكدت مصادر فلسطينية أمنية في تقرير سابق لـ"عربي بوست"، ما تناولته صحف عبرية ودولية بشأن جهود ماجد فرج، لإعادة بناء قوى أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
أوضح مصدر من المخابرات الفلسطينية، أنّ القوة المسلحة تتكون من عسكريين حاليين ومتقاعدين، وأنه يجري الإعداد لتجهيز ما بين 5000-7000 عسكري، ليكون لهذه القوة الأمنية دور بما يتعلق بملف المساعدات وإدارة معبر رفح.
القناة 14 الإسرائيلية، تناولت في 12 مارس/آذار 2024، تحركات ماجد فرج، لبناء قوة مسلحة جنوب غزة، وقالت إن "إسرائيل تجري محادثات مع السلطة الفلسطينية لقبول مسؤولية توزيع المساعدات في قطاع غزة وتداعيات الحرب".
في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أفاد تقرير في 14 مارس/آذار 2024، بـ"تفاصيل خطة أعدتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ووافق عليها رئيس جهاز الاستخبارات بالسلطة الفلسطينية، ماجد فرج، تقضي بنشر آلاف من عناصر حركة فتح في قطاع غزة".
إلا أنها أشارت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضها، في حين وافق عليها وزير الدفاع يوآف غالانت، بشرط تحويل الأسماء إلى الجيش الإسرائيلي "للتأكد من عدم تورطهم في الإرهاب".
تحركات ماجد فرج في غزة
ظهرت تحركات مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، في غزة، لأول مرة بشكل علني في 30 مارس/آذار 2024، حين قامت مجموعة مسلحة تابعة له بالمشاركة في تأمين دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، بحسب ما أكدته حينها مصادر خاصة لـ"عربي بوست".
قام وقتها ماجد فرج بتشكيل قوة أمنية مكونة من 80 مسلحاً، شاركت بتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي في حماية المساعدات التي وصلت مفرق الكويت جنوب مدينة غزة.
أشارت أيضاً إلى أن قوة تتبع ماجد فرج تم تشكيلها في جنوب قطاع غزة، وانتقلت عبر شاحنات المساعدات إلى الشمال.
وكانت قناة "كان" العبرية، كشفت الإثنين، 15 أبريل/نيسان 2024، بحسب وثيقة رسمية حصلت عليها، عن أن "إسرائيل تعتزم نصب 10 آلاف خيمة قرب مدينة رفح خلال أسبوعين، تمهيداً لاجتياح جيشها المدينة برياً".
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يلوح بشكل متكرر باجتياح مدينة رفح جنوب غزة، رغم التحذيرات الدولية من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
يشار إلى أن جيش الاحتلال أجبر غالبية الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر، في عملية تهجير قسري واحتلال لمناطق في شمال غزة، ضمن عدوانه المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، مخلّفاً عشرات آلاف الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.