تعد المدرعات أو "المركبات المدرعة" بما في ذلك الدبابات المجنزرة٬ سلاحاً أساسياً للجيوش في حسم المعارك وقلب موازينها. والمدرعات مركبات عسكرية برية تكتيكية، محمية من الرصاص والقذائف بدرع كامل أو جزئي، وتكون مصفحة ومدولبة أو مزنجرة، وتجمع بين قوة النيران والقدرة الكبيرة على الحركة والمناورة وتوفير الحماية للجنود.
وتشمل المدرعات: الدبابات والعربات المصفحة ومركبات قتال المشاة وناقلات الجند المدرعة والمركبات المدرعة الخاصة. وتستخدم المدرعات على نحو أساسي للقتال، إضافة إلى مهام كثيرة متنوعة؛ كالاستطلاع والأمن الداخلي والمرافقة المسلحة ونصب الكمائن والإخلاء الطبي وتنظيف الألغام وغيرها.
وفي التقرير التالي نستعرض قائمة الدول التي تمتلك أكبر عدد من المدرعات والدبابات في العالم لعام 2024 وفقاً لمؤشر التوازن العسكري الذي يصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) لعام 2024.
إسرائيل ليست من بينها.. إليك الدول التي تمتلك أكبر عدد من المدرعات والدبابات في العالم
كانت تركيا ومصر والسعودية وإيران من بين 15 دولة تمتلك أكبر عدد من المركبات المدرعة في العالم، وفقاً لبيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) لعام 2024. على أن إسرائيل لا تملك مستويات مماثلة من المركبات المدرعة مقارنة بهذه الدول كما يقول تقرير لصحيفة Globes الإسرائيلية.
حيث تشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك ما يقارب 2200 مدرعة ودبابة٬ سيتم إضافة 200 لها خلال الفترة القادمة٬ وذلك بعدما وافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية في فبراير/شباط الماضي على شراء أكثر من 200 مركبة مدرعة لـ"مواجهة المخاطر الأمنية المتزايدة في غزة والضفة الغربية والحدود مع لبنان"٬ بقيمة بحوالي 150 مليون شيكل (41 مليون دولار).
وتتصدر تركيا الترتيب في شرق البحر المتوسط بـ 11.702 مركبة مدرعة (2378 منها دبابة)، بينما تحتل في التصنيف العالمي المركز الرابع، بعد القوى العظمى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين. وبعد تركيا تأتي مصر، في التصنيف العالمي بـ 10.389 مركبة مدرعة (2480 منها دبابة).
وفي المركز الثامن عالمياً تأتي السعودية (7227 مدرعة منها 1085 دبابة)، في حين تنتهي قائمة أكبر 15 دولة في العالم من حيث عدد المركبات المدرعة بإيران التي تملك 2878 مركبة مدرعة، منها 1513 دبابة. وبينهما تأتي القوة النووية باكستان المرتبة العاشرة عالمياً بـ 6137 مدرعة (2537 منها دبابة).
أمريكا تحتل المركز الأول عالمياً في امتلاك المدرعات والدبابات
وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالمياً بأكثر من 45.000 مركبة مدرعة عاملة، منها 2640 دبابة، و12800 من هذه المركبات مخزنة، و2000 منها دبابات.
وبعد أمريكا تأتي روسيا في المركز الثاني، وهي التي فقدت، بحسب موقع الدفاع الهولندي أوريكس، ما لا يقل عن 2800 دبابة منذ غزوها لأوكرانيا. وبحسب التقديرات، فهي تمتلك نحو 2000 دبابة عاملة وما مجموعه 23.928 ناقلة جنود مدرعة. ويرجع ذلك جزئياً إلى استثمارها حوالي 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي في ميزانية الدفاع.
وتأتي الصين في المركز الثالث عالمياً، بـ 20.254 ألف مركبة مدرعة. ولكن من ناحية أخرى، وبفضل الزخم في تطورها الدفاعي، فهي الدولة التي تمتلك أكبر عدد من الدبابات العاملة في العالم: 4700.
وبشكل عام، يظهر تحليل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن الولايات المتحدة تحتل المركز الرابع عالمياً من حيث عدد الدبابات العاملة، وتتقدم عليها الهند (3740) وكوريا الشمالية (3500).
ما دبابات القتال الإسرائيلية البارزة؟
على مدار عقود٬ امتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي أسطولاً من الدبابات القتالية التي تلعب دوراً في قدراته الحربية المدرعة٬ حيث اعتمدت إسرائيل على الدعم الأمريكي والغربي لها في الدبابات ومختلف الأسلحة. لكن بعد ذلك قامت إسرائيل بصناعة العديد من المدرعات والدبابات لتلبية مجموعة واسعة من المتطلبات التشغيلية في المعارك والحروب.
وتقود القدرات المدرعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة ميركافا المشهورة، والتي تضم النماذج II، III، و IV. ولعبت هذه الدبابات دوراً حاسماً في العمليات الهجومية والدفاعية داخل الأراضي المحتلة ومع دول الجوار، مما زود الجيش الإسرائيلي بميزة في القدرة على المناورة، وقدرة إطلاق نار هائلة، والتفوق في ساحة المعركة. حيث قامت إسرائيل بدمج أحدث التقنيات العسكرية والتحديثات المستمرة لإبقاء سلاح المدرعات في طليعة المعارك الميدانية.
1- دبابات "مجاح" الإسرائيلية أمريكية الصنع
"مجاح" أو (المدق) هو اللقب الذي منحه الجيش الإسرائيلي لدبابة المعركة الأمريكية "باتون" (M48/M60)، التي خدمت في سلاح المدرعات منذ بداية ستينيات القرن العشرين، إلى أن تم استبدالها في مستهل القرن الحادي والعشرين.
كانت لدى إسرائيل في البداية دبابات من سلسلة M48 وM60 لكنها تكبدت خسائر فادحة خلال حرب أكتوبر، ما أدى إلى استبدال النماذج الأحدث مثل M48A5، وM60، وM60A1 في السبعينيات.
وقبل حرب لبنان عام 1982، تمت ترقية دبابات مجاح 6 و7 بدروع تفاعلية متفجرة (ERA). ومنذ منتصف الثمانينيات والتسعينيات، بدأت دبابات ميركافا تحل محل "مجاح" باعتبارها دبابة القتال الأساسية في إسرائيل، مع انتقال جميع الوحدات النظامية إلى ميركافا بحلول عام 2006. وفي الوقت الذي تم استبدال دبابات "مجاح" بدبابات ميركافا المتطورة في وحدات الخطوط الأمامية، إلا أنها لا تزال في الخدمة مع الوحدات الاحتياطية.
2- دبابات ميركافا
مع بدء تطوير وبناء أول نسخة منها عام 1978، لعبت دبابات ميركافا القوية دوراً مركزياً في الصراعات الحاسمة بالنسبة لإسرائيل، بدءاً من حرب لبنان عام 1982 وحتى مواجهات الانتفاضتين الأولى والثانية، وحرب لبنان عام 2006، والحروب التالية على غزة.
وكانت أول نسخة من ميركافا تدعى Merkava Mk I تبعها دبابة Merkava Mk II التي عملت حتى عام 2016. تلتها بعد ذلك النسختان الثالثة والرابعة من دبابات ميركافا. لتكشف إسرائيل مؤخراً٬ وتحديداً في 19 سبتمبر/أيلول 2023، أي قبل أقل من شهر على هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر٬ عن تسليم نماذج الإنتاج الأولية من دبابة القتال الرئيسية من الجيل الخامس، Merkava V Barak، إلى وحدات داخل الجيش الإسرائيلي.
ولكن اليوم في الحرب الإسرائيلية على غزة يبدو أن الدبابات تتعرض لمحنة جديدة، فرغم محاولة جيش الاحتلال التغطية على خسائره (مثلما يفعل مع خسائره البشرية التي أظهرت تقارير إعلامية إسرائيلية أنها أكبر بكثير من المعلن)، تؤشر صور وفيديوهات وبيانات كتائب عز الدين القسام إلى تعرض المدرعات الإسرائيلية لخسائر كبيرة بما فيها دبابات ميركافا بواسطة قذائف محلية الصنع مثل الياسين 105، علماً بأن المركبات المدرعة الإسرائيلية عكس معظم جيوش العالم أغلبها مجنزرة ومدرعة بشكل كبير أقرب للدبابات مثل حاملة الجنود نامير التي تبنى على هيكل الدبابة ميركافا.
وتفيد تقديرات مستقاة من بيانات كتائب عز الدين القسام لخسائر تصل إلى 1200 مركبة ومدرعة إسرائيلية في معركة "طوفان الأقصى"، حيث يشير القسام للآليات التي استهدفتها وأصابتها أو دمرتها بالكامل في ظل صعوبة تؤكدها من قدر الضرر الذي تلحقه بالمركبات التي تستهدفها، فيما يبدو أن الجيش الإسرائيلي يحاول إخفاء خسائره من المدرعات.