دار للقرآن ومركز ثقافي ومكتبة بمليون كتاب.. “عربي بوست” يتجول داخل أروقة المسجد الأعظم في الجزائر

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/27 الساعة 17:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/27 الساعة 18:03 بتوقيت غرينتش
الجامع الأعظم في الجزائر (خاص عربي بوست)

يُعد الجامع الأعظم في الجزائر، الذي تم افتتاحه يوم 25 فبراير/شباط 2024 من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تحفة معمارية فريدة صممت لتكون منبراً للإسلام الذي دائماً ما كان الحصن المنيع ضد الثقافات الدخيلة والحامي لهوية الجزائريين.

ويُعتبر الجامع الأعظم في الجزائر ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، المكي والنبوي في السعودية، وأزاح من المرتبة الثالثة مسجد الحسن الثاني في المغرب، الذي أصبح يحتل المرتبة الرابعة عالمياً.

ويضاف هذا الصرح الذي يجمع طابعه المعماري بين العصرنة والأصالة إلى العديد من الجوامع والمساجد المتربعة عبر تراب الجمهورية الجزائرية، مثل الجامع الكبير المرابطي بالجزائر العاصمة، والأمير عبد القادر بقسنطينة والكوثر بولاية البليدة. 

"عربي بوست" زار المسجد الأعظم في الجزائر، ونقل بالصور أهم ما يميز الجامع الأكبر في القارة الأفريقية

جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
(1/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
(2/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
(3/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
(4/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
(5/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
(6/6)

أطول مئذنة في العالم.. 

قبالة خليج الجزائر، وبمحاذاة منتزه الصابلات أول ما يلفت انتباه المقبل على الجزائر بحراً منارة جامع الجزائر أو كما يوصف من قبل الجزائريين بـ"الجامع الأعظم" وهي منارة عظيمة تستقطب الأنظار ومثلت مركزاً لاهتمام الجزائريين.

وانتشرت صور منارة المسجد الأعظم في الجزائر، من طرف المواطنين الذين تفننوا في نقل صورها من أبعد الأماكن وأعلاها تبياناً على درجة علوها من جهة، وتأكيداً على ما تعكسه صورة هذا الصرح الديني في قلوبهم من جهة ثانية، معربين عن تلهفهم لإقامة صلواتهم به، واستبشار الخير بدنو موعد جمع شملهم على مستواه خلال التراويح المقبلة. 

وتعد المنارة أو المئذنة المزينة بالزجاج وزخرفات مغاربية خالصة أبرز ما يميز الجامع، فقد صُممتْ بأصالة المآذن المغاربية على الطراز الأندلسي، وبهندسة معمارية حديثة تبرز تاريخ الجزائر الإسلامي عبر العصور. 

ويبلغ طول مئذنة جامع الجزائر 265 متراً وهي بهذا القياس الأطول في العالم حيث يرفع منها الأذان وتؤدي وظائف عديدة عبر طوابقها الـ43،  ما يعطي انطباعاً بأن الجامع ليس مكاناً للعبادة فقط. 

وانتقلت مئذنة جامع الجزائر من مجرد مكان عالٍ يُرفع منه أذان الصلاة، إلى منارة شاهقة بوظيفة علمية وسياحية مبتكرة، إذ تضم متحفاً للحضارة الإسلامية في الجزائر ومركزاً للبحث في العلوم الدّينية وحوار الحضارات.

جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم
(1/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم
(2/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم(1)
(3/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم
(4/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
الجامع الأعظم في الجزائر
(5/6)
جامع الجزائر الأعظم (خاص عربي بوست)
جامع الجزائر الأعظم
(6/6)

مركز ثقافي داخل الجامع الأعظم في الجزائر

ولأن وظائف الجامع متعددة، فقد عملت السلطات العمومية في الجزائر على وضع كل الإمكانيات من أجل تسهيل مهامه، ويعد المركز الثقافي واحداً من أهم المباني داخل جامع الجزائر نظراً لأهمية دوره المرتبط بالثقافة. 

والمركز الثقافي في المسجد الأعظم هو مبنى عام به غرف اجتماعات متعدّدة الوظائف، وقاعة مؤتمرات مركزية تتسع لحوالي 1500 شخص، وقاعة معارض واستوديوهات، ومنطقة إدارة داخلية.

ويوجد في الطابق الأرضي للمركز، مدخلان كبيران يسمحان للزوار بالوصول إلى المبنى من الحديقة أو الجادة، ثم يتم إرشاد الزائر في امتداد بهو المدخل إلى المداخل الرئيسية للقاعة الكبرى في الطابق الأول.

كما يتوفر المركز على الإضاءة المباشرة وغير المباشرة من السّقف، ومن خلف الكسوة الخشبية الأفقية للجدران، إضافة إلى الإضاءة الفردية المتوفّرة لكل مكان، تخلق أجواء ضوئية متباينة تتكيف مع كل استخدام لهذه القاعة.

المركز الثقافي بالمسجد الأعظم (خاص عربي بوست)م
المركز الثقافي
(1/4)
المركز الثقافي بالمسجد الأعظم (خاص عربي بوست)م
المركز الثقافي
(2/4)
المركز الثقافي بالمسجد الأعظم (خاص عربي بوست)م
المركز الثقافي
(3/4)
المركز الثقافي بالمسجد الأعظم (خاص عربي بوست)م
المركز الثقافي
(4/4)

مليون كتاب ودار للقرآن.. 

ويحتوي المسجد الأعظم في الجزائر على مكتبة خاصة، حيث تُعَدُّ تحفة معمارية، تتسع لـ1800 مكان للقراءة، صُمّمت لتضم مليون كتاب، في مختلف العلوم والفنون وتخصصات العلوم الإسلامية والإنسانية والتجريبية.

وتتكون مكتبة الجامع الأعظم في الجزائر من 3 طوابق، بها قاعة رئيسيّة للعمل، وقاعات ثانوية، وأخرى متخصّصة، وأجنحة إدارية، وتجهيزات تكنولوجية حديثة.  

أما المكتبة الرّقمية في الجامع الأعظم في الجزائر فتضم قسم الوسائط السمعيّة والبصريّة، والمكتبة الصوتيّة، ومكتبة الأفلام، إضافة إلى قسم المخطوطات التاريخية.

إلى جانب المكتبة المليونية، يضم الجامع "دار القرآن" وهي المدرسة الوطنيّة العليا للعلوم الإسلاميّة، تستقبل طلبة الدكتوراه، صُمّمت لاستقبال 300 طالب وطالبة، يدرسون وفق نظام داخلي. 

وتضم إقامة دار القرٱن في الجامع الأعظم في الجزائر السكنية 300 غرفة فردية للطلبة، و15 جناحاً للأساتذة، أما المبنى البيداغوجي فيه بَهْوٌ كبير، ومدرج يتسع لـ304 مقاعد، ومطعم، ونادٍ.

وتوكل لذات المدرسة مهمة ضمان "تكوين عال ومتخصص" لفائدة خريجي مؤسسات التكوين والتعليم العاليين والتأهيل العالي في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية وتحسين المستوى، وتجديد المعارف لفائدة مستخدمي وإطارات قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، إلى جانب إقامة علاقات تبادل وتعاون مع المؤسسات الوطنية أو الدولية في مجال اختصاصها.

دار القرآن داخل المسجد الأعظم في الجزائر (خاص عربي بوست)
دار القرآن داخل المسجد الأعظم في الجزائر (خاص عربي بوست)
(1/3)
دار القرآن داخل المسجد الأعظم في الجزائر (خاص عربي بوست)
photo_5976344360301751535_x
(2/3)
دار القرآن داخل المسجد الأعظم في الجزائر (خاص عربي بوست)
دار القرآن داخل المسجد الأعظم في الجزائر (خاص عربي بوست)
(3/3)

منبر المسجد الأقصى بالجزائر

الداخل إلى جامع الجزائر من بابه رقم 15 يلاحظ الشبه الكبير بين منبر الجامع وجامع الكبير المرابطي بساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية، ويعد منبر جامع الجزائر من أضخم المنابر في العالم حجماً وشكلاً.

واستُلهم تصميمه من منبر الجامع الكبير بالجزائر العاصمة، ومنبر صلاح الدين الأيوبي بالمسجد الأقصى المبارك، في حين صُنع من خشب البلوط الأفريقي الرّفيع، وزُيِّن بالصدف الطبيعي.

ونحت منبر الجامع الأعظم في الجزائر بزخارف هندسية بها نجمة ثمانية، تعلوه قُبَيبَة مزخرفة وكُتب على جنبيه بخط الثلث الأندلسي، عبارات "الملك لله" "العزة لله" "القدرة لله"، كما له خاصية الإخفاء في الطّابق السّفلي.

photo_5976344360301751515_x
(1/5)
photo_5976344360301751516_x
(2/5)
photo_5976344360301751517_x
(3/5)
photo_5976344360301751518_x
(4/5)
photo_5976344360301751519_x
(5/5)

تعاون مع مختلف مؤسسات الدولة.. 

وينتظر من جامع الجزائر التواصل والتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة من أجل تنظيم ملتقيات وندوات فكرية، بالنظر للمرافق المتعددة والتكنولوجيات الحديثة التي يحتويها.

وبعد تدشين الجامع في 25 فبراير/شباط 2024، ينتظر افتتاحه بشكل رسمي لإقامة جميع الصلوات وتقديم الدروس، ليحتضن رواده والمتعبدين خلال شهر رمضان المقبل، بعد انتظار دام سنوات، ناهيك عن مهامه الكبرى المنتظرة من صرح بهذا الحجم.

وكان عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي، قد أكد في وقت سابق، أن الجامع سيعمل على المحافظة على كل مقومات وحدة الأمة الجزائرية وصيانة مرجعيتها الدينية الجامعة التي شكلت حصانة ذاتية لأبناء الشعب الجزائري الواحد على مدى عقود مضت.

وأوضح المتحدث أن المرجعية الدينية الوطنية لطالما كانت الحصن المنيع ضد كل عوامل الفرقة والخلاف وفي مواجهة التيارات الدخيلة التي تتغذى من الفهم الخاطئ للدين الإسلامي والشريعة السمحة.

ويحتوي هذا الصرح الجامع، على قاعة صلاة كبيرة تتربع على مساحة 20 ألف متر مربع وتتسع لأزيد من 120.000 مصل، وترتكز على دعائم رخامية مميزة ومحراب كبير تم إنجازه من الرخام والجبس المتعدد الألوان ومصبوغة بلمسات فنية تعكس الزخرفة الجزائرية الأصيلة.

كما يضم الجامع بنايات أخرى، إلى جانب فضاء مخصص لنزول المروحيات ومرأب للسيارات يتسع لـ4.000 سيارة مبنية على طابقين اثنين في الطابق السفلي لساحة كبيرة تحيط بها عدة حدائق وأحواض.

مكتبة جامع الجزائر (خاص عربي بوست)
مكتبة جامع الجزائر (1)
(1/7)
مكتبة جامع الجزائر (خاص عربي بوست)
مكتبة جامع الجزائر (1)
(2/7)
مكتبة جامع الجزائر (خاص عربي بوست)
مكتبة جامع الجزائر
(3/7)
مكتبة جامع الجزائر (خاص عربي بوست)
مكتبة جامع الجزائر(1)
(4/7)
مكتبة جامع الجزائر (خاص عربي بوست)
مكتبة جامع الجزائر
(5/7)
مكتبة جامع الجزائر (خاص عربي بوست)
مكتبة جامع الجزائر(1)
(6/7)
مكتبة جامع الجزائر (خاص عربي بوست)
مكتبة جامع الجزائر
(7/7)

"ترسيخ قيم الوسطية ونبذ التطرف" 

وأبرز الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في تصريحات إعلامية على هامش تدشين جامع الجزائر يوم الأحد 25 فبراير/شباط الجاري، أهمية دور جامع الجزائر في ترسيخ قيم الوسطية ونبذ التطرف والغلو.

وأكد الرئيس تبون ضرورة أن يقوم جامع الجزائر بترسيخ قيم الوسطية ونبذ الغلو والفكر المتطرف، ووجه القائمين على المكتبة باعتماد ضوابط واضحة للموافقة على عرض الكتب، بحيث ينبغي ألا تحتوي الكتب على "انزلاقات وأفكار خارجة عن ديننا الحنيف وتقاليدنا ووسطية أجدادنا ومشايخنا". 

من جهة أخرى، دعا الرئيس الجزائري إلى إثراء مكتبة الجامع بكتب مرجعية في مختلف التخصصات العلمية، مؤكداً أهمية التكوين في الصيرفة الإسلامية والاقتصاد والقانون.

من جهته، أوضح عميد جامع الجزائر، محمد مأمون القاسمي الحسني، في كلمة خلال احتفالية تدشين الجامع، اليوم الإثنين 26 فبراير/شباط أنه يريد أن يكون "جامع الجزائر" امتداداً لتاريخ الجزائر الحافل بالأمجاد.

وأضاف في السياق: " نريده مركز إشعاع دينيّ وعلميّ، تسري روحه في محيطه الاجتماعيّ، ويشعّ بنور هدايته على العالم من حوله، ويسعى في برامجه لتغيير النظرة إلى المؤسّسات الدّينية والعلمية على الصعيدين الوطني والدولي، بإعطاء الصورة الحقيقية لرسالة هذه المؤسّسات، والدّفع بحركتها الفاعلة من جديد بما يخدم صالح الأمّة الإسلامية، بتعدّديتها، وتنوّعاتها المذهبية والاجتماعية". 

وكذا "بما يعيد إلى الجزائر أمجادها التاريخية، وعطاءها الحضاريّ، الذي تجسّد، بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعمرانية، خلال قرون من السؤدد والريادة والتأثير"، حسب ما قاله عميد جامع الجزائر. 

وشدد المتحدث متوجهاً لضيوف الجزائر، على أنه "لا سبيل إلى تحقيق هذه الأهداف السامية  إلّا بدعمكم ومشاركتكم لنا في أداء هذه الرسالة الحضارية، خدمة لديننا وأمّتنا، في مجتمعاتنا المسلمة، في أعماق أفريقيا، وآسيا وأوروبا، وفي سائر الأقطار".

علامات:
تحميل المزيد