نظرة سريعة: ما تداعيات أطول إغلاق حكومي في تاريخ أمريكا؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/11/12 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/11/12 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
تداعيات أطول إغلاق حكومي في تاريخ أمريكا /عربي بوست

بينما تقترب أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي من نهايتها، امتدت آثار أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة لتشمل قطاعات عدة اقتصادية وسياسية بل وعسكرية، وسط تقديرات بخسارة الاقتصاد الأمريكي حوالي 15 مليار دولار يومياً.

وبدأ الإغلاق الحكومي الأمريكي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعدما فشل الحزبان الديمقراطي والجمهوري في تمرير مشروع الميزانية الجديد لتمويل الحكومة بعد انتهاء ميزانية العام الماضي في 30 سبتمبر/أيلول 2025.

ووصف مسؤولون أمريكيون التبعات التي خلفتها أزمة الإغلاق الحكومي على الاقتصاد الأمريكي، وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، إن التأثير الاقتصادي لإغلاق الحكومة الأمريكية أسوأ بكثير ما كان متوقعاً، لكنه رجّح أن ينتعش الاقتصاد الأمريكي بسرعة بمجرد انتهاء الإغلاق.

وصادق مجلس الشيوخ الأمريكي، الإثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني، على تسوية من شأنها أن تنهي الإغلاق، ما يضع حداً لحالة الجمود المستمرة منذ أسابيع، والتي أدت إلى تعطيل مساعدات غذائية لملايين المواطنين، وتركت مئات الآلاف من موظفي الحكومة دون رواتب، وأربكت حركة الطيران.

ومن شأن الاتفاق أن يعيد تمويل الوكالات الاتحادية، كما أنه سيعطل حملة الرئيس دونالد ترامب لتقليص القوى العاملة الاتحادية، وسيمنع أي تسريح للعمال حتى 30 يناير/كانون الثاني، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وسوف ينتقل الاتفاق بعد ذلك إلى مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث قال رئيس المجلس، مايك جونسون، إنه يرغب في المصادقة عليه، الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني، وإرساله إلى ترامب للتوقيع عليه ليصبح قانوناً.

ما هي تداعيات أطول إغلاق حكومي في تاريخ أمريكا؟

وقبل ساعات من تصويت مجلس النواب المرتقب على القانون، يمكننا أن نرصد 5 مشاهد باعتبارها أبرز التبعات التي خلفها الإغلاق الحكومي في أمريكا.

1- المساعدات الغذائية

  • يستخدم أكثر من 40 مليون أمريكي برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (سناب) أو "كوبونات الطعام" لتوفير الطعام لأسرهم.
  • ورغم أن هذا البرنامج كان لديه ما يكفي من التمويل لتلبية مطالب الأسر خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الإغلاق، فإن إدارة ترامب قالت إن الأموال ستنفد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
  • وقالت هانا جارث، أستاذة بجامعة برينستون تدرس انعدام الأمن الغذائي، لموقع بي بي سي، إن برنامج المساعدة الغذائية هو شريان حياة مهم يبقي الأسر بعيدة عن الفقر.
  • وأضافت أن المجموعات التي تقدم الغذاء للمحتاجين تعاني بالفعل من ضغوط، وأن فقدان برنامج "سناب" سيجعل الوضع أسوأ.
  • وبدأ الأشخاص المسجلون في البرنامج في تخزين الطعام وزيارة منظمات الإغاثة، في انتظار إنهاء الأزمة من قِبل الكونغرس.
  • ورفع نصف الولايات الأمريكية ومنطقة كولومبيا دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب تجميد المساعدات الغذائية.
  • من جانبها، ألقت الإدارة باللوم على الديمقراطيين في نفاد التمويل، وقالت إنها لن تسحب الأموال من صندوق الطوارئ إلا في حالة الطوارئ مثل الكوارث الطبيعية.
  • وتقوم الحكومة الفيدرالية بتوزيع مزايا برنامج "سناب" من خلال البرامج التي تديرها الولايات.
  • وقالت بعض الولايات، مثل فرجينيا، إنها ستكون قادرة على تعويض أي نقص في الأموال في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن ولايات أخرى مثل ماساتشوستس قالت إنها لا تستطيع تغطية العجز.

2- فوضى في قطاع الطيران

  • وكان قطاع الطيران من أبرز القطاعات التي تأثرت بأزمة الإغلاق الحكومي.
  • وعكفت شركات الطيران الأمريكية على إعادة ترتيب جداول الرحلات الجوية، بينما كانت تتلقى سيلاً من استفسارات العملاء، بعد أن أمرت الولايات المتحدة بتخفيضات في الرحلات الجوية في بعض أكثر المطارات ازدحاماً في البلاد، وذلك في أحدث اضطراب للسفر بسبب الإغلاق الحكومي الممتد.
  • وأجبر الإغلاق الحكومي حوالي 13 ألف مراقب حركة جوية و50 ألف مراقب أمني على العمل دون أجر، ما أثار الخوف من اضطرابات السفر خلال العطلات المقبلة.
  • وتسبب نقص الموظفين بالفعل في تأخير عشرات الآلاف من الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد، وقدّرت شركات الطيران أن ما لا يقل عن 3.2 مليون مسافر تأثروا.
  • وتجاوز عدد رحلات الطيران الملغاة، الأحد 9 نوفمبر/تشرين الثاني، 2700 رحلة، وفقاً لموقع فلايت رادار، إضافة إلى تأخر حوالي 10 آلاف رحلة، بحسب وكالة الأناضول.
  • من جانبه، قال وزير النقل الأمريكي، سين دوفي، إن حركة النقل الجوي في الولايات المتحدة قد تنخفض بشكل كبير في حال استمرار الإغلاق.
  • وحذّر دوفي من أن يؤدي الإغلاق الحكومي إلى انخفاض عدد الرحلات الجوية بنسبة قد تصل إلى 20%.

3- الناتج المحلي الإجمالي

  • ينطوي استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي على ضرر محتمل للنمو الاقتصادي في الربع الرابع من العام.
  • وخلصت تقديرات خبراء اقتصاديين إلى أن الإغلاق يلتهم كل أسبوع ما بين 0.1 و0.2 نقطة مئوية من النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي بعد التعديل في ضوء التضخم.
  • وسيكون الإنفاق الاستهلاكي وإنتاجية الموظفين في الحكومة الاتحادية أكبر ضحايا الإغلاق.
  • وبعد منح إجازات مؤقتة لنحو 700 ألف موظف في الحكومة الاتحادية، بينما يعمل عدد مماثل تقريباً دون أجر، قد تضطر الأسر لتأجيل بعض النفقات.
الدولار الأمريكي/رويترز
الدولار الأمريكي/رويترز

4- رواتب الموظفين الفيدراليين

  • يعمل آلاف الأمريكيين في الحكومة الفيدرالية كموظفين مدنيين، وكثير من هؤلاء الأشخاص لن يحصلوا على رواتبهم بموجب الإغلاق الحكومي.
  • وقالت بنوك الطعام في جميع أنحاء الولايات المتحدة بالفعل إنها لاحظت زيادة في عدد الموظفين الفيدراليين الذين يطلبون المساعدة، وخاصة في واشنطن العاصمة.
  • وإذا استمر الإغلاق حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول، فسيتم حجب نحو 4.5 مليون شيك راتب من الموظفين المدنيين الفيدراليين، وهو ما يعني فقدان نحو 21 مليار دولار من الأجور، وفقاً لمركز السياسة الحزبية.
  • ومن المعتاد أن يحصل الموظفون الذين تم تسريحهم مؤقتاً على أجورهم بعد انتهاء عمليات الإغلاق، على الرغم من أن ترامب هدّد بحجب الأجور، ويحاول حالياً طرد آلاف العمال، وهو ما يتم الطعن فيه في المحكمة.
  • وقال جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين لدى إي. واي بارثينون، لرويترز: "سيكون هناك تأثير على الاقتصاد… لن يصل الأمر إلى الدفع بالاقتصاد إلى الركود، لكن كلما طال أمد ذلك، زادت الخسائر التي قد تكون دائمة بالنسبة لموظفي الحكومة الاتحادية الذين ربما اضطروا إلى خفض نفقاتهم لأنهم لم يتلقوا رواتبهم، أو لأنهم في الأساس يتوخون الحذر بشكل أكبر في إدارة شؤونهم المالية رغم توقعهم الحصول على رواتبهم بأثر رجعي".
  • ولم يقتصر وقف الرواتب على الموظفين الفيدراليين الأمريكيين، بل شمل ذلك أيضاً موظفين أجانب يعملون لدى جهات أمريكية خارج البلاد.
  • وقالت وزارة الخارجية الإيطالية إن نحو 2000 موظف محلي يعملون في بعض القواعد العسكرية الأمريكية بإيطاليا، معظمهم في قاعدة أفيانو الجوية وقاعدة الجيش في فيتشنسا بشمال شرق البلاد، لم يتقاضوا رواتبهم بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، وإن روما تجري محادثات مع السلطات الأمريكية لحل هذه المشكلة.

5- توقف مبيعات الأسلحة لحلفاء واشنطن

  • وعلى صعيد الصادرات العسكرية، تأخرت صادرات الأسلحة الأمريكية لدعم حلفاء الناتو وأوكرانيا، والتي تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار، بسبب الإغلاق الحكومي، وفقاً لتقديرات وزارة الخارجية التي تمت مشاركتها مع موقع أكسيوس.
  • وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لموقع أكسيوس: "هذا في الواقع يلحق الضرر بحلفائنا وشركائنا، والصناعة الأمريكية في توفير الكثير من هذه القدرات الحيوية في الخارج".
  • وأضاف المسؤول أن عمليات تسليم الأسلحة – بما في ذلك صواريخ أمرام، وهيمارس، ونظام إيجيس المضاد للصواريخ – لحلفاء مثل الدنمارك، وكرواتيا، وبولندا، قد تأثرت.
  • وقال المسؤول إن المعاملات المعلقة تشمل مبيعات الأسلحة مباشرة من الحكومة الأمريكية إلى حلفاء الناتو، فضلاً عن تراخيص تصدير الأسلحة الممنوحة لشركات الدفاع الأمريكية الخاصة.
  • ويتطلب قانون مراقبة تصدير الأسلحة مراجعة مقترحات بيع الأسلحة من الكونغرس.
  • وقد تم إعفاء العديد من موظفي وزارة الخارجية الذين تتمثل وظيفتهم في إطلاع موظفي اللجان البرلمانية على سير العملية – والتأكد من اكتمالها – من العمل مؤقتاً، مما تسبب في تباطؤ العملية.
  • وقال مسؤول كبير إن مكتب الشؤون السياسية والعسكرية التابع للخارجية كان يعمل بنحو ربع عدد موظفيه الطبيعي لدعم مبيعات الأسلحة الشهر الماضي.
تحميل المزيد