“انتصار” لبوتين وزيارة ترامب لموسكو.. أبرز 7 مشاهد من القمة الروسية الأمريكية بشأن أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2025/08/16 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/08/16 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة الروسية الأمريكية/ رويترز

لم تُسفر القمة الروسية الأمريكية التي جمعت الرئيسين دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 15 أغسطس/آب، وحظيت باهتمام واسع، عن أي اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو إعلان هدنة، على الرغم من أن الزعيمين وصفا المحادثات بأنها مثمرة.

وخلال ظهور لفترة وجيزة أمام وسائل الإعلام عقب الاجتماع الذي استمر قرابة ثلاث ساعات في ولاية ألاسكا الأمريكية، قال الزعيمان إنهما أحرزا تقدماً في قضايا غير محددة دون ذكر تفاصيل.

وقال ترامب، وهو يقف أمام خلفية مكتوب عليها "السعي لتحقيق السلام"، "أحرزنا بعض التقدم". وأضاف: "لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق".

ولا يبدو أن المحادثات نتج عنها مبدئياً خطوات ملموسة نحو وقف إطلاق النار في الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاماً، وهو الهدف الذي حدده ترامب قبل القمة.

لكن مجرد الجلوس وجهاً لوجه مع الرئيس الأمريكي مثل انتصاراً لبوتين، الذي يواجه عزلة من القادة الغربيين منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، وفق تقارير غربية عدة.

أبرز مشاهد القمة الروسية الأمريكية بشأن أوكرانيا

1- لا اتفاق

كما أقرّ ترامب خلال مؤتمره الصحفي الموجز مع بوتين، فإن "التفاهم" و"التقدم" بعيدان كل البعد عن الاتفاق.

وبينما لم يُسمح للصحفيين بطرح الأسئلة خلال المؤتمر الصحفي، فشل الزعيمان في التفاوض حتى على وقف إطلاق النار.

وقال ترامب: "لن يكون هناك اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق"، في حين وصف بوتين محادثاتهما بأنها "نقطة مرجعية" لإنهاء الصراع، والأهم من ذلك، أنها نقطة انطلاق محتملة لعلاقات دبلوماسية واقتصادية أفضل بين واشنطن وموسكو.

ولم يكن هناك أي ذكر للعديد من الموضوعات عالية المخاطر على الطاولة، بما في ذلك تجنب الولايات المتحدة فرض أي عقوبات أخرى على روسيا، أو صفقة الأسلحة النووية، أو الضمانات الأمنية لأوكرانيا كجزء من اتفاق السلام.

2- حقق بوتين انتصارات قبل القمة وبعدها

حقق بوتين انتصاراً حتى قبل وصوله إلى الولايات المتحدة. فبعد سنوات من نبذه من الغرب، عاد إلى الأراضي الأمريكية لأول مرة منذ عقد، حيث استقبلته طائرات مقاتلة أمريكية، وسجادة حمراء، وجولة في سيارة ترامب المدرعة "الوحش"، وفق ما رصد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وحقق بوتين نصراً آخر عند انتهاء المفاوضات، مغادراً الولايات المتحدة دون تقديم أي تنازلات كبيرة، ومحافظاً على علاقة وطيدة مع ترامب. فخلال الأشهر القليلة الماضية، كان الرئيس الأمريكي يشعر بالإحباط المتزايد من بوتين، إذ كان يرى فيه عقبة أمام وقف إطلاق النار واتفاق سلام نهائي لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض في أوائل يوليو/تموز: "إنه لطيف للغاية معنا طوال الوقت، لكن اتضح أن ذلك لا معنى له".

لكن يوم الجمعة، لم يبدِ أي إشارة إلى إحباطه من نظيره الروسي، حتى مع اعتراف ترامب بأنهما لم يتوصلا إلى اتفاق.

وقال ترامب: "لقد كانت لدي دائماً علاقة رائعة مع الرئيس بوتين".

بوتين كورسك روسيا لماذا طردت روسيا دبلوماسيين بريطانيين، وما تداعيات هذه الخطوة؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ الأناضول

3- القتال في أوكرانيا سيستمر

استمرت الحرب في أوكرانيا حتى بينما كان ترامب وبوتين يعقدان قمتهما، معلنين سعيهما للسلام. وبينما كانت الاستعدادات جارية لأول لقاء مباشر بينهما منذ عام 2019، لم تكن هناك أي مؤشرات على استعداد القوات الروسية لوقف إطلاق نار محتمل، مع ورود تقارير تفيد بأن مجموعات تخريبية صغيرة اخترقت الدفاعات الأوكرانية في شرق دونباس.

كما حذّر زيلينسكي من أن روسيا تُخطط لهجمات جديدة على ثلاثة أجزاء من خط المواجهة.

وزعمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الجمعة، أن روسيا تُجهّز لإجراء تجارب على صاروخ كروز جديد قادر على حمل رؤوس نووية، والذي، في حال نجاحه، سيُستخدم لتعزيز موقفها التفاوضي مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

وبينما التقى الزعيمان، كانت معظم المناطق في شرق أوكرانيا تحت تحذيرات من غارات جوية، في حين أفاد حكام منطقتي روستوف وبريانسك الروسيتين بأن بعض أراضيهما تعرضت لهجوم من طائرات بدون طيار أوكرانية.

وقال النائب الأوكراني المعارض، أوليكسي هونتشارينكو، عبر تيليغرام إن استمرار القتال دليل على أن بوتين لم يكن مهتماً أبداً بالتفاوض على وقف إطلاق النار: "يبدو أن بوتين كسب المزيد من الوقت. لم يتم الاتفاق على أي وقف لإطلاق النار أو خفض التصعيد".

4- ترامب منفتح على زيارة روسيا

عندما بدأ التخطيط المتسرع للقمة التاريخية في ألاسكا، تساءل بعض المراقبين ما إذا كان ترامب سيقوم بزيارة احتفالية إلى الدولة المجاورة، نظراً لقرب الولاية من روسيا التي تبعد أقل من 60 ميلاً.

وأشار أحد المقربين من ترامب قبل أيام من الرحلة إلى احتمالية زيارة موسكو لاحقاً. لذا، ربما لم يكن الأمر مجرد مزحة عندما اقترح بوتين، في لحظاتهما الأخيرة على المنصة، أن يلتقي الزعيمان في عاصمته.

بدا ترامب متجاوباً. وقال: "أوه، هذا سؤال مثير للاهتمام. لا أعرف، سأتعرض لبعض الانتقادات بسببه. لكنني أتوقع حدوثه".

وكانت آخر زيارة لرئيس أمريكي إلى روسيا عام 2013، عندما زارها الرئيس باراك أوباما لحضور قمة مجموعة العشرين في سانت بطرسبرغ. ويبدو أن ذلك العام هو أيضاً آخر عام زار فيه ترامب روسيا، حيث زارها لاستضافة مسابقة ملكة جمال الكون.

وقبل المسابقة، حاول ترامب، الذي سعى على مدى عدة عقود لإقامة مشاريع بناء في روسيا، إثارة الاهتمام بالحدث، فكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "هل تعتقد أن بوتين سيذهب إلى مسابقة ملكة جمال الكون في نوفمبر/تشرين الثاني في موسكو – إذا كان الأمر كذلك، فهل سيصبح صديقي المفضل الجديد؟".

دبابات ليوبارد الألمانية من الطراز الذي سمحت برلين بإرساله إلى أوكرانيا/رويترز

5- لدى ترامب قواسم مشتركة مع بوتين أكثر من زيلينسكي

شهدت القمة غياب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، وكان من الصعب تجاهل التناقض بين الهجوم العلني الذي شنّه ترامب ونائبه، جي دي فانس، على زيلينسكي في المكتب البيضاوي في فبراير/شباط الماضي، والعلاقة الشخصية ــ التي قد يصفها البعض بالدفء ــ التي بدت واضحة في ألاسكا بين ترامب وبوتين.

وربما كان بوسع كييف أن تستمد العزاء من حقيقة أن ترامب لم يبدُ أنه قبل كل مطالب بوتين، ولكن القمة لم تفعل الكثير لطمأنة أوكرانيا بأنها تستطيع، على حد تعبير زيلينسكي، الاستمرار في "الاعتماد على أمريكا"، كما تقول صحيفة الغارديان.

فيما قال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً مطولاً مع الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، ثم تحدث إلى قادة حلف شمال الأطلسي عقب القمة.

وأعلن زيلينسكي أنه سيتوجه إلى واشنطن الاثنين المقبل للقاء نظيره الأمريكي من أجل بحث القضايا المتعلقة بإنهاء الحرب مع روسيا.

وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعداً لعقد اجتماع مع الرئيس بوتين".

6- دق إسفين بين الولايات المتحدة وأوروبا

سعى بوتين إلى تصوير مطالبه على أنها معقولة، محذراً الزعماء الأوروبيين من "عرقلة" التقدم الذي أحرزه مع ترامب في ألاسكا.

وفي إطراء للرئيس الأمريكي، قال بوتين إن الحرب في أوكرانيا ما كانت لتبدأ لو كان ترامب في المكتب البيضاوي، وحاول إقناعه بأن الدول الأوروبية هي المسؤولة عن إطالة أمد الصراع.

وعندما علم أن ترامب كان على وشك الاتصال بالرئيس زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين بعد اجتماعهما، حذر الدول الأوروبية من القيام "باستفزازات".

وفي إطار سعيه إلى إثارة الخلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا، تحدث بوتين بإيجابية عن التحالف الأمريكي مع الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، وأشار إلى دور ألاسكا في تزويد الجيش الأحمر بالطائرات المقاتلة الأمريكية.

وأضاف: "سوف نتذكر دائماً أمثلة تاريخية أخرى عندما هزمت بلداننا أعداءنا المشتركين معاً".

وأهمل بوتين الإشارة إلى أن دولاً مثل بريطانيا قامت أيضاً برحلات محفوفة بالمخاطر في درجات حرارة متجمدة أثناء الحرب العالمية الثانية لتسليم الأسلحة إلى الاتحاد السوفييتي، بحسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية.

ترامب
ترامب وبوتين يقرران مصير أوكرانيا.. هل تعمدت أميركا تهميش أوروبا؟- عربي بوست

7- خطاب ميلانيا لبوتين

ذكر مسؤولان في البيت الأبيض أن زوجة الرئيس الأمريكي ترامب، ميلانيا ترامب، تحدثت عن محنة الأطفال في أوكرانيا وروسيا في رسالة شخصية إلى الرئيس الروسي بوتين، الجمعة.

وقال المسؤولان لرويترز إن الرئيس ترامب سلم الرسالة باليد لبوتين خلال قمة ألاسكا. ولم ترافق ميلانيا المولودة في سلوفينيا ترامب في الرحلة إلى ألاسكا.

ولم يفصح المسؤولان عن فحوى الرسالة سوى بالقول إنها أشارت إلى عمليات اختطاف الأطفال الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.

ولم يشر أي تقرير إلى هذه الرسالة من قبل.

وتمثل مسألة الأطفال الأوكرانيين مسألة حساسة للغاية بالنسبة لكييف. ووصفت أوكرانيا عمليات اختطاف عشرات الآلاف من الأطفال الذين جرى اقتيادهم إلى روسيا أو أراض تسيطر عليها روسيا دون موافقة ذويهم أو الأوصياء عليهم جريمة حرب ينطبق عليها تعريف معاهدة الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.

وقالت موسكو في السابق إنها تحمي الأطفال المعرضين للخطر من منطقة حرب.

تحميل المزيد