تركيا تستعد لامتلاك مقاتلات “يوروفايتر” الأوروبية.. لماذا تخشى “إسرائيل” من هذه الصفقة؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/07/22 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/07/22 الساعة 14:55 بتوقيت غرينتش
طائرة يوروفايتر تايفون المقاتلة تابعة للقوات الجوية الألمانية تحمل صاروخ ميتيور جو-جو بعيد المدى، الصورة: MBDA

في خطوة قد تُعيد خلط أوراق القوة الجوية في المنطقة وتغضب "إسرائيل"، تستعد تركيا لإبرام واحدة من أكبر صفقات التسلّح خلال العقد الأخير، وتوشك على إنهاء تفاصيل اتفاق شراء مقاتلات "يوروفايتر تايفون" المتطورة من دول أوروبية. 

ويبدو أن الصفقة المرتقبة، التي يمكن أن تتجاوز قيمتها 5.6 مليار دولار، تمثل رسالة واضحة مفادها أن تركيا لم تعد تقبل البقاء رهينة الضغوط الأمريكية، خصوصاً بعد تعثر صفقات شراء طائرات F-16 وF-35 الأمريكية.

لكن في الوقت نفسه، تثير صفقة "يوروفايتر" التركية – الأوروبية قلقاً بالغاً في "إسرائيل"، التي تعتبر أن امتلاك تركيا لهذه الطائرات ونوعية تسليحها، قد يكون تهديداً مباشراً لتفوقها العسكري النوعي وهيمنتها الجوية في المنطقة.

تركيا تضع اللمسات الأخيرة لصفقة مقاتلات يوروفايتر مع أوروبا

  • قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن تركيا تقترب من إبرام صفقة كبيرة لشراء طائرات يوروفايتر تايفون المقاتلة الأوروبية من الجيل 4.5. وبحسب الصحيفة من المتوقع أن تبلغ قيمة العقد الذي ستوقعه أنقرة من أوروبا نحو 5.6 مليار دولار لشراء 40 طائرة كحد أقصى، لكن الرقم الدقيق لا يزال قيد المناقشة.
  • من جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تريد إنهاء صفقة شراء مقاتلات يوروفايتر في أقرب وقت ممكن. وقال في تصريحات صحفية يوم الإثنين 22 يوليو/تموز 2025 إن ألمانيا وبريطانيا اتخذتا موقفا إيجابيا بشأن بيع طائرات يوروفايتر المقاتلة لتركيا. 
  • سعت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى شراء طائرات يوروفايتر منذ عام 2022 لكن المحادثات تعثرت بسبب تردد ألمانيا في الموافقة على ترخيص تصدير الطائرات لأسباب سياسية. وألمانيا هي واحدة من أربع دول مشاركة في مشروع يوروفايتر – إلى جانب إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة – ويتطلب تصدير طائرات تايفون إلى تركيا موافقتها.
  • وأفادت مصادر مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الحكومة الألمانية الجديدة أبدت استعدادها للمضي قدمًا في الصفقة. وصرح المستشار فريدريش ميرز في مؤتمر صحفي عُقد في لندن الأسبوع الماضي بأن المفاوضين يقتربون من اتخاذ قرار قد يُمكّن من إصدار ترخيص تصدير.
  • في الوقت نفسه، وصلت المحادثات بين الحكومتين التركية والبريطانية إلى مرحلة متقدمة، وقد يُعلن عن اتفاق مبادئ يُمهّد الطريق لتوقيع هذا العقد، خلال المعرض الدولي لصناعة الدفاع في إسطنبول، وفقًا لمصادر مطلعة. وأضافت المصادر أن وزارة الدفاع البريطانية تهدف إلى توقيع اتفاقية مع تركيا بشأن خطة تفتيش واختبار الطائرات بحلول نهاية العام الجاري.
  • وإذا طلبت تركيا شراءً، فسيتعين على يوروفايتر زيادة إنتاجها إلى 30 طائرة تايفون سنويًا، وقد يشعر مشترون محتملون آخرون بالقلق من احتمال أن يكونوا آخر من يستلم الطائرة، وفقًا للمصدر. حيث تستطيع يوروفايتر إنتاج 14 طائرة سنويًا، وتسعى لزيادة هذا العدد إلى 20. ومن شأن النجاح في الفوز بطلبية من تركيا أن يضيف إلى عبء العمل على مشروع مقاتلات يوروفايتر بعد أن قال اتحاد العمال البريطاني في وقت سابق من الشهر الجاري إن خطوط إنتاج طائرة تايفون في مصنع بي إيه إي وارتون في شمال إنجلترا توقفت.

لماذا تريد تركيا شراء هذه طائرة "يوروفايتر تايفون" الأوروبية؟

  • تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية تركيا لتحديث أسطولها الجوي، خاصة في ظل التحديات التي واجهتها في صفقة شراء وتحديث طائرات إف-16 من الولايات المتحدة، والتي تأخرت بسبب عقبات سياسية، بما في ذلك استبعاد تركيا من برنامج إف-35 الأمريكية بعد شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400. 
  • وقد ألمح الرئيس دونالد ترامب، الحليف المقرب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخراً إلى رغبته في عودة تركيا إلى برنامج إف-35، لكن حتى اللحظة لم يحدث أي تقدم في هذا الشأن، ولم تتم أيضاً صفقة طائرات إف-16.
  • في غضون ذلك، تُحرز تركيا تقدمًا في تطوير طائرتها المقاتلة المحلية الصنع من طراز KAAN، والتي أكملت رحلتها الأولى في فبراير 2024. وتعتزم أنقرة تسليم أول طائرة KAAN لقواتها الجوية بحلول نهاية عام 2028. وقد وقّعت إندونيسيا بالفعل اتفاقية لشراء 48 طائرة من هذا الطراز. وتهدف تركيا في نهاية المطاف إلى أن تحل طائرة KAAN محل أسطولها من طائرات F-16.
  • وبدأت تركيا محادثات منذ عام 2023 لشراء طائرات "يوروفايتر" حيث أبدت بريطانيا وإسبانيا موقفًا إيجابيًا. وكانت ألمانيا العقبة الرئيسية بسبب تحفظات على سياسات أنقرة الخارجية، خاصة تلك التي تتعلق بالتوترات الإقليمية مع اليونان وقبرص، والملف الكردي، وانتقادات تركيا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
  • وفي أكتوبر 2024، أعلن مسؤول تركي أن أنقرة تجري أعمالًا فنية لتسريع عملية الشراء، وأن وفدًا من الدول الأربع زار تركيا لبحث التفاصيل التقنية، بما في ذلك مراحل الشراء، تدريب الطيارين، وبروتوكولات الصيانة. وبحلول يناير 2025، أرسلت تركيا قائمة احتياجاتها الفنية إلى وزارة الدفاع البريطانية، مع تلقي عرض أسعار. وفي مارس 2025، أفادت تقارير أن تركيا تلقت عروض أسعار لشراء 40 طائرة، وهي بصدد تقييم هذه العروض مع تحضير عرض مضاد.

ما الذي يثير غضب "إسرائيل" من هذه الصفقة؟

  • بعد التقارير التي تحدثت عن اقتراب تركيا من شراء طائرة "يوروفايتر تايفون" الأوروبية، أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عن قلقه بشأن التداعيات التي قد تترتب على أمن إسرائيل إذا ما تمت هذه الصفقة، وألقى باللوم في تقدمها على فشل وزارة الخارجية والحكومة الإسرائيلية في عرقلتها.
  • وقال لابيد: "تمتلك تركيا بالفعل أكبر وأقوى بحرية في الشرق الأوسط، وقد حددت لنفسها الآن هدفًا يتمثل في تحقيق توازن جوي مع إسرائيل. هذا أمر خطير، وحكومتنا الفاشلة سمحت لهذه الصفقة بالمضي قدمًا دون أن تفعل شيئًا حيالها".
  • وأضاف "لو كان لدى إسرائيل وزارة خارجية فاعلة، أو حكومة طبيعية، لكانت منعت منذ زمن طويل إبرام الصفقة لبيع طائرات "يوروفايتر تايفون 4.5″ إلى تركيا من قبل ألمانيا وبريطانيا".
  • وتعد تركيا عضواً رئيساً في الناتو وتمتلك ثاني أكبر جيش في الحلف، وإذا حصلت على مقاتلات يوروفايتر المتقدمة، فذلك سيمنحها تفوقاً جوياً إضافياً في شرق المتوسط، وهي منطقة تشهد توتراً بين إسرائيل وتركيا (خصوصاً بعد توتر العلاقات خلال السنوات الماضية، من أزمة مرمرة حتى المواقف الحالية من الحرب على غزة وكذلك ترسيم الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز). ويرى الإسرائيليون أن هذا يعقد ميزان القوى بالمنطقة والذي تحاول الحفاظ عليه لصالحها.
  • تستند هذه المعارضة إلى مبدأ "التفوق العسكري النوعي" (QME) الذي تتبناه إسرائيل منذ عقود، وتدعمه القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. وتعتبر تل أبيب أن امتلاك أي دولة في المنطقة لصواريخ "ميتيور" الأوروبية جو-جو بعيدة المدى، التي يمكن لهذه الطائرات حملها يمثل تهديدًا مباشرًا لتفوقها الجوي، نظرًا لما توفره هذه المنظومة من قدرة ضرب جوية استثنائية.
  • ولهذه الأسباب أيضاً، كشفت تقارير أجنبية الشهر الماضي عن جهور إسرائيلية لعرقلة حصول مصر على مقاتلات يوروفايتر تايفون المزودة بصواريخ "ميتيور" Meteor. وتُجري مصر مفاوضاتٍ بالغة الأهمية مع الأوربيين منذ العام الماضي لشراء مقاتلات يوروفايتر المتطورة. ويُمثل الاستحواذ المُحتمل على ما يصل إلى 24 طائرة مقاتلة متعددة المهام من إيطاليا بقيمة تُقدر بنحو 3 مليارات دولار أمريكي، خطوةً مهمةً في طموح القاهرة الأوسع لتحديث سلاحها الجوي وتعزيز موقفها الرادع في الشرق الأوسط.
  • مع ذلك، من غير المرجح أن يشمل الاستحواذ المصري إن نجح، صاروخ ميتيور Meteor، وهو عنصر أساسي في تحقيق التفوق الجوي بعيد المدى. وينبع هذا من القيود التي تفرضها إسرائيل لنقل الأسلحة المتطورة إلى مصر. وكما حدث خلال استحواذ مصر السابق على 54 مقاتلة رافال من شركة داسو الفرنسية للطيران، فقد فشلت القاهرة بضغوط إسرائيلية في امتلاك هذا الصاروخ. 

ما الذي نعرفه عن مقاتلة يوروفايتر تايفون وما مواصفاتها؟

  • تعتبر يوروفايتر 4.5 طائرة قتالية متعددة المهام، ذات محركين، وبقدرة عالية على المناورة، صُممت وبُنيت من قِبَل شركة يوروفايتر المحدودة وهو كونسورتيوم يضم عدة شركات من أربع دول أوروبية تأسَّس في عام 1986.
  • دخلت المقاتلة حيز الخدمة لأول مرة في أبريل/نيسان 2003 في ألمانيا، وصُممت المقاتلة بتكوين جناح دلتا ليعطيها مزيجاً من خفة الحركة، وقدرات تخفٍّ، وزُودت بأنظمة طيران متقدمة.
  • وتم تصميم هيكل للطائرة لتقليل المقطع العرضي للرادار، وتعمل الترقيات الحديثة لها، بحسب موقع الشركة، على تعزيز ميزات التخفي للطائرة. بالتالي فإن اندماج المستشعرات، وإلكترونيات الطيران المتطورة، والقدرة على الرحلات البحرية الفائقة، والقدرة على رصد بيانات المهمة، ستوفر للقوات الجوية التركية ميزة تنافسية.
  • يتم تصنيع مقاتلة يوروفايتر اليوم من قبل اتحاد مكون من ثلاث من أكبر شركات الدفاع في أوروبا، وهي شركة بي إيه إي سيستمز وإيرباص SE وليوناردو.
  • وتنشط المقاتلة في الخدمة مع سلاح الجو الملكي البريطاني، وسلاح الجو الألماني (لوفتڤافه)، والقوة الجوية الإيطالية، والقوات الجوية الإسبانية والقوات الجوية الملكية السعودية، وسلاح الجو النمساوي. وكانت المملكة العربية السعودية قد وقَّعت عقداً في عام 2007، لشراء 72 طائرة، بقيمة 4,430 مليون جنيه (حوالي 6,400 مليون يورو). كما أن سلطنة عمان طلبت 12 طائرة، ستدخل الخدمة في عام 2017.

وفيما يلي الخصائص العامة لمقاتلة "يوروفايتر تايفون" بحسب موقع الشركة المصنعة

الخصائــــصالتفاصيــــل
الجيل4.5 (جيل ما قبل الطائرات الشبحية الكاملة)
التصميمهيكل من مواد مركبة خفيفة – تصميم دلتا مع أجنحة أمامية (canards)
نظام الطيراننظام طيران كهربائي (Fly-by-wire)
السرعة القصوىماخ 2.0 (حوالي 2,495 كم/ساعة)
المدى القتاليحوالي 1,390 كم (قابل للزيادة مع خزانات وقود خارجية)
الارتفاع الأقصى55,000 قدم (16,764 مترًا تقريبًا)
معدل التسلق315 متر/ثانية
المدفع الداخليMauser BK-27 عيار 27 ملم
صواريخ جو-جوAIM-120 AMRAAM، Meteor، AIM-9 Sidewinder، IRIS-T
صواريخ جو-أرضStorm Shadow، Brimstone، Taurus
الذخائر الموجهةPaveway IV، JDAM
حمولة الأسلحةحتى 7,500 كغ موزعة على 13 نقطة تعليق
الرادارCaptor-E AESA (رادار مسح إلكتروني نشط في النسخ الأحدث)
أنظمة الحرب الإلكترونيةأنظمة تشويش واستشعار متقدمة، وإجراءات مضادة إلكترونية
الملاحةنظام GPS مع نظام ملاحة داخلي (INS)
خوذة الطيارHMSS – خوذة عرض وتهديف متقدمة
عدد الطاقمطيار واحد (أو اثنين في النسخة التدريبية)
الدول المشغّلةبريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، السعودية، النمسا، قطر، الكويت
تحميل المزيد