ترامب تبناه وإسرائيل وافقت.. كيف سترد حماس على مقترح وقف إطلاق النار 60 يوماً؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/07/02 الساعة 13:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/07/02 الساعة 13:29 بتوقيت غرينتش
المقترح الجديد يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً/ عربي بوست

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار 60 يوماً، مطالباً حركة حماس بالموافقة عليه، وأن بلاده ستعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب، لكن أوساطاً في الائتلاف اليميني الإسرائيلي سارعوا إلى الحراك ضده، وسط صمت من حماس بشأن موقفها منه.

ترامب، في تدوينة له على منصته (تروث سوشيال)، أوضح أن قطر ومصر سيقدمان المقترح النهائي لوقف إطلاق النار في غزة.

وجاءت تصريحاته بعد اجتماع في البيت الأبيض بين كبار المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي غادر إلى واشنطن تمهيداً للقاء مرتقب بين ترامب ونتنياهو الأسبوع المقبل.

ويأتي الحراك الأمريكي الجديد، بالتزامن مع تصاعد الأصوات داخل إسرائيل، بما فيها داخل الائتلاف، حول جدوى العملية العسكرية في قطاع غزة.

وخلال مناقشات في مجلس الوزراء المصغر، قدّم رئيس الأركان إيال زامير، الذي يتبنى الذهاب إلى صفقة جزئية في غزة، ثلاثَ خيارات إلى المستوى السياسي الإسرائيلي، وهي:
صفقة أسرى،
احتلال كامل للقطاع،
حصار حتى الاستسلام، وفتح المزيد من نقاط التوزيع للمساعدات الإنسانية.

ترامب يتبنى مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة/ عربي بوست
ترامب يتبنى مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة/ عربي بوست

وخلال اجتماعات الحكومة المصغرة، أوضح رئيس الأركان الإسرائيلي أن الأهداف المحددة، من وجهة نظر الجيش، قد تحققت، وأن أي توسع إضافي في القتال يجب أن يتضمن وضع أهداف جديدة.

وتقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن النسخة الجديدة من مقترح وقف إطلاق النار تراعي مخاوف حماس من المقترحات السابقة.

ما هو الموقف الإسرائيلي من المقترح الجديد؟

زعم ترامب أن إسرائيل وافقت على الاقتراح المحدّث لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، فيما كشف موقع "أكسيوس" أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أبلغ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بقبول إسرائيل بالمقترح.

وبعد إعلان ترامب مباشرة، اتصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لمناقشة جهود مشتركة لإحباط الاتفاق.

لكنه، بعد إعلان الخطوة من بن غفير وسموتريتش، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن "هناك أغلبية كبيرة في الحكومة والشعب تؤيد خطة إطلاق سراح الرهائن"، مضيفاً: "إذا أتيحت فرصة للقيام بذلك، فلا ينبغي تفويتها".

فيما طالبت والدة أحد الجنود الأسرى نتنياهو بتوقيع صفقة الأسرى، رغم نية سموتريتش وبن غفير إفشالها.

وكشفت أنها التقت مؤخراً بنتنياهو، الذي أخبرها أنه إذا وُجدت صفقة وعارضوها أو هددوا بها، فهو لا يحتاج إليهم لأن لديه هامشاً واسعاً.

فيما تساءل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، ما إذا كان نتنياهو مهتماً بالفعل بالتوصل إلى اتفاق.

وأضاف أنه بإمكان نتنياهو إما الموافقة على المقترحات الأمريكية، أو محاولة إفشالها، أو السعي للتوصل إلى اتفاق مؤقت بطريقة تُؤجّل أيضاً نهاية الحرب.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير المالية بتسلئيل سموتريش/ رويترز
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير المالية بتسلئيل سموتريش/ رويترز

وكما في مواقف سابقة، قد يرغب نتنياهو في إظهار استعداده لإبرام اتفاق، مع الإشارة إلى حماس بأن مطالبه ستبقى صارمة، سعياً منه لإلقاء اللوم على الطرف الآخر في الفشل، بحسب هارئيل.

أما رئيس حزب شاس، أرييه درعي، فقد شدد على أن الأهم الآن هو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، "وإن الإنجازات التي حققتها إسرائيل ضد إيران يجب ألا تُمحى".

وفي بيان له، قال وزير شاس يعقوب مارغي: "نحن بحاجة إلى اتفاق بشأن الرهائن، حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب. يجب أن يكون كل شيء مطروحاً على الطاولة".

ما مضامين المقترح الجديد؟

تقول القناة 12 العبرية ومصادر لـ"عربي بوست"، إن الخطوط العريضة التي يتم مناقشتها الآن هي "صفقة ويتكوف المحسّنة".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المقترح الجديد يتضمن:

  • وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً.
  • الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، في اليوم الأول عن 8 أسرى منهم، واثنين آخرين في اليوم الـ50 من الهدنة.
  • الإفراج عن 18 جثة إسرائيلية خلال أيام الهدنة على ثلاث دفعات (اليوم السابع، والـ13، والـ55).
  • الإفراج عن 125 محكوماً بالسجن المؤبد و1111 معتقلاً من غزة، و180 جثماناً من قطاع غزة.
  • انسحاب الجيش الإسرائيلي حتى المنطقة العازلة التي تم تحديدها خلال اتفاق 19 يناير.
  • تعزيز تدفق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
  • في اليوم العاشر لوقف إطلاق النار، ستقدّم حماس قائمة كاملة تتضمن تقريراً مفصلاً عن حالة جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة.
  • وفي حال تنفيذ الخطة، سيعلن الرئيس ترامب وقف إطلاق النار، وستكون الولايات المتحدة وقطر ومصر ضامنة للاتفاق.

وصرّح مصدر إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" أن أحدث مسودة للاتفاق لا تتضمن التزاماً إسرائيلياً واضحاً بإنهاء الحرب، لكنها تقدم ضمانات بهذا الشأن.

فيما نقلت القناة 14 العبرية، المقربة من نتنياهو، أن أي صيغة تتناول إنهاء الحرب، سترفق برسالة من الجانب الأمريكي تضمن لإسرائيل إمكانية استئناف إطلاق النار إذا لم تُلبَّ مطالبها المتعلقة بنزع سلاح حركة حماس ونفي قادتها.

ما الكواليس التي سبقت مقترح وقف إطلاق النار 60 يوماً؟

مصادر لـ"عربي بوست" أكدت أن المقترح القطري جاء في إطار مقترح قدمه ويتكوف قبل الأسبوعين الماضيين.

وبحسب المصادر، فإن المقترح الذي قدمه ويتكوف في 11 يونيو/حزيران 2025، خلال الحرب الإسرائيلية على إيران، لا يختلف كثيراً عن المقترح الذي سبقه، المقدم في 28 مايو/أيار 2025، وتم التحفظ عليه من حركة حماس، وأظهر تعنتاً إسرائيلياً جديداً في ملفي المساعدات والانسحاب.

عناصر من الجيش الإسرائيلي خلال عمليته البرية في غزة/ رويترز
عناصر من الجيش الإسرائيلي خلال عمليته البرية في غزة/ رويترز

وكان المتغير الأبرز في "مقترح ويتكوف" المحدّث يتعلق بمفاتيح إطلاق سراح الأسرى.

وبحسب المصدر، فإن جولة محادثات انعقدت بين الوسيط القطري وحركة حماس، بعد تقديم مقترح ويتكوف في 11 يونيو/حزيران 2025، حيث تضمنت المناقشات بعض التعديلات المتعلقة بالمساعدات وفقاً للبروتوكول الإنساني، بالإضافة إلى الانسحاب وكذلك إحكام بند ضمان وقف الحرب.

وطالبت الحركة تعديلات على مقترح ويتكوف المحدّث تشمل:

  • تعديل البند رقم 3، المتعلق بالمساعدات، بحيث يتم إضافة "بما يتوافق مع اتفاق 19 يناير، وفق البروتوكول الإنساني".
  • تعديل البند رقم 5، المتعلق بالانسحاب، بحيث يكون بما يتوافق مع اتفاق 19 يناير.
  • تعديل بند 11 بخصوص ضمانة الوسطاء، ليكون واضحاً لا لبس فيه.

لكن الوسيط القطري، بحسب المصدر، أبلغ الوفد المفاوض من حركة حماس، بعد 4 أيام (في 15 يونيو/حزيران)، بأن الاحتلال الإسرائيلي رفض كافة التعديلات التي طالبت بها، متذرعاً بأن هذه أرضية للتفاوض وليس الاتفاق، وهو رد لم تقبله الحركة.

وبعد 5 أيام، أي في 20 يونيو/حزيران 2025، أكدت الحركة للوسيطين القطري والمصري، أنه ما لم يتم تعديل البنود الثلاثة، فلا يمكن أن تكون هناك جولات مفاوضات.

ورفض الاحتلال الإسرائيلي، بحسب المصدر، تعديلات حركة حماس، لتتوقف النقاشات بشأن المفاوضات.

ماذا قدّم المقترح الجديد؟

تشير المصادر لـ"عربي بوست" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أبدى تجاوباً لمناقشة فكرة الانسحاب حتى المنطقة العازلة وفقاً لاتفاق 19 يناير.

ولم يتضمن المقترح الجديد التعديلات التي طالبت بها حركة حماس بشأن آلية إدخال المساعدات، رغم موافقة الاحتلال على تدفقها.

كما لم يتضمن المقترح الجديد نصاً واضحاً وصريحاً يضمن إنهاء الحرب على قطاع غزة.

القيادي في حركة حماس خليل الحية في مؤتمر صحفي - رويترز
القيادي في حركة حماس خليل الحية في مؤتمر صحفي – رويترز

ما موقف حركة حماس من المقترح الجديد؟

أكدت مصادر في حركة حماس أن الحركة تسلّمت بالفعل المقترح، أمس الثلاثاء 1 يوليو/تموز 2025، وهو يأتي في نطاق "مقترح ويتكوف" الذي تم عرضه سابقاً.

وأشارت المصادر إلى أنها تدرس المقترح الجديد، الذي أبدى فيه الاحتلال تنازلاً طفيفاً في مواقفه تجاه قضيتي المساعدات والانسحاب، لكنه لا يشمل أي تغييرات جوهرية، بل طفيفة.

وأوضحت المصادر أن الحركة تصر على موقفها بشأن آلية المساعدات وفقاً لاتفاق 19 يناير، مشددة على أنها ترفض شرعنة الخطة الأمريكية الإسرائيلية للمساعدات، والتي تسببت بمقتل المئات من الفلسطينيين في نقاط التوزيع.

فيما نشرت وكالة "أسوشيتد برس" عن القيادي في حماس طاهر النونو، أن حركته منفتحة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، مشددة على أن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى انتهاء الحرب.

وأوضح النونو أن الحركة "مستعدة وجادة بشأن التوصل إلى اتفاق أو مقترح يؤدي بوضوح إلى إنهاء الحرب بشكل كامل".

تحميل المزيد