دييغو غارسيا: ماذا نعرف عن الجزيرة البريطانية التي قد تستخدمها أمريكا لضرب المفاعل النووي الإيراني

عربي بوست
تم النشر: 2025/06/19 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/06/19 الساعة 11:08 بتوقيت غرينتش
"أم القنابل" GBU-57 الأمريكية / سلاح الجو الأمريكي

بينما يترقب العالم ضربة أمريكية محتملة لإيران وسط تصاعد الهجمات بين تل أبيب وطهران، برزت قاعدة جوية أمريكية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي باعتبارها القاعدة التي قد تنطلق منها الطائرات الأمريكية من طراز B-2 القادرة على حمل القنبلة GBU-57 المخصصة لاستهداف المناطق الحصينة تحت الأرض.

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، أظهرت معلومات الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر التي قدمتها شركة Planet Labs وجود ثلاث قاذفات من طراز B-2، وهي طائرات شبحية تستخدم في توجيه ضربات دقيقة ويمكنها التهرب من أنظمة الدفاع الجوي، في القاعدة الأمريكية في دييغو غارسيا بجانب وجود العديد من طائرات التزود بالوقود من طراز KC-135 في القاعدة.

لكن الصور الأحدث القادمة من الجزيرة، التي تقع على بعد نحو 700 كم جنوب جزر المالديف، لم تعد تظهر وجود القاذفات هناك، وفق تقرير لموقع بي بي سي البريطاني.

وكانت إيران قد هددت سابقاً بشن هجوم على قاعدة دييغو غارسيا إذا تعرضت لهجوم عسكري من واشنطن. 

ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية في مارس/آذار عن مسؤول إيراني كبير قوله إن القادة العسكريين طلبوا استهداف القاعدة البريطانية الأمريكية في محاولة لردع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرب إيران.

يأتي ذلك بينما ذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن الرئيس ترامب وافق "سراً" على تدخل الولايات المتحدة في الصراع الذي بدأ بهجمات إسرائيلية على إيران. 

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، مساء الأربعاء 18 يونيو/حزيران، عن مصادر مطلعة أن ترامب "أعطى الضوء الأخضر لخطط الولايات المتحدة لمهاجمة إيران".

أين تقع جزيرة دييغو غارسيا؟

  • جزيرة دييغو غارسيا هي أكبر جزيرة في أرخبيل جزر تشاغوس الذي يقع في المحيط الهندي. وتتميز بمساحة تبلغ حوالي 10 كم في 20 كم، بما في ذلك البحيرة الضخمة في مركزها. 
  • تقع الجزيرة في منتصف المسافة بين ساحل الهند وجزيرة موريشيوس. وهذا الموقع الاستراتيجي جعل منها نقطة جذب للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
  • تعود العلاقة بين الولايات المتحدة ودييغو غارسيا إلى الأيام الأخيرة للإمبراطورية البريطانية. وخلال ستينيات القرن العشرين، عندما انسحبت بريطانيا من مستعمراتها، ضغطت المملكة المتحدة على موريشيوس، مستعمرتها السابقة، لبيع جزر تشاغوس مقابل ثلاثة ملايين جنيه إسترليني فقط. 
  • ونتيجة لهذه الصفقة، تمكنت الولايات المتحدة من تأجير جزيرة دييغو غارسيا لمدة 50 عاماً، مع حق التمديد لمدة 20 عاماً أخرى. وفي المقابل، حصلت المملكة المتحدة على صواريخ باليستية أمريكية بأسعار منخفضة.
  • وخلال هذه الفترة، أجبرت بريطانيا سكان الجزيرة الأصليين على مغادرتها، حيث تم تهجير حوالي 1500 شخص قسراً إلى الأحياء الفقيرة في موريشيوس وسيشل.
دييغو غارسيا
دييغو غارسيا: الجزيرة البريطانية التي قد تستخدمها أمريكا لضرب المفاعل النووي الإيراني/عربي بوست

هل استخدمت الولايات المتحدة دييغو غارسيا من قبل؟

  • نعم، استخدمت الولايات المتحدة جزيرة دييغو غارسيا بشكل مكثف في عدد من العمليات العسكرية. وعلى مر السنين، أصبحت القاعدة العسكرية في دييغو غارسيا ذات أهمية استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة في منطقة المحيط الهندي، الشرق الأوسط، والمحيط الهادئ.
  • وفي أواخر تسعينيات القرن العشرين، على سبيل المثال، عندما أرادت الولايات المتحدة تنفيذ غارات جوية ضد العراق تحت حكم صدام حسين، كانت السعودية مترددة في السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية. ونتيجة لذلك، قرر الاستراتيجيون العسكريون الأمريكيون استخدام دييغو غارسيا كموقع لإطلاق قاذفات B-52 لضرب أهداف في العراق وأفغانستان.
  • كما تم استخدام القاعدة في "الحرب على الإرهاب"، حيث كانت القاذفات الأمريكية تنطلق منها بشكل منتظم، إلى جانب استخدامها كموقع لتزويد الطائرات بالوقود أثناء العمليات العسكرية في مناطق أخرى.
  • وفي وقت لاحق، عندما فرضت دول الخليج قيوداً على استخدام القواعد الجوية لضرب الحوثيين في اليمن، بحسب ما قاله مسؤول دفاعي أمريكي لموقع ميدل إيست آي البريطاني، استمر الأمريكيون في استخدام قاعدة دييغو غارسيا كخيار بديل.

لماذا تشكل دييغو غارسيا أهمية عندما يتعلق الأمر بإيران؟

  • أعاد الهجوم الإسرائيلي على إيران، وما تبِعه من رد طهران، دييغو غارسيا إلى دائرة الضوء.
  • وتتمتع طائرات B-2 بالقدرة على حمل قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، والتي يصل وزنها إلى 30 ألف رطل، والتي ستكون ضرورية لاختراق المواقع النووية الإيرانية في أعماق الأرض، وخاصة منشأة فوردو التي تقع في أعماق مجمع جبلي بالقرب من مدينة قم.
  • ووجود طائرات B-2 في قاعدة دييغو غارسيا يضع القاذفات، التي يمكن أن تحلق لمسافة 11 ألف كم دون الحاجة للتزود بالوقود، على بُعد 5300 كم من إيران، علماً بأن أقصى مدى للصواريخ الباليستية لطهران يصل إلى حوالي 2000 كم.
  • ونقل موقع بي بي سي عن المارشال الجوي غريغ باجويل، نائب رئيس عمليات سلاح الجو الملكي البريطاني سابقاً، قوله: "سيكون بإمكانهم شن عملية مستدامة انطلاقًا من دييغو غارسيا بكفاءة أكبر بكثير".
  • وقال الرئيس السابق للقوات الدفاعية الأيرلندية، الأدميرال مارك ميليت، إنه يتوقّع رؤية القاذفات على الجزيرة قبل أي عملية تستهدف إيران، ووصف غيابها بأنه "قطعة مفقودة من اللغز".
دييغو غارسيا
صورة لمفاعل فوردو بالأقمار الصناعية- جيتي

ما هو موقف بريطانيا من توجيه ضربة أمريكية لإيران من دييغو غارسيا؟

  • أشارت تقارير بريطانية إلى أن من بين القضايا الرئيسية التي تواجه المملكة المتحدة ما إذا كانت ستمنح الإذن للولايات المتحدة بإطلاق قاذفات الشبح من طراز B-2 من قاعدة دييغو غارسيا لمهاجمة منشأة فوردو الإيرانية.
  • وقالت صحيفة الغارديان إن القرار بشأن منح الولايات المتحدة الإذن باستخدام القاعدة، إذا طُلِب ذلك، سيكون قراراً سياسياً، ومن المتوقع أن يطلب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، المشورة من مستشاره للأمن القومي، جوناثان باول.
  • ومع ذلك، أشار المطلعون على شؤون الحكومة إلى أن هذا من شأنه أن يضع رئيس الوزراء في موقف صعب، حيث يتعيّن عليه الموازنة بين تفضيله المعلَن للحل الدبلوماسي، ورغبته في حماية العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، التي يعتبرها ذات أهمية قصوى.
  • وحتى الآن، لم تتلق بريطانيا طلباً رسمياً من الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة دييغو غارسيا أو أي من قواعدها الجوية الأخرى لقصف إيران.
تحميل المزيد