تستعد مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة للإشراف على استلام وتوزيع المساعدات على الفلسطينيين في قطاع غزة، بالتنسيق مع مكتب تنسيق المساعدات التابع للحكومة الإسرائيلية، في أربعة مسارات إنسانية تم التوافق على ثلاثة منها، بحسب مصادر لـ"عربي بوست".
وستستخدم "المنظمة "مؤسسة غزة الخيرية" الأمريكية التي ستتولى الخطة لتوزيع المساعدات، شركات إغاثية تعمل في قطاع غزة، من أجل حصول الفلسطينيين على وجبة واحدة تحتوي على 1750 سعرة حرارية.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد عرض المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المبادرة التي تهدف إلى إعادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر بنية لوجستية في مواقع خطيرة قريبة من تواجد جنود الاحتلال الإسرائيلي.
من هي المؤسسة التي ستتولى ملف توزيع المساعدات في غزة؟
بحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فقد تم تأسيس مجموعة جديدة اسمها "مؤسسة غزة الخيرية"، لتنفيذ نظام جديد لتوزيع المساعدات في قطاع غزة.
تم تسجيل المؤسسة غير الربحية تحت اسم "مؤسسة غزة الخيرية" في سويسرا في فبراير/شباط 2025، ومقرها جنيف.
في بيانها التعريفي، تسوق مؤسسة غزة الخيرية (GHF) كبديل آمن وفعال بدلاً من المنظمات الأممية التي هاجمها الاحتلال الإسرائيلي وسعى إلى إنهاء عملها في غزة.

من هم الشخصيات التي تدير المؤسسة؟
وبحسب بيانها، فإن المؤسسة يقودها خبراء ومستشارون في إدارة الأزمات.
وبالنظر إلى الأسماء المطروحة في قيادة المؤسسة، فإنها تضم شخصيات أمريكية ودولية، دون مشاركة أي فلسطيني فيها.
- جيك وود: المدير التنفيذي (مؤسس فريق روبيكون، ومحارب قديم في مشاة البحرية الأمريكية).
- ديفيد بيرك: مدير العمليات الرئيسي، وهو "خبير في العمليات الاستراتيجية"، وعمل سابقاً في فريق روبيكون، وهو أيضاً من قدامى المحاربين في سلاح مشاة البحرية.
- جون أكري: رئيس البعثة، وهو المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبالإضافة إلى خبرته في الاستجابة للكوارث والتنسيق المدني العسكري، فقد شغل منصب "رئيس فريق" في عقود حكومية أمريكية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تجاوزت قيمتها 45 مليون دولار.
كما يضم مجلس الإدارة شخصيات ذات تأثير دولي، منها:
- نيك موك: الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة "المطبخ العالمي الأمريكي"، والمستشار الخاص لشؤون أوكرانيا لدى مؤسسة هوارد جي بافيت، التي تعمل في مناطق الصراعات والأزمات.
- رايسا شينبيرغ: نائبة رئيس الشؤون الحكومية والسياسات في "ماستركارد"، والتي قادت سابقاً مشروع العملة المشفرة "Libra" التابع لفيسبوك، وعملت أيضاً في مجال الأمن القومي والسياسة الاقتصادية للحكومة الأمريكية، كما عملت مستشارة في وزارة الخزانة الأمريكية ومكتب مكافحة تمويل الإرهاب.
- جوناثان فوستر: مؤسس ومدير عام شركة Current Capital Partners LLC، وهي شركة استشارية تعمل في مجال الخدمات المصرفية التجارية.
- لويك هندرسون: خبير قانوني وتجاري عمل مع شركات ضمن قائمة (Fortune 500).
أما المجلس الاستشاري فيضم:
- الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك شوارتز: الذي عمل سابقاً كمنسق أمني بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.
- بيل ميلر: المسؤول الأمني السابق في الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية.
- ديفيد بيزلي: الحاكم السابق لولاية كارولينا والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الغذاء العالمي.
ما آلية عمل "مؤسسة غزة الخيرية" في توزيع المساعدات؟
- بحسب الوثيقة، ستنشئ مؤسسة غزة الخيرية أربعة مواقع توزيع جنوب قطاع غزة، يخدم كل منها 300 ألف شخص.
- ستُوفّر هذه المواقع الغذاء والماء ومستلزمات النظافة (وربما الوقود)، مع خطط للتوسّع للوصول إلى أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء غزة.
- بحسب مصادر لـ"عربي بوست"، جرى التوافق بين جيش الاحتلال و"مؤسسة غزة الخيرية" على ثلاث نقاط توزيع: الأولى في محور موراج، الثانية في منطقة كيسوفيم، والثالثة في منطقة نتساريم الجنوبية.
- لم يتم التوافق بشأن النقطة الرابعة التي اقترحتها مؤسسة غزة الخيرية في منطقة الشجاعية، لأن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تهجير سكان مدينة غزة وشمالها إلى الجنوب.
- بحسب صحيفة "لو تان" السويسرية، فإن الخطة الإسرائيلية الأوسع لن تسمح إلا بدخول 60 شاحنة مساعدات يومياً (خلال الهدنة كان يدخل 600 شاحنة يومياً).
- ستتحرك الإمدادات عبر الممرات الإنسانية الأربعة باستخدام مركبات مدرعة، محمية من الشركات الأمنية الخاصة، بمن فيهم أفراد سبق لهم تأمين ممر نتساريم خلال وقف إطلاق النار الأخير، ومهامهم بحسب الوثيقة: ردع الشبكات الإجرامية أو الجماعات المسلحة الأخرى.
- الجيش الإسرائيلي لن تكون له علاقة بعملية التسليم ولن يكون داخل نقاط التوزيع، وستشرف شركات خاصة على الجانب الأمني.

بحسب مصادر لـ"عربي بوست"، فإن:
- الجيش الإسرائيلي اشترط أن تتم عملية شراء المساعدات من الداخل الإسرائيلي، الأمر الذي قوبل بالرفض.
- وافق الجيش الإسرائيلي على أن يتم الشراء من الأردن عبر "الخيرية الهاشمية"، ولكنه لم يبدِ موافقة بعد على مسألة الشراء من مصر.
- ستنسق مؤسسة غزة الخيرية إدخال وتوزيع المساعدات بالترتيب مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT).
- وافقت 12 مؤسسة خيرية أمريكية تعمل بالتنسيق مع (COGAT) على تأمين المساعدات لصالح "مؤسسة غزة الخيرية".
- طلبت "مؤسسة غزة الخيرية" أن ترشح المؤسسات الإغاثية الدولية مندوبين لها في مناطق التوزيع الأربعة.
- سيتم تجهيز كشوفات مسبقة بشأن المستفيدين من المساعدات، يتم "فحصها أمنياً" من الجيش الإسرائيلي، مع استخدام تقنيات التعرف على الوجه خلال عملية التسليم.
آلية الرقابة على تمويل المساعدات
تشير الوثيقة إلى أن الآلية الجديدة تخضع لرقابة مشددة بشأن عملية تمويل المساعدات ورقابتها، وهي كالتالي:
- رقابة خارجية عبر شركات تدقيق كبرى مثل "Deloitte".
- الخدمات المصرفية ستكون من خلال "Truist Bank" و"JPMorgan Chase"، ومقراتهما في الولايات المتحدة.
- "توفير مراقبة في الوقت الفعلي وحلقة ردود فعل المستفيدين في لوحات المعلومات العامة، بحيث يمكن تتبع كل دولار والتحقق من كل نتيجة".
- يتم إنشاء فرع سويسري منفصل لمؤسسة غزة الخيرية، "لمعالجة الجهات المانحة التي تفضل المشاركة خارج الهيكل الأمريكي".
ما موقف المؤسسات الإغاثية الأممية من الخطة؟
- قال مسؤول في الأمم المتحدة إن خطط إسرائيل من شأنها أن "تستخدم المساعدات كسلاح" من خلال فرض قيود على من يحق له الحصول عليها، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
- كما انتقد عمال الإغاثة هذه الخطط، التي ستُركّز التوزيع في أربعة مراكز تحت حماية شركات أمنية خاصة، ويقولون إن هذه الخطط لا يمكنها بأي حال من الأحوال تلبية احتياجات سكان غزة، وأنها ستجبر أعداداً كبيرة على النزوح من خلال دفعهم إلى الانتقال إلى أماكن أقرب إلى مراكز الإغاثة.

- ويقول عمال الإغاثة إن إسرائيل أعلنت عزمها على فحص متلقي المساعدات باستخدام تقنية التعرف على الوجوه.
- أثار استخدام شركات الأمن الخاصة قلق العاملين في المجال الإنساني، وفي حين أن من الشائع أن تعمل شركات الأمن الخاصة في مناطق النزاع، إلا أنها مُلزمة باحترام القانون الإنساني، وأن تخضع على الأقل للتدقيق والمراقبة الكاملة، وفقاً لجيمي ويليامسون، المدير التنفيذي للرابطة الدولية لمدونة قواعد السلوك.
- قالت تمارا الرفاعي، مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي قادت جهود الإغاثة إلى غزة، إن الخطة غير قابلة للتنفيذ من الناحية اللوجستية.
- أضافت الرفاعي أن استخدام الدول للحصار الكامل كتكتيك حرب لإجبار الدول على التخلي عن "هياكل المساعدات القائمة والنظام الدولي بأكمله الموجود والمعترف به والبدء في إنشاء نظام جديد" يُعد "سابقة خطيرة للغاية".