بعدما فشل في الوفاء بوعده خلال ولايته الرئاسية الأولى بإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية وتقليص الجهاز الإداري للدولة، شرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بداية ولايته الثانية في البيت الأبيض في حملة كبيرة لخفض الوظائف في الهيئات الحكومية التي وصف البعض منها بـ"الدولة العميقة"، بعدما تعهد في حملته الانتخابية باستبدال موظفين فيدراليين بحلفاء آخرين موالين لسياساته.
واستعان الرئيس الأمريكي في حملته لخفض الوظائف الفيدرالية بهدف ترشيد الإنفاق الحكومي بالرئيس التنفيذي لشركة تسلا ومالك موقع إكس، إيلون ماسك، الذي كلفه بالإشراف على وزارة الكفاءة الحكومية.
وحث الرئيس الأمريكي ماسك على أن يكون أكثر حزماً في جهوده لتقليص عدد موظفي الحكومة الاتحادية.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال في وقت سابق: "يقوم إيلون ماسك بعمل رائع، ولكنني أود أن أراه أكثر عدوانية… تذكروا، علينا إنقاذ بلدنا ولكن في النهاية، يجب أن نجعله أعظم من أي وقت مضى. لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً!".
يأتي ذلك بينما وجه ترامب الوكالات الفيدرالية لتقديم خطط لتسريح أعداد كبيرة من الموظفين في موعد أقصاه الخميس 13 مارس/آذار 2025.
وفيما يلي نظرة تفصيلية على عمليات الفصل والإقالة التي طالت الآلاف من موظفي الوكالات الفيدرالية الأمريكية.
اقرأ أيضاً
كم عدد الموظفين الفيدراليين لدى الوكالات الحكومية الأمريكية؟
توظف الحكومة الفيدرالية أكثر من 3 ملايين موظف، مما يجعلها تحتل المرتبة الـ15 من حيث حجم القوى العاملة في البلاد. ويبلغ متوسط مدة خدمة الموظف الفيدرالي 11.8 عاماً، وفقاً لتحليل أجراه مركز بيو للأبحاث لبيانات من مكتب إدارة شؤون الموظفين.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن التخفيض المحتمل على نطاق واسع في القوى العاملة الفيدرالية قد يكون له آثار واسعة النطاق – وغير معروفة حتى الآن – على التأثير على تقديم الخدمات الفيدرالية وتوقيتها وفعاليتها في جميع أنحاء البلاد.
اقرأ أيضاً
كم عدد الموظفين الفيدراليين الذين أقالهم ترامب حتى الآن؟
بحسب وسائل إعلام أمريكية، بلغ عدد الموظفين الفيدراليين الذين تمت إقالتهم بعد تولي ترامب مهام منصبه حوالي 100 ألف موظف حكومي.
ويشمل هذا العدد الموظفين الحكوميين الذين تم فصلهم من عملهم بشكل مباشر أو من خلال برنامج الحوافز المالية أو "الاستحواذ" مقابل الاستقالة الذي عرضته الإدارة الأمريكية على الموظفين الفيدراليين، والذي يسمح لهم بالاستقالة مع الاستمرار في تلقي رواتبهم حتى تاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2025.
يُذكر أنه قد تم وقف العمل ببرنامج الاستحواذ في 6 فبراير/شباط الماضي، وأشارت تقارير إلى أن عدد الذين قبلوا التسريح الطوعي من الموظفين الفيدراليين بلغ حوالي 75,000 شخص.
ما هي الوكالات الفيدرالية التي شهدت حملة إقالات؟
شهدت العديد من الوكالات الفيدرالية الأمريكية حملة إقالات خلال ولاية ترامب الثانية، ومن أبرز هذه الوكالات:
وزارة التعليم
- قالت وزارة التعليم الأمريكية إنها ستسرح ما يقرب من نصف موظفيها، فيما قد يكون تمهيداً لإغلاق أبوابها تماماً.
- وذكرت الوزارة في بيان للصحفيين، الأربعاء 12 مارس/أذار 2025، أن عمليات التسريح جزء من "مهمتها النهائية"، في إشارة إلى تعهد ترامب بإلغاء الوزارة التي تشرف على قروض جامعية بقيمة 1.6 تريليون دولار، وتنفذ قوانين الحقوق المدنية في المدارس، وتوفر تمويلاً اتحادياً للمناطق المحتاجة.
- وعندما سُئلت وزيرة التعليم، ليندا ماكمان، على قناة فوكس نيوز عما إذا كانت عمليات الفصل ستؤدي إلى تفكيك الوزارة قالت نعم، مضيفة أن ذلك جاء "بموجب تفويض الرئيس".
مجلس الأمن القومي
- يقدم مجلس الأمن القومي استشاراتٍ للرئيس في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية.
- وفي أوائل فبراير/شباط الماضي، تم فصل 160 من موظفيه الحكوميين غير السياسيين، بينما تُجري الإدارة مراجعةً لتعيينات الموظفين في محاولةٍ لمواءمتها مع أولويات ترامب.
المدعون الفيدراليون
- أعلنت وزارة العدل الأمريكية في يناير/كانون الثاني الماضي أنها فصلت أكثر من 12 موظفاً عملوا في فريق المحقق الخاص، جاك سميث، الذي كان يحقق في قضايا ترامب.
شؤون المحاربين القدامى
- تخطط إدارة شؤون المحاربين القدامى لتسريح أكثر من 80 ألف موظف من الوكالة، وفقاً لمذكرة داخلية اطلعت عليها رويترز.
- وأفاد موقع يو إس ايه توداي أن كريستوفر سيريك، كبير موظفي إدارة المحاربين القدامى، أرسل مذكرة إلى كبار المسؤولين في الوكالة، وأخبرهم أن الهدف هو إعادة الوكالة إلى مستويات التوظيف في عام 2019، والتي كانت أقل بقليل من 400 ألف موظف. وهذا يعني خفض عدد الموظفين بنحو 82 ألف موظف.
وزارة الدفاع
- أعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) أنها ستلغى 5400 وظيفة. وتُعدّ هذه التخفيضات جزءاً ضئيلاً من خسارة 50 ألف وظيفة التي توقعها البعض، لكنها قد لا تكون الأخيرة.
- وصرح دارين سيلنيك، المسؤول الرفيع في البنتاغون، بأن الوكالة ستُجمّد التوظيف، وقد تُخفّض في نهاية المطاف قوتها العاملة المدنية، التي يبلغ قوامها 950 ألف موظف، بنسبة تتراوح بين 5% و8%.
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
- قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، التي تشرف على تقديم المساعدات الإنسانية الأمريكية، إن جميع الموظفين المباشرين باستثناء العمال الأساسيين سيتم وضعهم في إجازة وسيتم خفض عدد موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الولايات المتحدة بنحو 1600 موظف.
مصلحة الضرائب الداخلية
- بدأت مصلحة الضرائب الداخلية عملية فصل حوالي 12 ألف موظف، مما أثر بشكل كبير على العمال الذين تم تعيينهم في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن كجزء من الجهود الرامية إلى استهداف الاحتيال بين دافعي الضرائب الأثرياء.
- ويبلغ إجمالي عدد موظفي هيئة تحصيل الضرائب نحو 100 ألف موظف.
- وقال أشخاص مطلعون على الأمر لوكالة رويترز إن التخفيضات التي يبلغ عددها 12 ألف وظيفة تشمل نحو 7 آلاف موظف تحت الاختبار و5 آلاف عامل قبلوا برنامج الحوافز المالية مقابل الاستقالة.
وزارة العمل
- تخطط وزارة العمل لتقليص عدد الموظفين في المكتب الذي يتعامل مع قوانين تكافؤ فرص العمل بنسبة 90٪، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وكالة المخابرات المركزية
- فصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عدداً كبيراً من الموظفين الجدد الأسبوع الماضي، في تخفيضات حذّر مسؤولون استخباراتيون أمريكيون حاليون وسابقون من أنها قد تُلحق الضرر بالأمن القومي الأمريكي، وفق ما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر.
وزارة العدل
- استقال ما لا يقل عن 75 من محامي وزارة العدل ومسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين عادة ما يحتفظون بمناصبهم من إدارة إلى أخرى، أو تم فصلهم أو تجريدهم من مناصبهم في الأسابيع الأولى من إدارة ترامب.
وزارة الداخلية
- قالت مصادر مطلعة لموقع يو إس ايه توداي إن نحو 2300 عامل تم تسريحهم من وزارة الداخلية، بما في ذلك نحو 800 شخص من مكتب إدارة الأراضي، الذي يدير ملايين الأفدنة المملوكة للحكومة الفيدرالية لاستخدامات تتراوح من تطوير النفط والغاز إلى حصاد الأخشاب والترفيه والحفاظ على الثقافة.
- وبشكل عام، توظف الإدارة أكثر من 70 ألف شخص وتشرف على 500 مليون فدان (202.3 مليون هكتار) من الأراضي العامة، بما في ذلك العشرات من المتنزهات الوطنية.
وزارة الزراعة
- تعتزم هيئة الغابات الأمريكية، وهي قسم من وزارة الزراعة يدير ملايين الأفدنة من الغابات الوطنية والمراعي، تسريح 3400 موظف تحت الاختبار، وهو ما يعادل 10% من قوتها العاملة، بحسب مجلة بوليتيكو.
- وقالت مصادر إنه تم أيضاً فصل العاملين في المعهد الوطني للأغذية والزراعة، الذي يدعم أبحاث العلوم والتكنولوجيا الزراعية، ودائرة البحوث الاقتصادية، التي تنتج التقارير والبيانات حول الاقتصاد الزراعي.
وزارة الخارجية
- طلبت إدارة ترامب من البعثات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم الاستعداد لخفض أعداد الموظفين في إطار إصلاح السلك الدبلوماسي الأمريكي. ويقول ترامب إنه يريد قوة عاملة لا تتردد في تنفيذ سياساته.
- وقد طُلب من بعض السفارات النظر في خفض أعداد الموظفين الأمريكيين والموظفين المحليين بنسبة 10% لكل منهما. وبالفعل، تم تسريح العشرات من المتعاقدين العاملين في مكاتب وزارة الخارجية المختلفة.
وزارة الصحة والخدمات الإنسانية
- ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن ما يقرب من 1300 موظف في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تم فصلهم، وهو ما يمثل عُشر القوة العاملة في الوكالة.
- وفي المعاهد الوطنية للصحة، تم تسريح 1165 شخصاً، معظمهم من الموظفين تحت الاختبار، وفقاً لرسالة إلكترونية داخلية اطلعت عليها رويترز.
- وتخطط إدارة الغذاء والدواء، المسؤولة عن مراجعة الأدوية وسلامة الغذاء والأجهزة الطبية والتبغ، لإعادة توظيف حوالي 300 موظف، يمثلون حوالي ثلث موظفيها البالغ عددهم ألف موظف والذين سُرّحوا ضمن التخفيضات الحكومية. ويبلغ إجمالي عدد موظفي إدارة الغذاء والدواء حوالي 20 ألف موظف.
إدارة الضمان الاجتماعي
- أعلنت إدارة الضمان الاجتماعي، وهي الوكالة التي تقدم فوائد لعشرات الملايين من كبار السن الأمريكيين، أنها تخطط لخفض وظائف 7000 عامل، وهو ما يعني تقليص قوتها العاملة بنسبة تزيد على 12%.
الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي
- وجهت إدارة ترامب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بتسريح ما يقرب من 1000 عامل بالإضافة إلى 1300 عامل تم تسريحهم بالفعل، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 8 مارس/آذار، مما أدى إلى خفض ما يقرب من 20٪ من القوى العاملة في الوكالة – وهو ما استشهدت به المصادر التي أعربت عن مخاوفها من أن يؤثر ذلك على عمل الوكالة في التنبؤ بالطقس قبل موسم الأعاصير والكوارث الطبيعية المحتملة الأخرى.
وزارة الطاقة
- أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية تسريح نحو 700 عامل. وأفادت مصادر لوكالة رويترز أن ما يصل إلى 2000 عامل أُبلغوا بتسريحهم، وطُلب من المديرين تقديم أدلة تُبرر إعادة توظيف بعضهم.
- وفي 14 فبراير/شباط، أفادت مصادر بأنه تم إخطار 325 موظفاً بتسريحهم من الإدارة الوطنية للأمن النووي، وهي مكتب تابع لوزارة الطاقة يُدير ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية ويؤمّن المواد النووية الخطرة حول العالم.
- وفي المجمل، يبلغ عدد موظفي وزارة الطاقة حوالي 14 ألف موظف و95 ألف متعاقد.
وكالة حماية البيئة
- قامت وكالة حماية البيئة، المسؤولة عن إنفاذ قوانين مثل قانون الهواء النظيف وحماية البيئة، بتسريح 388 موظفاً تحت الاختبار. كما أوقفت الوكالة ما يقرب من 200 موظف يعملون في برامج العدالة البيئية عن العمل. وأعلن البيت الأبيض أن وكالة حماية البيئة تخطط لخفض إنفاقها بنسبة 65%.
إدارة الطيران الفيدرالية
- قال وزير النقل شون دافي إن إدارة الطيران الفيدرالية طردت أكثر من 300 موظف من أصل 45 ألف موظف يعملون لديها، وذلك مع تزايد الأسئلة حول سلامة الحركة الجوية وسط سلسلة من حوادث الطائرات الأخيرة.
مكتب مراقب العملة
- أبلغ مكتب مراقب العملة، الجهة التنظيمية المسؤولة عن مراقبة البنوك الوطنية الكبرى، موظفيه بأنه بصدد تسريح 76 موظفاً تحت الاختبار. وفي عام 2024، أفاد المكتب بوجود 3630 موظفاً بدوام كامل، وفقاً لموقعه الإلكتروني.
مكتب حماية المستهلك المالي
- تم إغلاق مكتب حماية المستهلك المالي المستقل، المسؤول عن حماية المستهلك ضد البنوك ومحصلي الديون والشركات الأخرى في القطاع المالي، إلى حد كبير بعد أن أمرته إدارة ترامب بوقف جميع أنشطته.
- وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن ما يقرب من 140 إلى 200 من الموظفين المؤقتين والموظفين المتدربين في الوكالة تم فصلهم.
إدارة الخدمات العامة
- تلقت إدارة الخدمات العامة خطابات إنهاء خدمة، وفقاً لمصادر. وتضم هذه الوكالة المستقلة، التي تدير محفظة العقارات الحكومية وتشرف على معظم العقود الحكومية، أكثر من 12 ألف موظف. وقد بدأ الموظفون الدائمون بتلقي إشعارات إنهاء الخدمة، ومن المتوقع أن تُغلق إدارة الخدمات العامة العديد من مكاتبها الإقليمية.
- وأبلغ قادة إدارة الخدمات العامة الموظفين أنه من المتوقع خفض الإنفاق الإجمالي عبر جميع البرامج بنحو 50%، وذلك وفقا لرسالة بريد إلكتروني اطلعت عليها رويترز.
مكتب إدارة الموظفين
- تم فصل جميع الموظفين التجريبيين في مكتب إدارة الموظفين، الذي يتولى إدارة الموارد البشرية للحكومة الأمريكية، في مكالمة جماعية ضمت نحو 100 شخص.
- وبدأت إدارة شؤون الموظفين أيضاً في تسريح الموظفين المهنيين، حيث ألغت فريق المشتريات بأكمله وأفرغت مجموعة تشرف على التعامل مع بيانات الموظفين الحساسة داخل الوكالة.
الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة
- قال متحدث باسم الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إن الإدارة استغنت عن 4% من موظفيها. وفي عهد الرئيس السابق بايدن، نمت الوكالة بنسبة 30% وظلت أكبر بكثير بعد التخفيضات.
- وكان عدد العاملين بها حوالي 800 قبل تخفيض الوظائف.
إدارة الأعمال الصغيرة
- تم فصل ما لا يقل عن 45 موظفاً مؤقتاً في إدارة الأعمال الصغيرة في رسالة اطلعت عليها رويترز.
- وتقدم الوكالة، التي توظف عدة آلاف من الأشخاص، الدعم للشركات الصغيرة ورجال الأعمال.