يماطل الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ مضامين البروتوكول الإنساني في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي بدأت سريانها في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
ورغم استمرار تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فإنها تفتقر إلى ما تم الاتفاق عليه بشأن القضايا الأساسية مثل الخيام والبيوت الجاهزة (الكرفانات) والمعدات الثقيلة في البروتوكول الإنساني.
وقالت حركة حماس في بيان، الثلاثاء 4 فبراير/شباط 2025، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل مراوغته في تنفيذ البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار، ويتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحاً، خاصة الخيام والبيوت الجاهزة والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.
وأوضحت الحركة في بيانها أن ما تم تنفيذه في هذه الجوانب من البروتوكول الإنساني أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه، ما يعني عدم التزام واضح في الموضوع الإغاثي والإنساني.
وخلّف العدوان الإسرائيلي على القطاع دماراً كبيراً، خاصة في شمال القطاع، حيث أعدم الاحتلال كل مظاهر الحياة فيه، ما يجعل الإغاثة مساراً مركزياً في اتفاق وقف إطلاق النار، كما تقول حركة حماس التي طالبت الوسطاء والضامنين بالتدخل ومعالجة الخلل في تطبيق البروتوكول الإنساني في الاتفاق.
فيما ناشد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة الهيئة الخيرية بالأردن إعطاء الأولوية لإرسال خيام ومستلزمات لإيواء أكثر من ربع مليون أسرة بالقطاع.
وفقاً لمصادر إعلامية محلية، فإن عدد الخيام الموجودة في مخازن الهيئة الهاشمية يبلغ 70 ألف خيمة موثقة لدى الأمم المتحدة. فيما تقول الهيئة الهاشمية إن الاحتلال هو سبب التأخير في إدخال الخيام، حيث يمنع دخول الخيام التي لها أعمدة وهياكل من حديد، أما الخيام المصنوعة من الخشب والبلاستيك فلا يمانع من دخولها.
ما هو البروتوكول الإنساني في اتفاق غزة؟
ينص البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار على إدخال الوقود والمساعدات بشكل كافٍ، ويتضمن أن يبحث الضامنون (الولايات المتحدة وقطر ومصر) تسريع التعافي المبكر للقطاع المدمر.
كما يؤكد البروتوكول الإنساني التزام الأطراف ببذل قصارى جهدها للوفاء بمتطلبات اتفاق 27 مايو/أيار 2024، وعقد اجتماعات دورية للضامنين لمتابعة تنفيذه.
ويدعو البروتوكول الإنساني إلى:
- بدءاً من اليوم الأول، يسمح بدخول كميات مكثفة ومناسبة من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود (600 شاحنة يومياً، 300 منها لشمال قطاع غزة).
- إدخال 50 شاحنة وقود يومياً، بما في ذلك اللازم لتشغيل محطة الكهرباء والتجارة والمعدات اللازمة لإزالة الركام ضمن الـ600 شاحنة.
- إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز في جميع مناطق قطاع غزة.
- البدء في إعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق) في جميع أنحاء قطاع غزة.
- إدخال كميات متفق عليها من المعدات اللازمة للدفاع المدني لإزالة الركام والأنقاض.
- تسهيل إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء النازحين داخلياً ممن فقدوا بيوتهم خلال الحرب.
- إدخال ما لا يقل عن 60 ألف بيت مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة.
- الشروع في وضع الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار الشاملة للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية التي تم تدميرها خلال الحرب، بإشراف عدد من الدول والمنظمات، بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
كيف انتهك الاحتلال البروتوكول الإنساني؟
وفقاً للبيانات التي حصل عليها "عربي بوست"، فإن عدد الشاحنات التي دخلت منذ بداية المرحلة الأولى حتى اليوم الـ15 منها (2 فبراير/شباط) بلغ 9630 شاحنة، منها:
- 3367 شاحنة بنسبة 35% لمحافظة غزة والشمال.
- 6263 شاحنة بنسبة 65% لمناطق جنوب وادي غزة (المحافظة الوسطى وخان يونس ورفح).
ووفقاً لمعطيات الشاحنات التي اطلع "عربي بوست" على بياناتها، فإن:
- معظم الشاحنات التي دخلت قطاع غزة منذ بداية المرحلة الأولى تحمل مواد غذائية، منها الدقيق والسلال الغذائية.
- عدد الخيام التي دخلت حتى اليوم الـ15 من المرحلة الأولى بلغ 6 آلاف خيمة لجنوب قطاع غزة، و2000 خيمة لشماله فقط.
- لم يتم إدخال أي بيوت متنقلة (الكرفانات) حتى الآن.
- لم يتم إدخال أي معدات ثقيلة للبلديات من أجل إزالة الركام من الشوارع الرئيسية أو البحث عن الجثث تحت الأنقاض.
- لم يتم إدخال أي من مواد البناء اللازمة لترميم المنازل المتضررة والمؤسسات والمستشفيات.
- لم يتم إدخال الطاقة الشمسية أو البطاريات اللازمة للمواطنين.
- لم يتم إدخال الأجهزة الطبية والمستلزمات اللازمة للمستشفيات.
- تم إدخال 4 جرافات فقط من مصر لجنوب قطاع غزة.
- شكلت كمية شاحنات الوقود التي دخلت إلى قطاع غزة 5% فقط من إجمالي عدد الشاحنات.
- وصل إلى شمال قطاع غزة 10% فقط من الوقود الذي تم إدخاله إلى القطاع، ولا يستفيد منه الدفاع المدني والبلديات وشركة الكهرباء.
- شاحنات الوقود التي دخلت إلى قطاع غزة تم توزيعها فقط على المخابز والمستشفيات والأنروا وشركات الاتصالات.
- لم يسمح الاحتلال بإدخال السيولة النقدية اللازمة للبنوك.
ما هي خسائر قطاع غزة على الصعيد الإنساني؟
بحسب مكتب الإعلام الحكومي، فإن العدوان الذي استمر نحو 15 شهراً تسبب في استشهاد 61709 أشخاص، منهم 47 ألفاً و487 وصلوا إلى المستشفيات، فيما بقي 14 ألفاً و222 شهيداً مفقوداً تحت الركام أو في الطرقات.
وتسبب العدوان الإسرائيلي في أضرار وخسائر مباشرة تجاوزت 50 مليار دولار في مختلف القطاعات، بحسب التقديرات الأولية للإعلام الحكومي.
قطاع الإسكان
- 450 ألف وحدة سكنية متضررة.
- 170 ألف وحدة سكنية هدمت كلياً.
- 80 ألف وحدة تضررت بشكل بليغ.
- 200 ألف وحدة تضررت بشكل جزئي.
القطاع الطبي
- تدمير 34 مستشفى بشكل كامل.
- تدمير 80 مركزاً صحياً.
- تضرر 212 مؤسسة صحية.
- تدمير 191 سيارة إسعاف.
القطاع التعليمي
- 1661 منشأة تعليمية متضررة، منها:
- 927 مدرسة وجامعة وروضة أطفال ومركز تعليمي هدمت كلياً.
القطاع الحكومي
- 216 مرفقاً حكومياً هدمت بالكامل.
- 60 مقراً حكومياً تضرر بشكل بليغ.
قطاع الخدمات والبنية التحتية
- 3680 كيلومتراً من شبكات الكهرباء متضررة.
- 2105 محولات كهربائية مدمرة.
- 335 كيلومتراً من شبكات المياه متضررة.
- 496 محطة تحلية متضررة.
- 111 خزان مياه مركزي متضرر.
- 655 كيلومتراً من شبكات الصرف الصحي متضررة.
- 65 محطة معالجة متضررة.
- 3916 كيلومتراً مربعاً من شبكات الطرق والشوارع مدمرة.
القطاع الاقتصادي
- 185 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية متضررة.
- 49 مخزناً زراعياً متضرراً.
- 6000 رأس ماشية نفقت.
- 1000 مزرعة دواجن تضررت.
- 3725 منشأة صناعية متضررة، منها 2000 دمرت كلياً.
- 23 ألف منشأة تجارية متضررة، منها 12 ألفاً و583 دمرت كلياً.
- أضرار وخسائر هذا القطاع تجاوزت 6 مليارات دولار.
قطاع النقل والمواصلات
- تضررت أكثر من 30 ألف مركبة ووسيلة نقل، منها 1000 آلية للبلديات والدفاع المدني.
