- ما السبب وراء الضجة التي أحدثها ديبسيك؟
- كيف يعمل ديبسيك؟
- هل هو آمن للاستخدام؟
- ما الذي لا يفعله ديبسيك؟
- من الشركة التي أطلقت التطبيق؟
- لماذا لم نسمع عن ديبسيك من قبل؟
- كيف ترى بكين ديبسيك؟
- كيف علق ترامب على التطبيق؟
- لماذا تراجعت أسهم التكنولوجيا الأمريكية؟
- ما هو المقلق بالنسبة لشركة إنفيديا؟
- هل يعتبر صعود ديبسيك خبراً جيداً؟
- لمن ستكون الغلبة في هذا السباق التكنولوجي؟
أطلقت شركة ديبسيك (DeepSeek) الصينية تطبيقاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي تقول إنه مماثل للتطبيقات الرائدة في الولايات المتحدة أو أفضل منها، وجرى تطويره مقابل كلفة بسيطة مقارنة بها، مما يهدد بإحداث اضطرابات واسعة في قطاع التكنولوجيا العالمي، برزت ملامحه مع هبوط أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية فور الإعلان عن النتائج الإيجابية للتطبيق.
وجذبت الشركة الأنظار في قطاع الذكاء الاصطناعي عالمياً بعد أن كتبت ورقة بحثية الشهر الماضي ذكرت فيها أن تدريب تطبيق (ديبسيك في.3) تتطلب طاقة حوسبة تقل كلفتها عن ستة ملايين دولار باستخدام شرائح (إتش-800) التي تنتجها شركة إنفيديا الأمريكية.
وبحلول أمس الاثنين، أصبح ديبسيك أعلى التطبيقات المجانية تصنيفاً على متجر أبل على الإنترنت في الولايات المتحدة، ليتجاوز منافسه الأمريكي تشات جي.بي.تي.
وأثارت تلك الأنباء تساؤلات حيال تخصيص شركات التكنولوجيا الأمريكية مليارات الدولارات للاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وفيما يلي بعض الحقائق حول الشركة التي تهز قطاع الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.
ما السبب وراء الضجة التي أحدثها ديبسيك؟
أدى إطلاق تطبيق تشات جي.بي.تي التابع لشركة أوبن.إيه.آي في أواخر 2022 إلى تدافع بين الشركات الصينية لإنشاء نسختها الخاصة من تطبيقات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفق تقرير لوكالة رويترز.
وكانت هناك خيبة أمل واسعة في الصين بعد إصدار أول تطبيق مماثل لتشات جي.بي.تي، والذي صنعته شركة محرك البحث العملاقة بايدو، بسبب الفجوة في قدرات الذكاء الاصطناعي بين الشركات الأمريكية والصينية.
ولكن الوضع انقلب بسبب جودة تطبيق ديبسيك وكلفته الزهيدة.
وقالت الشركة الصينية الناشئة إن النموذجين اللذين أشاد بهما المسؤولون التنفيذيون في وادي السيليكون ومهندسو شركات التكنولوجيا الأمريكية، وهما (ديبسيك-في3) و(ديبسيك-آر1)، على نفس مستوى النماذج الأكثر تقدماً من ميتا وأوبن.إيه.آي.
ووفقاً لمنشور عبر الحساب الرسمي للشركة الصينية على موقع وي.تشات، تقل كلفة النموذج (ديبسيك-آر1) الذي صدر الأسبوع الماضي بنحو 20 إلى 50 مرة عن النموذج (أوبن.إيه.آي-أو1)، وذلك وفقاً للمهمة التي يؤديها التطبيق.
وعبر البعض علناً عن شكوكه فيما تقوله ديبسيك.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سكيل إيه.آي ألكسندر وانج في مقابلة مع سي.إن.بي.سي، الخميس، دون تقديم أدلة إن ديبسيك لديها خمسة آلاف شريحة (إتش.100) من إنفيديا، والتي قال إنه لن يتم الإعلان عنها لما يمثله ذلك من انتهاك لضوابط تصدير في الولايات المتحدة تحظر بيع مثل هذه الرقائق المتقدمة للذكاء الاصطناعي للشركات الصينية.
وقال محللو بيرنشتاين في مذكرة بحثية إن إجمالي تكاليف تدريب النموذج (ديبسيك-في 3) غير معروفة ولكنها أعلى بكثير من 5.58 مليون دولار الذي أشارت إليه الشركة الناشئة. وأضافوا أن تكلفة تدريب نموذج (ديبسيك-آر1) لم تُعلن.
كيف يعمل ديبسيك؟
تشبه واجهة التطبيق واجهة تطبيقات منافسة مثل تشات جي.بي.تي، حيث تسمح لك بكتابة أي سؤال أو طلب، ثم الرد عليه بإجابات محادثة، على الرغم من أنه لا يقوم بإنشاء صور حتى الآن. والتطبيق متاح حالياً على أجهزة iOS وAndroid مجاناً، لذا يمكن لأي شخص يرغب في تجربته أن يقوم بتجربته دون الحاجة لدفع أي اشتراك، على الرغم من أنه كان يحد من التسجيلات الجديدة.
ومثل نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى، يمكن للنموذج الذي يعمل على تشغيل تطبيق ديبسيك معالجة كميات هائلة من البيانات وفرزها لتحديد الأنماط والتنبؤ وحل المشكلات. ويمكن لخيار البحث مسح المزيد من المعلومات والعناوين الرئيسية المحدثة، وفق تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
هل هو آمن للاستخدام؟
كما هو الحال مع معظم التطبيقات، يمكن لتطبيق ديبسيك جمع وتخزين كمية هائلة من المعلومات الشخصية، بما في ذلك أي محادثات تجريها والمعلومات الفنية حول أشياء مثل جهازك واتصالك بالإنترنت. ويمكن للحكومة الصينية الوصول إلى هذه البيانات، التي تتمتع بصلاحيات واسعة للتدخل في شؤون الشركات.
ويبدو أن التطبيق يفرض رقابة على معلومات معينة تماشياً مع ضوابط الإنترنت الصارمة التي تفرضها الصين، مثل أي ذكر لاحتجاجات ميدان السلام السماوي (تيان آن مين) عام 1989.
ولأن شركة ديبسيك أصدرت نسخة من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ليستخدمها الآخرون ويعدلوها، فإن المطورين الخارجيين يمكنهم جعله أكثر أماناً وأقل تقييداً من خلال تشغيله محلياً على جهاز قوي بما فيه الكفاية.
ما الذي لا يفعله ديبسيك؟
لم يصل تطبيق ديبسيك بعد إلى الذكاء الاصطناعي العام، وهو الحد الذي يبدأ عنده الذكاء الاصطناعي في التفكير، وهو ما تسعى إليه شركة أوبن.إيه.آي وغيرها من الشركات في وادي السيليكون. وحذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن.إيه.آي، من أن تحقيق اختراق كبير في هذا المجال ليس وشيكاً على الأرجح. ولكن يبدو أن التطبيق يفعل ما يستطيع الآخرون القيام به بتكلفة زهيدة.
من الشركة التي أطلقت التطبيق؟
ديبسيك هي شركة ناشئة مقرها هانغتشو، وتشير بيانات صينية إلى أن ليانج وينفينج، الشريك المؤسس لصندوق التحوط هاي فلاير، يملك حصة حاكمة بها.
وقال الصندوق عبر حسابه الرسمي على وي.تشات في مارس/آذار 2023 إنه "يبدأ من جديد" وسيكثف تخصيص الموارد لتشكيل "مجموعة بحثية جديدة ومستقلة، لاستكشاف جوهر الذكاء العام الاصطناعي". وتأسست ديبسيك في وقت لاحق من ذلك العام.
وتُعَرف أوبن.إيه.آي الذكاء العام الاصطناعي بأنه أنظمة مستقلة تتفوق على البشر في معظم المهام ذات القيمة الاقتصادية.
ومن غير الواضح مقدار ما استثمره صندوق هاي فلاير في ديبسيك. ولدى الصندوق مكتب في المبنى نفسه الذي تقع فيه ديبسيك، كما تشير بيانات صينية إلى أنه يملك أيضاً براءات اختراع تتعلق بالرقائق المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
لماذا لم نسمع عن ديبسيك من قبل؟
كانت الشركة تُبهر عالم الذكاء الاصطناعي بهدوء لفترة من الوقت بابتكاراتها التقنية، بما في ذلك نسبة التكلفة إلى الأداء التي تقل عدة مرات عن تلك الخاصة بالنماذج التي تصنعها شركتا ميتا و أوبن.إيه.آي. ولم تُحدث الشركة ضجة كبيرة حول إمكانات اختراقاتها مثل شركات وادي السيليكون.
وكانت الشركة تُصدر إعلانات عن المنتجات لعدة أشهر مع تزايد اهتمامها بتوليد عوائد أخيراً على استثماراتها التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. ولكن ثمة توقعات بأن نرى المزيد من شعار الحوت الأزرق لشركة ديبسيك مع قيام المزيد والمزيد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بتنزيل التطبيق للتجربة.
كيف ترى بكين ديبسيك؟
أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأنه في 20 يناير/كانون الثاني وبالتزامن مع إطلاق (ديبسيك-آر1) للجمهور، حضر المؤسس ليانج ندوة مغلقة لرجال أعمال وخبراء استضافها رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج.
ومن المرجح أن حضور ليانج قد يمثل إشارة إلى أن نجاح ديبسيك مهم لتحقيق هدف بكين في التغلب على ضوابط التصدير التي تفرضها واشنطن وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي.
وحضر الرئيس التنفيذي لشركة بايدو روبن لي ندوة مماثلة العام الماضي.
كيف علق ترامب على التطبيق؟
وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني ديبسيك بأنه "جرس إنذار" للشركات الأمريكية.
جاء ذلك في كلمته، الاثنين، أمام أعضاء الكونغرس الجمهوريين في اجتماع حزبه بولاية فلوريدا.
وتعليقاً على تطوير شركة ديبسيك الصينية نموذج ذكاء اصطناعي أسرع وأقل تكلفة، قال ترامب: "إنه أمر جيد، لأنه ليس عليك إنفاق كثير من المال".
وأضاف: "إطلاق شركة صينية تقنية (ديبسيك) يجب أن يكون جرس إنذار لصناعاتنا، ويذكرنا بضرورة التركيز على المنافسة للفوز".
لماذا تراجعت أسهم التكنولوجيا الأمريكية؟
تم محو مئات المليارات من الدولارات من أسهم التكنولوجيا الأمريكية الكبرى بعد انتشار أخبار أداء تطبيق ديبسيك على نطاق واسع خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وكان التوقيت مهماً حيث تعهدت شركات التكنولوجيا الأمريكية في الأيام الأخيرة بتخصيص مئات المليارات من الدولارات للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والتي سيذهب الكثير منها إلى بناء البنية التحتية للحوسبة ومصادر الطاقة اللازمة، كما كان يُعتقد على نطاق واسع، للوصول إلى هدف الذكاء الاصطناعي العام.
ويبدو أن أداء التطبيق الصيني قد شكك، على الأقل، في هذه السردية، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وأغلق المؤشران ستاندرد أند بورز 500 وناسداك على انخفاض حاد، الاثنين، بعد تراجع أسهم إنفيديا وشركات تصنيع الرقائق الأخرى، في حين سجل مؤشر أسهم أشباه الموصلات أكبر انخفاض يومي منذ مارس/آذار 2020.
وقالت كيم فورست، كبير مسؤولي الاستثمار في بوكيه كابيتال بارتنرز، إنه لا يزال هناك العديد من الأسئلة بخصوص نموذج ديبسيك وتأثيره.
وأضافت "اليوم سيء لهذه الأسهم.. (لكن) ستتحدد قيمتها النهائية في اليومين المقبلين".
وتراجع أيضاً سهما مايكروسوفت وألفابت الشركة الأم لغوغل، فيما انخفض سهم شركة ديل تكنولوجيز لصناعة الخوادم الذكية بشكل حاد.
وهوت أسهم شركات تشغيل مراكز البيانات، منها شركة ديجيتال ريالتي.
ما هو المقلق بالنسبة لشركة إنفيديا؟
شركة إنفيديا هي واحدة من الشركات التي استفادت أكثر من غيرها من طفرة الذكاء الاصطناعي. فقد انتقلت من كونها شركة مصنعة لبطاقات الرسوميات لألعاب الفيديو إلى كونها الشركة المهيمنة على صناعة الرقائق الإلكترونية لصناعة الذكاء الاصطناعي المتعطشة للذكاء الاصطناعي.
ومن المرجح أن تتساءل شركات التكنولوجيا التي تنظر إلى شركة ديبسيك بحذر عما إذا كانت بحاجة الآن إلى شراء العديد من أدوات إنفيديا.
وانخفض سهم إنفيديا بنسبة 17% لتفقد حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.
يذكر أن شركة إنفيديا كانت إحدى شركات التكنولوجيا الأمريكية التي دعمت إسرائيل خلال الحرب التي شنها جيش الاحتلال على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت تقارير بأن إنفيديا تبرعت العام الماضي بمبلغ 15 مليون دولار لمنظمات غير ربحية إسرائيلية وأجنبية تدعم الإسرائيليين. وأشارت إلى أن التبرع كان أكبر حملة لجمع "التبرعات الإنسانية" في تاريخ الشركة الممتد على مدار 30 عاماً.
ولا تقدم إنفيديا الدعم المالي فحسب، بل تسهم أيضاً بشكل كبير في التوظيف المحلي، إذ توظِّف عملياتُها في إسرائيل أكثر من 4500 عامل، وهو ما يمثل نحو 15% من قوتها العاملة العالمية.
كما تعاونت الشركة مع أكثر من 800 شركة ناشئة إسرائيلية، يسهم بعضها بشكل مباشر في التكنولوجيا العسكرية للبلاد.
هل يعتبر صعود ديبسيك خبراً جيداً؟
بحسب تقرير صحيفة الغارديان، فإن أحد الاحتمالات هو أن قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة قد تكون قابلة للتحقيق الآن دون الحاجة إلى كمية هائلة من القوة الحسابية والرقائق الدقيقة والطاقة ومياه التبريد التي كان يُعتقد في السابق أنها ضرورية. وكما هو الحال مع كل الاختراقات التكنولوجية، فإن الوقت سوف يساعد في تحديد مدى أهمية ذلك في الواقع.
لمن ستكون الغلبة في هذا السباق التكنولوجي؟
إن نجاح ديبسيك في بناء نموذج الذكاء الاصطناعي قد يعيد التوازن إلى الساحة العالمية عندما يتعلق الأمر بتطوير الذكاء الاصطناعي، وقد أسعد ذلك بعض البلدان خارج الولايات المتحدة، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
على سبيل المثال، قال مسؤولون حكوميون في فرنسا، الاثنين، إن التطبيق الصيني يثبت أن الشركات التي تعتمد على تقنيات ذكية لا تزال تتنافس في سباق الذكاء الاصطناعي، حتى لو كانت لديها أموال أقل أو كانت قدرتها على الوصول إلى أفضل شرائح الذكاء الاصطناعي محدودة.
وأضافوا أن الفرص لا تزال قائمة ليس فقط بالنسبة للصين ولكن أيضاً لأوروبا وأجزاء أخرى من العالم للحاق بوادي السيليكون.
ومن المؤكد أن ديبسيك يشكل أيضاً تحذيراً لأجزاء أخرى من العالم. فقد صنعت شركة شركة مسترال.إيه.آي الفرنسية الناشئة شهرتها من خلال كونها منافساً أصغر وأكثر كفاءة لشركات أمريكية مثل أوبن.إيه.آي. والآن سيتعين عليها مواكبة ديبسيك وغيرها من الشركات التي تستخدم نماذجها أيضاً.