بوتين يُغير قواعد اللعبة.. ماذا يعني تعديل موسكو عقيدتها النووية الآن ومن المستهدف؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/11/19 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/11/20 الساعة 08:29 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين | عربي بوست

وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، على تحديث العقيدة النووية الرسمية للبلاد بعد أيام من تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن سمحت لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية داخل الأراضي الروسية.

وقال بوتين إن روسيا قد تفكر في استخدام أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي مدعوم من بلد يمتلك قوة نووية.

وكان بوتين ذكر في سبتمبر/أيلول الماضي أن "توضيحات" تم اقتراحها بشأن العقيدة الروسية لاستخدام الأسلحة النووية، وهو أمر كان قد توعد به مراراً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

قراءة في كتاب
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين | عربي بوست

ما هي العقيدة النووية الروسية؟ 

تحدد الاتفاقية التي وقع عليها بوتين، والمعروفة رسمياً باسم "أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي"، في عام 2020، متى يمكن لروسيا استخدام ترسانتها النووية، وهي الترسانة الأكبر في العالم.

وتنص العقيدة النووية الروسية على أن الأسلحة النووية هي "وسيلة للردع". وتؤكد أن روسيا "تبذل كل الجهود اللازمة لتقليص التهديد النووي ومنع تفاقم العلاقات بين الدول التي قد تؤدي إلى اندلاع صراعات عسكرية، بما في ذلك الصراعات النووية".

وتشير العقيدة النووية الروسية إلى أن روسيا يمكن أن تستخدم هذه الأسلحة "رداً على استخدام الأسلحة النووية وغيرها من أنواع أسلحة الدمار الشامل ضدها و/أو حلفائها، وكذلك في حالة العدوان على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية عندما يكون وجود الدولة ذاته في خطر".

وتقول العقيدة النووية الروسية إن الأسلحة النووية يمكن استخدامها في الحالات المحددة التالية:

  •  إذا وردت معلومات موثوقة عن إطلاق صواريخ باليستية تستهدف أراضي روسيا أو حلفائها.
  •  إذا تم استخدام الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا أو حلفائها.
  •  إذا كان هجوم العدو بالأسلحة التقليدية يهدد وجود روسيا.
  •  إذا وقعت هجمات على منشآت حكومية أو عسكرية روسية بالغة الأهمية من شأنها أن تقوض قدرة البلاد على شن ضربة نووية انتقامية.

لماذا أعلنت روسيا تعديل العقيدة النووية؟ 

جاء الإعلان الروسي عن تحديث العقيدة النووية الرسمية كرد من الكرملين على قرار إدارة بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية، ومن بينها صواريخ أتاكمز، لضرب عمق الأراضي الروسية، في تغيير كبير في سياسة واشنطن تجاه الصراع بين أوكرانيا وروسيا، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين ومصدر مطلع.

وأضاف المصدر أن أوكرانيا تعتزم شن أول هجوم بعيد المدى في الأيام المقبلة، دون الكشف عن تفاصيل هذا الهجوم بسبب مخاوف أمنية.

ورجح المصدر أن تستخدم أوكرانيا في هجومها الأول صواريخ أتاكمز التي يصل مداها إلى 306 كم.

وذكرت تقارير غربية عدة نقلاً عن مصادر أن قرار إدارة الرئيس بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف في عمق روسيا كان مدفوعاً بالضغط الأوكراني المتواصل على واشنطن للحصول على الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ أتاكمز، ونشر القوات الكورية الشمالية في الأراضي الروسية.

وقد أثارت تصريحات ترامب التي قال فيها إنه سيسعى إلى إنهاء سريع للحرب في أوكرانيا، قلق كييف وداعميها العالميين من أن موسكو ستحقق تقدماً كبيراً في ساحة المعركة.

صاروخ باتريوت الأمريكي في مواجهة كينجال الفرط صوتي الروسي.. من ينتصر في أوكرانيا؟ تعبيرية

ما هي التعديلات التي طرأت على العقيدة النووية الروسية؟ 

تحدد العقيدة النووية الروسية المعدلة التهديدات التي قد تدفع روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، للتفكير في استخدام مثل هذه الأسلحة، وفق وكالة رويترز.

وبحسب العقيدة الجديدة، قد تفكر روسيا في توجيه ضربة نووية إذا تعرضت أو حليفتها روسيا البيضاء لعدوان باستخدام "أسلحة تقليدية تهدد سيادتهما أو سلامتهما الإقليمية".

وتشمل التحديثات الجديدة اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا من دولة غير نووية مدعومة من دولة نووية هجوماً مشتركاً، بالإضافة إلى أن أي هجوم جوي واسع النطاق بطائرات وصواريخ موجهة وطائرات مسيرة تعبر حدود روسيا قد يؤدي إلى رد نووي.

وتذكر العقيدة أن "أي عدوان ضد روسيا الاتحادية أو حلفائها من جانب دولة غير نووية بمشاركة أو دعم دولة نووية يعتبر هجوماً مشتركاً".

وتضيف "أي عدوان تشنه أي دولة عضو في تحالف (تكتل أو اتحاد) ضد روسيا الاتحادية أو حلفائها يعتبر عدواناً من جانب التحالف بأسره".

وقال الكرملين إن روسيا تعتبر الأسلحة النووية وسيلة للردع، وإن الهدف من النص المحدث هو توضيح بشكل قاطع للأعداء المحتملين أن الرد على أي هجوم ضد روسيا أمر حتمي.

وتسيطر روسيا والولايات المتحدة معاً على %88 من الرؤوس النووية في العالم. وبوتين هو صانع القرار الرئيسي في روسيا بشأن استخدام الترسانة النووية الروسية.

تحميل المزيد