أخطر 20 يوماً.. كيف يهدد موسم الأعياد العبرية واليهودية هذا العام وجودية المسجد الأقصى؟ (إنفوجراف)

تم النشر: 2024/10/04 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/10/05 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
موسم الأعياد اليهودية في المسجد الأقصى، في الخلفية لقطة من فيديو يحاكي حريقًا كبيرًا في المسجد الأقصى نشرتها جماعة "نشطاء جبل الهيكل" الصهيونية (عربي بوست)

يُعتبر موسم الأعياد العبرية واليهودية التوراتية خلال شهر أكتوبر 2024 غير مسبوق وقد يمثل ذروة الخطر الوجودي على المسجد الأقصى، حيث تلتقي هذا العام وفي شهر أكتوبر عدة أعياد ومناسبات دينية توراتية، فيما سيصادف الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حيث يخشى من أن تعمل جماعات المستوطنين والتيارات الصهيونية على شن اعتداءات على المسجد الأقصى بأدوات مختلفة بنية الانتقام. 

وخلال الأعوام الأخيرة، تحولت الأعياد الدينية والتوراتية اليهودية إلى مناسبات لشن هجمات على المسجد الأقصى وتكثيف اقتحامه، وإقامة شعائر دينية لم يكن يسمح بها سابقاً في باحات المسجد، مما يشكل خطراً على وجود الأقصى وهويته الإسلامية بشكل غير مسبوق. 

تأتي هذه التطورات في إطار سعي جماعات "الصهيونية الدينية" لفرض بناء "الهيكل" المزعوم على أنقاض المسجد كما توعدت بذلك، بدعم مباشر من حكومة الاحتلال التي تمول الاقتحامات وتدفع لزيادة أعداد المقتحمين. 

ما خطورة الأعياد العبرية واليهودية هذا العام على المسجد الأقصى؟

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهد المسجد تصعيدًا ملحوظًا في الاعتداءات، في مسعى لفرض "السيادة الإسرائيلية" الكاملة وتحويله إلى موقع مقدس لليهود، كما وعد بشكل علني وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، والذي صرح من قلب المسجد الأقصى في تموز/يوليو الماضي بالقول: "يمكن لليهود الصلاة في جبل الهيكل.. أنا القيادة السياسية، والقيادة تسمح بصلاة اليهود في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وقد أديت الصلاة هناك الأسبوع الماضي"، متعهداً بتغيير "الوضع القائم" في المسجد الأقصى والذي يحظر على اليهود الصلاة هناك.

وبين الفينة والأخرى، يقتحم وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، وخاصة وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، المسجد الأقصى، رغم انتقادات إسلامية وعربية ودولية. وكان بن غفير دعا في أغسطس/آب الماضي إلى السماح رسمياً لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى وإقامة كنيس في باحاته.

كما هددت الجماعات الصهيونية بالاعتداء على الأقصى وإدخال القرابين، فيما نشرت منظمة "نشطاء جبل الهيكل" اليمينية المتطرفة مقطع فيديو، يوم الخميس، 12 سبتمبر/أيلول 2024، يحاكي حريقًا كبيرًا في المسجد الأقصى. وكتبت المنظمة على الفيديو الذي نشر في منصة "إكس" مع عبارة "النصر المطلق.. قريباً في هذه الأيام"، في إشارة إلى أيام الأعياد العبرية واليهودية.

ورجحت ورقة تقدير موقف صادرة عن مؤسسة القدس الدولية وأعدها الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، أن الفعل الشعبي المقاوم سيتجدد مع تصاعد محاولات الاحتلال الإسرائيلي للإحلال الديني في المسجد الأقصى ومحاولات تصفية هوية المسجد المبارك. خصيصاً في ظل العدوان على الضفة الغربية وتصاعد المقاومة فيها واستمرار حرب الإبادة ضد غزة ولبنان.

ويشير ابحيص إلى أن موسم الأعياد اليهودية هذا العام يأتي في الفترة من 3 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول، وستتلوه مباشرة الذكرى العبرية الأولى لعملية طوفان الأقصى التي ستوافق في التقويم العبري صباح الجمعة (25 أكتوبر/تشرين الأول).

ورجح الباحث أن يكون هذا الموسم أعتى مواسم العدوان على الأقصى، مشيراً إلى أن القيادة الإسرائيلية تتعامل مع هذه الذكرى بوصفها نقطة معالجة "عقدة 7 أكتوبر"، وأن "الاحتلال قد يخطط لهجوم متعدد الجبهات يومي الأربعاء والخميس 24 و25 من الشهر المقبل؛ وهذا يجعل من الضروري الاستعداد لهذا الاحتمال بل والتفكير في إمكانية استباقه لتعزيز العقدة".

الموسم الأخطر الذي يهدد وجود المسجد الأقصى

خلال الأعوام الماضية، اتخذت ما يعرف بـ"جماعات الهيكل" المتطرفة موسم الأعياد كمحطة رئيسية ومهمة لتصعيد عدوانها على الأقصى ليبلغ أعلى ذروته، وتُحوله إلى مناسبة لتكريس حقائق جديدة فيه عبر إدخال "الأدوات الدينية التوراتية، ونفخ البوق، وفرض القربان، وإدخال القرابين النباتية".

ويكتسب هذا العام من الأعياد اليهودية طابعاً خاصاً، كون هذه الأعياد تأتي تزامنًا مع الذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى"، حيث يقول د.عبدالله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس، إن هذا الموسم سيشهد تنفيذ طقوس دينية علنية داخل المسجد، وعلى نطاق أوسع بكثير من العام الماضي، خاصة أن الذكرى السنوية الأولى بالتقويم الميلادي لأحداث السابع من أكتوبر ستحل خلال هذه الأيام، ومن غير المستبعد أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة، برعاية الحكومة الإسرائيلية، استغلال الذكرى لتأكيد وجودها في الأقصى بقوة أكبر بكثير من ذي قبل.

وتخلص ورقة التقدير التي نشرتها مؤسسة القدس الدولية، إلى أن المسجد الأقصى يواجه ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله، "وهذا يفرض ضرورة الانخراط في معركة الدفاع عنه بكل وسائل المقاومة الممكنة، على مستوى الشعب الفلسطيني في كل مناطق وجوده وعلى مستوى دول الطوق وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية".

ويدعو تقدير الموقف إلى الضغط على النظام العربي الرسمي للحصول على أي موقف إيجابي ووقف تدهور سقوف موقفه. كما إلى إطلاق أكبر حملة تعبئة وتوعية في تاريخ حملات التفاعل مع المسجد الأقصى منذ اليوم وحتى نهاية يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول القادم.

ينطلق موسم الأعياد العبرية واليهودية اعتباراً من يوم الخميس 4 أكتوبر 2024 كالتالي:

1- يوم 4 أكتوبر 2024 بـ"رأس السنة العبرية": الاقتحامات بأفواج كبيرة بما يعرف "لباس التوبة" والنفخ بالبوق داخل المسجد الأقصى وحوله بشكل متكرر برعاية شرطة الاحتلال.

2- ما يسمى بـ"أيام التوبة" العشرة من 4 – 14 أكتوبر: يرجح اقتحام الأقصى بـ"ثياب التوبة" البيضاء التي تحاكي ثياب طبقة الكهنة وأداء صلوات "بركات الكهنة" في الأقصى علنا، وفرض القرابين النباتية أو "ثمار العرش" في المسجد الأقصى.

3- "عيد الغفران" في 12 أكتوبر: النفخ بالبوق داخل المسجد الأقصى في إشارة لإعلان السيادة عليه، ومحاكاة قربان الغفران.

4- "عيد العُرش" الذي يبدأ من 17 حتى 23 من الشهر نفسه: يعد أحد أعياد "الحج التوراتية" الثلاثة التي ترتبط بـ"الهيكل" المزعوم، وهو ما توظفه الجماعات المتطرفة لفرض كامل طقوسها داخل المسجد الأقصى، وإدخال "القرابين" إلى داخله.

5- ما يسمى بـ"ختمة التوراة" يوم 24 أكتوبر 2024: ويجري فيها طقوس توراتية داخل باحات المسجد الأقصى وطقوس الزفاف اليهودي، وتشديد الاقتحامات وفرض عراقيل لدخول المسلمين إلى المسجد.

6- ذكرى السابع من أكتوبر في التقويم العبري: والتي تصادف ميلادياً صباح الجمعة 25 أكتوبر 2024 وقد تتحول لمناسبة للانتقام والاعتداء على المسجد الأقصى.

تحميل المزيد