إيران تترك الغرب في حيرة حول مستقبل برنامجها النووي دون حسم لمصير اليورانيوم المخصب

عربي بوست
تم النشر: 2025/07/02 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/07/02 الساعة 12:22 بتوقيت غرينتش
صورة لمفاعل فوردو بالأقمار الصناعية- جيتي

كشفت مصادر إيرانية لـ"عربي بوست" أن اليورانيوم المخصب الموجود في المنشآت النووية الإيرانية في "أمان تام"، وأن إيران "تتعمد وضع مشروعها النووي في مساحة من الغموض" لترك المجتمع الدولي غير قادر على حسم مصير اليورانيوم المخصب، مما يمنحها فرصة كبيرة لالتقاط الأنفاس بعد حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل.

وقالت المصادر إنه لا توجد أي مؤشرات أو احتمالات لوصول الإسرائيليين أو الأميركيين إلى مخازن أو مواقع اليورانيوم المخصب السرية الجديدة، في ظل "الإجراءات المحكمة" التي اتخذتها طهران بعد جولات الاستهداف السابقة. وأشارت إلى أن المواقع المتعلقة بالتخصيب أصبحت "خارج نطاق الرصد الدولي"، بعدما تم اتخاذ قرار بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

قصف أمريكا للمفاعلات النووية

أكد مصدر إيراني مطلع يعمل مستشارًا في مجال الفيزياء النووية أن الضربة التي نفذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد المنشآت النووية الإيرانية لم تستند إلى أي غطاء قانوني دولي أو داخلي. فقد تمت دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، كما لم يصدر بها قرار من الكونغرس الأمريكي، ولم تحظ بإجماع سياسي داخل الإدارة الأمريكية.

وعليه، تعتبر الضربة من وجهة نظر القانون الدولي "إجراءً غير قانوني"، خاصة أن المنشآت المستهدفة مثل فوردو ونطنز كانت منشآت سلمية خاضعة لرقابة وكالة الطاقة الذرية، ولم تكن تُستخدم في برنامج نووي عسكري.

وأشار المصدر إلى أن المنشآت النووية المستهدفة، خصوصًا فوردو ونطنز، أُنشئت منذ التسعينيات، وتحديدًا عام 1995، في إطار رؤية إيرانية شاملة لتطوير برنامج نووي سلمي. وقد اعتمدت في ذلك على أجيال متقدمة من أجهزة الطرد المركزي، بدءًا من الجيل الأول حتى الجيل الثالث. إلا أن التطورات التكنولوجية في السنوات الأخيرة دفعت إيران لتطوير أجهزة من الجيل الثامن والتاسع والعاشر، ما جعل المنشآت القديمة غير مناسبة تقنيًا وجيولوجيًا للاستمرار.

بل إن هناك خطة مسبقة كانت قيد التنفيذ لتفكيك هذه المنشآت، حتى قبل تنفيذ الضربة الأمريكية، نظرًا لتآكل بنيتها الهندسية وتأثرها بالزلازل المتكررة في إيران، بالإضافة إلى أن الأجهزة الجديدة تحتاج لبنية تحتية أكثر تطورًا من حيث الأرضية والأنظمة التقنية، وفق ما قال المصدر.

وأوضح المصدر أن من الجوانب المهمة التي حالت دون انهيار البرنامج النووي الإيراني، أن التصنيع النووي يتم داخليًا بالكامل. إيران لا تستورد اليورانيوم ولا أجهزة الطرد المركزي من الخارج، وهو ما جعل أي ضربة خارجية غير قادرة على تدمير البنية التحتية الأساسية للبرنامج، بخلاف ما كان سيحدث لو كانت عناصر البرنامج تعتمد على الاستيراد الخارجي.

كما أن نقل أجهزة الطرد المركزي من المنشآت المستهدفة إلى مواقع بديلة تم بسلاسة وسرعة، نظرًا لطبيعة هذه الأجهزة التي يسهل تفكيكها ونقلها خلال وقت قصير.

فوردو- رويترز

منشآت بديلة

أفاد المصدر أن إيران كانت تعمل منذ سنوات على إنشاء منشآت بديلة سرية لتخصيب اليورانيوم، في مواقع جيولوجية مدروسة بعناية، تصلح لاحقًا لتطوير مفاعلات نووية حديثة.

اللافت أن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من تحديد مواقع هذه المنشآت الجديدة، بل يُعتقد أن الضربات التي نفذتها على فوردو ونطنز كانت فقط لاسترضاء حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، وليس ضمن استراتيجية أمريكية شاملة لتدمير البرنامج.

أما بالنسبة لليورانيوم المخصب، فقد نقلته إيران إلى موقع سري غير معلوم حتى الآن، في رد فعل مباشر على ما وصفته بـ"تواطؤ" بعض مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين تعتقد طهران أنهم ساهموا في تسريب معلومات قادت إلى قصف مواقع نووية.

ورغم تعليق العمل جزئيًا مع الوكالة، إلا أن إيران لم تلغِ تعاونها معها كليًا، لكنها ترى أن التزامها بالقانون الدولي مرهون أيضًا بالتزام باقي الأطراف، وهو ما لم يتحقق في السنوات الأخيرة.

رغم الغموض المحيط ببعض أنشطة البرنامج النووي، يؤكد المصدر أن إيران لا تعتزم إطلاقًا تصنيع قنبلة نووية عسكرية. والسبب في ذلك لا يعود فقط إلى الحسابات السياسية، بل أيضًا إلى دروس التاريخ الإقليمي، مثل تجربة العراق، التي لا تزال حاضرة في العقل الاستراتيجي الإيراني.

يضيف المصدر أن الترويج لفكرة امتلاك إيران لقدرة نووية عسكرية يضر بإيران أكثر مما يفيدها، إذ إنه يُستخدم كمبرر لتشديد الضغوط والعقوبات الغربية، فيما تركز إيران على استخدام الطاقة النووية في تطوير الأدوية، والبرامج الفضائية، وكسر الاحتكارات الغربية في مجالات الإنترنت والتقنية الحيوية.

بما أن الولايات المتحدة لم تضرب المنشآت الحقيقية، تبقى إسرائيل، بحسب المصدر، هي الطرف الوحيد الذي يسعى لتوسيع نطاق المواجهة مع إيران. ومع ذلك، هناك عدة سيناريوهات مطروحة:

  • إقناع ترامب أو أي رئيس أمريكي قادم بتنفيذ ضربة ثانية حاسمة.
  • تحريك أطراف ثالثة في المنطقة لمواجهة إيران.
  • تنفيذ ضربة إسرائيلية مباشرة دون تنسيق مع واشنطن.
  • استخدام الطائرات المسيّرة، رغم أن إيران عالجت معظم ثغراتها الدفاعية ضد هذا النوع من الهجمات.

البرنامج الصاروخي

في ظل امتناع إيران عن تصنيع قنبلة نووية، فإن البرنامج الصاروخي الإيراني، خاصة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، يقوم بدور ردعي محوري، ويُعتبر أحد الأعمدة الأساسية في الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية، وفقًا للمصدر الإيراني.

تشير المعطيات الحالية إلى أن إيران تمكنت من إعادة تموضع برنامجها النووي، واستباق أي استهداف محتمل عبر نشر قدراتها في مواقع سرية مؤمنة. ومع غياب إجماع دولي على ضرب إيران، وتفكك الثقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تدخل المنطقة مرحلة "غموض نووي استراتيجي" لا تبدو نهايته قريبة، على حد قول المصدر.

الطابع السلمي

في الوقت نفسه، قال الخبير الإيراني في الشأن النووي هادي دلول إن بلاده لا تتجه مطلقًا نحو تصنيع قنبلة نووية عسكرية، مؤكدًا أن المشروع الإيراني لا يزال ملتزمًا بالطابع السلمي، رغم تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي تصريحات خاصة حول تطورات الملف النووي بعد الضربات التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، شدد دلول على أن إيران استفادت من الحرب السابقة في يونيو 2025، وتقوم حاليًا بـ"معالجة جميع نقاط الخلل التي كشفتها تلك الضربات".

وأكد دلول أن طهران تتحضر بجدية لضربة إسرائيلية جديدة محتملة، خاصة في ظل الجدل المتصاعد حول مصير اليورانيوم المخصب، والذي ترى تل أبيب أنه يمثل تهديدًا وجوديًا لها.

وأوضح أن الردع الإيراني لا يعتمد على النووي العسكري، بل على الصواريخ الباليستية والتكنولوجيا الدفاعية، مشيرًا إلى أن إيران نجحت في تعزيز منظوماتها الأمنية والتقنية حول منشآتها الحيوية.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال دلول إن إيران لن تعود للتعاون الكامل معها قبل تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الوكالة بحق طهران، موجهًا اتهامات مباشرة لبعض مسؤولي الوكالة بأنهم "تسببوا في تسريب معلومات أدت إلى قصف منشآت نووية".

وأشار إلى أن قرار تعليق التعاون مع الوكالة جاء كرد فعل على ما وصفه بـ"الانحياز والتساهل مع خروقات الدول الكبرى"، مؤكدًا أن الالتزام بالقانون الدولي يجب أن يكون متبادلًا وليس من طرف واحد فقط.

اعتبر هادي دلول أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، وعلى رأسها فوردو ونطنز وأصفهان، تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مشددًا على أن هذه المنشآت كانت موثقة ومسجلة دوليًا كمرافق سلمية تخضع للرقابة الفنية.

وأوضح أن تنفيذ الضربات دون تفويض من مجلس الأمن أو الكونغرس الأمريكي يمثل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، ويؤسس لمنطق "القوة فوق القانون"، الذي قد يفتح الباب أمام فوضى دولية في التعامل مع البرامج النووية السلمية لدول أخرى.

وحول التصريحات الإيرانية التي تتحدث عن "دمار كبير" في المنشآت، قال دلول إن هذا الخطاب الإعلامي جزء من مناورة استراتيجية تهدف إلى تضليل الغرب. وأوضح أن الساسة الإيرانيين يريدون إظهار البرنامج بمظهر المتضرر والضعيف، في حين أن الواقع يُظهر قدرة طهران على إعادة بناء وتأهيل منشآتها بسرعة وفعالية.

وأكد أن البرنامج النووي الإيراني لم يتوقف، بل جرى إعادة هيكلته بشكل يضمن حمايته من الضربات المستقبلية، بالتوازي مع استمرار تطوير الأجيال الجديدة من أجهزة الطرد المركزي في مواقع محمية وسرية.

تصريحات هادي دلول تقدم رؤية نادرة من داخل إيران، تكشف عن توازن دقيق بين الالتزام العلني بالسلمية والاستعداد العملي لأسوأ السيناريوهات. وبينما تتمسك طهران بخيارها النووي السلمي، إلا أنها تدرك أن المواجهة مع إسرائيل لم تنتهِ بعد، وأن أي خطأ جديد في الحسابات الدولية قد يُشعل جولة جديدة من الصراع.

سياسة غموض إيرانية

في سياق متصل، قال مستشار سابق في حكومة بزشكيان لـ"عربي بوست" إن من الطبيعي أن تمارس إيران منطق سياسة الغموض في التعامل مع اليورانيوم المخصب، متسائلًا: "هل تعتقد أن إيران ستسمح لأي طرف غربي أن يعرف مكان اليورانيوم المخصب في الوقت الحالي؟"

فوردو- رويترز

وأشار إلى أن التجربة السابقة كشفت أنه يتوجب على إيران إخفاء تفاصيل مشروعها النووي بالكامل، على الأقل في الفترة الحالية، حتى ترتب أوضاعها بشكل يسمح لها بالحفاظ عليه، حتى ولو قررت إسرائيل خوض حرب جديدة ضدها لوقف المشروع النووي.

اليورانيوم المخصب في أمان

في سياق موازٍ، كشف مصدر إيراني رفيع يعمل مستشارًا في مؤسسة المرشد الأعلى علي خامنئي، عن جملة من التطورات والمواقف الحاسمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وسط تصاعد التوتر الإقليمي وعودة المخاوف الغربية من نوايا طهران النووية.

أكد المصدر أن اليورانيوم الإيراني المخصب "في أمان تام"، ولا توجد أي مؤشرات أو احتمالات لوصول الإسرائيليين أو الأميركيين إلى مخازنه أو مواقعه السرية، في ظل "الإجراءات المحكمة" التي اتخذتها طهران بعد جولات الاستهداف السابقة. وأشار إلى أن المواقع المتعلقة بالتخصيب أصبحت "خارج نطاق الرصد الدولي"، بعدما اتُخذ قرار بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضح المسؤول الإيراني أن إيران أوقفت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمًا إياها بـ"الانحياز السافر لصالح إسرائيل"، وقال إن الوكالة "تجاوزت حدود التفويض الممنوح لها بموجب اتفاق الضمانات"، وأن القرار الإيراني بإنهاء العمل المشترك جاء لحماية أسرار المشروع النووي ومنع تسريب أي معلومات حول أماكن تخصيب اليورانيوم.

وفي رده على الاتهامات الغربية، شدد المصدر على أن إيران لا تزال حريصة على العمل وفقًا للقانون الدولي في برنامجها النووي، لكنها في المقابل "ترى أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لا تلتزم بأي من تلك القوانين حين يتعلق الأمر بإيران"، وهو ما يدفع طهران – حسب تعبيره – إلى "معاملتهم بالمثل".

نفى المصدر بشكل قاطع وجود أي توجّه لدى طهران نحو تصنيع قنبلة نووية في الوقت الراهن، مؤكدًا أن "القيادة الإيرانية تدرك أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستفتح أبوابًا واسعة للصدام مع المجتمع الدولي". وأشار إلى أن القرار الإيراني واضح: "نحن لا نسعى إلى تصنيع قنبلة نووية، ولا نرى أنها ضرورة استراتيجية حاليًا، إلا أن الحق في ذلك سيظل محفوظًا طالما بقي الغرب يهددنا بلا هوادة".

كما قال المستشار إن إيران تستعد لجولة جديدة من الحرب مع إسرائيل في المستقبل القريب، معتبرًا أن "تل أبيب، بقيادة بنيامين نتنياهو، لا تزال تسعى للوصول إلى مواقع تخزين وتخصيب اليورانيوم بأي ثمن". وأوضح أن الاستعدادات الإيرانية قائمة بالفعل على مختلف المستويات، من أمن المنشآت إلى الردع العسكري، في ظل ما يعتبره المسؤولون الإيرانيون تهديدًا وجوديًا.

تقييم الأضرار وردود الفعل الدولية

كانت وكالة بلومبرغ قد قالت في تقرير لها إنه منذ الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، روّج ترامب لروايته بأن "مطرقة منتصف الليل" دمّرت المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف إلى هذه الرواية وجهة نظره بأن وسائل الإعلام التي نشرت تقييمات استخباراتية متضاربة هي "حثالة. إنهم أشخاص سيئون. إنهم مرضى". كما أضاف ذريعةً مضللةً مفادها أن مروجي "الأخبار الكاذبة" هؤلاء لا يُهينونه فحسب، بل يُهينون أيضًا الطيارين الشجعان الذين نفّذوا المهمة. في الواقع، لم يُبدِ أحدٌ في أي مكان، على حدّ علمه، سوى تبجيلٍ لتنفيذ المهمة، ولم يُسجّل أي طيار شعوره بالإهانة. هذه القصة هي واحدة من عدة محاولات لتزييف الحقائق.

وقالت الوكالة إن تقييمًا أوليًا مسرّبًا من وكالة استخبارات الدفاع، التابعة للبنتاغون، أشار إلى أن ضربة "مطرقة منتصف الليل" ربما أخّرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وليس لسنوات بالتأكيد. كما ذكر التقييم أن إيران نقلت جزءًا كبيرًا من اليورانيوم المخصب من المواقع التي قُصفت إلى مواقع أخرى مختلفة. وقد توصلت العديد من أجهزة الاستخبارات الأوروبية إلى النتيجة نفسها.

في حين قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن خبراء نوويين ومسؤولين أمريكيين قالوا إن إيران ربما تكون قد خبأت ما يكفي من أجهزة الطرد المركزي والمواد اللازمة للتسابق نحو صنع قنبلة نووية.

وصرح رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على قناة سي بي إس يوم الأحد، بأن إيران تمتلك الإمكانيات الصناعية والتكنولوجية اللازمة لاستئناف تخصيب اليورانيوم في غضون بضعة أشهر.

وقال غروسي: "القدرات التي يمتلكونها موجودة. يمكنهم، كما تعلمون، في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك. ولكن كما قلت، بصراحة، لا يمكن الادعاء بأن كل شيء قد اختفى ولم يعد هناك شيء".

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤولون إيرانيون وإسرائيليون إن إيران عملت على مدى عقود على اكتساب المعرفة ذات الصلة بتطوير الأسلحة النووية وأتقنت معظم جوانب بناء القنبلة. قبل الحرب، كانت إيران قد راكمت مخزونًا كبيرًا من اليورانيوم عالي التخصيب، يكفي لصنع عشر قنابل نووية إذا زادت تخصيبه. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان تحويل ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى يورانيوم مخصب بنسبة 90% لصنع سلاح نووي واحد سيستغرق حوالي أسبوع.

فوردو- رويترز

كما قامت إيران باختبار العديد من المكونات اللازمة لبناء قنبلة نووية، وحافظت على تلك المعرفة حية لجيل جديد من العلماء من خلال التجارب والدراسات المصممة ظاهريًا لأغراض سلمية. لا يزال مصير مخزون المواد الانشطارية وعدد أجهزة الطرد المركزي التي لا تزال إيران تمتلكها غامضًا، وربما نُقل بعضها من المواقع النووية الإيرانية قبل الهجوم الأمريكي.

تصريحات المسؤولين الإيرانيين

كان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد قال في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز إن القصف الأمريكي لموقع فوردو النووي الإيراني "ألحق أضرارًا جسيمة وفادحة" بالمنشأة.

وأضاف في المقابلة التي أذيعت الثلاثاء: "لا أحد يعرف بالضبط ما الذي حدث في فوردو. إلا أن ما نعرفه حتى الآن هو أن المرافق تعرضت لأضرار جسيمة وفادحة".

وقال: "تعمل منظمة الطاقة الذرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية… حاليًا على إجراء تقييم وتقدير، وسيتم رفع تقرير بهذا الشأن للحكومة".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد عن أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابراتية سرية متداولة داخل دوائر الحكومة الأمريكية، أن اتصالات إيرانية جرى رصدها قللت من حجم الضرر الذي سببته الضربات الأمريكية للبرنامج النووي الإيراني.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد قال إن الضربات "محت بشكل كامل وكلي" البرنامج النووي الإيراني، لكن مسؤولين أمريكيين أقروا بأن الأمر سيستغرق وقتًا لوضع تقييم وافٍ للأضرار التي تسببت فيها.

في حين قال إسماعيل بقائي – المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية – إن "المنشآت النووية لبلاده تضررت بشدة جراء الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأضاف: "طهران لن تتنازل عن حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية"، وأن البرلمان قرر تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب هذه الهجمات.

رسائل طهران باتت أكثر وضوحًا وفق المصادر الإيرانية: لا قنبلة نووية في الأفق القريب، لكن لا ثقة في الغرب ولا التزامات تجاهه، واستعداد دائم لحرب جديدة مع إسرائيل. وفي ظل هذا الواقع، تبقى المنطقة على حافة الانفجار، ما لم تحدث اختراقات سياسية ودبلوماسية.

علامات:
تحميل المزيد