قرر الجيش الأمريكي اللجوء إلى هواتف الجمهور من أجل رصد الطائرات المسيّرة المعادية، والعمل على إسقاطها.
إذ سيتمكن المستخدم العادي قريباً من تنزيل تطبيق CARPE Dronvm، الذي يستطيع التعرف على المسيّرات وإخطار السلطات عند الضرورة. وجرى اختبار التطبيق مؤخراً بواسطة فرقة المهام 39، وهي ذراع الجيش المكلفة بالمساعدة في مواجهة تهديدات المسيّرات المعادية للجنود الذين يخدمون في الشرق الأوسط، حسبما ورد في تقرير لمجلة Popular Mechanics الأمريكية.
الطائرات المسيّرة باتت من أكبر التهديدات التي تواجه الجيش الأمريكي
لا شك أن الشرق الأوسط يُعَدُّ من أخطر المناطق التي ينتشر فيها الجيش الأمريكي حالياً، وذلك تحت إطار عملية العزم الصلب. حيث تضم هذه العملية مئات الجنود المتمركزين في سوريا بدعوى أجل القضاء على بقايا تنظيم داعش. ويتعرض أولئك الجنود والطيارين لهجمات متكررة بواسطة الطائرات المسيّرة خاصة من قبل حلفاء إيران بالمنطقة.
يُذكر أن فرقة المهام 39 هي وحدة الجيش المختصة بابتكار أفكار خلّاقة لدعم عملية العزم الصلب.
وقد رعت الفرقة مؤخراً تجربةً لتطبيق الهواتف المحمولة CARPE Dronvm، الذي طوّرته شركة MITRE Corporation وموّلته وزارة الدفاع الأمريكية. ويسمح التطبيق للمستخدمين بالتقاط صورٍ للمسيرات غير المألوفة ثم إرسالها -بحسب ما أوضحته الشركة- إلى "محرك معالجة (يعمل بخوارزميات التعلم الآلي للرؤية الحاسوبية)، حتى يتم تحديد ما إذا كانت الصورة تحتوي على مسيّرة أم لا وحساب موقعها".
وفي حال رصد أي مسيّرات، فسوف يجري تحديد موقعها الجغرافي على خارطة للموقف العام في مركز القيادة. بينما سيجري إخطار جميع مستخدمي التطبيق المتواجدين على مسافة محددة مسبقاً بوجود تلك المسيّرة.
الهواتف المحمولة خلقت شبكة عالمية من أجهزة الاستشعار
يستغل هذا التطبيق العدد المهول من الهواتف الذكية المنتشرة حول العالم. إذ إن هناك ما يقدر بـ5.2 مليار هاتف ذكي على مستوى العالم، وجميعها مزودة بكاميرات واتصال بالإنترنت. مما يحول كل هاتف إلى جهاز استشعار متصل بالإنترنت في الواقع. ويستفيد التطبيق من هذه الشبكة العالمية لتحويل كل هاتف ذكي موجود إلى جهاز رصد محتمل للمسيّرات. وتقول الشركة المصنعة إن تطبيقها سيكون متاحاً لنظامي تشغيل آي أو إس وأندرويد على حدٍّ سواء.
وخلال اختبارٍ أُجري مؤخراً، حلّقت مسيّرةٌ لمسافة نحو 50 كلم من قاعدة ماكنتاير المشتركة للحرس الوطني إلى ساحة بوينسيت للقتال الإلكتروني في كارولينا الجنوبية. وتمركز الجنود الذين يحملون هواتفهم الذكية الحكومية بطول مسار الطائرة المسيّرة. والتقط الجنود الصور كلما حلّقت المسيّرة بجوار أحدهم، ثم حمّلوها على خوادم التطبيق من أجل تحليلها وتصنيفها. فيما جمع مركز قيادة شكلي في بوينسيت صور رصد المسيّرة، ثم عرضها على خارطة الموقف العام الخاصة بالنظام.
ويُمكن القول إن فائدة منظومة مثل CARPE Dronvm ستزيد مع زيادة أعداد مستخدمي التطبيق. لكن عيب المنظومة يتمثل في أن زيادة حجم الجمهور المشارك ستزيد حجم البيانات اللازم تصفيتها. لكن أفضلية التطبيق تتمثل في كونه رخيص التكلفة، ما يمثل ميزةً كبيرة في عالم رصد الطائرات المسيّرة. حيث يتعيّن على الولايات المتحدة وحلفائها العمل على التصدي للمسيّرات زهيدة التكلفة، التي يتم تجهيزها بحمولات متفجرة تستطيع إحداث الكثير من الخسائر.
ولا شك أن أي جهود لرصد الطائرات المسيّرة قد تصبح مكلفةً للغاية بسهولةٍ كبيرة، ما سيؤدي في النهاية إلى منظومة تجعل تكلفة التصدي للمسيرات أعلى بكثير من تكلفة صنع المسيّرة نفسها.
المدنيون قد ينظر لهم كجواسيس.. ووداعاً للخصوصية
هناك بعض الأسئلة التي يجب طرحها، ومنها: أين ستذهب البيانات في حال تنزيل واستخدام التطبيق بواسطة أشخاص يتواجدون في مناطق غير قتالية؟ علاوةً على أن مركز القيادة الذي يجمع بيانات المسيّرات ستكون لديه صورة للطائرة، بالإضافة إلى موقع المستخدم أيضاً.
ولن يمثل أمر كهذا مشكلةً إذا كنت جزءاً من عملية العزم الصلب، لكنه سيكون مصدر قلق حقيقياً بالنسبة للمدنيين الذين يقدرون خصوصيتهم.
بالطبع ما لم تركز عليه التقارير الأمريكية هو أن أغلب الطائرات المسيرة التي تهدد الجيش الأمريكي، تتواجد خارج الولايات المتحدة تحديداً في العراق وسوريا، وبالتالي فقد تستخدم تقنية المحمول هذه من قبل الجنود الأمريكيين في هذه المناطق أو المدنيين العراقيين والسوريين، ولم يتم التوضيح كيف سيتم دفعهم لذلك، وإلى أي مدى قد يعرضهم ذلك للخطر، وأن ينظر لهم من قبل الجيش الأمريكي كجواسيس؛ وبالتالي قد يتعرضون للانتقام.