"ستغير مسار الحرب لصالح أوكرانيا"، هكذا يصف مسؤولون أوكرانيون وخبراء غربيون قرار الغرب منح كييف طائرات إف-16 الأمريكية الصنع، فهل هذا صحيح أم أنهم يبالغون في قدرات هذه الطائرة؟ في هذا التقرير نرصد نتائج المواجهات السابقة بين "إف 16" والطائرات الروسية والتي دارت كثير منها في أرض عربية.
وقلل المسؤولون الروس وبعض المعلقين العسكريين الغربيين من الحديث عن أن الطائرات F-16 ستغير قواعد اللعبة بالنسبة لأوكرانيا في معركتها ضد روسيا.
ولكن في المقابل فإن المسؤولين الأوكرانيين في مقدمتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "تمثل إف-16 ذورة مطالبهم وطموحاتهم، حيث كانوا يلحّون لمنحهم هذه الطائرة حتى منذ فترة ما قبل الحرب، ويرون أنهم سيلقِّون الروس درساً قاسياً بواسطتها.
إليك عدد طائرات "إف 16" المتوقع نقلها إلى أوكرانيا
في 21 أغسطس/آب، ذكر بيان نشرته وزارة الدفاع الأمريكية أن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن أرسل قبل أسبوع إلى نظرائه في أوروبا خطاباً أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة على استعداد للموافقة على نقل طرف ثالث لطائرات إف-16 الأمريكية الصنع لأوكرانيا.
وجاء القرار بعد أن أعربت هولندا والدنمارك علناً عن استعدادهما لنقل الطائرة إلى أوكرانيا، التي مارست ضغوطاً من أجل ذلك لمدة عدة أشهر.
ويبدو أنه قبل الإعلان عن القرار كان يتم الإعداد له، وقد يكون الطيارون الأوكرانيون قد خضعوا لتدريبات بشكل غير معلن قبل اتخاذ القرار.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم الإبلاغ بأن الطيارين المقاتلين الأوكرانيين بدأوا التدريب على طائرات إف-16 الدنماركية.
وفي 24 أغسطس/آب، أعلنت قناة TV2 النرويجية أن النرويج قررت التبرع بطائرات مقاتلة من طراز F-16 لأوكرانيا لدعم جهودها الحربية ضد روسيا. ولكن لم تحدد عدد الطائرات التي من المرجح أن تقدمها إلى أوكرانيا.
من المقرر أن تقوم الدنمارك بتسليم 19 طائرة من طراز F-16 إلى أوكرانيا، ويعتقد أن يبدأ التسليم في العام الجديد. في المقابل، تمتلك هولندا أسطولاً قوامه 42 طائرة من طراز F-16، لكنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستتبرع بعدد منها أو كلها إلى كييف.
والنرويج قامت بالفعل بسحب طائراتها من طراز F-16 من الخدمة بقواتها الجوية، والتي بيعت بعضها لرومانيا. وربما يتم توجيه المقاتلات المتبقية، وعددها 12 على وجه التحديد، إلى أوكرانيا.
ورغم أن هناك من يرى أن الطائرات الممنوحة قليلة وتأتي متأخرة، إلا أنها أصبحت مصدر ارتياح كبير لأوكرانيا، التي كانت تطالب بلا هوادة حلف شمال الأطلسي بتزويدها بطائرات مقاتلة من طراز إف-16.
ولدى الولايات المتحدة نحو ألف مقاتلة من طراز إف 16، وقد يتم في مرحلة لاحقة منح كييف أعداداً كبيرة منها، وهو أمر قد يمثل مشكلة لروسيا.
وقبل ذلك منحت بعض دول الناتو التي كانت أعضاء في حلف وارسو المنحل الذي كان يقوده الاتحاد السوفييتي كييف بعض الطائرات التي تعود إلى الحقبة السوفييتية.
وتعد طائرة F-16 واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة صلابة في القتال. وقد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي ابتهج بهذه الأخبار، بأنه "اتفاق اختراق"، مشيراً إلى أنه سيساعد كييف على تعزيز دفاعاتها الجوية ويساعد في هجومها المضاد ضد موسكو.
لطالما أرادت أوكرانيا طائرات F-16 بسبب قدراتها التدميرية وانتشارها.
وتحتوي الطائرة على مدفع عيار 20 ملم، ويمكنها حمل الصواريخ والقذائف والقنابل التي يمكنها القضاء على العدو. إنها طائرة الجيل الرابع الأكثر تشغيلاً في العالم، وقد شهدت قتالاً واسع النطاق في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان، إن تسليح أوكرانيا بطائرات إف-16 ومروحيات مي-24 بي يزيد من تورط أوروبا في الصراع.
وجاء في بيان الخارجية الروسية أن كل هذه الخطوات تؤكد الموقف العدائي للغربيين تجاه روسيا وتورطهم المتزايد في الصراع الدائر حول أوكرانيا.
وقالت زاخاروفا إن الغرب يروج بنشاط لـ "صيغة السلام" التي طرحها زيلينسكي، والتي لا علاقة لها بالسلام وتتضمن فقط إنذارات لا يمكن لموسكو قبولها.
ولكن ما الذي يجعل حصول أوكرانيا على طائرات إف 16 حدثاً مميزاً؟
F-16 Fighting Falcon هي طائرة مقاتلة مدمجة ومتعددة المهام. لقد أثبتت فاعليتها في القتال جو-جو والهجمات جو-أرض، وهي قادرة على المناورة تماماً.
وفقاً للقوات الجوية الأمريكية، "في دور القتال الجوي، فإن قدرة الطائرة F-16 على المناورة ونصف القطر القتالي (المسافة التي يمكن أن تطيرها للدخول في القتال الجوي والبقاء والقتال والعودة) تتجاوز تلك التي لدى جميع الطائرات المقاتلة ذات التهديد المحتمل. ويمكنها تحديد الأهداف في جميع الظروف الجوية واكتشاف الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض في فوضى الرادار الأرضية.
أما بالنسبة لدور جو-أرض، فتقول القوات الجوية الأمريكية إن "الطائرة F-16 يمكنها التحليق لمسافة تزيد على 500 ميل (860 كيلومتراً)، وإيصال أسلحتها بدقة فائقة، والدفاع عن نفسها ضد طائرات العدو، والعودة إلى نقطة انطلاقها. وتسمح لها القدرة في جميع الأحوال الجوية بإيصال الذخائر بدقة أثناء ظروف القصف غير المرئي.
ومن المتوقع أن تعزز هاتان القدرتان القوة الجوية للقوات الجوية الأوكرانية في الوقت الذي يعاني فيها سلاحها الجوي من التفوق النوعي والكيفي الروسي الساحق، ما جعل مقاتلاته تقوم بعدة طلعات جوية في يوم واحد وهي تحاول جاهدة عدم إسقاطها من قبل أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة التي تحرس الخطوط الأمامية، كما تحاول تجنب الطائرات الروسية الشهيرة من طراز سوخوي.
ويعتقد أن التفوق الجوي الروسي لعب دوراً كبيراً في إفشال الهجوم المضاد الأوكراني الذي جرى الإعداد له لفترة طويلة، وقدم الغرب من أجله مئات الدبابات وأعداداً كبيرة من الآليات والمدرعات وقطع المدفعية لأوكرانيا، وتدريب وحدات عسكرية مخصصة لهذا الهدف.
إليك تاريخ "إف 16" في مواجهة الطائرات الروسية
رغم أن طائرة F-16 قد تم تصنيعها بناءً على تجربة طائرة F-15 Eagle، إلا أنها حصلت على نصيبها من الخسارة، على عكس طائرة F-15، التي أسقطت 100 مقاتلة ولكن لم تتعرض لأي خسائر من مقاتلات العدو.
ومع ذلك، تتمتع الطائرة F-16 بسجل قتالي ممتاز، وقد تم تشغيلها ونشرها بدرجة عالية من النجاح في ساحة المعركة، وغالباً ما أدت أيضاً إلى ترجيح كفة الميزان لصالح مستخدميها في المعارك الجوية المتطورة، حسب تقرير موقع Eurasian Times الهندي.
وشاركت طائرات إف-16 التي دخلت الخدمة في عام 1978، في أهم المعارك التي خاضها الجيش الأمريكي حول العالم. تم استخدام الطائرة F-16 في المعركة خلال عملية عاصفة الصحراء في عام 1991 وفي البلقان في وقت لاحق من ذلك العقد.
كما شاركت طائرات F-16 من عام 2001 إلى عام 2003 في كل من الحرب في أفغانستان والحرب في العراق، حيث قامت بدوريات في مناطق حظر الطيران في العراق خلال الفترة من 2001 إلى 2003 خلال عمليات المراقبة الشمالية والمراقبة الجنوبية. كما شاركت في الحرب الليبية عام 2011، التي أسقطت نظام القذافي.
تم استخدام طائرة F-16 من قبل العديد من الدول الأخرى في الصراعات على مستوى العالم. استخدمت دول مثل باكستان وتركيا ومصر وبلجيكا وهولندا والدنمارك طائراتها من طراز F-16 Fighting Falcons في صراعات عدة.
كيف كان أداؤها أمام العراق؟
في عملية عاصفة الصحراء عام 1991، نفذت 249 طائرة من طراز F-16 تابعة للقوات الجوية الأمريكية 13340 طلعة جوية ضد العراق، وهو العدد الأكبر من بين طائرات التحالف.
أسقط العراقيون ثلاث طائرات إف 16 بواسطة صواريخ أرض جو، وتضررت طائرات إف-16 أخرى في حوادث ونيران برية معادية، لكنها تمكنت من العودة إلى القاعدة وإصلاحها. إجمالاً، فقدت سبع طائرات من طراز F-16 خلال عمليات عاصفة الصحراء القتالية.
بعد نهاية عاصفة الصحراء، فرضت أمريكا منطقتين للحظر الجوي في شمال العراق لحماية المتمردين الأكراد والشيعة من هجمات الجيش العراقي.
أول عملية قتل جوية من قبل الإف 16 العاملة بسلاح الجو الأمريكي تمت في 27 ديسمبر/كانون الأول 1992، حينما أسقطت طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز F-16D طائرة عراقية من طراز ميج 25 الشهيرة في المجال الجوي فوق جنوب العراق.
وفي 17 يناير/كانون الثاني 1993، دمرت طائرة أمريكية من طراز F-16C طائرة ميج-23 عراقية بصاروخ أمرام.
وأمام يوغسلافيا
تم استخدام طائرات F-16 أيضاً من قبل الناتو خلال عمليات حفظ السلام في البوسنة في الفترة 1994-1995 في مهام الهجوم الأرضي وفرض منطقة حظر الطيران فوق البوسنة (عملية رفض الطيران).
في 28 فبراير/ٍشباط 1994، دمرت الإف 16، عدة طائرات يوغسلافية انتهكت الحظر الجوي.
في 2 يونيو/حزيران 1995، تم إسقاط طائرة من طراز F-16C بواسطة صواريخ صربية أرض جو من طراز 2K12 Kub SAM أثناء قيامها بدورية فوق البوسنة. قفز طيارها، وتم إنقاذه بواسطة مروحية في 8 يونيو/حزيران.
في حرب كوسوفو، وتحديداً في 2 مايو/أيار 1999، أسقطت طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز F-16CG فوق صربيا، بواسطة صاروخ من طراز S-125 Neva.
تمكن طيارها، المقدم آنذاك (في وقت لاحق جنرال ورئيس أركان القوات الجوية الأمريكية) ديفيد جولدفين، قائد السرب المقاتل 555، من القفز وتم إنقاذه لاحقاً من خلال مهمة بحث وإنقاذ قتالية، وبقايا هذه الطائرة معروضة في متحف الطيران اليوغوسلافي بمطار بلغراد الدولي.
في 4 مايو/أيار 1999، حاولت طائرة يوغوسلافية من طراز ميج 29 يقودها المقدم ميلينكو بافلوفيتش اعتراض تشكيل كبير لحلف شمال الأطلسي كان عائداً إلى قاعدته.
اشتبكت الطائرة مع زوج من طائرات القوات الجوية الأمريكية من طراز F-16CJ وتم إسقاط الميغ باستخدام صاروخ AIM-120، مما أسفر عن مقتل الطيار.
في حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات، أسقطت طائرة هولندية من طراز F-16 AM طائرة يوغوسلافية من طراز ميج 29 من أصل سوفييتي.
باكستان وتركيا
خلال الحرب السوفييتية الأفغانية، بين مايو/أيار 1986 ويناير/كانون الثاني 1989، أسقطت طائرات إف-16 الباكستانية ما لا يقل عن 10 طائرات متسللة من أفغانستان بعضها سوفييتية وأخرى تابعة لحكومة كابول التابعة للسوفييت.
في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أسقطت طائرتان تركيتان من طراز إف-16 قاذفة روسية من طراز سو-24، لأنها انتهكت المجال الجوي التركي، مما أدى لأزمة كبيرة بين البلدين، ولكن علاقتها شهدت تحسناً ملحوظاً بعد تسويتها.
لماذا حققت الإف 16 تفوقاً كبيراً في يد الإسرائيليين ضد سوريا؟
بدأت إسرائيل في تسلم أولى طائراتها من طراز F-16 من الولايات المتحدة في الثمانينيات. أسقطت القوات الجوية الإسرائيلية طائرتي هليكوبتر سوريتين من طراز Mil Mi-8 فوق لبنان في أبريل/نيسان 1981، مما يمثل أول عملية قتالية لطائرة F-16. وبعد مرور عام تقريباً، جاءت حرب لبنان.
وبدأت حرب لبنان عام 1982، التي أطلق عليها اسم "عملية سلام الجليل"، عندما غزت إسرائيل جنوب لبنان في السادس من يونيو/حزيران 1982.
في بداية تلك الحرب، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية خاصة تسمى "عملية مول كريكيت 19" لقمع مهام الدفاعات السورية في لبنان (SEAD). أصبحت المعركة في النهاية واحدة من أكبر المعارك بعد الحرب العالمية الثانية وبالتأكيد الأكبر بعد الحرب الكورية في الخمسينيات.
يُنسب إلى طائرات F-16 الإسرائيلية 44 حالة قتل جو-جو (معظمها ضد طائرات MiG-21 و MiG-23s) في حرب لبنان عام 1982 دون خسائر (صفر). وخلال القتال، يقال إن إحدى الطائرات أسقطت أربعة مقاتلات سورية في طلعة واحدة.
أصبحت الطائرة F-16 منذ ذلك الحين المقاتلة الرئيسية في سلاح الجو الإسرائيلي، حيث استخدمت في قصف المفاعل النووي العراقي، أوزيراك في وقت كان فيه العراق يحارب إيران ولم يكن مستعداً لأي هجوم من جهة الشرق.
شاركت طائرات إف-16 الإسرائيلية، وهي العمود الفقري لقوات الدفاع الإسرائيلية، في حرب لبنان عام 2006. الخسارة الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها من طراز F-16 كانت لطائرة من طراز F-16I تحطمت في يوليو/تموز عندما انفجر أحد إطاراتها أثناء إقلاعها إلى لبنان من قاعدة جوية في النقب.
طائرات إف 16 هي التي هاجمت شبكة الأنفاق تحت الأرض ومستودعات الأسلحة الأخرى خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة عام 2021. كما استهدفت الجنود والميليشيات الموالية لإيران في سوريا.
في 10 فبراير/شباط 2018، استهدف صاروخ أرض-جو سوري من طراز S-200 طائرة من طراز F-16I إسرائيلية قصف سوريا، مما أدى إلى إسقاطها في شمال إسرائيل، وتمكن الطيار والملاح من القفز إلى الأراضي الإسرائيلية.
وفقاً لتحقيق أجرته القوات الجوية الإسرائيلية في 27 فبراير/شباط 2018، تُعزى الخسارة إلى خطأ الطيار؛ لأن طاقم الطائرة لم يحمِ نفسه بشكل كافٍ.
وهذه الخسارة الوحيدة التي أعلنتها إسرائيل من الإف 16.
على الرغم من حصوله على الطائرات المقاتلة الشبحية F-35، ما زالت الإف 16 المقاتلة الرئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي.
هل يعني أن ذلك أن الإف 16 تتفوق بشكل كبير على الطائرات الروسية؟ الإجابة لا
يجب ملاحظة أن معظم انتصارات مقاتلات إف 16 الإسرائيلية وهي مقاتلة من الجيل الرابع جاءت أمام مقاتلات سورية من طراز ميغ 23 ميغ 21 السوفييتية الصنع من الجيل الثالث، حيث كانت الولايات المتحدة قد أنتجت مقاتلات الجيل الرابع قبل أن يفعل الاتحاد السوفييتي ذلك.
كما أن جيش النظام السوري مشهور بأدائه المرتبك، بسبب غلبة الطابع الطائفي والحزبي غير المحترف عليه، حيث يتم اختيار الضباط وفقاً لولاءاتهم وانتماءاتهم الطائفية (آل الأسد علويون)، وخاصة سلاح الجو (كان حافظ الأسد طياراً)، وبالتالي لا توفر معارك الإف 16 ضد القوات الجوية السورية معايير موضوعية كافية للحكم على أداء المقاتلات الروسية.
وفيما يتعلق بأداء الإف 16 في أيدي الأمريكيين والناتو أمام العراق ويوغسلافيا، فكان هناك تفوق جوي غربي ساحق، كما أن عدد الطائرات الجيل الرابع السوفييتية لدى البلدين كان قليلاً (كلها من طراز ميغ 29) وفي الأغلب نسخ قديمة وغير متطورة من هذه الطائرة، كما أن طائرات الجيل الرابع تتطلب تدريباً مكثفاً ودعماً فنياً كبيراً لم يكن متوفراً على الأغلب للعراق ويوغسلافيا.
كما يجب ملاحظة أن الإف 16 لم تخض أي معركة ضد عائلة فلانكر التي بدأت بالطائرة سوخوي 27 الشهيرة ثم سوخوي 30 و34 وأخيراً سوخوي 35 أقوى المقاتلات التي بجعبة روسيا وهي المقاتلات الأكبر من الإف 16 وأطول في المدى والرادار، وتم تحديث كثير منها، وبالتالي يعتقد أن أداءها سوف يكون أفضل كثيراً من الميغ 29 وطائرات الجيل الثالث الروسية التي خاضت ضدها الإف 16 معاركها السابقة، حيث كانت تتمتع الإف 16 بأفضلية عددية وتقنية وتكتيكية في مواجهة عدو ضعيف ومحاصر منذ سنوات.
في المقابل، سوف تكون الإف 16 ليس فقط في مواجهة ثاني أكبر قوات جوية في العالم، بل في مواجهة أنظمة صواريخ إس 300 الروسية المضادة للطائرات (التي أجاد الأوكرانيون استخدامها ضد المقاتلات الروسية) والنظام الأكثر تطوراً إس 400 الذي يقال إنه أفضل نظام دفاع جوي في العالم.
وفي النهاية فإن شكل المعركة سوف يتوقف على مدى نجاح التدريب الذي سيقدم للطيارين الأوكرانيين وعدد الطائرات المقدمة، والأهم الدعم الاستخباراتي والمعلوماتي الذي ستقدمه أقمار الناتو الاصطناعية وطائرات استطلاعه وتجسسه التي تحلق قرب الحدود الأوكرانية لتلتقط حركة المقاتلات والصواريخ الروسية وترسلها للأوكرانيين ليباغتوا الروس دون أن يشغلوا راداراتهم حتى لا يتعرضوا للكشف.
ولذا يحذر بعض الخبراء من أن طائرات F-16 قد تواجه صعوبة في التعامل مع روسيا على الرغم من السجل القتالي الناجح والانتصارات المذهلة.
كما ينقل موقع Eurasian Times عن بعض الخبراء، قولهم إنهم يتوقعون أن يركز الروس على ضرب طائرات إف 16 وهي ما زالت في المطارات الأوكرانية؛ حتى لا تتاح لها فرصة مواجهة القوات الجوية الروسية.