مقاتلات أسطورية عجوز ما زالت تحلق في السماء منذ ما يقرب من قرن من الزمان، بعضها ما زال يمثل تحدياً خطيراً للأجيال الحديثة من المقاتلات المتطورة.. في هذا التقرير نرصد أفضل المقاتلات القديمة التي ما زالت تعمل حتى الآن في العديد من القوى الجوية، ولماذا هي مفضلة من قبل هذه الجيوش.
المفارقة أن بعضاً من أفضل المقاتلات القديمة، ما زالت محورية في بعض الجيوش رغم قدمها، وتأخرها التقني.
يفترض أنه إذا أراد أي جيش الاحتفاظ بميزة في ساحة المعركة، فعليه تشغيل أحدث التقنيات المتاحة وأكثرها تقدماً. لكن في بعض الأحيان هذا ببساطة غير ممكن. قد تكون الميزانيات صغيرة جداً، وقد يكون الوضع السياسي غير مناسب للدولة لشراء طائرات مقاتلة جديدة، بسبب أزمات في علاقاتها بالدول الكبرى أو فرض عقوبات عليها.
وأحياناً يكون وجود المقاتلات القديمة بسبب عقيدة بعض الجيوش في عدم التخلص من الطائرات القديمة، لأنها في حاجة لأعداد كبيرة من الطائرات خاصة إذا ما كانت هذه الطائرات جيدة وفعالة، وتؤدي مهمتها بشكل كفؤ، وهذا ينطبق على الجيش الهندي بشكل واضح، الذي يحتفظ بأعداد كبيرة من مقاتلات ميغ 21 السوفييتية وقاذفات جاكوار البريطانية الفرنسية الصنع، وظهرت خطط متعددة لاستبدال هذه الطائرات بمقاتلات أحدث مثل رافال الفرنسية أو المقاتلة هيل تيجاس المحلية الصنع، ولكن بطء إدخال المقاتلة الهندية هيل تيجاس للخدمة وارتفاع سعر الرفال يعرقل ذلك ويدفع الهنود للاحتفاظ بطائراتهم القديمة.
القديم لا يعني كونه سيئاً بالضرورة. فأولاً، يمكن صيانة الطائرات وصيانتها جيدًا، وتكون المقاتلات القديمة قادرة مثلما كانت عندما ظهرت لأول مرة. ثانياً، يمكن ترقيتها – وغالباً ما تتم ترقيتها – بمحركات ورادارات وأسلحة وأنظمة أخرى أفضل، أي أنها تكون مقاتلات قديمة بقدرات جديدة تماماً.
ثالثاً، والأكثر أهمية – أن معظم الطائرات الباقية من الطرازات القديمة هي من أحدث المتغيرات والمتقدمة منها، تم تقديمها قبل خروج النموذج من الإنتاج مباشرة، حسبما ورد في تقرير لموقع Aerotime الأيرلندي.
كل هذا يؤدي إلى حقيقة بسيطة مفادها أن سنة إدخال الطائرة لا تعني سوى القليل جداً؛ لأن النسخ الجديدة من هذه الطائرات بنيت في الأغلب بعد سنوات من النسخ الأولى.
على سبيل المثال – من الناحية النظرية – تم تقديم – MiG-21 في عام 1959. ولكن معظم، إن لم يكن كل الطائرات العاملة من هذا النوع حالياً، وهي من طراز MiG-21bis أو متغيرات مماثلة من السبعينيات؛ علاوة على ذلك، تمت ترقية العديد منها باستخدام رادارات وإلكترونيات طيران وأسلحة جديدة في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
أخيراً، علينا أن نضع في اعتبارنا أن الطيارين والبنية التحتية والتكتيكات هي ما يفوز بالمعركة، وأن خصائص – مثل العمر – للطائرة المقاتلة هي مجرد واحد من العديد من المتغيرات في ساحة المعركة.
لكنه متغير مثير للاهتمام مع ذلك، دعونا نرَ ما هي أقدم نماذج الطائرات المقاتلة التي لا تزال تعمل.
موقع Aerotime الأيرلندي عرض لقائمة أفضل مقاتلات قديمة ما زالت في الخدمة.
وتستند هذه القائمة إلى القدم في دخول الخدمة، ويجب أن تنتمي الطائرة إلى فئة من الطائرات المقاتلة – مما يعني تصميماً مُحسّناً للقتال جواً، وعادةً ما يكون مزوداً بقدرة هجوم أرضي.
طائرات مستبعدة من هذه القائمة
شهدت فترة أوائل السبعينيات ظهور مجموعة كبيرة من الطائرات المقاتلة، وكثير منها، ليست قديمة بما يكفي لضمها لهذه القائمة.
من بين هذه الطائرات القاذفة جاكوار، وهي قاذفة قنابل مقاتلة فرنسية بريطانية، ما زالت تخدم في سلاح الجو الهندي.
وظهرت المقاتلة الفرنسية طائرة Mirage F-1 في نفس العام، وتعمل مع المغرب وإيران وبعض الدول الأخرى، وهي تطوير لجدتها الأنجح والأشهر ميراج 3.
ودخلت الطائرة الأمريكية F-14 Tomcat الخدمة في عام 1974، وعلى الرغم من إحالة البحرية الأمريكية لهذه الطائرة للتقاعد، إلا أنها لا تزال تعمل مع القوات الجوية الإيرانية، والتي تمكنت من الحفاظ على الطائرة لمدة أربعة عقود دون دعم من الشركة المصنعة لها، بل وفي ظل رقابة أمريكية صارمة على أي تسرب لقطع الغيار لطهران لدرجة أن واشنطن أعدمت كل الطائرات المتقاعدة لديها من هذا الطراز، وتألقت هذه الطائرة مع إيران في الحرب ضد العراق في الثمانينات.
إليك أفضل مقاتلات قديمة مرتبة وفقاً للأحدث
13- ميج 23: أبرز مقاتلات الجيل الضائع من الطائرات
في عام 1970، تم إدخال ثلاث طائرات مقاتلة جديدة تماماً في الخدمة السوفييتية. كانت MiG-23 واحدة منها، ولكن من بين الثلاثة، كانت الأحدث من الناحية الفنية هي ميغ 23.
بدأ تطوير هذه المقاتلة في أوائل الستينيات، وطار النموذج الأولي لأول مرة في عام 1967. كما أنها قيد الاستخدام النشط من قبل عدد من البلدان، بما في ذلك كوريا الشمالية وكوبا وسوريا.
ورغم أنها يفترض أكثر تطوراً من سابقتها ميغ 21، وكانت أسرع وأطول في المدى منها، ولكنها كانت معقدة ميكانيكاً، والأهم لم يكن لديها المرونة والقدرة على المناورات الضيقة مثل ميغ 21.
والنتيجة، لم تستطع أن تحل محل ميغ 21 لدى القوات الجوية السوفييتية والدول الحليفة لموسكو، وإلى اليوم ما زالت ميغ 21 أكثر انتشاراً من ميغ 23 رغم أنها أقدم.
تمثل ميغ 23 واحدة من طائرات ما يمكن تسميته بالجيل الضائع للطائرات الذي بدأته F-4 فانتوم الأمريكية (أغلبها مقاتلات من الجيل الثالث للمقاتلات النفاثة).
قامت مقاربة الفانتوم التي قادت هذا الجيل على نظرية خطأ أو على الأقل نظرية سابقة لأوانها؛ وهي أن السرعة والرادارات والصواريخ المتقدمة أهم من القدرة على المناورة، وفشلت هذه النظرية عندما تفوقت ميغ 21 البطيئة ولكن ذات قدرات المناورة العالية على فانتوم السريعة، وفي ذلك الوقت كانت الصواريخ والردارات متأخرة؛ لذا لم تكن عملية، مما جعل ميغ 21 في أيدي الفيتناميين تشكل مفاجئة للطيارين الأمريكيين الذي يقودون الفانتوم.
والغريب أن السوفييت مضوا في تطوير ميغ 23 بنفس الفلسفة الخاطئة للفانتوم التي فشلت أمام طائراتهم ميغ 21.
وكان حظ ميغ 23 العاثر أنها لم تكن جاهزة بعد لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 للعمل مع مصر وسوريا أمام الفانتوم، ولكن عندما بدأت القوات الجوية السورية تستوعبها وتشغل منها أعداداً كبيرة، في لبنان، كانت القوات الجوية الإسرائيلية قد بدأت تشغل أسطورة الجيل الرابع الطائرة إف 15 الأمريكية الصنع التي أسقطت أعداداً كبيرة من ميغ 23 بفضل سرعة إف 15 الجبارة ورادارها المتطور، وعودة الأمريكيين لتزويد الطائرات بقدرات المناورة العالية بعد تجربة الفانتوم الإشكالية.
12- ميج 25: أسطورة الحرب الباردة التي تألقت في يد العراق
تعد ميغ 25 واحدة من أيقونات الحرب الباردة حيث أحدث ظهورها دوياً كبيراً وقلقاً لدى الغرب.
تم تقديمها في عام 1970، حلقت MiG-25 لأول مرة في عام 1964، واستغرق نشرها مع القوات الجوية السوفييتية 6 سنوات، تشتهر بالأرقام القياسية وبالسرعة الهائلة والتي تصل إلى 3.2 ماخ (قد يؤدي ذلك لتدمير محركاتها)
ولذا السرعة المقبولة 2.8 ماخ مقارنة بـ2.5 ماخ للإف 15.
الطائرة اعتراضية بالأساس؛ أي تقوم بمهام اعتراض القاذفات وطائرات الاستطلاع التي تطير على ارتفاع شاهق وليس المقاتلات المعادية، ولذا سرعتها عالية للغاية، ولكن يفترض أن قدرتها على المناورة العالية ليست كذلك ولكن هناك مؤشرات على أنه رغم أنه ليس مهمتها مواجهة المقاتلات المعادية ولكنها أبلت بلاء حسناً في هذا المضمار.
شاركت هذه الطائرة بشكل محدود في حرب أكتوبر/تشرين 1973، حيث يعتقد أن طيارين سوفييت قادوها فوق سيناء لتنفيذ عمليات استطلاع وفشل الإسرائيليون في إسقاطها، كما يعتقد أن طياراً مصرياً وصل بها لسرعة 3.2 ماخ، خلال محاولته التملص من طيارين إسرائيليين.
ولكن الطائرة شهدت استخداماً واسع النطاق من قبل العراق، خلال الحرب العراقية الإيرانية، حيث دخلت في مواجهة قوية ضد الإف 14 الأمريكية الشهيرة، يعتقد أن الأخيرة تفوقت عليها تفوقاً محدوداً، كما أن عدداً من أبرز عمليات الإسقاط العراقية القليلة لطائرات أمريكا خلال حرب عام 1992، تمت على يد ميغ 25، كما كانت أول مقاتلة مأهولة تسقط مسيرة.
في الوقت الحاضر، لا يوجد سوى عدد قليل من هذه المقاتلات التي كانت مهابة في الخدمة بشكل محدود مع القوات الجوية الجزائرية والليبية والسورية، ومن غير الواضح ما إذا كانت الطائرات في حالة صالحة للطيران على الإطلاق.
11- سوخوي 17: طائرة النظام السوري المفضلة
قاذفة القنابل السوفييتية هذه هي في الواقع طائرة Su-7 التي ترجع إلى الخمسينيات وأعيدت صياغتها بعمق، مع أجنحة متطورة وترقيات أخرى.
تم تقديمها في عام 1970، وقامت في الغالب بدور طائرة الهجوم الأرضي السريع.
كانت نسخة التصدير تسمى Su-20، وأصبح البديل الذي تمت ترقيته مع المحركات الجديدة وإلكترونيات الطيران وأنظمة الأسلحة يُعرف باسم Su-22. هذه لا تزال في الخدمة مع فيتنام وإيران وبولندا وعدة دول أخرى.
في الآونة الأخيرة، شاركت طائرات Su-22 السورية بشكل كبير في الحرب الأهلية التي طال أمدها في البلاد، واستخدمها للنظام السوري لقصف مواقع المعارضة والمدنيين.
10 – القاذفة المقاتلة هارير: أول طائرة تطلق من السفن
المقاتلة القاذفة Harrier Jump Jet. أول طائرة مقاتلة عمودية للإقلاع والهبوط في العالم، تم تقديم هارير في عام 1969.
وهي أول طائرة عاملة تطلق من السفن الكبيرة وحاملات الطائرات قصيرة المدرج.
تقاعد الجيل الأول من الطائرة منذ فترة طويلة، لكن الطائرة AV-8B Harrier II لا تزال في الخدمة مع الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا.
وهي تعد نموذجاً مختلفاً عن أول طائرة هارير، حيث تمت إعادة صياغة كل جانب من جوانب الطائرة تقريباً، لكن البعض لا يزال يعتبرها مجرد شكل مختلف.
9- داسو ميراج 5: الطائرة التي تحبها باكستان وتبحث عنها في كل مكان
تم تطوير ميراج 5 من الطائرة الفرنسية الشهيرة من طراز ميراج 3 (Mirage III) الأقدم في عام 1967، بناء على الخبرات والملاحظات التي جاءت للفرنسيين حول ميراج 3 من الإسرائيليين خلال حروبهم مع العرب.
كان التركيز في ميراج 5 أكثر على الهجوم الأرضي، لكن المقاتلة الأسطورية لا تزال تحتفظ بقدرات جو-جو جيدة.
يخدم عدد كبير منها مع القوات الجوية الباكستانية، والتي طورتها بشكل كبير على مر السنين، تشتري القوات الجوية الباكستانية نسخ هذه الطائرات القديمة من حول العالم بأسعار زهيدة وتخضعها لبرنامج تطوير مجرب.
لا تزال النسخة الإسرائيلية المنتجة – IAI Kfir – تعمل أيضاً من قبل عدة دول.
8- Northrop F-5: الطائرة التي صدرتها أمريكا ولم تستخدمها
واحدة من عدد قليل من الطائرات الأمريكية الموجهة للتصدير فقط، حيث لم تشغلها واشنطن إلا في المناورات حيث كانت تحاكي المقاتلات السوفييتية من طراز ميغ 21.
دخلت F-5 الخدمة في عام 1964، في مواجهة ميغ 21 الروسية، كطائرة خفيفة ورشيقة، كما أنها رخيصة نسبياً، وأثبتت شعبيتها في جميع أنحاء العالم.
هناك العديد من المتغيرات التي تمت ترقيتها في الخدمة مع العديد من البلدان، بما في ذلك كوريا الجنوبية والمكسيك وإيران وتايوان وسويسرا.
7- فانتوم F-4: أسطورة أمريكا التي أهينت في فيتنام
دخلت مقاتلة فانتوم الأسطورية الخدمة لأول مرة في عام 1961، وكان لديها الكثير من الإمكانات للترقيات. لا تزال تشكل جزءاً كبيراً من أساطيل المقاتلات داخل القوات الجوية لليونان وتركيا وإيران وكوريا الجنوبية.
كانت الطائرة نقلة كبيرة فيما يتعلق بالسرعة والرادارات، والصواريخ، ولكن أظهرت قصوراً أمام الطائرة الأقدم ميغ 21 في حرب فيتنام بسبب عدم تزويد مصممي الفانتوم طائرتهم بمدفع رشاش، على أساس أن السرعة والصواريخ لن تجعل للرصاص فائدة، ولكن ثبت أن الأجيال الأولى من الصواريخ المضادة للطائرات لا يمكن الاعتماد عليها، فبعد أن يطلق الطيارون صواريخهم وتفشل في إصابة أهدافها فإنهم يقتربون من بعضهم بعضاً، ويلجأون للأسلحة الرشاشة في النزال الجوي القريب.
كما أن الطائرة كانت سريعة للغاية (2.23 ماخ)، ولكن أقل رشاقة من ميغ 21 السوفييتية الأقدم، ومن مواطنتها الأمريكية الأرخص إف 5، واضطر ذلك البحرية الأمريكية لتأسيس مدرسة "Top Gun" الشهيرة، لتدريب الطيارين على القتال القريب بعد إخفاق الطيارين الأمريكيين أمام ميغ 21 خلال حرب فيتنام.
ولكن إف 4 فانتوم تظل طائرة رائدة تمثل واحدة من أولى المقاتلات المتعددة المهام بالمعنى الحديث في العالم، ومهدت الطريق لتطوير الأجيال الرابعة الأمريكية من الطائرات إف 15 وإف 16 التي ما زالت تسود السماء للآن.
6- داسو ميراج 3: أول مقاتلة صوتية في أوروبا الغربية وقاتلة العرب
تم طرح طائرة ميراج الأصلية في عام 1961. ومن الصعب تصديق أن هذه الطائرة الأيقونية تم تطويرها في الخمسينيات من القرن الماضي.
إذ تعد Mirage III من أوائل الطائرات التي تطير أسرع من الصوت بشكل أفقي في أوروبا الغربية، ولعبت دوراً كبيراً في حروب إسرائيل على العرب.
الآن فقط القوات الجوية الباكستانية هي التي تشغل طائرات ميراج 3، وتستخدمها في الغالب كطائرة هجوم أرضي.
5- سوخوي 7: المقاتلة التي تحولت لقاذفة
تم تصنيع سوخوي Su-7 في البداية كمقاتلة رشيقة أسرع من الصوت، لكنها أثبتت أنها أكثر فاعلية في دور الهجوم الأرضي.
دخلت الخدمة في عام 1959، جنباً إلى جنب مع MiG-21، لكنها كانت تمثل تطوراً أحدث قليلاً.
تم تسليم العشرات من هذه القاذفات المقاتلة إلى كوريا الشمالية في السبعينيات، حيث ظلت حتى يومنا هذا في حالة تشغيل غير معروفة.
4- ميج 21: أيقونة المقاتلات الروسية وملكة هذه القائمة المتوجة
من المرجح أن تكون أقدم طائرة مقاتلة مستخدمة على نطاق واسع في العالم هي أسطورة الحرب الباردة ورمز النجاح السوفييتي، طائرة الشعب العامل الرخيصة والكفؤة والكثيرة الانتاج ميغ 21 أو (MiG-21) فمتغيراتها العديدة ومشتقاتها لا تزال تتمتع بشعبية مثيرة للإعجاب مع عدد كبير من القوات الجوية.
وتعد ميغ 21 أكثر طائرة أسرع من الصوت تم إنتاجها في العالم، ويقال إن إجمالي ما أنتج منها يصل إلى 11 ألف و500 طائرة، كان للطائرة عيوب كثيرة، منها قلة الأسلحة التي تحملها، وقصر المدى، وقصر فترة الطيران، حيث كانت بعض نسخ الطائرة تفقد توازنها مع تراجع مقدار الوقود في الخزانات بعد فترة قصيرة من التحليق.
ولكن الطائرة كان لديها ميزات مهمة وحاسمة؛ حيث كانت رخيصة وبسيطة وسهلة الصيانة؛ مما سهل إنتاج أعداد كبيرة منها، وكذلك مكن جيوش الدول النامية من التعامل معها.
أما الميزات القتالية، فلقد كانت حقاً سريعة، ولكن الأهم كان تسارعها جيداً، ومعدل تسلقها عالياً، ورشاقتها وقدرتها على المناورة مشهود لها.
تم نشر ميغ 21 التي يسميها الناتو Fishbed لأول مرة من قبل الاتحاد السوفييتي في عام 1959، وقد تمت ترقيتها عدة مرات، ويقول البعض إنه مع إلكترونيات الطيران الحديثة والأسلحة، يمكنها أن تصمد أمام طائرات الجيل الرابع الأحدث بكثير.
حققت ميغ 21 شهرة كبيرة في حرب فيتنام ضد فانتوم الأمريكية، كما كانت الطائرة الرئيسية لدى القوات الجوية في الدول العربية خلال حربي 1967، و1973، وبعض حروب الهند وباكستان؛ حتى إنها شاركت في حرب كارغيل عام 1999، وفي الهجوم الجوي الهندي على باكستان عام 2019، أسقط الباكستانيون طائرة ميغ 21 وأسروا قائدها.
دخلت هذه الطائرة الأسطورية الخدمة لدى نحو 60 دولة، وهي الآن تعمل في نحو 15 قوة جوية، من بينها دول أعضاء في حلف الناتو.
الهند هي أكبر مشغل حالياً لطائرات ميغ-21.
في عام 1961، اختار سلاح الجو الهندي شراء MiG-21 بدلاً من العديد من المنافسين الغربيين الآخرين.
كجزء من الصفقة، عرض الاتحاد السوفييتي على الهند النقل الكامل للتكنولوجيا والحقوق للتجميع المحلي. في عام 1964، أصبحت ميغ 21 أول طائرة مقاتلة أسرع من الصوت تدخل الخدمة مع سلاح الجو الهندي.
منذ عام 1963، أدخلت الهند أكثر من 1200 مقاتلة من طراز ميج 21، في قوتها الجوية، اعتباراً من عام 2019، كان هناك 113 طائرة من طراز MiG-21 تعمل في سلاح الجو الهندي.
ما زالت الهند تستخدم الطائرة على نطاق واسع رغم شهرتها بالحوادث الكثيرة، لدرجة وصفها بالطائرة النعش.
وكثير من دول العالم الثالث ما زالت تستخدمها أو النسخة الصينية المشتقة منها المعروفة باسم F-7.
بينما يخطط معظم المستخدمين البارزين، مثل الهند ورومانيا، لإحالتها للتقاعد، هناك فرصة كبيرة لأن تحتفظ بعض القوات الجوية بالطائرة وتواصل عملها لعقود قادمة.
3- الأمريكية A-4 Skyhawk القاذفة التي تحولت لمقاتلة بالصدفة
تم تقديم Douglas A-4 Skyhawk في عام 1956. وهي طائرة هجومية (قصف بري) بالأساس ولكن تم تطوير قدرات جو-جو لها كفكرة لاحقة.
ونجح استخدامها كمقاتلة، رغم أن هذه لم تكن مهمتها التي صنعت من أجلها، إذ يمكنها المناورة بقوة وتتسم بسهولة التعامل معها على السرعات المنخفضة، وقد استخدمتها الولايات المتحدة على نطاق واسع في تدريب متباين لمحاكاة الطائرات السوفييتية الصغيرة.
ولا تزال طائرة A-4AR Fightinghawk المطورة بشكل كبير هي أصول الدفاع الجوي الأساسية للقوات الجوية الأرجنتينية.
2 -ميغ 19: أول طائرة صوتية سوفييتية ونسختها الصينية كانت أنجح
هي أول طائرة مقاتلة سوفييتية تفوق سرعة الصوت، ودخلت المقاتلة ميغ 19 (MiG-19) الخدمة في عام 1955.
النموذج الأصلي خرج من الخدمة منذ فترة طويلة، وظل فقط في المتاحف. لكن النسخة الصينية الصنع، Shenyang J-6، لا تزال قوية. إنها واحدة من أكثر المقاتلات التي تمتلكها كوريا الشمالية، ودول مثل ميانمار والسودان.
حتى سلاح الجو البحري الصيني يحتفظ ببعضها كطائرات تدريب.
من المشكوك فيه جداً أن تكون جميع طائرات J-6 الموجودة حالياً في حالة صالحة للطيران، ولكن على الأقل قد يكون بعضها في حالة جيدة جداً.
1- ميغ 17 الطائرة الأبطأ من الصوت التي اسقطت الفانتوم
تم تطوير المقاتلة الشهيرة ميغ 17 (MiG-17) من الطائرة الأقدم ميغ 15 التي اكتسبت شهرة خلال الحرب الكورية، حيث استخدمها الصينيون والكوريون الشماليون ضد الأمريكيين، وكذلك الطيارون السوفييت بشكل سري شاركوا بالقتال ضد نظرائهم الأمريكيين باستخدام ميغ 15.
كانت ميغ 17، أسرع وأقوى، وفي بعض المتغيرات اللاحقة يمكن أن تستخدم صواريخ جو – جو. دخلت الخدمة في عام 1952، شاركت في حرب فيتنام وفي الحروب العربية الإسرائيلية والهندية الباكستانية وأثبتت كفاءة أحياناً أمام مقاتلات أسرع من الصوت.
في عام 1960، جن جنون رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية الجنرال جون ب. كان ماكونيل لسماعه أن اثنتين من الطائرات الأمريكية من طراز F-105 التي تطير بضعف سرعة الصوت قد أسقطتا من قبل MiG-17 الفيتنامية الشمالية، كما يعتقد أنها أسقطت طائرة من طراز فانتوم خلال حرب فيتنام في عام 1965.
وما زالت الكثير من الدول تشغلها، معظم طائرات MiG-17 "العاملة" هي تلك التي لدى مدغشقر أو القوات الجوية الأوغندية، رغم وجود تقارير عن أن كثيراً من هذه الطائرات لم تعد صالحة.
ربما كان أداء Shenyang J-5، وهو متغير صيني الصنع من ميغ 17 أفضل: تشير بعض التقارير إلى أن نصف طائرات J-5 الكورية الشمالية على الأقل قد تكون جاهزة للعمل.
على أي حال، طالما أن هناك طائرة ميج 17 قابلة للطيران واحدة على الأقل في بعض القوات الجوية في مكان ما في العالم، فإنها ستظل أقدم نموذج للطائرة المقاتلة في الخدمة. وستبقى هكذا لسنوات قادمة.
ولكن هناك طائرة أخرى قد تكون أقدم وما زالت قيد الخدمة..
مهلاً هناك طائرة قد تكون أقدم.. هوكر هنتر التي تألقت بأيدي العراقيين خلال حرب 1973
كانت المقاتلة البريطانية هوكر Hunter قيد التطوير منذ منتصف الأربعينيات، وكان تصميمها أقدم حتى من MiG-15، وحتى لو أن الأخيرة قدمت للخدمة قبلها.
مع ظهور المقاتلات الأسرع من الصوت، لم يعد ممكناً للطائرة البريطانية هوكر هنتر أن تواصل مهامها كمقاتلة، لذا تحولت لمهام القصف.
أرسل العراق طائرات من هذا النوع للحرب ضد إسرائيل في معركة 1973، كان قادة القوات البرية المصرية يطلبون دعم سرب الهانتر العراقي بالاسم، يبدو بسبب دقة الطائرة، يعتقد أن عدداً كبيراً من الطيارين العراقيين في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 قد قتلوا أو أسروا.
في نهاية الحرب البادرة تقاعدت معظم طائرات أسراب هوك هنتر من الجيوش، ولكن تم اختيار العشرات من هذه الطائرات من قبل مشغلين خاصين.
اليوم، لا تزال بعض الشركات العسكرية الخاصة بشكل أساسي، شركات القوات الجوية الخاصة – تشغل الطائرة، وعلى الأخص شركة Airborne Tactical Advantage Company ATAC، التي تستخدمها للتدريب ومحاكاة القتال.
على الرغم من أن حالتها "في الخدمة" مشكوك فيها للغاية، وتاريخ التقديم – متأخر عن تاريخ MiG-17 – ما يجعلها من الناحية الفنية طائرة أحدث، ولكن يمكن اعتبار هنتر كواحدة من أقدم الطائرات المقاتلة التي مازالت قيد الخدمة.
وقد بدأ تطويرها قبل نحو ثمانين عاماً؛ أي أن هذه الطائرة يقترب عمرها من قرن من الزمان.