استشهد، فجر اليوم الثلاثاء 2 مايو/أيار 2023، الأسير الشيخ خضر عدنان داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد 86 يوماً من الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله الإداري المتكرر. ووفق إعلام الاحتلال، فقد أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية، عن استشهاد الأسير خضر عدنان بعد وجوده "غائباً عن الوعي في زنزانته".
كما أعلن مكتب إعلام الأسرى، في بيانٍ، "استشهاد الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان"، وأشار إلى أن عدنان استشهد بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوماً، رفضاً لاعتقاله التعسفي في سجون الاحتلال.
الشهيد الأسير.. من هو الشيخ خضر عدنان؟
ولد خضر عدنان موسى يوم 24 مارس/آذار 1978، في بلدة عرابة (محافظة جنين، شمالي الضفة الغربية) بفلسطين. وأنهى مرحلتي الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه عرابة، حيث اجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جداً عام 1996.
التحق خضر عدنان بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير (تخصص الاقتصاد) في الجامعة نفسها.
التجربة السياسية والنضالية للشيخ خضر عدنان
بدأ خضر عدنان حياته السياسية مبكراً خلال دراسته الجامعية، منتمياً إلى حركة الجهاد الإسلامي. وكان أول اعتقال له من قبل السلطة الفلسطينية بتهمة التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة لدى زيارته جامعة بيرزيت عام 1998. وأمضى في الاعتقال 10 أيام مضرباً عن الطعام.
ويقول تقرير لوكالة الصحافة الفلسطينية صفا، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلته أثناء الدراسة الجامعية، وأمضى في الاعتقال الإداري (دون لائحة اتهام) 4 أشهر، ثم اعتقل مرة أخرى لمدة عام.
تكرر اعتقاله -بعد مرحلة الدراسة- أكثر من 10 مرات يزيد مجموعها على 6 سنوات، كان بينها الاعتقال ما بين 03/05/2004 و11/04/2005، حيث خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 28 يوماً احتجاجاً على وضعه في عزل انفرادي. ولم يوقف إضرابه إلا بعد الاستجابة لمطلب نقله إلى أقسام السجون العادية مع باقي الأسرى.
اعتقل مرة ثانية لدى السلطة الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول 2010، وأمضى 12 يوماً في السجن أضرب خلالها عن الطعام.
كان الاعتقال الأشهر بالنسبة لخضر في 17 ديسمبر/كانون الأول 2011، وهو الذي خاض فيه إضراباً فردياً عن الطعام في السجون الإسرائيلية احتجاجاً على اعتقاله الإداري دون تهمة، واستمر الإضراب 65 يوماً، ثم انتهى بتحقيق مطلب الإفراج عنه بتاريخ 17 أبريل/نيسان 2012.
وتوالت الإضرابات الفردية، حيث تبعه الكثير من الأسرى الإداريين، بينهم الأسيرة هناء الشلبي التي أضربت لمدة 44 يوماً، وبلال ذياب وثائر حلاحلة لمدة 78 يوماً، وحسن الصفدي وغيرهم.
نشط القيادي الفلسطيني -بعد الإفراج عنه- في فعاليات التضامن مع الأسرى والأسرى المضربين، والفعاليات السلمية حتى اعتقلته قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مطلع يوليو/تموز 2014، في كمين نصبته عند حاجز جنوب مدينة جنين، على خلفية إشادته -في تصريحات مختلفة لوسائل الإعلام- بالمقاومة الفلسطينية التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
أفرجت عنه السلطات الإسرائيلية يوم 11 يوليو/تموز 2015، ووصل إلى بلدة عرابة بقضاء جنين، حيث استقبلته جماهير غفيرة.
وأعاد الاحتلال في الخامس من فبراير/شباط الماضي، اعتقال الشيخ عدنان بعد أن اقتحم منزله في عرابة، وعاث فيه خراباً، ليعلن في لحظتها دخوله في الإضراب عن الطعام حتى استشهاده في اليوم الـ86.
خضر عدنان صاحب أطول سجل من الإضراب عن الطعام
دخل الشهيد خضر عدنان خلال فترة اعتقاله المتكررة إضرابات عديدة عن الطعام، وهذه أبرزها:
- عام 2004 خاض إضراباً عن الطعام لمدة 28 يوماً، وأنهى عزله الانفرادي.
- عام 2011- 2012 خاض إضراباً لمدة 66 يوماً، وانتزع فيه حريته من الاحتلال.
- عام 2015 خاض إضراباً لمدة 52 يوماً، وانتزع فيه حريته.
- عام 2018 خاض إضراباً لمدة 59 يوماً، وانتزع فيه حريته.
- عام 2021 خاض إضراباً لمدة 25 يوماً، وانتزع فيه حريته.
- عام 2023 خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 86 يوماً، وارتقى شهيداً.
تنديد واسع باستشهاد الأسير خضر عدنان
ونددت فصائل وقوى وفعاليات وطنية باستشهاد الأسير خضر عدنان، داعية إلى "تصعيد المقاومة على امتداد الأرض الفلسطينية رداً على الجريمة". ونعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الشهيد عدنان، "الذي ارتقى في معركة التحدي والبطولة داخل سجون الاحتلال المجرم".
وأعلنت اللجنة الحداد العام والإضراب الشامل اليوم الثلاثاء، و"دعت جماهير شعبنا في قطاع غزة للاحتشاد في جموع غفيرة بعد صلاة الظهر مباشرةً في ساحة الجندي المجهول، والمشاركة في بيت عزاء الشهيد الذي سيقام في ساحة الجندي المجهول".
وأكدت اللجنة أن الشيخ الشهيد لم يكن يمثل فقط حركة الجهاد الإسلامي، بل إنه يمثل رمزاً وطنياً لكل الشعب الفلسطيني، ويمثل اللاجئين والقدس والمسرى والأسرى وجميع أطياف شعبنا المقاوم.
وحمّلت اللجنة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الشيخ خضر بشكل متعمّد ومع سبق الإصرار والترصّد، كما حمّلت اللجنة المجتمع الدولي المسؤولية عن الجريمة عبر التزامه الصمت المطبق والغريب عن جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الإنسانية، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق في محكمة الجنايات الدولية في قضية اغتياله.
بدورها، نددت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بجريمة اغتيال الشيخ الأسير خضر عدنان، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده، مطالبة بخطوات جادة لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وباستشهاد الشيخ خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة إلى 237 شهيداً، منهم 12 شهيداً لا يزال الاحتلال يحتجز جثامينهم.