من يفوز بالمعركة بين السيارة والدبابة"، التي تدور في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم في القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم، والمفارقة أن الحرب التي أخرجت هذه المعادلة إلى النور، وسميت بـ"حرب التويوتا"، حدثت على تخوم السودان قبل أكثر من ثلاثة عقود.
فمنذ أن ظهرت المدرعات، ولا سيما الدبابات في نهاية الحرب العالمية الأولى، بدا أن الجيوش النظامية حسمت المعركة ضد الميليشيات والجيوش الخفيفة، ولكن الحرب الليبية التشادية، التي جرت على تخوم إقليم دارفور السوداني في الثمانينات، غيرت هذه المعادلة وجعلت الميليشيات والجيوش النظامية الخفيفة قادرة على التصدي للجيوش الحديثة المدججة بالدبابات الباهظة التكلفة وأحياناً هزيمتها.
والمفارقة أيضاً أن هذه الحرب لعبت دوراً كبيراً في أزمة دارفور، التي أدت بدورها لظهور الدعم السريع ثم صعود دورها في مجمل البلاد، وصولاً لتنافسها الحالي مع الجيش على حكم البلاد.
كان الصراع الليبي والتشادي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بمثابة ولادة لاستراتيجية عسكرية أصبحت شائعة في مناطق عديدة من العالم، وهي استخدام شاحنات بيك آب مدنية خفيفة الوزن لنقل القوات، وكمنصات للأسلحة.
إليك ما حدث في حرب التويوتا، ولماذا سميت بذلك؟
كانت تشاد وجارتها ليبيا في حالة نزاع. على طول الحدود بين البلدين، وضع قطاع أوزو -منطقة متنازع عليها يشاع أنها تحتوي على وفرة من اليورانيوم- وهو مورد طبيعي ذو قيمة للرئيس الليبي معمر القذافي، الذي كان لديه طموحات لتحويل ليبيا إلى قوة نووية. بدأ نظام القذافي محاولاته للاستحواذ على الأراضي الصغيرة من خلال تمويل مجموعات صغيرة من المتمردين المناهضين للحكومة في تشاد الذين كانوا متعاطفين مع ليبيا.
عارض الرئيس التشادي حسين حبري فكرة التوسع الليبي في المنطقة، والتي قابلها القذافي بتوسيع قواته في قطاع أوزو.
في عام 1987، تحول النزاع الحدودي إلى قتال واسع.
كانت هناك القوة الاستكشافية الليبية – وهي مفرزة أسلحة مشتركة للجيش الليبي، والتي كانت مكونة من "8000 جندي، و300 دبابة قتال من طراز T-55 الروسية، وقاذفات صواريخ متعددة ومنتظمة ومدفعية وطائرات هليكوبتر من طراز Mi-24 وستين طائرة مقاتلة.
على الجانب الآخر، كان الجيش التشادي وهو قوة أقل تقدماً بشكل كبير يغلب عليها المشاة، وبدون التكنولوجيا المناسبة لمواجهة آلة الحرب الليبية.
ولكن كان الجنود الليبيون محبطين وغير منظمين.
من ناحية أخرى، لم يكن لدى التشاديين سوى 10 آلاف جندي متحمس، ولكن بدون دعم جوي ولا دبابات مدرعة.
الفرنسيون منعوا الليبيين من استخدام الطائرات ضد التشاديين
ومع ذلك، بحلول عام 1987، يمكن أن تعتمد تشاد على القوات الجوية الفرنسية لإبقاء الطائرات الليبية على الأرض.
ولكن ربما الأهم من ذلك، أن هناك أسطولاً من 400 بيك آب من تويوتا مجهزاً بصواريخ MILAN المضادة للدبابات التي أرسلتها الحكومة الفرنسية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضاً تجهيزها بمدافع رشاشة من عيار 0.50، مع مدافع قذائف قديمة للأغراض المضادة للطيران أو حتى مجموعات الصواريخ لاستخدامها كمدفعية على طراز الحرب العالمية الثانية.
أثبت هذا المزيج اللوجستي أنه متفوق على ذلك الذي استخدمه الجيش الليبي، حيث يمكن لشاحنات بيك آب تويوتا أن تتفوق بسهولة على الدبابات الروسية المدرعة بشدة.
في حين أن الدبابات الروسية استهلكت حوالي 200 لتر لكل 100 كم، استهلكت شاحنات تويوتا نحو العشر، أي 10 لترات لكل 100 كم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لشاحنات تويوتا تعبئة مجموعات من 20 شخصاَ في سيارة واحدة، مما يتيح سرعة نقل ونشر القوات في ساحة النزاع؛ وهي ميزة لم تكن تمتلكها الدبابات الروسية.
وتغير تاريخ حروب المركبات في معركة فادا المفصلية تحديداً، عام 1987 حين هزمت تشاد قوة قوامها 5000 ليبي، مع مقتل ما يقرب من 800 جندي مشاة ليبي، وتدمير 92 دبابة من بين العديد من المركبات الأخرى.
وعلى الجانب التشادي، فقد 18 جندياً فقط أرواحهم، وثلاث من المركبات التي كانت مسؤولة عن تحول الأحداث.
ولذا سيمت هذه الحرب بـ"حرب التويوتا".
في المجموع، قُتل في حرب التويوتا 7500 رجل ودُمرت أو تم الاستيلاء على معدات عسكرية بقيمة 1.5 مليار دولار. بالمقابل، خسرت تشاد 1000 رجل فقط وقليلاً من المعدات العسكرية (لأنه كان لديها بالأصل القليل من المعدات)، حسبما ورد في تقرير لموقع Navarra الإسباني.
وكانت كلمة السر تويوتا، حسبما ورد في تقرير لموقع greydynamics.
سميت المرحلة الأخيرة تحديداً من الصراع الليبي التشادي باسم حرب تويوتا الكبرى بعد نشر ما يقرب من 400 شاحنة بيك آب تويوتا هيلوكس مسلحة – وهو التكتيك الذي أعطى تشاد انتصارها النهائي.
كانت هناك بالطبع عوامل أخرى أدت إلى نتيجة حرب التويوتا هذه غير المتوقعة، من بينها دعم فرنسا لتشاد وكذلك الاستخدام الذكي للمضادات الأرضية والصواريخ والمدافع الرشاشة من قبل التشاديين.
أسباب نجاح سيارات تويوتا في هذا الدور
كانت تشاد عبر "حرب التويوتا" مهد ما أصبح الاتجاه المستقبلي للحرب غير التقليدية – نشر سيارات تويوتا هيلوكس ولاندكروزر في النزاعات داخل البلدان الفقيرة؛ حيث استخدمت في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وحتى أيرلندا الشمالية.
لفهم جاذبية استخدام هذه المركبات بشكل أكبر، هناك بعض الخصائص الأساسية للبدء بها:
قابلية التنقل: مع الدفع الرباعي والمحرك والإطار القوي، تم تشكيل التقنية لتحمل البيئات القاسية والتضاريس الوعرة التي توجد عادة في مناطق الصراع التي يتم استخدامها فيها.
ومن بين المزايا التي تتمتع بها هذه المركبات هي القدرة على التحرك بسرعة قوة ضاربة قوية عند استخدامها بشكل صحيح في ساحة المعركة.
الأسلحة: العامل الفني لكسب المال هو الاختيار المتنوع للأسلحة التي يمكن تركيبها على مؤخرتها. في حرب تويوتا، كان هذا هو ما دفع التشاديين إلى النصر – تحويل شاحنة صغيرة إلى منصة خفيفة الوزن وعالية الحركة مضادة للطائرات.
التكلفة: سعر سيارة دفع رباعي من تويوتا حالياً يدور حول 40 ألف دولار، بينما تصل تكلفة الدبابة الواحدة إلى بضعة ملايين من الدولارات، وعربات المشاة القتالية المجنزرة التي تشبه الدبابات، ولكن قادرة على حمل جنود أكثر ومدفع أصغر يمكن أن تدور حول مليون دولار، العربات المدرعة المدولة يمكن أن يدور سعرها حول بضع مئات من الآلاف من الدولارات.
بنفس سعر الدبابة يمكن شراء أكثر من عشر سيارات تويوتا وتسليحها، أي يمكن لبضع عربات تويوتا محاصرة دبابة أو عربة مدرعة وتدميرها، بتكلفة أقل من ثمن الدبابة عدة مرات.
لماذا تميزت تويوتا تحديداً في هذا المضمار مقابل منافسيها؟
ورغم أن شركات غربية عدة تنتج أنواعاِ شهيرة من عربات الدفع الرباعي مثل جيب الأمريكية ولاندروفر البريطانية؛ فإن سيارات تويوتا كانت مفضلة للتشاديين، ومن سيأتي بعدهم، لأنها رخيصة ومتوفرة بكثرة، وقطع غيارها متاحة، كما أنها اعتمادية وقليلة الأعطال، إضافة إلى تمتعها بميزة السرعة مع خفة الوزن في الوقت ذاته.
كما يبدو أن الحمض النووي لشركة تويوتا يعتمد على تصميمات المركبات العسكرية، فقد بدأت قصة تويوتا مع سيارات الدفع الرباعي، عندما تلقت الشركة تصميم شاحنة من طراز BM وجيب ويليز من الجيش الأمريكي كجزء من جهود الحرب الكورية في الخمسينيات. في النهاية، تحولت نسخة تويوتا من الجيب إلى ما يُعرف اليوم باسم "لاندكروزر".
فبقاء تويوتا من الحرب الكورية من خلال الصراعات المعاصرة يرجع إلى قدرتها على التكيف، حسبما ورد في موقع Military Times.
يمكن التكهن بأن شركة تويوتا سعيدة بالصيت الذي تكسبه الميليشيات لسياراتها، خاصة عندما تحققت هذه السمعة من خلال انتصار جيش إفريقي (تشاد) مدعوم من دولة غربية (فرنسا) ضد جيش دولة عربية تتبنى القومية العربية (ليبيا)، ولكن مع تحول سيارات تويوتا لأداة فعالة في يد جماعات إسلامية بعضها مصنف إرهابي في الدول الغربية، تحاول أن تتبرأ تويوتا من هذه السمعة، وتقول إنها تحاول تتبع مبيعات سياراتها لمنع وقوعها في الأيدي الخطأ.
استخدم مقاتلون حول العالم سيارات أخرى غير تويوتا، أغلبها يابانية، ولكن ظلت الحروب تسمى باسم حرب تويوتا.
حروب تويوتا توسعت لمناطق أخرى
في الصومال كانت جيوش التويوتا شائعة جداً؛ حيث كانت قوة بارزة في الحرب الأهلية الصومالية في التسعينيات، وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
يصف ديفيد كيلكولين في كتابه "الخروج من الجبال: العصر القادم للحرب العصابات الحضرية" ما يلي حول استخدام التقنيات في الصومال:
في البيئة الصومالية من المنظمات العشائرية المجزأة وشبه النظامية التي ظهرت فيها هذه التكتيكات، كانت الطريقة التي يصبح بها شخص ما قائد فرقة في المقام الأول هي امتلاك سيارات تويوتا أو أسطول منها.
لذلك كان من الغباء أن ينزل ويتنازل القائد عن السيطرة على الشاحنة النارية لشخص آخر – ناهيك عن ترك شخص خلفه يحمل مدفعاً رشاشاً.
كما أن العديد من الجماعات الجهادية الأفغانية استخدمتها في نهاية الثمانينيات خلال الغزو السوفييتي، واستخدمت حركة طالبان شاحنات تويوتا بعد إخراج السوفييت في سنوات الحرب الأهلية الأفغانية منتصف التسعينيات.
وتقول تقارير أجنبية إن هذه السيارات كانت النوعَ المفضل أيضاً لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن والمحيطين به، وقد امتلكها مقاتلو التنظيم بشكل كبير.
في نزاع الصحراء الغربية المستمر، من المعروف أن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تستخدم سيارات تويوتا ضد الجيش المغربي الحديث.
كما استخدمها تنظيم داعش وفروع القاعدة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وحتى كارتلات المخدرات المكسيكية تستخدمها.
المفارقة أنه بينما كان جيش القذافي أول جيش حديث يُهزم على يد مقاتلي التويوتا التشاديين، فإن نظام القذافي نفسه سقط بعد استخدام المعارضة الليبية بدورها حشوداً هائلة من شاحنات تويوتا ضد قواته، وبالطبع في ظل الحماية الجوية التي وفرها حلف الناتو في بعض الأوقات.
الجيوش الغربية العريقة بدأت تقلد هذه الاستراتيجية
استخدمت القوات البريطانية سيارات لاندروفر مسلحة في كل من العراق وأفغانستان، ولم تضف إلا مؤخراً مستويات منخفضة من الدروع، ووفقاً لويليام إف أوين من مجلة Small Wars Journal.
يمكن لهذه المركبات أن تحمل بسهولة 4-6 رجال بأسلحة خفيفة، مثل أر بي جي، بالإضافة إلى المياه وحصص الإعاشة ومعدات الاتصالات.
من الناحية الوظيفية والعسكرية، لا يوجد فرق بين السيارة الأمريكية الشهيرة هامفي الباهظة التكلفة، مسلحة بصاروخ TOW مضاد للدبابات وسيارة تويوتا Hilux مع صواريخ AT-4/7/14 ATGM – وهو نظام أسلحة شائع.
ولكن تويوتا أرخص بكثير، وهذا يعني بنفس الأموال يمكن أن تكون لديك منصات قتالية أكثر من تويوتا.
حقيقة أن هذه المركبات يمكن أن تعمل في مواجهة مع مركبة عسكرية تقليدية، وقد تتفوق عليها أمر مثير للقلق للجيوش.
يستخدم العسكريون المحترفون في البلدان المتقدمة هذا التكتيك، ولكن في مهمة مختلفة عن نظرائهم في الميليشيات.
عند الحاجة، استخدمت وحدات العمليات الخاصة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عربات البيك آب، جنباً إلى جنب مع القوات التي تدعمها.
هذا يسمح لفرق العمليات الخاصة بالاندماج مع السكان المحليين، والحفاظ على القدرات القتالية المرنة، وعدم التضحية بسرعة الحركة.
يمكن ملاحظة ذلك في تمرين فلينتلوك السنوي في إفريقيا، الذي يشارك في تحالف من وحدات العمليات الخاصة.
دارفور أرض التويوتا وإليها تعود
علاقة إقليم دارفور بالتويوتا وحروبها المعقدة.
يعتقد أن جزءاً من مشكلات وانتشار السلاح، في المنطقة يعود للحرب الليبية التشادية، ففي خلال صراعه مع التشاديين وسعيه لتأسيس إمبراطورية عربية في إفريقيا أسس القذافي ما يُعرف باسم الفيلق الإسلامي، الذي ركز على تجنيد عرب دارفور وتشاد، مما زاد الاحتقان بين القبائل العربية والإفريقية في الإقليم.
وبعد اندلاع أزمة دارفور، أخفقت قوات الجيش السوداني في التصدي لقوات المتمردين التي اعتمدت بشكل كبير على سيارات الدفع الرباعي التي أصبحت شائعة في المنطقة، خاصة أنها ملائمة لتضاريسها الوعرة وغياب الطرق الممهدة.
لجأ الجيش السوداني لأن يحارب النار بالنار، فجنّد قوات الجنجويد من القبائل العربية التي جاء اسمها من كلمة جن وجواد أي الجن الذي يركب الحصان، حيث شنت هذه الميليشيات هجمات على المتمردين والقرى الإفريقية باستخدام الخيول والجمال، وأيضاً سيارات البيك آب من شركة تويوتا وغيرها.
ومع تحول الجنجويد لقوات الدعم السريع، أصبحت عربات الدفع الرباعي التي تحمل الرشاشات الثقيلة وقاذفات الآر بي جي سلاحاً فعالاً في يد قوات الدعم التي لم تكتفِ فقط بالقضاء على التمرد في دارفور، بل انتشرت في مناطق السودان الأخرى لمنع التهريب وقمع التمردات، وكذلك خارج السودان في ليبيا، واليمن وتشاد وإفريقيا الوسطى.
بدا واضحاً أن قوات القمع السريع قد وصلت بحروب التويوتا لذروتها، وأنها حولتها من أداة دفاعية لدى الجيش التشادي الضعيف أمام الجيش الليبي الأقوى عدة مرات، إلى وسيلة لقيام قوى ميليشياوية بمحاولة القضاء على جيش نظامي ليس صغيراً مثل الجيش السوداني.
وهذا أمر يجعل هذه المعركة لها أهمية كبيرة بالنسبة لجيوش العالم، فانتصار قوى الدعم السريع على الجيش السوداني نذير خطير بالنسبة للجيوش النظامية، خاصة أنه بعد أن اتبع الجيش الأوكراني أساليب تشبه حرب العصابات في المراحل الأولى لصراعه مع الجيش الروسي، أدت إلى إيقاع خسائر كبيرة في الدبابات الروسية.
ولكن المعركة أمام التويوتا مختلفة هذه المرة، حيث تدور بشكل كبير في شوارع الخرطوم، وهي لا تستخدم لعمليات كر وفر في الصحراء، ولكن لشن هجمات على مقرات محصنة للجيش السوداني، الأمر الذي يمثل صعوبة كبيرة أمام مشغليها.
وإذا كانت معادلة الحرب الأوكرانية الأولى كانت الطائرات المسيّرة ضد الدبابات، فإن معادلة الحرب السودانية، هي الدبابات ضد التويوتا.
كما أن مصير المعركة في السودان سيتوقف بشكل كبير على قدرة كل طرف على إدارة مسائل اللوجستيات والتموين، وهي مسائل يفترض أن الجيش السوداني يحظى فيها بأفضلية.
كما تُعد الطائرات متغيراً مهماً في المعادلة لإنقاذ دبابات الجيش السوداني وأي جيش آخر أمام أسراب العربات الرباعية الرخيصة المحمّلة بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات.
وإذا وجدت الميليشيات أداة لتحييد الطائرات مثل الاستخدام الفعال للمضادات الأرضية المحمولة على الأكتاف، أو محاولة تحييدها كما فعل حميدتي في بداية القتال، فإنه هذا سيكون له تأثير كبير في موازين القوى بين الجيوش النظامية والميليشيات.