رغم أن الولايات المتحدة قدمت عشرات المليارات لأوكرانيا؛ حيث تعد المانح الأول لها بفارق هائل عن بقية الدول الغربية، ولكن هناك اتهامات بأن الأسلحة الأمريكية المقدمة لأوكرانيا مُخفضة المستوى، وأنه يتم نزع بعض التقنيات المهمة منها، وهي اتهامات لم تنكرها واشنطن.
فلماذا تفعل الولايات المتحدة ذلك، وإلى أي مدى يضر تخفيض مستوى الأسلحة الأمريكية المقدمة لأوكرانيا المجهود الحربي لكييف؟
فمدافع الهاوتزر التي ترسلها أمريكا لأوكرانيا لا تحتوي على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وقاذفات الصواريخ تقتصر على المدى القصير، إذ ترسل الولايات المتحدة أسلحة مخفضة المستوى "downgraded' weaponry" إلى أوكرانيا، حسبما ورد في تقرير لموقع دويتش فيله الألماني "DW".
ممارسة شائعة وأشهر نماذجها أسلحة ودبابات القرد السوفييتية
تخفيض مستوى الأسلحة المصدرة عبر نزع بعض التقنيات منها ممارسة شائعة، وخاصة لدى الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وكان المحللون الغربيون يطلقون على الأسلحة مخفضة المستوى من قبل الاتحاد السوفييتي نسخة القرد "Monkey model".
ومن الأمثلة المزعومة على ذلك الأداء السيئ لدبابات T-72 العراقية خلال حرب الخليج عام 1991 وغزو العراق عام 2003، إذ قيل إنها تمثل دبابات نسخة القرد من هذا الطراز الأساسي لدى السوفييت.
كما يعتقد أن الولايات المتحدة تصدر أسلحة مخفضة المستوى للدول العربية، خاصة مصر في ظل تاريخها العدائي القديم مع إسرائيل.
دبابات أبرامز لم تدرج في التعهد الأخير، وقد تقدم واشنطن النسخة المصرية منها
سواء كانت دبابات Leopard 2 من النرويج، أو طائرات مقاتلة MiG-29 من سلوفاكيا، تتلقى أوكرانيا تعهدات بتسليم أسلحة ثقيلة من حلفائها الدوليين بشكل شبه يومي. في 20 مارس/آذار 2023، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 350 مليون دولار (325 مليون يورو). لكن دبابات القتال الرئيسية M1 Abrams الموعودة سابقاً لم يتم تضمينها.
قال مسؤولون أمريكيون إنهم يسعون لتقصير أوقات التسليم وإنهم سيقدمون طرزاً أقدم من أبرامز بحلول الخريف.
في يناير/كانون الثاني 2023، أفادت صحيفة بوليتيكو الأمريكية بأنه بسبب لوائح التصدير، تعتزم الولايات المتحدة تجريد دبابات أبرامز من عبوتها المدرعة المصنفة سرية، والتي تشمل اليورانيوم المستنفد، قبل إرسالها إلى أوكرانيا.
وقال جوستاف جريسيل، زميل سياسي بارز متخصص في النزاعات المسلحة والشؤون العسكرية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لـDW، إن هذا ليس شيئاً غير عادي. وقال جريسيل: "تتلقى أوكرانيا نسخة التصدير من طراز أبرامز، وهي نفس الأنواع المستخدمة في مصر والمملكة العربية السعودية والعراق".
وأضاف أن الدرع يمكن مقارنته بدبابات ليوبارد 2A4 الألمانية الأقدم التي كانت النرويج وبولندا تستخدمها ثم نقل البلدان أعداداً منها إلى أوكرانيا، وقال جريسيل إن دبابة أبرامز القديمة "لا تزال دبابة قتال جيدة: لديها كاميرا تصوير حراري جيدة ومدفع قوي، وتتفوق على الدبابات الروسية من حيث المناولة".
الأوكرانيون غاضبون ولكنهم يجدون حلولاً
قال جريسيل: "يسأل الأمريكيون أنفسهم ماذا سيحدث إذا ترك الأوكرانيون دبابة في الخلف وسيتم أسرها وتحليلها من قبل الروس". ويمتد هذا القلق أيضاً إلى مدافع الهاوتزر M777 التي كانت الولايات المتحدة تسلمها إلى أوكرانيا منذ أبريل/نيسان 2022. تم تسليم مدافع الهاوتزر هذه بدون نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وما يرتبط به من حواسيب، وعادة ما تكون الأسلحة التي لا تحتوي على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أقل دقة.
الأوكرانيون قد يكونون غاضبون من هذا الوضع، ولكنهم يتكيفون مع القيود التي يضعها الداعم الأكبر لهم.
فسرعان ما وجد الجيش الأوكراني حلاً لمسألة غياب نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وقام بتركيب أنظمته الخاصة، بما في ذلك برنامج GIS Arta العسكري الذي تم تطويره في أوكرانيا لتنسيق ضربات المدفعية.
في مايو/أيار 2022، ذكرت وسائل الإعلام أن أوكرانيا نشرت مدافع هاوتزر M777 باستخدام برنامج GIS Arta لوقف تقدم عدد كبير من القوات الروسية التي تعبر نهر Siverskyi Donets بالقرب من قرية Bilohorivka في منطقة لوغانسك التي ضمتها روسيا.
وقال جريسيل: "بالمدفعية، أوامر إطلاق النار تسير بشكل أسرع رقمياً". وأضاف أنه بالنسبة لروسيا، "لا يزال يتم الكثير من العمل فيما يتعلق بالهاتف اللاسلكي".
وقال سيرهي هرابسكي، الضابط السابق في القوات المسلحة الأوكرانية، لـ DW إنه غير قلق من قيود أنظمة الأسلحة التي يرسلها حلفاء أوكرانيا. وقال هرابسكي: "تم دمج جميع أنظمة معلومات التوجيه في هياكل قيادة الناتو". ولا يمكن استخدامها إلا في إطار مهام الناتو، "وقال إن هذه ممارسة شائعة، بينما أوكرانيا تستخدم أنظمتها الخاصة.
تقارير عن نقل الروس الأسلحة لطهران لتقليدها
خوف الأمريكيين من سقوط أسلحة متطورة في يد الروس وقيامهم بمحاولة استنساخها أمر مفهوم تاريخياً، كان هذه واحدة من أهم وسائل تطوير الأسلحة، والروس أنفسهم طوروا أول قاذفة قادرة على حمل قنابل نووية من قاذفات أمريكية كانت تقصف اليابان خلال الحرب العالمية ثم هبطت اضطرارياً في الشرق الأقصى الروسي.
كما أن الروس لديهم حليفان مشهوران بالمهارة في الاستنساخ والتقليد هما الصين وإيران.
وفي 14 مارس/آذار 2023، قالت أربعة مصادر مطلعة لشبكة CNN الأمريكية إن روسيا كانت تحتجز بعض الأسلحة والمعدات التي قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في ساحة المعركة في أوكرانيا وأرسلتها إلى إيران، بما في ذلك أنظمة جافلين المضادة للدبابات وأنظمة ستينجر المضادة للطائرات؛ حيث تعتقد الولايات المتحدة أن طهران ستحاول إجراء هندسة عكسية للأنظمة.
لا يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن مسألة نقل الروس للأسلحة المأسورة إلى إيران قضية واسعة النطاق أو تتم بشكل منهجي، وقد اعتاد الجيش الأوكراني منذ بداية الحرب إبلاغ البنتاغون بأي خسائر في المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لقواته، حسبما قال مسؤولون.
ومع ذلك، فإن المسؤولين الأمريكيين يعترفون بصعوبة تتبع هذه القضية.
العديد من الأسلحة الإيرانية صنعت بهذه الطريقة
وليس من الواضح ما إذا كانت إيران قد نجحت في إجراء هندسة عكسية لأي أسلحة أمريكية تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا، لكن طهران أثبتت مهارتها العالية في تطوير أنظمة أسلحة تعتمد على المعدات الأمريكية التي تم الاستيلاء عليها في الماضي.
سلاح رئيسي في مخزون إيران، صاروخ Toophan الموجه المضاد للدبابات، تم تصميمه من خلال الهندسة العكسية للصاروخ الأمريكي BGM-71 TOW في السبعينيات، كما اعترض الإيرانيون طائرة مسيرة أمريكية الصنع في عام 2011، من طراز Lockheed Martin RQ-170 "Sentinel"، وقاموا بتصميم طائرة بدون طيار جديدة بناء على الهندسة العكسية لها، ولقد عبرت هذه الطائرة المجال الجوي الإسرائيلي في عام 2018 قبل إسقاطها.
وقال جوناثان لورد، الزميل البارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد: "لقد أثبتت إيران قدرتها على الهندسة العكسية للأسلحة الأمريكية في الماضي". لقد قاموا بعكس هندسة صاروخ TOW الموجه المضاد للدبابات، وخلقوا نسخة طبق الأصل شبه كاملة أطلقوا عليها اسم Toophan، ومنذ ذلك الحين قاموا بتوزيعها على الحوثيين وحزب الله. يمكن لإيران أن تفعل الشيء نفسه مع صواريخ Stinger الأمريكية الشهيرة المضادة للطائرات، والتي يمكن أن تهدد الطيران المدني والعسكري في جميع أنحاء المنطقة.
يمكن استخدام صواريخ Javelin الأمريكية المعاد تصنيعها من قبل حماس أو حزب الله لتهديد دبابة ميركافا إسرائيلية.
هذه الأسلحة لو وصلت لحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، ستشكل تهديداً حقيقياً للقوات العسكرية التقليدية الإسرائيلية".
أمريكا عدّلت قاذفات هيمارس لمنع كييف من استخدام صواريخ أطول مدى حتى لو اشترتها من السوق الدولية
قيود التصدير على الأسلحة الأمريكية المقدمة لأوكرانيا لا تتعلق فقط بالخوف من وقوع التقنيات الحديثة في أيدي الروس أو الصينيين أو الإيرانيين.
بل أحياناً بسبب الخوف من تهور الأوكرانيين، وتصاعد الحرب، وبالأخص المخاوف من الأمريكية من استهداف الداخل الروسي.
يظهر هذا مع قاذفات نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة هيمارس (HIMARS) الأمريكية الصنع، والتي تستخدمها أوكرانيا بنجاح منذ الصيف لضربات دقيقة خلف خط المواجهة.
كانت الولايات المتحدة تزوّد كييف بصواريخ بمدى حوالي 80 كيلومتراً (50 ميلاً)، لكن ليست صواريخ بنظام الصواريخ التكتيكية العسكرية الأكثر قوة، والتي يمكنها ضرب أهداف تصل إلى 300 كيلومتر.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة عدلت قاذفات الصواريخ هذه قبل التسليم، بحيث لا يمكن إطلاق الصواريخ ذات المدى الأطول – حتى لو تمكنت أوكرانيا من شرائها من السوق العالمية.
الأمريكيون لا يريدون التورط في الصراع
ونقلت الصحيفة عن مصدر مجهول من الحكومة الأمريكية قوله إن القرار اتخذ للحد من مخاطر تصعيد المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا.
في سبتمبر/أيلول 2022، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الصواريخ بعيدة المدى ستكون "خطاً أحمر" من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة طرفاً في الصراع. وقال جريسيل إن القيود التقنية يمكن عكسها على منصات إطلاق HIMARS إذا اختارت الولايات المتحدة القيام بذلك.
وعندما زار الرئيس فولوديمير زيلينسكي واشنطن ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل أخيراً صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، بعد 300 يوم من الحرب. ومع ذلك، رفضت إدارة بايدن إعطاء أوكرانيا ATACM صواريخ بعيدة المدى بسبب الحذر من مخاطر التصعيد التي طلبتها كييف، وما زالت لم ترسلها للآن.
هناك من يرى أن الأمريكيين يبالغون في الحرص
وقال ستيفن بلانك، الزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية والمتخصص في روسيا والأستاذ السابق في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، إن القيود المفروضة على أنظمة الأسلحة تتعلق "بالخوف من روسيا وتصعيد الحرب معها".
ومع ذلك، قال بلانك إنه يعتبر هذه المخاوف مبالغاً فيها. وقال بلانك "أعتقد أننا خائفون للغاية من تصعيد روسيا". لا أفهم لماذا يجب استبعاد الأراضي الروسية من الضربات الأوكرانية. بدأت موسكو هذه الحرب ودمرت أوكرانيا في ميدان المعركة، ويتساءل لماذا يمكن لموسكو تركيز معداتها العسكرية على الحدود مع أوكرانيا و"إطلاق النار كما تشاء" دون الخوف من هجوم مضاد. وقال بلانك: "إذا لم يتمكن الروس من الاستفادة من الجهد العسكري المنطلق من أراضيهم بعد الآن، فسيكون ذلك ميزة كبيرة لأوكرانيا".
في بداية عام 2023، وعد الحلفاء الدوليون لأوكرانيا بصواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومتراً. في ذلك الوقت، قال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف إن أوكرانيا ستتعهد بعدم إطلاق النار على روسيا. لكن هذا لم ينطبق على المناطق التي احتلتها روسيا.
وقال بلانك إن حلفاء أوكرانيا داخل أوروبا كانوا قلقين أكثر من المسؤولين الأمريكيين. وقال إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سعت إلى الحفاظ على وحدة حلف شمال الأطلسي، وبالتالي أخذت هذه المخاوف في الاعتبار. وأكد التحالف مراراً أنه ليس طرفاً في الحرب، ولن ينجر إليها. لا يعتقد جريسيل أيضاً أن الناتو يجب أن يتدخل بشكل مباشر، لكنه ينتقد الفكرة الشائعة في الولايات المتحدة بأن الحرب يمكن "إدارتها بهذه الطريقة ". وقال إن الحرب "معقدة للغاية وفوضوية للغاية، بحيث لا يمكن إدارتها بشكل دقيق".
وقال جريسيل: "هذا يشير فقط لبوتين، أن لديه فرصة معينة لكسب الحرب بسبب ضبط النفس في تسليم الأسلحة الغربية، هو إشارة له بأننا لسنا جادين".
ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية مراراً طلب أوكرانيا، الحصول على طائرات إف 16 الأمريكية، يعتقد أن الأسباب هي خليط من كل ما سبق خوفاً من وصول التقنية الأمريكية على هذه الطائرات الروسية، الخوف من تصعيد الصراع، وأيضاً قناعة لدى كثير من الجنرالات الأمريكيين أن الطائرات لن تكون مفيدة كثيراً في مواجهة التفوق الجوي الروسي.
الدرع الأكثر سرية للدبابة "أبرامز" لن يتم تصديره
من المفارقات أن ألمانيا تقول إن أوروبا تعد بدبابات Leopard 2 القتالية من النرويج، وطائرات MiG-29 المقاتلة من سلوفاكيا، حيث تتلقى أوكرانيا تعهدات بأسلحة ثقيلة من الحلفاء يومياً تقريباً.
ولذلك كان أمراً محيراً أن "أحدث التعهدات من الولايات المتحدة لا تشمل دبابات القتال الرئيسية M1 Abrams التي وعدت بها سابقاً".
ولكن يعتقد أن أمريكا سوف ترسل دبابات أبرامز لأوكرانيا في وقت لاحق.
لن تشمل الدبابات الـ31 المقرر إرسالها لأوكرانيا هذا الخريف الدرع السري الذي يجعل M1A2 مميتاً للغاية. تحظر السياسة الفيدرالية الأمريكية الحالية تصدير أبرامز مع حزم دروع سرية يستخدمها الجيش الأمريكي، وبالتالي تقوم حالياً بتجريد مركبات هذا الدرع قبل بيعها إلى دول أخرى.
ومع ذلك، فإن نسخة M1A2 التي سيحصل عليها الأوكرانيون لاحقاً تحتوي على بصريات وضوابط تحكم، ومحطة أسلحة للقائد معاد تصميمها أكثر من M1. يشتمل أيضاً على عارض حراري مستقل، مما يسمح للقائد بمسح الأهداف بشكل مستقل في جميع ظروف الطقس وظروف ساحة المعركة.
أوكرانيا لا تسحق المخاطرة بالتورط في الحرب
عادةً الولايات المتحدة من أشد الدول في فرض قيود التصدير لأسباب متعلقة بالسياسة أو حماية التكنولوجيا، مقارنة ببلدان مثل روسيا وفرنسا، ويمثل ذلك أكبر عائق أمام صادرات الأسلحة الأمريكية، ويجعل دولة مثل الهند ما زالت مترددة في شراء أسلحة أمريكية رغم التقارب بين البلدين في مواجهة الصين.
وقد يكون مفهوماً الرغبة في حماية أسرار التفوق الأمريكي أو الحرص على عدم التورط في الصراع مع روسيا.
ولكن هذه المبالغة في الحذر الأمريكي تظهر الطبيعة المركبة لأهمية أوكرانيا وحربها بالنسبة لواشنطن.
لم تكن أوكرانيا يوماً حليفاً لأمريكا ولا منطقة رئيسية من مناطق نفوذها، بل هي منطقة نفوذ روسية تقليدية، تحولت لمنطقة بينية محل تنازع على النفوذ مع موسكو.
ولذلك، فإن أهمية أوكرانيا لا تعني بأي حال استعداد أمريكا للمخاطرة من أجلها بالدخول في حرب عالمية ثالثة، فهي ليست بريطانيا أو ألمانيا.
أمريكا تريد هزيمة روسيا عبر أوكرانيا بأقل قدر من التكاليف والمخاطر.
فبينما الحرب الحالية هي معركة مصيرية لأوكرانيا، وباتت كذلك بالنسبة لبوتين، ولكنها ليست مصيرية لأمريكا، فلو انتصرت روسيا فستعتبر واشنطن هذا أمراً طبيعياً، وستدين وتشجب وتبدي تعاطفها مع الأوكرانيين، ولو فازت كييف، لنسبت أمريكا لنفسها النصر الذي أدى لهزيمة أهم أعدائها عبر إنفاق بضعة عشرات من المليارات (ميزانية أمريكا العسكرية تتعدى الـ800 مليار دولار)، وإرسال أسلحة أغلبها مُخفضة المستوى، بل بعضها قد يأتي من الاحتياطي الصدئ في المخازن الأمريكية، مثل النسخ القديمة من الدبابة أبرامز.