منذ تأسيسها عام 1934، أصبحت شركة سوخوي الروسية من أكثر الشركات المصنعة للطائرات الحربية شهرة في العالم، حيث صدرت طائراتها على مدار عقود إلى العديد من دول العالم، ونجحت في تطوير وإنتاج نحو 20 نسخة من الطائرات المقاتلة. وفيما يلي نبذة عن هذه الشركة، وأبرز طائرات سوخوي التي أنتجتها هذه الشركة، بدءاً من سو-2 القاذفة الخفيفة في الحرب العالمية الثانية، وحتى سوخوي-75 الشبحية الأحدث على الإطلاق.
ما هي شركة طائرات سوخوي الروسية؟
سوخوي أو (Сухой) بالروسية، هي شركة تصنيع روسية لتصميم وإنتاج الطائرات العسكرية والمدنية في الاتحاد السوفييتي، أسسها المهندس بافل سوخوي في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، وأسماها "مكتب تصميم سوخوي"، ويُعرف الآن باسم "شركة سوخوي".
في فبراير 2006 دمجت الحكومة الروسية سوخوي مع شركات الصناعة الجوية الأخرى مثل: ميكويان، إليوشن، توبوليف في شركة ضخمة واحدة تحت مسمى شركة الطائرات المتحدة. لكن الشركة مثل نظيراتها في روسيا، تخضع بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، لعقوبات دولية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى.
في عام 1936، أصدر جوزيف ستالين، زعيم الاتحاد السوفييتي، طلباً لطائرة مقاتلة متعددة الأدوار. نتيجة لذلك، طور سوخوي وفريقه طائرة استطلاع وقاذفة خفيفة عام 1937 سُميت بـBB-1. بعد مرور عام، أصبحت BB-1 تُسمى سوخوي-2 أو "Su-2″، حيث تم تطوير ما مجموعه 910 طائرات من طراز Su-2.
خلال الحرب العالمية الثانية، لعبت شركة سوخوي دوراً مهماً في التصنيع العسكري السوفييتي، حيث صممت طائرة هجوم أرضي مدرعة ذات مقعدين، وسُميت Su-6، والتي تعتبر متفوقة على منافستها السوفييتية Ilyushin Il-2.
وبعد ذلك ظلت تطور هذه الشركة نسخاً أخرى جديدة على طائرتها، ومع دخول حقبة الحرب الباردة، عملت "سوخوي" على إنتاج الطائرات النفاثة، وابتكرت العديد من المقاتلات النفاثة التجريبية. مثل Su- 9 وSu-11 وSu-15. كما أنتحت قاذفات سوخوي مثل Tupolev Tu-2، وعملت على إنتاج طائرات نقل الركاب والجنود.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تمت خصخصة العديد من المكاتب والمصانع التي تنتج مكونات "سوخوي". وفي أوائل التسعينيات، بدأت سوخوي في تنويع منتجاتها وبدأت شركة Sukhoi Civil Aircraft لإنشاء مجموعة من مشاريع الطيران المدني للشركة.
وفي عام 1996، أعادت الحكومة تجميع الشركة لتشكيل Sukhoi Aviation. وفي موازاة ذلك، قامت كيانات أخرى، بما في ذلك مصنع أولان أودي، ومصنع تبليسي، ومصانع بيلاروسيا وأوكرانيا، بتأسيس طائرات Sukhoi الهجومية، مثل سو-27 وغيرها.
أبرز طائرات سوخوي المقاتلة عبر التاريخ
1- طائرة سو-2 (القاذفة الخفيفة)
كانت Su-2 طائرة استطلاع وقاذفة خفيفة سوفييتية استخدمت في المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية. وكانت أول طائرة صممها بافل سوخوي عام 1936. وحصل التصميم الأساسي على ترقية للمحرك والتسليح (Su-4) وتم تعديله لدور الهجوم الأرضي (ShB).
2- طائرة سو-7 الهجومية
وهي طائرة مقاتلة وقاذفة نفاثة، في القوات الجوية السوفييتية، كما صدرت للعديد من دول الكتلة الشرقية ودول الشرق الأوسط، وكانت سنوات نشاطها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
3- طائرة سو-9 الاعتراضية
كان أول طيران لسو-9 في عام 1956، حيث دخلت الخدمة في 1959، وانتهت خدمتها في 1970، بعد أن صُنع منها 1150 طائرة.
4- طائرة سو-11 الاعتراضية
أُنتجت في عام 1962 وكانت تُستخدم بشكل أساسي من قبل القوات الجوية السوفييتية، حيث دخلت الخدمة في 1964، وانتهت في 1983، وقد صنع منها 108 طائرة.
5- طائرة سو-15 الاعتراضية
سوخوي-15 وهي طائرة اعتراضية أُنتجت ابتداءً من 1965، وانتهت خدمتها في 1996، وقد صنع منها 1290 طائرة، وقد امتلكتها روسيا وأوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
6- طائرة سو-17 للهجوم الأرضي
سوخوي سو-17 (عُرفت أيضاً باسم سو-20، سو-22) وهي طائرة هجوم أرضي نفاثة ذات أجنحة متحركة من تصميم وتصنيع مكتب سوخوي في الاتحاد السوفييتي مشتقة من الطائرة سوخوي سو-7. ظلت السوخوي-17 في الخدمة لفترة طويلة في القوات الجوية السوفييتية وخليفتها القوات الجوية الروسية، كما صدرت للعديد من دول حلف وارسو والكتلة الشرقية ودول الشرق الأوسط.
7- طائرة سو-24 القاذفة نفاثة
وهي طائرة هجوم أرضي مخصصة للأهداف الأرضية، دخلت إلى الخدمة عام 1974، وما زالت حتى الآن موجودة في الخدمة في عدة بلدان مثل روسيا التي بدأت بتجديد هذه الطائرات وزيادة قدراتها والعديد من دول العالم بعضها في الشرق الأوسط.
وتمتاز هذه الطائرة بقدرتها على شن هجمات خاطفة، حيث تستطيع أن تقصف أهدافاً أرضية على سرعات تفوق سرعة الصوت، وأيضاً تمتاز بقدرتها على التحليق لمسافة طويلة، وحمل أنواع مختلفة من الذخائر وبكميات مختلفة. وقد صممت هذه القاذفة في الأساس لتكون نداً للقاذفة الأمريكية إف-111 آردفارك التي خرجت من الخدمة بالولايات المتحدة كما تتشابه في تصميم الأجنحة المرتدة للخلف مع طائرة إف 14.
8- طائرة سو-25 الهجومية
طائرة هجومية لقّبها الناتو باسم "قدم الضفدع" (Frogfoot)، وهي طائرة نفاثة ذات محركين، دخلت الخدمة عام 1978 في تيبليسي في جمهورية جورجيا السوفييتية. وبحلول عام 2007، أصبحت السوخوي-25 المقاتلة المدرعة التي ما زالت في خطوط الإنتاج في روسيا بخلاف السوخوي سو-34 التي بدأ إنتاجها ذلك العام. وما زالت السو-25 في الخدمة في روسيا وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق وعدة دول أخرى في العالم.
9- طائرة سو-27 مقاتلة التفوق الجوي
وتُعرف لدى الناتو باسم "فلانكر"، وهي طائرة مقاتلة متعددة المهام، صنعها الاتحاد السوفييتي سابقاً، وروسيا حالياً. تم تصميم الإس يو-27 كمقاتلة تفوق جوي، وذلك لمواجهة الطائرات الأمريكية التي ظهرت في السبعينيات، مثل الإف-14 توم كات، والإف-15 إيغل، والإف-16 فالكون والإف/إيه-18 هورنت.
10- طائرة سو-30 من الجيل الرابع
تنتمي سو-30 الروسية إلى الجيل الرابع، وهي مقاتلة متعددة المهام بدأ إنتاجها عام 1992، ولا تزال تستخدم حتى اليوم في نحو 10 دول، وهي قادرة على تحقيق السيطرة في الجو وتوجيه الضربات إلى جميع الأهداف المعادية في شتى الظروف الجوية باستخدام الصواريخ الموجهة وغير الموجهة. ومساندة القوات الأرضية واستخدام الأسلحة الذكية بدون الدخول في منطقة الدفاع الجوي المعادية.
11- طائرة سو-33 المخصصة لحاملات الطائرات
سوخوي سو-33 مقاتلة تفوق جوي ثنائية المحرك تعمل في جميع الأحوال الجوية، ودخلت الخدمة رسمياً في أغسطس 1998، وفي أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي والانكماش اللاحق للبحرية الروسية، تم إنتاج 24 طائرة فقط، وتراجعت مبيعاتها.
12- طائرة سو-34 المقاتلة القاذفة
سو-34 وهي طائرة مقاتلة وقاذفة حديثة مشتقة من السو-27 ومن تصميم مكتب سوخوي في روسيا، يخطط لأن تحل السو-34 محل السو-24 في القوات الجوية الروسية قريباً. طارت لأول مرة في 13 أبريل 1990، لكنها دخلت الخدمة في عام 2014 فقط.
13- مقاتلة التفوق الجوي سو-35
وهي مقاتلة تفوق جوي روسية متعددة المهام، أحادية المقعد ثنائية المحرك، وهي ذات قدرة فائقة على المناورة تنتمي إلى الجيل 4++ المعزز، وهي نسخة مطورة من طائرة سو-27. قامت هذه الطائرة بأول رحلة طيران لها عام 2009، فيما دخلت الخدمة عام 2014، وقامت القوات الجوية في الصين والهند ومصر وإندونيسيا بتقديم طلبات لشراء المقاتلة.
14- طائرة سو-39 طائرة الهجوم الأرضي وتدمير الدبابات
وهي طائرة مقاتلة روسية الصنع استخدم كطائرة اقتحام لمكافحة الأهداف البرية والجوية ليلاً ونهاراً في شتى الظروف الجوية وتدمير الدبابات. وتتصف الطائرة بأسلحتها الذكية، وبينها المجمع الصاروخي "فيخر"، المزود بنظام التوجيه الليزري.
15- طائرة سو-57 متعددة المهام (من مقاتلات الجيل الخامس)
سوخوي سو-57 الشبحية، ويسميها الناتو بـ"فيلون Felon، وتعني المجرم"، وهي مقاتلة روسية متعددة المهام تنافس طائرة إف-35 الشبحية الأمريكية. وسو-57 ثنائية المحرك ذات مقعد وحيد من مقاتلات الجيل الخامس. شرعت شركة سوخوي في تطويرها منذ عام 1990 لصالح القوات الجوية الروسية، وقد أتمت رحلتها الأولى في عام 2010 وقد دخلت الخدمة في عام 2018.
صُممت المقاتلة سو-57 لتكون خارقة وقادرة على المناورة الفائقة، والتخفي، وذات إلكترونيات طيران متقدمة للتغلب على الطائرات المقاتلة من الجيل السابق وكذلك الدفاعات الأرضية والبحرية. تهدف سو-57 إلى أن تخلف ميج 29 وسو-27 في سلاح الجو الروسي.
وفي عام 2020 عرضت روسيا الطائرة سوخوي-57 للبيع، وهي التي يقدر ثمن الواحدة منها بـ100 مليون دولار أمريكي، وبذلك لم تعد المقاتلة الأكثر تطوراً في الصناعات الروسية، حكراً على موسكو، إذ بات في وسع المشترين الأجانب اقتناء المقاتلة، وإن كان ذلك وفق شروط. وكان من المتوقع أن يزداد الطلب الأجنبي عليها بعد تلبية طلب القوات المسلحة الروسية من تلك الطائرات خلال السنوات القادمة.
16- سوخوي 75 (كش مات) الشبحية
في يوليو/تموز 2021، كشفت روسيا النقاب عن أحدث طائرة شبحية في البلاد، Sukhoi Su-75 Checkmate في معرض MAKS الجوي في موسكو. وكان كشف النقاب عن هذه المقاتلة مفاجأة هائلة للعالم، حيث ادعى المسؤولون الروس أن هذه المقاتلة الجديدة لن تتنافس فقط مع منصات التخفي مثل F-35، ولكن أيضاً ستفعل ذلك مقابل أقل من 30 مليون دولار لكل هيكل طائرة.
وتُعد سو-75 (كش مات) مقاتلة شبحية من الجيل الخامس ذات المحرك الواحد، صممتها شركة "سوخوي" التي أُدمجت مع شركات أخرى في "شركة الطائرات المتحدة" عام 2006. وتوفر الطائرة المقاتلة أداء عالياً وتكاليف تشغيل منخفضة لكل ساعة، كما أن سعرها قد يكون أقل من طائرة إف-35 بنحو 3 مرات.
و"كش مات" وضعية في لعبة الشطرنغ يكون فيها الملك معرضاً للخطر، ولا توجد طريقة لإزالة التهديد، وهو ما ينهي اللعبة بتفوق الطرف الذي سيأخذ ملك الخصم. وتستعمل العبارة في الحياة اليومية للدلالة على انتهاء الأمر وغياب أي مناورة للتخلص من الورطة التي يجد فيها المرء نفسه.
وتم تحديد موعد أول تشغيل لهذه الطائرة المقاتلة عام 2023، في حين تحدثت أنباء عن تأجيل ذلك إلى عام 2024. وفي 16 أغسطس/آب 2022، أفادت "شركة الطائرات المتحدة" بأنها تخطط لبناء 4 نماذج أولية، مع إجراء اختبارات الطيران في وقت مبكر من عام 2024.
ويمكن للطائرة سو-75 أن تُقلع من المطارات الواقعة في أماكن عالية وسط تضاريس صعبة، كما يمكنها التحليق في أي ظرف مناخي. ويسمح تصميم هيكل الطائرة بصيانة أسهل للطائرة، ويتطلب عدداً أقل من الأفراد لإجراءات الصيانة، التي من المتوقع أن تعزز الاستعداد القتالي للطائرة.
كما يمكن لطائرة "كش مات" حمل أسلحة لتحييد مواقع قيادة العدو عبر استهداف مناطق حيوية، وتحتوي على 5 فتحات أسلحة مخفية و11 نقطة تعليق سلاح خارجية، كما تبلغ حمولتها القتالية أكثر من 7 أطنان.
ويتيح رادار الطائرة مهاجمة ما يصل إلى 6 أهداف جوية في وقت واحد، وتتبع ما يصل إلى 30 هدفاً، كما تم تجهيزها بنظام رؤية إلكتروني ضوئي يمكنه تحديد الأهداف الجوية والأرضية. وفي ما يخص سرعة المقاتلة، فإنها تصل إلى 1.8 ماخ (2205 كيلومترات/ ساعة)، كما يمكنها التحليق لمسافة تزيد على 2800 كيلومتر من دون خزان وقود إضافي.