ماذا يعني تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل بالنسبة لفصائل المقاومة؟ هكذا سيستفيد نتنياهو

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/14 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/14 الساعة 20:39 بتوقيت غرينتش
تطبيع السودان وإسرائيل - صورة توضيحية - رويترز

شكّلت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين "العلنية" إلى السودان، في الثاني من فبراير/شباط، آخر محطات التطبيع بين السودان وإسرائيل، لكن الجديد فيها أن البيان الرسمي للخارجية الاسرائيلية ربط هذه الخطوة بمحاربة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، بالقول إن "السودان منطقة استراتيجية تقع على ساحل البحر الأحمر، وحاربت في وقت سابق ضد إسرائيل، وأرسلت أسلحة إلى حماس"، فيما أعربت الأخيرة عن أسفها وإدانتها لهذا التطبيع، وعدّته خروجاً عن موقف الشعب السوداني التاريخي والأصيل، والداعم للشعب الفلسطيني، داعية القيادة السودانية للعدول عن هذا المسار الخطأ، الذي لن يخدم سوى أجندة الاحتلال الرامية لضرب وحدة الأمة. 

يكشف هذا الموقف الاسرائيلي عن أغراض أمنية وعسكرية تتجاوز التطبيع الثنائي مع السودان، لما هو أبعد من ذلك تصل حدّ تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية من الأسلحة والمعدات القتالية التي كانت تصلها في سنوات سابقة عبر السودان.

·         حماس وعين العاصفة

يكشف ذكر كلمة حماس في بيان رسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية عن خطورة ما شكّله السودان في زمن سابق من مصدر أساسي لتسليح حركات المقاومة، وفقاً لما ذكرت أوساط عسكرية إسرائيلية لصحيفة يديعوت أحرونوت يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، التي زعمت أن السودان دأب على تزويدها بالمعدات القتالية، وإيصالها لغزة حيث يتمركز جناحها العسكري الذي يشهد تصاعداً في قدراته التسلحية، وهذا يعني أن إسرائيل تمنح الاعتبارات الأمنيّة المتعلّقة بوقف إمداد حماس بالسلاح أولوية متقدمة بتطبيعها الجاري مع السودان.

رئيس المكتب الحالي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس مكتب الخارج خالد مشعل، أرشيفية/ صفا

يعود الأمر إلى سنوات سابقة، وتحديداً في 2018، حين كشف النقاب عن إجراء إسرائيل اتصالات إقليميّة، معظمها سريّة، مع دول عربيّة كالسودان، لتسويق تكنولوجيا التعقّب الأمنيّ للعمل على وقف وصول الأسلحة إلى حماس، حيث يبدأ نقلها من ليبيا إلى السودان، وصولاً إلى سيناء وغزّة.

كما لم يكن سرّاً أن السودان اعتبر أحد الطرق الأساسيّة لإيصال السلاح إلى حماس في غزّة منذ سنوات طويلة، وقد وضعته إسرائيل على رأس الملاحقة الأمنيّة والهجمات العسكريّة للحيلولة دون وصول أيّ وسائل قتاليّة للحركة، ففي مارس/آذار 2014 اعترضت بَحريّتها في المياه الدوليّة بين السودان وإريتريا سفينة تحمل شحنة أسلحة إيرانيّة متطوّرة موجّهة إلى غزّة، تحمل عشرات صواريخ أرض – أرض يصل مداها 100 كم.

وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2012، اتّهمت إسرائيل السودان بالسماح لإيران باستخدام موانئه لنقل إمدادات عسكريّة لحماس في غزّة، وفي يناير/كانون الثاني 2009، قصفت طائرات إسرائيليّة في السودان قافلة أسلحة تضمّ 17 شاحنة متّجهة من إيران إلى غزّة.

تكشف كل هذه المعطيات وغيرها أن التطبيع السوداني مع إسرائيل ذو أبعاد أمنيّة واستراتيجيّة وعسكرية بالدرجة الأولى، ويقف على سلّم أولويّاته تجفيف منابع السلاح عن المقاومة الفلسطينية، وهو ما سبقه إعلان السودان في 2016 أنّه لم يعد يتساهل مع استخدام أراضيه محطّة لتهريب الأسلحة الإيرانيّة إلى غزّة، ما حدا بإسرائيل لدعوة الولايات المتّحدة ودول أوروبيّة لتحسين علاقاتهما بالسودان بعد قطع علاقاته بطهران، ومنع تهريب الأسلحة عبر أراضيه لحماس في غزّة.

مع العلم أن اللقاء "العلني" الأول الذي جمع الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا في مثل هذه الأيام من عام 2020 فاجأ كثيراً من الأوساط الإسرائيلية، لأنه يطوي تاريخاً طويلاً من العداء الطويل بينهما، وقد رأت في السودان بلداً توجد فيه توجهات إسلامية قوية جداً، وكان إلى وقت قريب من أشد داعمي حماس، وارتبط معها بعلاقات متينة، فضلاً عن اتصالاته الوثيقة مع إيران، وشارك في جميع الحروب ضد إسرائيل، خاصة حربي 1948 و1967، ما جعل منه أحد أركان المحور المعادي لإسرائيل في الشرق الأوسط، فهو صاحب قمة الخرطوم 1967، ذات اللاءات الثلاث.

·         تجفيف المنابع بعد التطبيع بين السودان وإسرائيل

تؤكد الاتصالات العلنية الأخيرة بين السودان وإسرائيل، وما أعلنته الأخيرة من تحضيرات لاستقبال وفد رفيع المستوى قادم من الخرطوم، أن نتنياهو ومنذ وصوله للسلطة في فبراير/شباط 2009، بذل جهوداً حثيثة لتطبيع علاقات إسرائيل بإفريقيا عموماً، والسودان خصوصاً، ما يؤكد أن هذا البلد العربي يحتل مكانة مهمة في سلم أولويات إسرائيل الدبلوماسية، ولديه رغبة بضخ المزيد من استثماراته في المجالات العديدة لديه.

هناك سبب آخر تسعى إليه إسرائيل من توثيق علاقتها بالسودان، وهو عزل إيران، بجانب السماح لطائراتها باستخدام الأجواء السودانية، وتقصير مدة الطيران لأمريكا اللاتينية، والعكس، فيما أكد حاييم كورين، أول سفير إسرائيلي في جنوب السودان، أن إسرائيل مهتمة بالسودان لعدة أسباب، أهمها الحيلولة دون وصول شحنات أسلحة قادمة من أراضيه إلى قطاع غزة، وقطع طرق التهريب عن حماس.

بواسطة شاحنات تويوتا.. استعراض عسكري لكتائب القسام في قطاع غزة، أرشيفية/ رويترز

توافقت المحافل الأمنية الإسرائيلية على فرضية مفادها أن اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل سيترك آثاره السلبية على حماس؛ بزعم أنه "سيشلّ" أنشطتها في هذا البلد الإفريقي، ما جعلها تشعر بقلق بالغ، بعد أن كانت الخرطوم لسنوات عديدة منصة ملائمة للحركة، ومساراً رئيسياً لتهريب الأسلحة من إيران إلى غزة؛ بسبب موقعها على طول البحر الأحمر، ما يعني أن التطبيع السوداني الإسرائيلي ضربة مزدوجة لإيران وحماس معاً، ولذلك حمل بيان حماس لإدانته كثيراً من الغضب والاستياء.

مع العلم أن الضربات الإسرائيلية ضد السودان الهادفة لوقف إمداد حماس بالأسلحة، وإرسال رسالة لإيران حول قدراتها الاستخباراتية والعملياتية الدقيقة؛ جاءت معقدة على بعد 2800 كم من إسرائيل، والطائرات المهاجمة من طراز إف16 مطالبة بالتزود بالوقود جواً فوق البحر الأحمر، فيما دأبت القوافل الإيرانية التي هاجمتها الطائرات الإسرائيلية على حمل مئات الأطنان من الأسلحة، بينها صواريخ مضادة للدبابات، تصل عشرات الكيلومترات، ومجهزة برؤوس حربية بعشرات الكيلوغرامات.

وكشفت المحافل الإسرائيلية أنه في وقت مبكر من 2015، أدرك السودان أن تحالفه مع إيران لا يسير على ما يرام، واتخذ قراراً استراتيجياً بالتخلي عنها، والانتقال للتحالف مع السعودية، وأرسل جنوده للقتال في اليمن بجانبها، كما توقف عن السماح بمرور شحنات الأسلحة إلى غزة، وبدأت جميع أنواع الإشارات في وسائل الإعلام السودانية بأنهم يريدون تغيير علاقاتهم مع إسرائيل.

 ·         سحب الجنسية

لم يتوقف الأمر عند وقف إرسال الأسلحة للمقاومة الفلسطينية، بل في خطوة مفاجئة، شرع السودان أواخر 2020 بإسقاط جنسيته من مئات الفلسطينيين المقيمين فيه، في سلوك وضع الكثير من علامات الاستفهام عن مستقبل السودان في مرحلة ما بعد التطبيع مع إسرائيل، وشمل القرار السوداني عدداً من كوادر حماس، بعد تصويت الكونغرس على إزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وفي سبتمبر 2021، أعلنت السلطات السودانية مصادرة أصول مملوكة لحماس، تصل 1.2 مليار دولار، ما يعني خسارة الحركة لمكانها في السودان، حيث كان يمكن لأعضائها وأنصارها العيش وجمع الأموال، ونقلها لقطاع غزة، وتشمل الأصول التي تم الاستيلاء عليها، بالتفصيل، وفق السلطات السودانية ذاتها، عقارات، وأسهم شركات، وفندقاً بموقع رئيسي في الخرطوم، ومكتب صرافة، ومحطة تلفزيونية، وأكثر من مليون فدان من الأراضي الزراعية، وهو ما نفته حماس.

شهدت تونس واليمن والسودان، الثلاثاء، مظاهرات شعبية رفضاً للتطبيع ونصرة للشعب الفلسطيني
شهدت تونس واليمن والسودان، الثلاثاء، مظاهرات شعبية رفضاً للتطبيع ونصرة للشعب الفلسطيني/ الأناضول

فيما طالب مسؤولون في حماس، بحسب الصحف العبرية في المرحلة ذاتها، وساطة القاهرة لدى السودان لوقف الحملة التي تستهدفها لديه، وشكلت مصادرة أملاك مستثمرين فلسطينيين، كما دخلت تركيا على خط الأزمة بين حماس والسودان، في محاولة لاحتواء الأزمة.

ربما تأتي مثل هذه الخطوات ترجمة لما شهدته اللقاءات السودانية الإسرائيلية، السرية منها والعلنية، وما تخللها من تقديم وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم لضيوفه الإسرائيليين من اتفاقية للتعاون الاستخباراتي الثنائي للتوقيع عليها، وفق ما ذكرته صحيفة إسرائيل اليوم بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني 2021 تتركز في كبح جماح المنظمات المسلحة والإسلام الراديكالي، كما أطلع ضباط إسرائيليون كبار نظراءهم السودانيين على ما وصفوها بـ"التكتيكات العملياتية في الدفاع عن الحدود"، والعمل على نقل التجربة الإسرائيلية إليهم.

·         المال والاقتصاد

يتزامن التطور في العلاقات السودانية الإسرائيلية مع ما كشفته الأخيرة من معلومات جديدة عن بدايات مفاوضاتهما في عهد البشير، وقادها رونين ليفي- ماعوز، الملقب بـ"رجل الظل" الذي عمل لسنوات مبعوثاً لنتنياهو لإفريقيا، وعينه مؤخراً مديراً عاماً لوزارة الخارجية، وهو صاحب أول اتصال هاتفي مع البشير في يناير/كانون الثاني 2019، الذي طلب منه التواصل مع صلاح غوش، مستشار الأمن القومي ورئيس المخابرات، ودخول نيك كوفمان المحامي الإسرائيلي البريطاني على خط الاتصالات مع الراحلة نجوى قدح الدم ذات العلاقة القوية بالبرهان.

يعوّل الإسرائيليون على اعتقاد سائد لدى النخبة الحاكمة في الخرطوم، ومفاده أن طريقها لواشنطن يمر عبر تل أبيب، خاصة في ظل اقتصادها المدمر، وقيادتها الجديدة لدولة تسعى لإحداث تغيير في علاقاتها مع المجتمع الدولي، بالتزامن مع تباعدها عن إيران في السنوات الأخيرة، والسعي لشطب اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية، ما دفعها لإلغاء قانون المقاطعة ضد إسرائيل الصادر عام 1958، وصياغة اتفاق لقبول عودة 12 ألف لاجئ سوداني لجأوا لإسرائيل في سنوات سابقة.

الرئيس السوداني المعزول عمر البشير/رويترز

وقد كشفت إسرائيل مؤخراً عن عمليات قام بها الموساد في قلب السودان لجلب يهود إثيوبيا على مدار أربع سنوات متواصلة، وتحديداً في 1979، حيث وضع عملاء الجهاز أنفسهم في مخاطرة كبيرة، وفقاً لما أعلنه داني ليمور رجل الموساد وقائد العملية في حينه، زاعماً أن رجال الموساد عاشوا أربع سنوات في قلب دولة معادية هي السودان.

من الناحية الاستراتيجية، سيمنح هذا التطبيع السوداني مع إسرائيل قطاعاً طويلاً على حدود البحر الأحمر، بفضل علاقاتها الحالية مع إثيوبيا وأريتريا ومصر، والآن مع السودان، وهذا يعني مزيداً من الوجود الإسرائيلي الآخذ في الاتساع في المنطقة المضطربة التي تشمل مصر وتشاد وجنوب السودان.

أما على صعيد التعاون الاقتصادي، فيطمع الإسرائيليون أن يكون السودان سوقاً متطورة لبضائعهم، وقد اتفق الجانبان على مشاريع جزئية في الطاقة المتجددة والصحة والطيران، واستعدت شركة الأسمدة الإسرائيلية لتمويل إنشاء مصنع في السودان لإنتاج الأسمدة المناسبة للمناطق الجافة، بجانب التعاون في مجال الألبان، خاصة أن الأبقار في إسرائيل تنتج أكبر كمية من الحليب في العالم، بمعدل 12000 لتر لكل بقرة سنوياً، مقارنة بـ10 آلاف لتر في الولايات المتحدة، و6500 لتر في الاتحاد الأوروبي، وتم إرسال بعثة إسرائيلية للسودان لتحقيق التقدم ذاته في منتجاتها للألبان.

·         الخلافات الداخلية

لعل ما لفت انتباه الإسرائيليين أن القيادة المدنية في السودان تواجه صعوبة في قبول تجديد العلاقات مع إسرائيل بسبب القضية الفلسطينية، وتفضل فصل قضية شطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي بعكس القيادة العسكرية، ليست منجذبة للاستفادة من القدرات العسكرية الإسرائيلية، أو إمكانية التعاون الأمني معها.

أكثر تفصيلاً، فإنه بالنسبة للقيادة المدنية السودانية، والحديث على ذمة المحافل الإسرائيلية، فإن السؤال لا يتعلق بإقامة علاقات مع إسرائيل، بقدر ما هو إرضاء الولايات المتحدة، وهي وحدها، بمساعدة دول الخليج، القادرة على إخراج السودان من أزمته الاقتصادية، وهو ما ذكرته الدبلوماسية الاسرائيلية رينا باسيست في مقالها على موقع المونيتور بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2020.

هذا يؤكد أن تل أبيب تدرك جيداً الآراء المتباينة داخل القيادة السودانية حول إقامة علاقات دبلوماسية معها، وتسمح لواشنطن القيام بهذه المهمة الثقيلة، لذلك فهي لا تتوقع تدفق العلاقات التجارية إذا أقيمت العلاقات مع السودان، ولا حماساً كبيراً في شوارع الخرطوم، ولا تدفق السائحين الإسرائيليين عليها.

حميدتي والبرهان مع وفد المعارضة السودانية خلال توقيع اتفاق تسليم السلطة عام 2019/رويترز، أرشيفية

واستمراراً للخلافات السودانية الداخلية، فقد نفى نائب رئيس مجلس السيادة في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) علمه بزيارة وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين إلى بلاده، معلناً أنه لم يلتقِ به، فيما أبدت أوساط سودانية حكومية في يونيو/حزيران 2021 غضبها من زيارات مسؤولي جهاز الموساد لـ"حميدتي"، والاتصالات الخاصة بينهما، بزعم أن هذه الاتصالات تقوض السلطات الشرعية، بعد أن هبطت طائرة رئيس الموساد السابق يوسي كوهين عدة مرات في الخرطوم، ما دفع البرهان لأن يشتكي أمام نتنياهو، والاتصال بالقائم بأعمال السفير الأمريكي في الخرطوم للسبب ذاته، وهو ما تبعه طلب إدارة بايدن من إسرائيل بدء محادثاتها مع الحكومة المدنية كجزء من عملية التطبيع بينهما، وعدم تسوية العلاقات مع العسكر فقط، لأنه منذ لقاء نتنياهو-البرهان، فإن جميع الاتصالات تجري مع الفصيل العسكري في الحكومة السودانية.

ما من شك أن الفوائد الإسرائيلية من التطبيع مع السودان عديدة، تناولتها السطور السابقة بالتفصيل، في حين أن ما سيعود على السودان من فوائد متوهّمة يتركز في النهوض الاقتصادي، وفتح أبواب المجتمع الدولي أمام السودان، وشطب اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية، واستعانة الخرطوم بالتقنية الإسرائيلية المتطورة في مجال الزراعة، بما يسهم بزيادة الإنتاجية الزراعية، وتنوع المحاصيل، بالنظر إلى أن السودان يمتلك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، مع العلم أن الشواهد السابقة للتطبيع العربي مع إسرائيل لم يساعدها، لاسيما مع مصر والأردن، اللتين تعانيان ظروفاً اقتصادية صعبة. 

تحميل المزيد