انتقادات حادة وُجهت للأمم المتحدة بسبب أدائها وموقفها من كارثة الزلزال في تركيا وسوريا، خاصة فيما يتعلق بدورها في سوريا، فكيف وصلت مساعدات الأمم المتحدة لسوريا ومدى فعاليتها، وما مدى صحة الاتهامات الموجهة لها بعقد صفقة مع نظام الأسد، ولماذا بدأت المنظمة الدولية تشيد بالاستجابة الدولية للكارثة؟
وفي الأيام الأولى للزلزال بدا واضحاً تأخر مساعدات الأمم المتحدة لسوريا وتركيا على السواء، وتفاقمت المأساة في سوريا، لأن الزلزال ضرب مناطق المعارضة المنكوبة أصلاً والتي زادت معاناتها، من جراء تقطُّع الطرق التي تصل منطقة محيط إدلب بالعالم عبر تركيا.
الأمم المتحدة ارتبكت بسبب قطع الطرق والعقوبات الأمريكية ضد نظام الأسد
وعقب الزلازل بيوم، قالت ماديفي سون سوون المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لـ"رويترز"، إنَّ تدفق المساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا توقف مؤقتاً بسبب تداعيات الزلزال المدمر، مما جعل عمال الإغاثة يواجهون مشكلة فيما يتعلق بطريقة إيصال المساعدات للمتضررين في بلد مزقته الحرب.
فخلال الأيام الأولى الحاسمة عقب الزلزال، أغلق الطريق الذي يربط مدينة غازي عنتاب التركية بمعبر باب الهوى الذي يصل محيط إدلب بتركيا وبالتالي ببقية العالم، لأنه يقع في واحدة من أكثر المناطق تضرراً، ولا يمكن الوصول إليه.
كما يخضع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، التي تُحجم عن توجيه المساعدات مباشرةً من خلال نظام الأسد، وأوضح مسؤولون أمريكيون وأوروبيون بعد الزلزال مباشرة، أن الكارثة لن تغير هذا الوضع، وهو الأمر الذي يجعل المنظمات الإنسانية حذرة في التعامل مع نظام الأسد، إضافة لإشكالية سيطرة جبهة النصرة المنشقة عن تنظيم القاعدة، على مناطق بالشمال السوري.
في المقابل، اتّهم الغرب نظام الأسد بالتلاعب السياسي بالمساعدات الإنسانية، بعد أن قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، إن بلاده يجب أن تكون مسؤولة عن إيصال جميع المساعدات إلى سوريا، وضمن ذلك تلك المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية، حسبما ورد في تقرير صحيفة the Guardian البريطانية.
وحسب مصادر أممية، تعرضت المساعدات الدولية لشمالي سوريا للعرقلة في الأيام الأولى، بسبب القيود التي تفرضها حكومة نظام الأسد، التي تمنع أيضاً بعض المنظمات الدولية من الوصول إلى المنطقة.
كما قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لـ"رويترز"، أنه في اليوم التالي للزلزال، تعثر نقل مساعدات الإغاثة من المناطق التي تسيطر عليها حكومة النظام إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، بسبب مشاكل في الحصول على موافقة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً).
وحتى قبل الزلازل، كانت المساعدات عبر الحدود، والتي تشرف عليها الأمم المتحدة منذ عام 2014، مهمة جداً للسوريين الذين فروا من حكم الرئيس بشار الأسد خلال الصراع مبتعدين عن الأراضي التي يسيطر عليها.
أما في تركيا، فقد كان حجم الزلزال صخماً وتداعياته أكبر حتى من إمكانات دولة كبيرة ومتقدمة نسبياً ومستعدة للكوارث مثل تركيا، خاصةً أنه كانت هناك حاجة لأعداد كبيرة من المعدات وفرق الإنقاذ لانتشال المدفونين تحت الركام.
تأخرت في إرسال معدات انتشال المنكوبين
وفي الأيام الأولى بعد الزلزال، انتقد مسؤولو الدفاع المدني في منطقة شمال غربي سوريا تأخر الامم المتحدة في التحرك لإنقاذ المنطقة التي تعاني من نقص شديد في الإمكانات وأزمات متوالية قبل الزلزال محذرين من أن الخميس الخميس 9 فبراير/شباط 2022 هو آخر يوم رجح فيه انتشال فيه أحياء من تحت الأنقاض، في وقت بلغت تركيا داعمة المعارضة السورية الأساسية، ذورة انشغالها بمحنتها.
وبعد أقل من ثلاثة أيام من الزلزال وتحديداً مساء الأربعاء 8 فبراير/شباط 2022، قال مدير الدفاع المدني في الشمال السوري "الخوذ البيضاء"، رائد الصالح، لقناة الجزيرة، إن البيروقراطية بالأمم المتحدة تأخّرت في إصدار إنذار حالة الطوارئ، وتنسق مع النظام، الذي لا يوصل المساعدات لمناطق المعارضة.
وأوضح "الصالح" أن عمليات الإنقاذ هي الآن (الأربعاء الماضي) في الساعات الأخيرة لإنقاذ أحياء، وأنهم يعانون من نقص في معدات رفع الأنقاض، مضيفاً أن هذا اختبار آخر سقطت به الأمم المتحدة.
من جانبه، قال منير مصطفى، نائب مدير الدفاع المدني السوري بشمالي إدلب، الأربعاء 8 فبراير/شباط 2022، في لقاء مع قناة الجزيرة، إن هناك 2800 متطوع من أفراد "الخوذ البيضاء" يعملون لمواجهة الكارثة، باستخدام 40 آلية فقط، لكن الوضع أكبر من الإمكانات الموجودة، في شمال غربي سوريا، حيث إن 400 بناء مهدم بالكامل، وأكثر من ألف مدمرة بشكل جزئي، وعمليات الإجلاء جرت من آلاف الأبنية، كما أن السكان يعانون من البرد.
وأضاف: "نقص المعدات يعني أن الأمل يتراجع، بسبب عدم وصولها في الـ72 ساعة الأولى منذ وقوع الزلزال، والتي تقترب من نهايتها، ما يؤدي إلى تضاؤل فرص إنقاذ العالقين تحت الأنقاض".
واختتم كلامه قائلاً: "ما لنا غيرك يا الله"، وتساءل: "لماذا الإنسانية تتجزأ؟!".
يبدو أن مساعدات الأمم المتحدة لسوريا وصلت ولكن بعد فوات الأوان
بعد نحو أربعة أيام من وقوع الزلازل، أي بعد نهاية الـ72 ساعة الحاسمة لانتشال المدفونين أحياء من تحت الأنقاض، أعلنت الأمم المتحدة عن وصول قافلة مساعدات تابعة لها إلى سوريا للمرة الأولى، وذلك يوم الخميس 9 فبراير/شباط 2023.
وطبقاً لمكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، فإن ست شاحنات تحمل "مواد إيواء ومواد غير غذائية، بما في ذلك البطانيات ومستلزمات النظافة"، وصلت إلى باب الهوى من الجانب التركي يوم الخميس 9 فبراير/شباط 2022، وهو المعبر الحدودي الوحيد الذي أذن به مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإيصال المساعدات.
علماً بأنه كان واضحاً أنَّ طلب الدفاع المدني في مناطق الشمال السوري المنكوبة يتركز على طلب معدات وجرافات لإزالة الركام لانتشال السكان المدفونين تحت الأنقاض، وهو أكثر ما ينقص عمليات الإنقاذ بالمنطقة.
المبعوث الأممي يزور دمشق بعد تخفيف أمريكا لعقوباتها، فهل تم عقد صفقة سرية؟
ويبدو أن الأمم المتحدة ضغطت من أجل تدفق المساعدات بِحُرية أكبر إلى سوريا، خاصة إلى شمال غربي البلاد، من خلال خطوط المواجهة المجمدة ومن خلال المعابر المشتركة مع تركيا، حيث دعا غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى تنحية السياسة جانباً.
وبالفعل في يوم الخميس 9 فبراير/شباط 2023، خففت واشنطن عقوباتها على النظام السوري عبر إصدار وزارة الخزانة الأمريكية تصريحاً يمتد ستة أشهر يسمح بتقديم مواد الإغاثة بما في ذلك مساعدات الأمم المتحدة لسوريا في أعقاب الزلزال المدمر، وهو أمر لم يكن ممكناً في ظل العقوبات المفروضة على نظام الأسد.
ويبدو أنه بالتوازي مع إدخال مساعدات الأمم المتحدة لسوريا من خلال المنفذ الوحيد المسموح به دولياً عبر تركيا، عقدت "صفقة ما" بين الأمم المتحدة ونظام الأسد أو بين الولايات المتحدة والنظام بوساطة أممية، لتمرير المساعدات عبر مناطق النظام للأراضي المنكوبة التي تسيطر عليها المعارضة، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على دمشق.
ففي اليوم التالي للتعليق الجزئي للعقوبات الأمريكية، قالت وسائل إعلام رسمية في سوريا إن حكومة الأسد وافقت على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عاماً بالبلاد، في تحرُّك من شأنه تعجيل وصول المساعدة لملايين المتضررين من الزلزال.
وأضافت أن توزيع المساعدات سيجري بالتعاون مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري التابع للنظام؛ "لضمان وصول هذه المساعدات إلى من يستحقونها"، حسب تعبيرها.
كما وصل غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، العاصمة السورية دمشق، في زيارة أعلن عنها يوم 12 فبراير/شباط، وقالت المنظمة الدولية إنها كانت مقررة مسبقاً، حيث التقى مسؤولي النظام، وقال بيدرسون إن الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا وتركيا، يعد أحد أكبر الكوارث الإنسانية والطبيعية في العصر الحديث، وجدد دعوته إلى ألا يتم تعطيل أو تسييس المساعدة التي تشتد الحاجة إليها داخل سوريا، والاتحاد لدعم السوريين.
اتهامات لنظام الأسد بسرقة المساعدات
ولكن ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس 9 فبراير/شباط 2023، أن مواطنين اتهموا مسؤولين بنظام بشار الأسد بسرقة المواد الإغاثية وبيعها وإهانة المتضررين في اللاذقية.
وأوضح المرصد أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، اعتقلت مواطناً على خلفية انتقاده السلطات في شريط مصور، وضح خلاله إجبار موزعي المساعدات الإغاثية على الحصول على موافقة أمنية، ليتمكنوا من توزيع المساعدات على المتضررين من الزلزال، منتقداً الأعمال اللاإنسانية وسرقة المواد الإغاثية من قبل النظام.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان صدر الأحد 12 فبراير/شباط، إن تعامل الأمم المتحدة مع كارثة الزلزال في سوريا "كان مسيّساً"؛ حيث وُجّه الدعم الأممي إلى نظام بشار الأسد، فيما دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن إلى "التصويت الفوري" على السماح بإرسال مساعدات دولية لشمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة عبر تركيا.
مدير منظمة الصحة العالمية يزور دمشق ويشيد بتعاون نظام الأسد
وكان لافتاً أنه في صباح يوم وقوع الزلزال، تمكنت منظمة الصحة العالمية على الفور من الوصول إلى إمداداتها التي كانت مخزنة مسبقاً في الشمال الغربي وفي حلب لإتاحة إمكانات علاج الإصابات الخطيرة على الفور، حسب الأمم المتحدة,
والأحد 12 فبراير/شباط 2023، وفي أثناء زيارته للعاصمة السورية دمشق، أطلق تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (إحدى الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة)، نداءً إنسانياً لجمع 43 مليون دولار لدعم جهود الاستجابة في سوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين.
ورحب تيدروس بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، كما رحب بالموافقة الشاملة الأخيرة التي أبدتها الحكومة السورية بشأن قوافل الأمم المتحدة العابرة لخطوط الصراع، فضلاً عن التدابير الرامية إلى زيادة الوصول عبر الحدود. وأعرب عن أمله في استمرار ذلك.
ووزعت منظمة الصحة العالمية حتى أمس الأحد، 110 أطنان من الإمدادات الطبية على المناطق المتضررة في جميع أنحاء سوريا، وفقاً لتيدروس.
ويُفترض أنه وصلت إلى دمشق، مساء أمس الأحد، رحلة محملة بالإمدادات الطبية الخاصة والمتخصصة والتي تعتبر حيوية للعاملين بالخطوط الأمامية في أثناء تعاملهم مع الإصابات. إضافة إلى ذلك، تقوم المنظمة بدعم قدرات الفرق الطبية المتخصصة.
سوريون يقولون إن المساعدات غير ملائمة لتداعيات الكارثة
ولكن رغم ذلك فإن المعنيين بالملف في شمال سوريا، تحديداً، انتقدوا الأمم المتحدة حتى بعد وصول المساعدات.
وأقدم عدد من السوريين في مدينة سرمدا الواقعة شمال محافظة إدلب بالقرب من الحدود السورية مع تركيا، على رسم جداريات تنتقد تخاذل الأمم المتحدة، ورفعوا أعلام الأمم المتحدة معلقة بشكل عكسي؛ وذلك تنديداً بموقفها تجاه آلاف الضحايا جراء الزلزال في شمال غربي سوريا.
ورسم الفنان السوري عزيز الأسمر صورة جدارية على أحد المباني المدمرة في مدينة سرمدا شمال إدلب، مكتوباً عليها "الأمم المتحدة خذلتنا".
وقال الناشط السوري عيسى مصطو لـ"الجزيرة"، إن "مساعدات الأمم المتحدة لسوريا تأخرت 3 أيام، وبعد وصولها كانت هزيلة، وهي عبارة عن 6 شاحنات تضمّ مواد نظافة وبعض الأغطية، وبينما كان الدفاع المدني يطلب آليات للإنقاذ ومعدات لرفع الأنقاض، كانت الأمم المتحدة تستعد لإرسال شحنة ثانية مجهزة بشكل مسبق قبل الزلزال، وكذلك فيها مواد نظافة".
الأمم المتحدة تعترف بخذلانها للسوريين
وأقرت الأمم المتحدة بفشلها في مساعدة آلاف المدنيين السوريين، وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في الشمال السوري، حيث قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في تغريدة على تويتر: "خذلْنا سكان شمال غربي سوريا… إنهم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم.. يتطلعون إلى مساعدة دولية لم تصل قط".
وزار غريفيث الجانب التركي، أمس الأحد، من معبر باب الهوى، وهو المعبر الحدودي الوحيد المتبقي من أصل أربعة معابر أذِن بها مجلس الأمن لإيصال المساعدات الأممية إلى شمال غربي سوريا.
وصباح أمس أيضاً، زار مركز إعادة الشحن التابع للأمم المتحدة في محافظة هاتاي التركية، حيث شهد إعداد 10 شاحنات محملة بالمساعدات التي قدمتها المنظمة الدولية للهجرة قبل الانطلاق إلى سوريا.
منسق الإغاثة الأممية يزور منكوبي تركيا والمساعدات تنساب لسوريا الآن
والتقى منسق الإغاثة الطارئة المتضررين من الزلزال في تركيا قبل توجهه إلى سوريا.
وقال غريفيث، الذي يشغل أيضاً منصب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية: "هناك قافلة تمر بصورة يومية. لدينا نحو عشر شاحنات في هذه القافلة لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة شمال غربي سوريا".
وأضاف: "أكثر من 4 ملايين شخص بهذه المنطقة يحتاجون إلى مساعدتنا، وقد كان الزلزال بالنسبة لهم تجربة مهولة ومدمرة".
على الصعيد التركي، أعلن البنك الدولي الخميس 9 فبراير/شباط 2022، تخصيص 1.78 مليار دولار لدعم أنقرة في مواجهة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أيام.
سوريا مقسمة لـ4 مناطق، أكثرها تضرراً إدلب التي تحكمها فصائل المعارضة
وتوجد في شمال سوريا مناطق خاضعة للنظام وأخرى لما يُعرف باسم الإدارة الذاتية الكردية، كما أن هناك منطقتين خاضعتين للمعارضة السورية الحليفة لتركيا؛ إحداهما حول إدلب، وهي الأكثر تضرراً من الزلزال.
وثُلثا سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، والذين يبلغ عددهم نحو 4.5 مليون نسمة، نازخون من أماكن أخرى، وحتى قبل الزلازل كانت الاحتياجات الإنسانية شمال غربي سوريا في أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يعتمد 4.1 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.
ويعيش 1.8 مليون شخص في مخيمات أو مستوطنات بنوها بأنفسهم، في ظل حصولهم المحدود أو المعدوم على المياه أو الخدمات الصحية أو التدفئة. وقد فاقمت الزلازل من احتياجاتهم في خضم تفشي الكوليرا والأمطار والثلوج وبرودة الطقس، حسب موقع الأمم المتحدة.
ومنذ بدء العملية العابرة للحدود عام 2014، أرسلت الأمم المتحدة أكثر من 55 ألف شاحنة محملة بالمساعدات إلى شمال غربي سوريا.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى الحاجة الماسة للخيام بالنظر إلى الدمار الذي أصاب العديد من المنازل وتشريد ما يصل إلى 11 ألف شخص جراء الزلزال.
وتضرر أكثر من 7400 مبنى بصورة جزئية أو كلية في الشمال الغربي وحده. فقد أثرت الفيضانات في قرية التلول بإدلب على نحو 1000 منزل، مما أجبر نحو 7000 شخص على إخلاء منازلهم اعتباراً من يوم السبت 11 فبراير/شباط.
مساعدات دولية غير مسبوقة باتت تتدفق لتركيا وسوريا حسب الأمم المتحدة
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الصندوق الإنساني المخصص للمساعدات عبر الحدود لسوريا تلقَّى حتى الآن مساهمات سخية من فرنسا وألمانيا وأيرلندا واليابان وهولندا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف هذا الدعم إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في شمال غربي سوريا وضمن ذلك الاستجابة لآثار الزلزال.
وتعمل فرق الأمم المتحدة على الأرض لدعم تنسيق جهود فرق البحث والإنقاذ الدولية، حسب موقع المنظمة الدولية.
وقال غريفيث: "لم توجد قط استجابة دولية أو تركية لكارثة طبيعية، مثل التي نراها هنا في هذه الأوقات العصيبة. أكثر من 100 دولة أرسلت عاملين بمجال الاستجابة، للمساعدة في هذه الجهود التي نراها أمامنا لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض منذ ستة أيام".
وستطلق الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، نداءين طارئين لتركيا وسوريا؛ لحشد الدعم الدولي لجهود الإغاثة بعد الزلازل المدمرة التي ضربت البلدين قبل أسبوع.
قد يكون هذا صحيحاً، فالاستجابة الدولية والعربية للأزمة تبدو قد شهدت طفرة كبيرة، ولكن المشكلة أنها كانت استجابة متأخرة، وفوَّتت الأيام الثلاثة الضرورية الأولى لانتشال الأحياء المحتملين من تحت الأنقاض، قد يكون السبب ظروف الزلزال، الذي ضرب الطرق الموصلة لشمال سوريا، وضرب تركيا بقسوة وهي الدولة الراعية تقليدياً للمعارضة.
إلا أنه لا شك في أن بطء رد الفعل الدولي، وضمن ذلك الأممي، وارتباك مسؤولي الأمم المتحدة بين مساومات نظام الأسد، وحليفته روسيا ورغبة الدول الغربية في عدم التطبيع معه، قد أضاع الساعات الحاسمة لإنقاذ أعداد كبيرة محتملة من الأحياء.