أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وفاة نائب المرشد العام والقائم بعمله، إبراهيم منير، يوم الجمعة، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، واصفة إياه بأنه كان من "أبرز رجالات الدعوة، وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين".
من هو إبراهيم منير؟
وُلد إبراهيم منير عام 1937 بمدينة المنصورة بمصر، وتخرّج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952، وعمل فترة في المؤسسة الزراعية قبل أن يُعتقل عام 1965 إبان فترة حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، بما عُرف حينها بقضية "إحياء تنظيم الإخوان".
كما تولى منير، الذي رحل اليوم بالعاصمة البريطانية لندن، منصب القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان المسلمين، بعد قبض السلطات في القاهرة على القائم بالأعمال السابق محمود عزت، نهاية شهر أغسطس/آب 2020.
أيضا أصبح منير أميناً للتنظيم الدولي، ومتحدثاً باسم الإخوان المسلمين بأوروبا، عام 1995.
وبحسب موقع جماعة الإخوان المسلمين الرسمي، فقد قرر منير بعد خروجه من السجن السفر للكويت، وبعد المكوث هناك لـ5 سنوات، سافر إلى بريطانيا وحصل على حق اللجوء، حيث أسس عدداً من المراكز الإسلامية هناك.
وفي عام 1995، تم انتخاب إبراهيم منير عضواً بمكتب الإرشاد عن الخارج. كما اختير كأمين للتنظيم الدولي للإخوان، ومتحدث باسم الإخوان المسلمين بأوروبا ومشرف عام على موقع رسالة الإخوان، قبل أن يتم اختياره قائماً بأعمال المرشد العام بعد اعتقال الدكتور محمود عزت في أغسطس/آب 2020.
محاكمته من عبد الناصر ومبارك والسيسي
تعرّض إبراهيم منير إلى الاعتقال ضمن تنظيم سيد قطب عام 1965 إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقدم منير للمحاكمة، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات قضاها في السجن.
وفي عهد الرئيس المصري الراحل، محمد حسني مبارك، قدّم منير أيضاً للمحاكمة في قضية التنظيم الدولي، والتي حملت رقم 284 عام 2009، وحكمت المحكمة عليه حينها بالسجن لمدة 5 سنوات، ثم صدر قرار بالعفو عنه من الرئيس الراحل محمد مرسي، في أغسطس/آب 2012.
وفي الرئيس الحالي عهد عبد الفتاح السيسي، وُجهت اتهامات لمنير أيضاً، ففي سبتمبر/أيلول 2021، أحالت النيابة العامة بمصر كلاً من إبراهيم منير غيابياً، وعبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمود عزت و23 متهماً حضورياً في القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ، إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ.
حيث اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم في الفترة ما بين عام 1992 وحتى عام 2018 بداخل مصر وخارجها، تولوا قيادة "جماعة إرهابية تهدف إلى استخدام القوة والعنف والتهديد والترويع في الداخل بغرض الإخلال بالنظام العام".
"لن نخوض صراعاً جديداً على السلطة"
في 29 يوليو/تموز 2022، قال إبراهيم منير في مقابلة مع وكالة رويترز، إن الجماعة لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم قبل 9 أعوام، رغم أنها لا تزال تحظى بتأييد شعبي واسع. واستبعد منير أن تعود الجماعة للتنافس على السلطة من خلال صناديق الاقتراع، وهو أمر لا تستطيع الجماعة القيام به بشكل مباشر، بينما لا تزال محظورة.
وكانت جماعة الإخوان قد فازت بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر عام 2012، لكن الجيش أطاح بها بعد عام من توليها السلطة، وذلك في أعقاب احتجاجات على حكمها، وهي تواجه منذ ذلك الحين حملة قمع قاسية.
ويقبع كثيرون من قادة الجماعة وآلاف من أنصارها في السجون، أو أنهم فروا إلى خارج البلاد، واستُبعدت الجماعة من حوار سياسي سيطلقه قريباً الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بالجماعة من السلطة عندما كان قائداً للجيش في 2013.
وتعتبر مصر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، لكن منير أكد موقف الجماعة الرافض للعنف، قائلاً: "نرفض العنف تماماً ونعتبره خارج فكر جماعة الإخوان المسلمين، ليس فقط أن نستخدم العنف أو السلاح، بل حتى أن يكون هناك صراع على الحكم في مصر بأي صورة من الصور".
محاولة إقالته من قيادة الجماعة
في أكتوبر 2021م، قامت مجموعة من أعضاء الجماعة الموقوفين بسحب الثقة منه، وإعفائه من مهامه كقائم بأعمال المرشد ونائب له، مدعين صدور قرار بذلك من مجلس الشورى العام المصري، ثم تقدم خليفته لائحياً عضو مكتب إرشاد الجماعة، محمود حسين، بطلب للمجلس بتجنب تطبيق اللائحة بخصوص تعيينه قائماً بأعمال المرشد وإعادة الأمر للمجلس، فتم تكليف لجنة لتقوم بمهام المرشد العام يمثلها مصطفى طلبة، الأمر الذي رفضه إبراهيم منير ومجموعة كبيرة من الإخوان.