أصبحت الطائرات الإيرانية المسيّرة هي الشغل الشاغل لأوكرانيا وحلفائها الغربيين؛ حيث تصاعدت التهديدات بتشديد العقوبات الغربية على إيران بسببها، الأمر الذي يثير التساؤل: هل يطيح الغرب بالاتفاق النووي بسبب الدعم العسكري الإيراني لروسيا، وهل ينشأ تحالف بين إيران وروسيا رداً على ذلك؟
ويعتقد القادة والمسؤولون السياسيون الإيرانيون أن غزو روسيا لأوكرانيا يمكن أن يهز بنية النظام الدولي بطريقة تؤدي في النهاية إلى مصالح بلادهم الوطنية، وقد يكون ذلك هو الدافع وراء الدعم العسكري الإيراني لروسيا الذي أغضب الغرب.
في المقابل، يبدو أن الغرب ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية يعود إلى سياسة من ليس معي فهو ضدي، التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011.
فبعد تصعيد أمريكي لافت ضد السعودية حليفتها الأهم في الشرق الأوسط، بسبب قرار أوبك تخفيض إنتاج النفط، فها هو الغرب يلوح بالتصعيد ضد إيران بسبب الطائرات المسيرة والصواريخ التي تقدمها طهران لموسكو؛ حيث أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يبحثان فرض عقوبات على إيران بسبب هذا الملف.
لماذا يغضب الدعم العسكري الإيراني لروسيا الغرب وأوكرانيا لهذا الحد؟
وبينما بدأ الحديث الغربي عن تزويد إيران لروسيا بطائرات مسيرة، بهدف إظهار بؤس موسكو العسكري، ومأزقها في أوكرانيا، فإن الأمر انقلب إلى التحذير من أن الطائرات المسيرة الإيرانية تعيد التوازن لصالح الروس، وأصبحت أخبار غارات الطائرات الإيرانية المسيرة وجبة يومية في الإعلام الغربي والأوكراني على السواء.
وورد أن موسكو تسلمت مئات الوحدات من طهران، على الرغم من تحذير واشنطن للإيرانيين من تصدير أسلحة لروسيا، كما أفادت تقارير غربية بأن طهران تستعد لإرسال صواريخ باليستية لموسكو.
وألقت أوكرانيا باللوم على على المسيرات الإيرانية في العديد من الهجمات الروسية مؤخرا خاصة على العاصمة كييف.
وبحسب إدارة مدينة كييف، فقد تم استخدام 28 طائرة مسيرة لمهاجمة العاصمة الأوكرانية، خمس منها ساهمت في تفجيرات في المدينة يوم الإثنين، التي أدت لمقتل أربعة أشخاص، وإضرام النيران في المباني وقصف منشآت الطاقة.
وقالت الولايات المتحدة أيضاً إن طائرات مسيرة إيرانية استخدمت في هجمات كييف في نفس اليوم. ونفت إيران هذه الاتهامات.
ويركز خطاب أوكرانيا بشكل لافت على تأثير الطائرات المسيرة الإيرانية المدمر ولا سيما على المناطق المدنية، ولا يعرف ذلك هل بسبب فعاليتها حقاً، أم أن الهدف اجتذاب مزيد من الدعم الغربي خاصة من قبل الأوساط اليمينية (مثل الجمهوريين في أمريكا) وأنصار إسرائيل، وهي الفئات التي هي تقليدياً تركز على العداء لإيران أكثر من روسيا.
ولكن المؤكد أن جزءاً من فعالية الطائرات المسيرة الإيرانية (وكذلك الصواريخ) أنها أرخص من الصواريخ الروسية التي كانت موسكو تستخدمها في بداية الحرب بكثافة وسط مؤشرات على تراجع مخزوناتها، وفي الوقت ذاته، فإن موسكو ليست لديها طائرات مسيرة فعالة ورخيصة، كطهران، إضافة إلى أن الصناعة العسكرية الإيرانية تعودت على التملص من العقوبات الغربية، عكس روسيا التي تختبرها بهذه القسوة لأول مرة.
كما أن الطائرة المسيرة الإيرانية يصعب على الرادارات استهدافها بالنظر لصغر حجمها وطيرانها ببطء وعلى مسار منخفض، كما أن إسقاطها أحياناً يكون مفيداً في استنزاف مخزون الصواريخ الدفاعية الأوكرانية.
أمريكا تتوعد بمعاقبة طهران
وقال مسؤول أمريكي إن الإدارة "ستعاقب بالتأكيد أي شخص يساعد الإيرانيين في مساعدة الروس على قتل الأوكرانيين"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Politico الأمريكية.
ويكاد يكون من المؤكد أن ضوابط التصدير ستكون جزءاً من أي عقوبات أمريكية جديدة.
وقال مسؤول بمجلس الأمن القومي الأمريكي: "سنجعل من الصعب على إيران بيع هذه الأسلحة إلى روسيا، وسوف نقف مع شركائنا في جميع أنحاء المنطقة ضد التهديد الإيراني. نحن نعمل أيضاً مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك في الأمم المتحدة، للتصدي للانتشار الخطير للأسلحة الإيرانية إلى روسيا. وسنستمر في زيادة المساعدة الأمنية غير المسبوقة لأوكرانيا، بما في ذلك الدفاع الجوي والعمل مع الحلفاء لتمكين نقل أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم إلى أوكرانيا".
وتعتبر الدعم العسكري الإيراني لروسيا، اختباراً لسياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة، والتي تنص على أن الولايات المتحدة يمكنها "استخدام سلطات الاستهداف الواسعة ضد الأشخاص غير الأمريكيين الذين يقدمون الذخيرة أو أي دعم آخر للمجمع الصناعي العسكري في الاتحاد الروسي".
بعبارة أخرى، إذا استمرت طهران في مساعدة موسكو، فمن المحتمل، ومن المرجح، أن يتم فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية على إيران.
بريطانيا: دعم إيران العسكري لروسيا ينتهك قرارات مجلس الأمن
واعتبرت المملكة المتحدة وفرنسا أن الدعم العسكري الإيراني لروسيا بما في ذلك تزويد طهران لموسكو بطائرات مسيرة وصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا يمثل انتهاكاً من قبل إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 (الاتفاق النووي الإيراني)؛ حيث إن الخطة يرتبط بها حظر على تصدير الأسلحة لإيران.
على الرغم من انتهاء حظر صادرات الأسلحة في عام 2020، إلا أن الاتفاق النووي الموقع في عام 2015، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPoA) ، يحتفظ بحظر على أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية حتى عام 2023، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.
وتقول فرنسا والمملكة المتحدة إن مسلك إيران، في توريد الطائرات بدون طيار، ينتهك الالتزامات بموجب أجزاء من JCPoA ونظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ الذي يحد من انتشار الصواريخ.
بطبيعة الحال، فإن الحظر الذي وضع كان يفترض أنه يستهدف منع تصدير الصواريخ والتكنولوجيا الخاصة بها لإيران (من روسيا والصين تحديداً)، ولم يكن يتصور واضعوه (بم فيهم الروس الذين انضموا له) أنه سيستخدم يوماً للتصدي لتصدير إيران صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا الدولة العظمى التي يفترض أنها صاحبة ثاني أكبر جيش في العالم والتي تحتل عادة مرتبة ثاني أكبر مصدر للسلاح في العالم.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية إن إمداد إيران بطائرات بدون طيار لروسيا يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 ، والذي تم اعتماده بالإجماع بعد ستة أيام من توقيع الاتفاق النووي في فيينا ، ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى القيام بذلك. الامتناع عن "الإجراءات التي تقوض تنفيذ الالتزامات"، كما أن دعم إيران العسكري لروسيا، هو دليل آخر على الدور الذي تلعبه إيران في تقويض الأمن العالمي، حسب قولها.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الأسبوع الماضي أن باريس لاحظت "قدراً كبيراً من المعلومات التي تفيد باستخدام طائرات مسيرة إيرانية من قبل القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، في قصف استهدف أهدافاً مدنية".
أوروبا تلوح بدورها بفرض عقوبات على إيران
وقال مصدران لشبكة CNBC الأمريكية أمس الإثنين إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات جديدة على إيران "في غضون أيام" بعد إجرائه مزيداً من التحقيقات بشأن ما إذا كان قد ساعد روسيا في حربها في أوكرانيا.
وقال المسؤول الأول إن من المحتمل أن تؤثر هذه الكيانات والأفراد الذين ثبت تورطهم في تسهيل تسليم الطائرات بدون طيار إلى موسكو.
وألمح رئيس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، جوزيب بوريل، عقب اجتماع مع نظرائه الأوروبيين إلى احتمال اتخاذ موقف أوروبي ضد إيران ولكن بشكل أقل صراحة، قائلاً: "نحن نتابع عن كثب استخدام هذه الطائرات بدون طيار، ونجمع الأدلة وسنكون مستعدين للتفاعل مع الأدوات المتاحة لنا".
وقبل هذا الاجتماع، كرر وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع بوريل يوم الجمعة، التأكيد على موقف بلاده الرسمي بالتزام الحياد في الحرب التي بدأت مع الغزو الروسي قبل نحو ثمانية أشهر، مؤكداً أن بلاده لم تقدم سلاحاً لروسيا رغم إقراره بوجود تعاون عسكري بين البلدين.
بينما قال وزير الخارجية الإستوني أورماس رينسالو: "أخبرنا أصدقاؤنا الأوكرانيون أن الهجمات الأخيرة على كييف نفذت بطائرات مسيرة إيرانية، لذا يجب فرض عقوبات فورية على طهران".
الاتحاد الأوروبي وأمريكا فرضا عقوبات على طهران بسبب الاحتجاجات
قد تكون هذه العقوبات الجديدة المحتملة على إيران هي الثانية في غضون أيام قليلة.
إذ اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات عقابية يوم الإثنين على إيران لانتهاكها حقوق الإنسان بقمع الاحتجاجات الأخيرة، التي وقعت بعد وفاة فتاة كردية في مركز للشرطة وتم ربط الحادث بعدم ارتدائها الحجاب.
وفرضت مجموعة عقوبات يوم الإثنين على ما مجموعه 97 فرداً وثمانية كيانات.
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات مماثلة.
هل تؤدي الأزمة الأوكرانية إلى إقامة تحالف بين إيران وروسيا؟
أدى انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في 2018 من قبل إدارة الرئيس الجمهورية دونالد ترامب بالعديد من المسؤولين الإيرانيين إلى استنتاج أنه من المستحيل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران بطريقة تضمن تطبيع العلاقات التجارية مع الدول الأخرى على المدى الطويل، حسبما ورد في تقرير للمجلس الأطلسي "Atlantic Council".
وبدلاً من ذلك، وضع المسؤولون الإيراني تحييد العقوبات والتعامل معها باعتبارها ستكون أمراً دائماً في صدارة أجندتهم.
وهذا يستلزم توسيع العلاقات مع الدول الأخرى لاسيما الصين وروسيا وغيرها من الدول لاسيما الخاضعة للعقوبات لضمان مرونة التجارة الخارجية الإيرانية.
ورغم التنسيق بين إيران وروسيا في إنقاذ بشار الأسد من السقوط خلال الثورة السورية، لم يكن هناك تحالف عام بينهما، وظهر ذلك في التنافس بين الجانبين على النفوذ في سوريا، من ناحية، وسماح موسكو من ناحية أخرى لإسرائيل بضرب أهداف إيران وحلفائها في سوريا وخاصة حزب الله (نادراً ما تستهدف الغارات الإسرائيلية جيش نظام الأسد).
وقبل ذلك بسنوات فإن روسيا علقت صفقة تصدير صواريخ إس 300 المضادة للطائرات لطهران وقللت التعاون النووي معها، فيما اعتبر ضغوطاً عليها، لتحجيم برنامجها النووي، كما حرصت موسكو على توثيق علاقتها بدول الخليج ولا سيما السعودية والإمارات منافسي طهران التقليديين.
ولكن ها هي روسيا المحاصرة غربياً، هي التي أصبحت في حاجة لإيران، اليوم، حيث تمثل الأزمة الأوكرانية أفضل هدية للاستراتيجية الإيرانية الرامية للتوجه شرقاً، بعدما فقد النظام الإيراني الأمل في التفاهم مع الغرب.
في اجتماع رفيع المستوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران في 19 يوليو/تموز 2022، أوضح آية الله خامنئي موقف إيران من الحرب في أوكرانيا ، واصفاً دوافع الغزو الروسي على أنها مشابهة لدوافع إيران في الشرق الأوسط: وقال خامنئي: "كان الطرف الآخر قد أخذ زمام المبادرة وأدى إلى اندلاع الحرب".
فلقد جعلت حرب أوكرانيا إيران وروسيا يشتركان في العزلة الاقتصادية، وتحولت موسكو إلى دولة منبوذة، وفتح ذلك فرصاً جديدة لإيران لبناء علاقات أوثق مع القوة العالمية الكبرى، وهو وضع يمثل ميزة لإيران التي تعاني سواء لشراء الأسلحة أو حتى في إقامة علاقات اقتصادية طبيعية مع العالم.
هل تكون العقوبات الجديدة فعالة؟
وتخضع إيران لعقوبات أمريكية قد تكون أكثر قسوة من العقوبات الغربية التي تخضع لها موسكو؛ حيث أدت العقوبات الأمريكية لحظر تصدير معظم النفط الإيراني، بسبب خوف المشترين من استهدافهم بعقوبات تؤدي لتجميد حساباتهم المصرفية، ورغم قسوة العقوبات يبدو أن الاقتصاد الإيراني وصناعة البلاد العسكرية تكيفت معها بشكل كبير.
ولكن العقوبات الأمريكية الجديدة المقترحة، من المحتمل أن تشمل عقوبات اقتصادية وربما بعض ضوابط التصدير، التي قد تستهدف أيضاً أطرافاً ثالثة تساعد طهران وموسكو.
فهدف العقوبات الأمريكية هذه المرة سيكون شركاء إيران وروسيا، الذي يمثلون مصدراً للبلدين لتخفيف العقوبات الغربية، وفقاً لصحيفة Politico وقد يقصد بذلك الصين بشكل أساسي.
وقال المسؤول الأمريكي، متحدثاً للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته: "سيتم معاقبة أي شخص في العالم إما يبيع مواد لإيران يمكن استخدامها في طائرات بدون طيار أو صواريخ باليستية ، أو يشارك في الرحلات الجوية التي تنقل أسلحة بين إيران وروسيا.
انضم السياسيون الأمريكيون إلى الدعوات لمعاقبة إيران على مبيعات الأسلحة هذه. غرد النائب آدم كينزينجر (جمهوري من إلينوي) بأن على بايدن "التحدث بصوت عالٍ عن النظام في إيران ودعم المحتجين وتوفير الدفاع الجوي الأوكراني".
المخابرات الأمريكية قد تسعى لزعزعة استقرار النظام سراً
وقال ميك مولروي، مسؤول كبير سابق في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط وضابط وكالة المخابرات المركزية ، لموقع NatSec Daily إنه من غير الواضح ما إذا كانت العقوبات والقيود المفروضة على الصادرات سيكون لها التأثير المطلوب على طهران، لكن من المؤكد أنها يمكن أن تزعج نظاماً يعاني من احتجاجات حاشدة.
وقد تنجح العقوبات "إذا شعروا أنهم بحاجة إلى التركيز بشكل أكبر على المستوى المحلي وعدم الخروج أكثر من المجتمع الدولي بفرض مزيد من العقوبات".
ولكن الولايات المتحدة قد تلجأ أيضاً إلى استخدام أساليب استخباراتية لزعزعة استقرار إيران داخلياً، حيث قال مولروي إن "النشاط المتزايد المحتمل لوكالة المخابرات المركزية – سيرسل أيضاً إشارة واضحة إلى إيران.
هل ينتهي الأمر بتخريب المفاوضات النووية، أم نرى حرباً عالمية؟
ومع ذلك، لن تكون الدعوة لمزيد من العقوبات على إيران خياراً سهلاً بالنسبة للاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، الذي يكافح لتحقيق توازن بين معاقبة إيران على مساعدة روسيا في حرب أوكرانيا ومحاولة الحفاظ على المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني التي يقودها الاتحاد الأوروبي.
وقد يؤدي التصعيد إلى إيران إلى إضعاف فرص استئناف المفاوضات التي توقفت في الأسابيع الأخيرة، ويؤمل أن تستأنف بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي.
قد ترد إيران بمزيد من الانتهاك للاتفاق النووي الإيراني، الأمر الذي قد يدفع أمريكا لبحث الخيارات العسكرية، خاصة إذا تلقت تشجيعاً من إسرائيل، قد يعني ذلك أن الصراع الأوكراني قد يتوسع بشكل غير مسبوق، مهدداً بإندلاع حرب عالمية ثانية.
يزداد الأمر تعقيداً باستمرار التوتر بين أذربيجان المدعومة من تركيا، وبصورة أقل من إسرائيل وبين أرمينيا المدعومة من روسيا وإيران.
علينا أن نتذكر أن الحرب العالمية الثانية قد بدأت كحربين منفصلتين: الأولى في أوروبا بين ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قبل أن تتوسع لتشمل أمريكا والاتحاد السوفييتي.
والثانية في آسيا بين اليابان ضد الصين بشكل أساسي (والاتحاد السوفييتي في بعض الأوقات) ثم امتدت لتشمل أمريكا والقوى الاستعمارية الغربية في آسيا.
في ذلك الوقت لم يكن التحالف بين ألمانيا وإيطاليا واليابان (دول المحور) قوياً، بل كان مجرد علاقة بين خصوم مشتركين للغرب، حتى إن إيطاليا واليابان حاربتا ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
يشبه هذا إلى حد كبير العلاقة بين إيران وروسيا اللتين تتنافسان، ولكن يدفعهما العداء المشترك للغرب للتقارب بل وحتى التحالف وبالتالي تداخل ساحات الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا.