ما مستقبل المروحيات بعد معاناتها مع المضادات بحرب أوكرانيا؟.. إليك بديل مختلف تماماً تطوره واشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/05 الساعة 20:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/05 الساعة 23:05 بتوقيت غرينتش
المروحية الروسية الشهيرة ميل مي 28/ ويكيبيديا

بات مستقبل المروحيات على المحك في ظل إخفاق الجيش الروسي في استخدامها بفعالية ضد أوكرانيا، رغم أن لديه أسطولاً كبيراً من طائرات الهليكوبتر، وسط تساؤلات هل تتطور المروحيات لتواجه التحديات التي أظهرتها هذه الحرب، أم يكون هناك لها بديل مختلف تماماً. 

وأثارت التقارير بشأن العدد الكبير المدمر من الطائرات المروحية في حرب أوكرانيا جدلاً بين الخبراء حول ما إذا كانت المروحيات الروسية ضعيفة الأداء أو تستخدم بشكل سيئ من قبل القوات الروسية والأوكرانية على السواء (علماً بأنه تقليدياً ينظر للمروحيات السوفييتية والروسية بأنها أكثر عملية من نظيراتها الغربية خاصة في الظروف المناخية والجوية الصعبة).

ولكن البعض تمادى أكثر من ذلك، وتساءل هل دقت حرب أوكرانيا ناقوس الموت للطائرات الهليكوبتر الهجومية برمتها، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New Indian Express.

الطائرات المسيّرة تتحدى المروحيات

الأمر لم يقتصر فقط على المخاطر التي تعرضت لها الطائرات المروحية، ولكن يبدو أن هناك بديلاً فعالاً لها قد ظهر خلال الحرب.

إذ تسببت الطائرات من دون طيار والصواريخ المحمولة الخفيفة المستخدمة في أوكرانيا في خسائر فادحة في قوات العدو، بدون تعريض حياة الطيارين للخطر.

وأثار التدمير الذي أحدثته الطائرات من دون طيار وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمحمولة في الدبابات وغيرها من الأسلحة التقليدية، جدلاً متزايداً حول ضعف المعدات العسكرية الثقيلة في ساحات القتال الحديثة – بما في ذلك طائرات الهليكوبتر، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من العديد من خطط الجيوش للمناورة والقتال، حسبما ورد في تقرير لموقع"Business Insider" الأمريكي.

طائرة مسيرة تركية من طراز بيرقدار تي بي2 التي استخدمتها أوكرانيا على نطاق واسع ضد الجيش الروسي في بداية الحرب/ويكيبيديا

حتى أن محلل الدفاع والفضاء، ساش توسا، جادل في مقال موقع Aviation Week المتخصص في مجال الطيران بأن التقدم التكنولوجي في أجهزة الاستشعار والأسلحة المضادة للطائرات التي برزت في حرب أوكرانيا هو دليل على أن مهام الهجوم الجوي والطائرات العمودية بشكل عام أصبحت أقل قابلية للتطبيق.

هذا الرأي تعززه مقاطع الفيديو العديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لإسقاط الطائرات الهليكوبتر الروسية والتي تمثل من وجهة نظر الكثيرين دليلاً علنياً على حجم الخسائر في الطائرات المروحية.

فشل هجوم روسي أقلق أمريكا على مستقبل المروحيات

في الساعات الأولى من الحرب، حاولت قوات النخبة الروسية المحمولة جواً الاستيلاء على قاعدة هوستوميل الجوية بالقرب من العاصمة الأوكرانية "كييف" عبر هجوم جوي. 

نقلت العشرات من الطائرات الهليكوبتر من طراز Mi-8، التي تحرسها مروحيات هجومية من طراز Ka-52 Alligator، قوة هجومية من المظليين إلى المطار الأوكراني.

كان الهجوم الجوي الروسي في نهاية المطاف فاشلاً، حيث أخفق الجيش الروسي في تعزيز هجومه بقوات متابعة وشن الأوكرانيون هجوماً مضاداً قوياً، حسب نقل موقع "Business Insider" عن محلل الدفاع والفضاء، ساش توسا.

كتب توسا أن فشل هذه المهمة – التي تشبه الطريقة التي ستنفذ بها الولايات المتحدة والجيوش الكبرى الأخرى عمليات الهجوم الجوي – "شكل على الأرجح صدمة لكثير من المراقبين والقادة العسكريين".

وأضاف أن استخدام أوكرانيا للمدفعية والمضادات الجوية المضادة للطائرات، أحبط العملية العسكرية الروسية في هوستوميل، وأعاقت عمليات الطائرات الهليكوبتر الروسية خلال معظم الحرب.

وتعتمد عقيدة الهجوم الجوي الأمريكية، على التفوق التكنولوجي والعددي في أنظمة الأسلحة المتقدمة، مما يتيح للطائرات المروحية العمل بحرية نسبية فوق ميادين القتال دون خوف من المضادات، مثلما حدث في حرب الخليج مع العراق عام 1991، حيث دمرت طائرات الدعم الأرضي ذات الجناحين الثابتين "أيه 10″، والطائرات المروحية لاسيما الاباتشي أعداداً هائلة من الدبابات والمدرعات والعربات العراقية، فيما مثل مذبحة حقيقية للجيش العراقي. 

طائرة الهجوم الأرضي والدعم الجوي الأمريكية الشهيرة أيه 10/ويكيبيديا

المشكلة أن الولايات المتحدة وحلفاءها عادوا من العراق وأفغانستان بأفكار غير واقعية حول القدرات الفائقة للعمليات الجوية، واعتبار قدرتهم على فرض الهيمنة الجوية أمراً مسلماً به.

وحاول البنتاغون غرس هذه العقيدة في قوات حلفائه، بما في ذلك الجيشان الأوكراني الأفغاني السابق، رغم أنهما لا يمتلكان نفس التفوق الجوي.

فلقد اعتادت وحدات العمليات التقليدية والخاصة الأمريكية على العمل بتفوق جوي أمريكي، لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لجميع القوات الجوية الأخرى تقريبًا. في الواقع، قد لا يكون هذا هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة في حالة حرب مع الصين أو روسيا، اللتين يمكنهما استخدام مجموعة من الأسلحة المضادة للطائرات.

كما أن سيل الأسلحة المضادة للطائرات المحمولة على الأكتاف، يمكن أن يمثل خطراً كبيراً على المروحيات البطيئة بطبيعتها، حتى في حال مواجهة بين جيش قوي وآخر ضغيف مثلما ظهر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

فالمجال الجوي فوق أوكرانيا مليء بالتهديدات للطائرات ذات الأجنحة الثابتة (خاصة التي تطير أقل من سرعة الصوت) والمروحيات.

فأنظمة الأسلحة المضادة للطائرات طويلة ومتوسطة المدى، مثل S-200 وS -300 و S-400 الروسية الصنع (وهي أنظمة أغلبها بحوزة الطرفين)، تجعل الطلعات الجوية على ارتفاعات عالية خطرة على كلا الجانبين. 

في الوقت نفسه، تجعل أنظمة الدفاع الجوي التي يحملها الأفراد تحليق المروحيات على ارتفاعات تقل عن 10000 قدم مسألة صعبة بالنسبة لأطقم الطائرات المروحية، حتى أن القوات الأوكرانية استخدمت صواريخ مضادة للدبابات لإسقاط مروحيات روسية تحلق على ارتفاع منخفض.

الحقيقة حول قدرات روسيا وخسائرها في المروحيات

تمتلك روسيا أسطولاً ضخماً ومتنوعاً من المروحيات الهجومية، يعد الثاني على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، فلدى القوات الجوية الروسية (دون أفرع القوات الروسية الأخرى) أكثر من 320 مروحية من طراز ميل مي 24 وهي مروحية تعود إلى السبعينيات وأثبت جدواها خلال الغزو الروسي لأفغانستان، وما زالت شائعة الانتشار على مستوى العالم وتجمع بين كونها قادرة على حمل الجنود إضافة لتنفيذ عمليات هجومية.

ولدى القوات الجوية الروسية نحو 788 مروحية من طراز ميل مي 8 ونسختها الأحدث ميل مي 17، وهما معاً يعدان ثالث أكثر مروحية إنتاجاً على مستوى العالم، وهي بالأساس مروحية نقل مشهود لها بالكفاءة، وتحمل الظروف البيئية المختلفة وهي تعمل كمروحية هجومية أيضاً، كل ذلك جعل موسكو تواصل تصنيعها رغم أنها تعود للستينيات، وتستخدمها جيوش نحو 80 دولة استخداماً عسكرياً، من بينها دول أعضاء بالناتو، إضافة إلى دول أخرى توظفها في استخدامات شبه عسكرية أو لإنفاذ القانون وعمليات الإنقاذ.

كما لدى الروس جيل جديد من المروحيات التي ينظر لها أنها التالية في المستوى للأباتشي الأمريكي هما المروحية Kamov Ka-52، المشهورة بسرعتها وقدرتها على المناورة، ولدى القوات الجوية الروسية وحدها نحو 116 منها، والمروحية ميل مي 28، ولدى القوات الجوية الروسية منها 112 مروحية، إضافة للمروحيات لدى البحرية والحرس الوطني، وغيرها من أفرع الجيش الروسي.

مستقبل المروحيات
المروحية الروسية الهجومية الشهيرة Kamov Ka-50/ويكيبيديا

 تضاربت التقارير حول حجم خسائر روسيا من المروحيات، قيل إن موسكو، فقدت ما لا يقل عن 42 طائرة هليكوبتر منذ غزوها في 24 فبراير/شباط 2022، حتى مايو/أيار، بينما خسرت أوكرانيا سبع طائرات، وفقاً لمدونة Oryx المتخصصة، التي سجلت خسائر مادية من الصور ومقاطع الفيديو التي تم التقاطها من ساحات القتال.

وأفادت أنباء أخرى بأن روسيا فقدت ما يقرب من 200 طائرة هليكوبتر، حسبما ورد في تقرير لموقع"Business Insider" الأمريكي نُشر في يونيو/حزيران 2022، رغم أن التقارير الأوكرانية وكذلك الغربية هناك شكوك بأنها تبالغ في تقدير الخسائر الروسية. 

ولكن ميل الروس لعدم استخدام المروحيات بكثافة مؤشر لضخامة خسائرهم أو على الأقل أنهم يشعرون بحجم الخطر على أسطولهم، رغم حاجتهم الماسة إلى المروحيات لدك المواقع الأوكرانية وأنظمة المدفعية والصواريخ المدفعية التي حصلت عليها كييف من الغرب.

على الجانب الآخر، خسائر أوكرانيا من الطائرات الهليكوبتر غير مؤكدة، ولكنها مرتفعة على الأرجح.

هل المشكلة لدى الروس والأوكرانيين، أم في المروحيات بصفة عامة؟

أحد أسباب خسائر المروحيات العالية في الجانبين، أن معظم عمليات الطائرات المروحية في أوكرانيا جرت خلال النهار. 

إذ لا يمتلك أي من الجانبين قدرات الطيران الليلي مماثلة للجيش الأمريكي، لذلك يتعين عليهم المخاطرة بالطيران أثناء النهار. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد لدى أي من الجانبين تدابير مضادة قوية من شأنها أن تساعد طائراتهم على صد التهديدات القادمة، حسبما قال الضابط الأمريكي المتقاعد جريج كوكر لموقع Insider.

في المقابل، تمتلك المروحيات العسكرية الأمريكية معدات خاصة، بما في ذلك التقنيات النشطة والسلبية  المصممة لهزيمة صواريخ الأشعة تحت الحمراء.

ولكن كما يقول المثل العسكري القديم، في نهاية المطاف ستفشل التكنولوجيا، ويحتاج الطيارون إلى الاستعداد لتفادي النيران المضادة للطائرات باستخدام السرعة والتضاريس.

أخيراً، تعتبر أنظمة إطلاق النار المحمولة على الكتف، والتي يتم استخدامها في أوكرانيا – بما في ذلك Stinger الأمريكية الصنع والذي اشتهر بإلحاق خسائر فادحة بالسوفييت في أفغانستان في الثمانينيات- فعالة بشكل خاص ضد المروحيات.

وشدد كوكر على أهمية تنسيق الدعم الناري مع القوات البرية، وكذلك تأجيل استخدام الطائرات الهليكوبتر" حتى يتم الاحتياج إليها".

وفي كل الأحوال، يبدو أن على القادة العسكريين الأمريكيين وغيرهم من قادة الجيوش الغربية السعداء بخسائر المروحيات الروسية، توقع خسائر مماثلة في الطائرات الهليكوبتر إذا خاضوا مثل هذه النزاعات، وأن يبحثوا كيفية تقليل التهديدات المستقبلية على المروحيات التي يبدو أنها تتزايد بشكل يهدد فعالية هذا السلاح الذي يعتمدون عليه عادة أكثر من الجيش الروسي المشهور باعتماده على المدفعية والدبابات بشكل أكبر".

الجيش الأمريكي يدرس تجربة منافسه الروسي بالفعل، وإليك أبرز ما خلص إليه

يسعى الجيش الأمريكي إلى التعلم من خسائر نظيره الروسي في أوكرانيا في حروب المروحيات، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.

وأولى الدروس هو ضرورة أن تكون الطائرات الهليكوبتر الهجومية سريعة وتطير على ارتفاعات منخفضة في مواجهة العدو داخل "منطقة القتل الخاصة بها"، وكذلك يركز الجيش الأمريكي على تمكين مروحياته من القتال ليلاً، وأن تكون "أسهل في الطيران – مما يسمح للطاقم بالتركيز على القتال.

فلقد جعلت الحرب في أوكرانيا الجيش الأمريكي حذراً من الطائرات الهليكوبتر الهجومية التي تطير "عالياً وبطيئاً".

أدلى الجنرال والتر روجين، مدير فريق المستقبل متعدد الوظائف للرفع العمودي في قيادة العقود المستقبلية للجيش الأمريكي، بهذه الملاحظات في محاضرة عقدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

ويبدو أن روجين كان يشير إلى سقوط عدة طائرات هليكوبتر روسية في أوكرانيا، منها مروحيات من طراز Kamov Ka-52 التمساح، وهي طائرة مشهورة بسرعتها، وطائرات ميل مي Mi-17 واسعة الانتشار، وطائرات هليكوبتر أوكرانية أخرى مماثلة، مثل Mi-8 التي أسقطت بواسطة الدفاع الجوي الروسي.

مستقبل المروحيات
المروحية الروسية واسعة الانتشار ميل مي 17 التي تستخدمها موسكو وكييف ونحو 80 دولة على مستوى العالم/ويكيبيديا

ومن المحتمل أن تكون هذه الخسائر قد حدثت لأن هذه المروحيات كانت موجودة  في "منطقة القتل" الخاصة بالعدو.

"فهناك الكثير من الفوضى عندما تطير منخفضاً، ويمكن للمروحيات الاستفادة من هذه الفوضى، حيث إن هناك الكثير من الأماكن للاختباء فيها عندما تظل منخفضاً"، حسب قوله.

بينما إذا قام قادة المروحيات بالتحليق عالياً، فإن هذا يمثل مشكلة لها، لأنه يوفر فرصة لاستهداف المروحية بأنظمة الأسلحة مثل أنظمة الأسلحة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء (IR) التي تكون جيدة جداً عندما تحلق عالياً خلال النهار.  

تقنيات تحتاجها المروحيات للنجاة من معركة شرسة

من المفترض أن يكون هذا الطيران المنخفض والسريع مدعوماً بأربعة تغييرات تقنية تكتيكية يأمل روجن في رؤيتها.

هذه التقنيات هي قمرة القيادة الإدراكية، ومشاركة البيانات عبر نظام "المنفذ الواحد"، والصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة.

القمرة الإدراكية، هي مفهوم يعني أن يكون التعامل مع قمرة قيادة أسهل بالنسبة للطيار وتوفر له معلومات أكثر كما أن يمكن أن يشارك الذكاء الاصطناعي بها في تحمل عبء أكبر في عملية طيران المروحية بينما يركز الطاقم والطيارون على القتال، ويأمل روجن في أن يتم تحقيق ذلك باستخدام مستشعرات مزدوجة الاستخدام.

وبالنسبة لقدرة المروحية على تجميع البيانات ومعالجتها ونقلها من أصول متعددة بما في ذلك قوات متحالفة (مثل دول الناتو) عبر واجهة واحدة مشتركة (المنفذ الواحد) بين الطائرات المروحية وغيرها من الأسلحة، ويطلق عليها "لوحة زجاجية واحدة" أو "المرجع الزجاجي"، مما يتيح اتخاذ قرارات أسرع وأكثر فاعلية.

والمرجع "الزجاجي" هو لوح زجاجي شفاف يظهر عادة في مراكز القيادة مع خرائط وعلامات لوضع ساحة المعركة.

الصواريخ المحمولة على الكتف تمثل تهديداً كبيراً للمروحيات أكثر من أنواع الطائرات الأخرى/ويكيبييديا

سيمكن هذا من الاستفادة من قدرات والمعلومات الموجود لدى الأسلحة المشتركة والقوات الصديقة (الناتو) في ساحة المعركة.  

الأمر الثالث هو أهمية توافر قدرة مواجهة أفضل مع الصواريخ التي تصل إلى مدى أكثر من 30 كيلومتراً.

أما بالنسبة للطائرات المسيرة كبديل للمروحيات، فلدى الولايات المتحدة عدة برامج بديلة للطائرات المروحية للموجود حالياً، آخرها هو برنامج Future Unmanned Systems أي الأنظمة غير البشرية المستقبلية المعروف اختصاراً بنظام "FUS" ، وهو عبارة عن طائرات مسيرة، قابلة للتدمير، وبسيطة، ومعيارية، ومزودة بأجهزة استشعار للتأثيرات المميتة وغير المميتة.  

ولدى الجيش الأمريكي برنامج "FLAARC"، الذي يهدف إلى استبدال مروحيات Black Hawk (مروحيات أساسية بالجيش الأمريكي تعمل في النقل والقتال)، وبرنامج "FARA" الذي يهدف إلى استبدال الأباتشي (أشهر المروحيات الهجومية في العالم)، وكلاهما مستهدف تنفيذه بحلول عام 2030.

هل وجدت واشنطن بديلاً للمروحيات حقاً؟

ولكن هناك تقارير عن عثور سلاح الجو الأمريكي على بديل الطائرات الهليكوبتر، بديل مختلف تماماً ويقوم على نظريات هندسية مغايرة للطائرات المروحية الحالية.

ويمكن أن تصبح مركبة طائرة لشركة أمريكية ناشئة تدعى Jetoptera هي هذا البديل، وهي مركبة يمكن أن تكون مأهولة بشرياً أو مسيرة عن بُعد، وهي واحدة من المتنافسين على تطوير أنظمة إقلاع وهبوط عمودي فعالة.

وهناك مؤشرات على اهتمام القوات الجوية الأمريكية بهذه الطائرة وأنها مستعدة بالفعل لبدء اختبار نموذج أولي، علماً بأن النموذج الاختباري الحالي لها حلق بشكل محدود فقط كما تظهر فيديوهات حول هذا المشروع.

وهذه الطائرة الاختبارية مزودة بنظام دفع سائل يعتقد أنه نظرياً قادر على جعل طائرة تقلع أو تهبط بشكل عمودي كطائرات الهليوكوبتر ولكن دون ضجة مماثلة مع الطيران بسرعة أعلى من الهليكوبتر.

وبالتالي تحافظ على مميزات المروحيات وتضيف لها جزئياً مميزات الطائرات ثابتة الأجنحة، بينما تتفوق على النوعين في الهدوء، وتوفير الطاقة.  

وتعمل شركة Jetoptera الأمريكية، على مفهوم مبتكر لطائرة إقلاع وهبوط عمودي (VTOL) تعتمد على ما يسمى بالمراوح الخالية من الشفرات.

وحصلت Jetoptera على براءة اختراع لهذه التقنية التي، تضخ الهواء لأسفل للمساعدة في خلق قوة دفع تصاعدية ترفع الطائرة. 

فكرة قديمة، ولكنها إذا نُفذت ستؤدي إلى مضاعفة دفع الهواء 15 مرة

والمراوح الخالية من الشفرات هي مقاربة تقوم على ما يعرف باسم تأثير Coandă التي اكتشفها عالم روماني منذ عقود يحمل نفس الاسم.

وتقوم فكرة المراوح الخالية من الشفرات على أنه إذا تم ضخ هواء تجاه جسمين بيضاويين مائلين ونهايتهما مدببة (أشبه بشكل القطرة)، فإن تيارات الهواء تتفرق وتتباين مساراتها بسبب ميل الهواء الملاصق للجسمين البيضاويين لأن يبقى ملتصقاً بهما (هذا هو تأثير Coandă).

ونتيجة ذلك تتفرق مسارات تيارات الهواء، الأمر الذي يؤدي إلى تفاوت سرعات تيارات الهواء، ويخلق هذا فروقاً في الضغط بين تيارات الهواء المتعددة، (لأن تيارات الهواء الأسرع يكون ضغطها أقل)، وتتكون منطقة ضغط شديد الانخفاض بين الجسمين، وتؤدي فروق الضغط هذه إلى تحرك الهواء بسرعة لمنطقة الضغط المنخفض، مما يطلق حركة دفع هوائي تماثل نحو 15 ضعف دفع الهواء المضغوط في البداية، يمكن الاستفادة منها لدفع الطائرة.

وطائرة J-2000 مُثبَّت بها أربع وحدات دفع مستطيلة تستخدم للإقلاع عبر دفع الهواء لأسفل (دافعات)، كل دافعة تحتوي على "مروحة بلا شفرات" أطلقت عليه Jetoptera نظام الدفع السائل (FPS).

ويعمل نظام FPS عن طريق الاستفادة من كميات صغيرة من الهواء المضغوط المتحرك لإنشاء دوامة من الهواء ودفع كمية أكبر بكثير من الهواء الخارجي وبالتالي توليد قوة دفع من الهواء كبيرة مقارنة بالطاقة المستخدمة في الأصل، حسبما ورد في تقرير لموقع Popular Mechanics.

مع ارتفاع الطائرة تتوقف اثنتان من الدافعات، بينما يتواصل عمل الدافعتين الخلفيتين القويتين مع تغيير اتجاههما إلى الخلف بدلاً من الأسفل لدفع الطائرة للتحليق للإمام بسرعة تصل إلى 200 ميل في الساعة.

وتأمل الشركة في الوصول بها إلى 400 ميل في الساعة، وهي سرعة تعادل نحو ضعف سرعات المروحيات العسكرية السريعة (يبلغ سرعة المروحية الروسية الشهيرة Ka-52، والتي تعد من أسرع المروحيات في العالم نحو 196 ميلاً، بينما تبلغ سرعة الأباتشي الأمريكية الشهيرة نحو 182 ميلاً).

في الوقت الحالي، تحتوي نماذج J-2000 الأولية على ضواغط هواء (دافعات) تعمل بالبنزين، لكن Jetoptera تريد تزويدها بالكهرباء عندما يصبح ذلك ممكناً مع تحسن تكنولوجيا البطاريات.

السوق المستهدف لمشروع الطائرات J-2000 هو خدمات التاكسي الجوي، حيث تقدم باعتبارها مركبة إقلاع وهبوط عمودي غير صاخبة، توفر طريقة عملية غير مزعجة لنقل الركاب من الأرض من نقاط إقلاع (مثل أسطح البنايات الكبيرة) إلى وجهاتهم دون الحاجة للمطارات، اللازمة للطائرات ثابتة الأجنحة ودون إزعاج الطائرات الهليكوبتر. 

ويفترض أن J-2000 سوف تستوعب شخصين مع مدى يصل إلى 200 ميل.

بالنسبة للجيش الأمريكي، فإن سرعتها وقلة الضوضاء التي تسببها، تجعلانها بديلاً فعالاً للمروحيات العسكرية ولاسيما وأنها قد تكون أكثر شبحية،لأن شفرات المراوح في طائرات الهليكوبتر التقليدية تساعد على اكتشاف الرادرات للمروحيات.

ونموذج J-2000 الحالي هو نسخة أصغر أربع مرات من الطائرة المستقبلية المنتظرة.

في المستقبل القريب، وتخطط شركة Jetoptera لإطلاق نموذج أولي جديد يسمى J-4000 بسرعة قصوى تبلغ 370 كم/ساعة.

وتقول الشركة  المصنعة إنه يمكن تطوير التكنولوجيا مما سيسمح بإنتاج أنظمة دفع كهربائية صديقة للبيئة للطائرات، التي يزيد وزن الإقلاع الذي ستدفعه للطيران عن 4000 كجم. 

تحميل المزيد