أمريكا تخشى رؤية H-20 في السماء.. ما هي قاذفات القنابل الصينية التي أرسلتها بكين فوق أجواء تايوان؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/17 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/17 الساعة 09:08 بتوقيت غرينتش
صورة لقاذفة القنابل الشبحية الصينية H-20 التي عرضتها مجلة "Modern Weaponry" الصينية/ 2021

أرسلت القوات الجوية للجيش الصيني مؤخراً أحدث نسخةٍ من قاذفة القنابل الضخمة غير الشبحية Xian H-6 للتحليق فوق تايوان، في محاولةٍ لإظهار عزمها وفتكها وجاهزيتها للهجوم على الجزيرة المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. فما قصة هذه القاذفات الفتاكة؟ وهل تخطط بكين لاستخدام النسخة الأكثر رعباً من قاذفاتها Xian H-20 في غزو تايوان؟

ما هي قاذفة القنابل الصينية Xian H-6؟

قاذفة قنابل صينية بُنيت بترخيص من الطائرة السوفيتية ثنائية المحرك من نوع "توبوليف تو-16″، لصالح سلاح جو جيش التحرير الشعبي الصيني، في عام 1959، وهي من إنتاج شركة شيآن لصناعة الطائرات (مجموعة شيان) الصينية.

حتى عام 1990، أنتجت الصين ما لا يقل عن 150 قاذفة قنابل من طراز H-6، ولا تزال العشرات من هذه القاذفات تعمل حالياً في الصين.

وكان الإصدار الأخير من القاذفة Xian H-6 هو طائرة (H-6K)، وهي نسخة أعيد تصميمها بشكل كبير وقادر على حمل صواريخ كروز تطلق من الجو. ووفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية، ستعطي هذه النسخة سلاح جو الجيش الصيني القدرة على مواجهة هجومية جوية طويلة المدى لاستخدام الذخائر الموجهة بدقة.

قاذفة القنابل الصينية غير الشبحية Xian H-6 / "جيش التحرير الشعبي الصيني"

المواصفات العامة لقاذفة القنابل H-6:

– الطول: 34.8 متر.

– باع الجناح: 33 متراً.

– الارتفاع: 10.36 متر.

– الوزن فارغة: 37,200 كيلوغرام.

– الوزن محملة: 76 ألف كيلوغرام.

– وزن الإقلاع الأقصى: 79 ألف كيلوغرام.

– السرعة القصوى: 1,050 كم/ساعة.

– المدى القتالي: 1,800 كيلومتر.

– حمولة الجناح: 460 كيلوغرام/متر².

هل تستخدم الصين القاذفة H-6 في غزو تايوان؟

يقول تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية، إنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت قاذفة القنابل H-6 ستمثل تهديداً خطيراً على تايوان، نظراً لضعفها المحتمل في مواجهة الدفاعات الجوية والسفن السطحية وطائرات تايوان والحلفاء".

وبحسب المجلة، ستحتاج القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني إلى تحقيق التفوق الجوي حتى تتمكن القاذفة H-6 من التحليق على ارتفاعات منخفضة، لتنفيذ عمليات زراعة الألغام، أو مهمات القصف الموجهة بدقة. 

لكن التفوق الجوي لن يكون مضموناً على الإطلاق في أية مواجهةٍ مع الولايات المتحدة حول تايوان. وليس من الواضح أيضاً ما إذا كانت الولايات المتحدة والحلفاء يمتلكون دفاعات جوية متقدمة في منطقة بحر الصين الجنوبي، ومع ذلك توجد أنظمة قائمة بالفعل في تايوان واليابان وكوريا الجنوبية، وستمثل هذه الأنظمة مشكلات بالنسبة للقوات الجوية الصينية.

قاذفة القنابل الصينية H-6 خلال عرضها في معرض أسلحة، الصين/ Getty Images

ويمكن القول إن قاذفة قنابل مثل H-6 ستكون عرضةً للخطر بشدة في مواجهة طائرات الجيل الخامس الأمريكية، التي يجري إطلاقها من سفن البحرية الأمريكية، كما سيسهل تحديد مواقعها واستهدافها بواسطة الطائرات المسيرة وأنظمة المراقبة الأرضية المتصلة بالشبكة. 

وبحسب "ناشيونال إنترست" ستكون طائرة بضخامة H-6 عرضةً كذلك للنيران المضادة للطائرات من السفن السطحية، بناءً على مدى انخفاض مستوى تحليقها من أجل زراعة الألغام في المناطق الساحلية. 

وتتمثل القيمة المضافة الحقيقية على صعيد التأثير الوظيفي لقاذفة القنابل الضخمة، التي تشبه القاذفة بي-52 الأمريكية في أسلحة المواجهة التي تحملها. وتضم هذه الأسلحة القنابل الموجهة بدقة من ارتفاعات شاهقة، واستخدام الصواريخ الجوالة الدقيقة بعيدة المدى.

لذلك يجب أن تأتي مهمات القصف الدقيق بواسطة قاذفة قنابل شبحية تُحلّق على ارتفاعات عالية ولا يمكن رصدها، مثل قاذفة القنابل الصينية الجديدة H-20، أو أن تنفذها المقاتلات النفاثة أثناء أو بعد الحرب لتحقيق التفوق الجوي. 

وفي حال وجود سفن هجوم برمائية وحاملات طائرات أمريكية بأية قدرات داخل المنطقة، فسيكون من الصعب للغاية على قاذفات القنابل الصينية أن تحقق أي نجاحات تذكر في مواجهة طائرات جوينت سترايكر إف-35 بي وإف-35 سي من الجيل الخامس، التي تُقلع من البحر.

ما هي قاذفة القنابل الصينية "الأخطر على الإطلاق" H-20؟

يسميها الصينيون "إله الحرب في السماء"، تعمل عليها بكين منذ سنوات طويلة، ومن المفترض أن تدخل الخدمة قريباً. وتعد H-20 قاذفة قنابل كبيرة تشبه في الشكل والمظهر قاذفة "بي-2" الأمريكية، وبحسب تقارير صينية وأمريكية، تمتلك القاذفة تقنيات متطورة، ونصف قطر قتالياً من شأنه أن يعرض القواعد الأمريكية في هاواي وأستراليا للخطر. ويصل مدى هذه القاذفة H-20 إلى 8500 كيلومتر دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

وفي يوليو/حزيران 2022، أفادت صحيفة جلوبال تايمز الصينية عن رحلة تجريبية للطائرة الاستراتيجية Xian H-20، فإذا كان هذا صحيحاً، فإن H-20 ستكون أول قاذفة شبح غير أمريكية يتم الكشف عنها علناً تطير على الإطلاق، ويمكن أن تبشر بعصر جديد من منافسة القوة الجوية الاستراتيجية.

ويتم تجهيز القاذفة H-20 بصواريخ نووية وتقليدية بوزن إقلاع لا يقل عن 200 طن، وحمولة تصل إلى 45 طناً؛ ما يمنح الصين ثالوثاً كاملاً من الغواصات والصواريخ البالستية والقاذفات ذات القدرة النووية. 

قاذفة القنابل الصينية الشبحية H-20 التي تخشى أمريكا رؤيتها في السماء/ PLA Air

وكما تشير التقارير إلى قدرة الطائرة H-20 على إطلاق صواريخ كروز فرط صوتية، لا تستطيع الرادارات كشفها.

وقال التلفزيون الصيني الرسمي في عام 2020، إن طائرات H-20 يمكن أن تغير الحسابات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين من خلال مضاعفة نطاق الضربات.

وبحسب موقع sandboxx العسكري الأمريكي، هناك القليل جداً مما يمكننا قوله على وجه اليقين حول قاذفة القنابل الشبح الصينية H-20 في هذه المرحلة، ولكن هناك عدداً من الأشياء التي يمكننا تأكيدها بمستوى معين من الثقة. 

إذ سيكون من شبه المؤكد تصميم جناح طائر مشابه لتصميم طائرة B-2 Spirit الأمريكية. يقدم هذا عدداً من مزايا التخفي المهمة؛ إذ إن هذا النهج للتصميم المتخفي يحد من كشف الطائرة، ليس فقط ضد الرادارات المستهدفة أو نطاقات التردد العالي المماثلة، ولكن أيضاً ضد نطاقات الرادار منخفضة التردد للإنذار المبكر.

ومن المتوقع أن تكون طائرة H-20 الصينية ذات قدرة نووية، وأن تنشئ ثالوثاً نووياً للصين من الصواريخ الأرضية، والصواريخ البالستية التي تُطلق من الغواصات، وقاذفة استراتيجية نووية بعيدة المدى. عادةً ما يُنظر إلى الثالوث النووي على أنه وسيلة لضمان التدمير المتبادل المؤكد، لأنه يحد من قدرة الخصم على القضاء على ترسانتك النووية في أي هجوم واحد.

الصين تلوح لتايوان وأمريكا من خلفها بقاذفتيْ H-6 و H-20

بحسب مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، تنتظر الصين وصول أعداد أكبر من قاذفة القنابل الناشئة H-20، بينما تعمل على ترقية قاذفات H-6 العتيقة بشكل مستمر وبدرجةٍ تواصل إثارة المخاوف الأمريكية.

وترجع أصول قاذفات H-6 إلى قاذفة القنابل الاستراتيجية تو-16 من حقبة الحرب الباردة، وقد ذُكرت الأولى 33 مرة في تقرير "القوة العسكرية الصينية" من البنتاغون لعام 2020، وفقاً لموقع Flightglobal الألماني.

وأفاد التقرير بأن H-6 ستستمر في التحليق حتى ثلاثينيات القرن الحالي، بفضل سلسلة الترقيات الكبيرة المتواصلة. وتعمل نسخ كيه، وجي، وإن، الجديدة باستخدام محركين عنيفين مروحيين أعلى كفاءة من طراز سولوفيف دي-30.

وتزيد مخاوف الولايات المتحدة أيضاً بسبب التوقعات التي تقول إن القاذفة الجديدة H-20 ستحلق إلى جانب H-6 في البداية، قبل أن تحل محلها بالكامل في النهاية. لكن الاستمرار في تمديد خدمة H-6 قد يرتبط جزئياً بالوقت الذي سيستغرقه إنتاج ونشر قاذفات H-20 بأعداد كافية.

قاذفة القنابل H-20 / صورة توضيحية/ PLA Air

ويحاكي هذا النهج التدريجي خطط القوات الجوية الأمريكية لقاذفتيْ القنابل الشبحيتين بي-2 سبيريت وبي-21 رايدر. إذ من المتوقع أن تستمر القاذفة بي-2 لعقدٍ آخر بعد أن قضت 30 عاماً في الخدمة، وذلك بانتظار نشر المزيد من قاذفات بي-21. أي إن القوات الجوية الأمريكية تواصل تحديث قاذفات القنابل الشبحية بي-2 أيضاً بأسلحة، وأجهزة استشعار، وتقنيات حاسوبية جديدة؛ حتى تظل عصريةً وجاهزةً للقتال في سيناريوهات الحروب المستقبلية. 

تحميل المزيد