معركة إثبات وجود.. قصة البلدة الفلسطينية التي تناضل ضد إسرائيل من أجل العَلَم

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/03 الساعة 11:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/03 الساعة 11:13 بتوقيت غرينتش
العلم الفلسطيني يثير "جنون" تل أبيب والسجن عقوبة من يرفعه

تعيش بلدة حُوّارة إلى الجنوب من نابلس حرباً مع المستوطنين، لحماية العَلَم الفلسطيني، حيث يُنزل مستوطنون وبحماية من الجيش الإسرائيلي الأعلام الفلسطينية ويستبدلونها بالإسرائيلية، ما يؤدي لاندلاع مواجهات وإغلاق طرقات وتحويل مبانٍ إلى نقاط عسكرية.

فمنذ منتصف مايو/أيار الماضي، تعيش البلدة التي تقع شمالي الضفة الغربية المحتلة، ما يشبه "المعركة" مع المستوطنين الإسرائيليين، تتمحور حول "العَلَم الفلسطيني".

مسيرة الأعلام فلسطين القدس إسرائيل
قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة (أرشيف)/getty images

يقول السكان إن مستوطنين- وبحماية من الجيش الإسرائيلي- يُنزلون العَلَم الفلسطيني من على الأعمدة والبنايات، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهات شبه يومية.

وتقع البلدة التي يسكنها نحو 7 آلاف نسمة إلى الجنوب من نابلس، على الشارع العام الذي يربط بين محافظتي نابلس ورام الله، ويسلكه الإسرائيليون للوصول إلى مستوطناتهم.

وخسرت البلدة نحو 80% من أراضيها، لصالح المستوطنات الإسرائيلية، والشوارع التي تخدم المستوطنات.

  بداية الحكاية

في 17 مايو/أيار الماضي، تداول نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لمستوطن إسرائيلي يُوقف مركبته وسط بلدة حُوّارة، ويتسلق عمود إنارة، ويُنزل العَلَم الفلسطيني عنه، وهو ما أكده عضو بلدية حُوّارة، وجيه عودة.

ويقول عودة للأناضول إن "تلك الحادثة مسّت بكرامة كل فلسطيني.. مسّت أعلى رمز وطني، فكانت هناك ردة فعل بتزيين كافة الأعمدة والمنازل بالأعلام الفلسطينية".

ويضيف أن "حرباً اندلعت بين السكان والمستوطنين حول العَلَم، حيث يقتحم المستوطنون البلدة ليلاً، ويستبدلون الأعلام الفلسطينية الإسرائيلية".

العلم الفلسطيني/ الأناضول

ويُصر السكان على عدم السماح للمستوطنين برفع الأعلام الإسرائيلية في البلدة؛ ما يؤدى لاندلاع مواجهات بين الجانبين، يتدخل على إثرها الجيش الإسرائيلي لحماية المستوطنين.

ويقول عودة إن الجيش يستخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأغلق تسعة شوارع رئيسية في البلدة تربطها ببلدات مجاورة.

وأضاف: "يهدفون للتضييق علينا ومحاولة زرع الخوف في نفوسنا، لكنّ ذلك لن ينجح".

وتابع: "بأي حق يريدون رفع أعلام إسرائيل على منازل ومحال وشوارع البلدة، هذا لن نقبل به".

وقال: "المساس بالعلم يمسّ مشاعر كل مواطن، هو رمز لنا، والمساس به اعتداء غير قانوني".

وحوّل الجيش الإسرائيلي أربع بنايات في البلدة إلى نقاط عسكرية، لتوفير الحماية للمستوطنين، ورفع عليها الأعلام الإسرائيلية، وهو ما يرفضه السكان.

  رباط ليل نهار

يقول شاب فلسطيني من أهالي بلدة حوارة، رفض التصريح أمام الكاميرا، خشية ملاحقته من قبل الجيش الإسرائيلي: "لن نسمح بإنزال العلم الفلسطيني، هم يقتحمون القرية تحت جنح الظلام، أو بحماية الجيش لإزالة الأعلام، ونحن نُعيد رفعها".

وأضاف الشاب: "مرات عديدة مَنعنا المستوطنين من إنزال العلم، نُراقب الشارع العام ليل نهار، لا نملك أي سلاح، سلاحنا الحجارة وعزيمتنا قوية".

 اعتداءات بحماية الجيش

وأكد عاهد شومان، ويعمل بائعاً للخضار على الشارع العام في بلدة حُوّارة، أن "المستوطنين يعربدون في البلدة، يستفزون السكان، يمزقون الأعلام بحماية الجيش".

وأضاف للأناضول: "هؤلاء (المستوطنون) يعلمون أن المساس بالعلم الفلسطيني يمس الروح الفلسطينية؛ لذلك يتعمدون ذلك".

غفران هارون حامد
الجيش الإسرائيلي قتل الصحفية غفران هارون حامد/ الأناضول

وقال: "الجيش الإسرائيلي يحمي المستوطنين، يشاهدهم يعربدون، يتراقصون حاملين الأعلام الإسرائيلية وسط البلدة، دون أن يحرك ساكناً".

وتعرضت محال تجارية في حُوّارة للتكسير والتدمير، في اعتداءات نظّمها المستوطنون مؤخراً.

 حرب مفتوحة

بدوره، وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، ما يجري في بلدة حوارة بـ"الحرب المفتوحة على كل ما هو فلسطيني".

وأضاف للأناضول: "المرحلة القادمة خطيرة للغاية، وما يُنفذ من اعتداءات يأتي بضوء أخضر من الحكومة الإسرائيلية والجيش للمستوطنين".

الضفة الغربية الجيش الإسرائيلي
عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي / الأناضول

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني "يُصر على البقاء في أرضه، ولن يسمح بتهجيره أو المساس برمزية العلم".

ويتهم الفلسطينيون السلطات الإسرائيلية بالتغاضي عن اعتداءات المستوطنين، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.

ويعيش حوالي 650 ألف إسرائيلي متطرف في أكثر من 130 مستوطنة تم بناؤها منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس.

تحميل المزيد