لم تُؤكَّد هوية بنات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قِبَله أو من قِبَلِ الكرملين، ولم تُطلَق أيُّ صورٍ رسمية لهن كبالغات. حتى عدد الأطفال الذين أنجبهم بوتين يخضع لتكهنات شديدة. لكن رسمياً، بوتين لديه بنتان؛ ماريا وكاترينا، من زواجه من ليودميلا بوتينا، مضيفة طيران إيروفلوت السابقة والتي طلَّقها في عام 2013، ليصبح أول زعيم روسي ينفصل عن زوجته منذ بطرس الأكبر في عام 1698، كما تقول صحيفة The Guardian البريطانية.
قصة بنتي بوتين اللتين تواجهان عقوبات أمريكية وأوروبية
ردَّ بوتين، الذي نادراً ما تحدث علناً عن أبنائه، على أسئلةٍ في مؤتمره الصحفي السنوي في عام 2015، قائلاً إن بنتيه لم تهربا من البلاد، كما كانت تقول الشائعات.
وقال: "إنهما تعيشان في روسيا. لم تتعلما قط في أيِّ مكانٍ آخر باستثناء روسيا. أنا فخور بهما؛ تواصلان الدراسة وتعملان". وأضاف: "بنتاي تتحدَّثان ثلاث لغات أوروبية بطلاقة. أنا لا أناقش أمور عائلتي مع أيِّ شخص".
وقال: "لم تكونا قط نجوماً، ولم تسعدا بتسليط الضوء عليهما. إنهما تعيشان حياتهما فقط". وقال بوتين إن بنتيه "تتَّخذان الخطوات الأولى في حياتهما المهنية، ولم تنخرطا في الأعمال أو السياسة". ومع ذلك، فقد أطلقت الابنتان منذ ذلك الحين مشاريع تجارية.
وُلِدَت كاترينا تيخونوفا (35 عاماً)، الابنة الصغرى، في مدينة دريسدن الألمانية عام 1986 بينما كان بوتين يعمل في الاستخبارات السوفييتية. أما تيخونوفا، التي تستخدم لقب جدتها لأمها، فقد درست في جامعة ولاية سان بطرسبرغ وجامعة موسكو الحكومية وحصلت على درجة الماجستير في الفيزياء والرياضيات.
وبالإضافة إلى الدراسة، لدى تيخونوفا شغف بالثقافة اليابانية ورقص الروك أند رول، وهو شكلٌ رياضي للرقص. وفي العام 2013، احتلَّت هي وشريكها في الرقص المركز الخامس في بطولة العالم في سويسرا.
تقول الغارديان، إن لقطات من مسابقات الرقص الخاصة بتيخونوفا، ساعدت في مقارنة بالصور من موقع جامعة موسكو الحكومية، حيث تعمل في إثبات أن تيخونوفا كانت ابنة بوتين في عام 2015.
زواج سري وعريس ملياردير من دوائر بوتين
تزوَّجت تيخونوفا من كيريل شامالوف، الابن الأصغر لنيكولاي شامالوف، المقرب من بوتين والمالك الشريك لبنك روسيا، الذي وصفته الحكومة الأمريكية بأنه "البنك الشخصي" لكبار مسؤولي الكرملين. وعُيِّنَ كيريل مستشاراً قانونياً رئيسياً لشركة غازبروم للنشاط الاقتصادي الأجنبي في عام 2002، عندما كان فقط في العشرين من عمره.
وكان الزوجان قد تزوجا في حفلٍ سري استمرَّ ثلاثة أيام في منتجع إيغورا للتزلج في عام 2013، قبل تسريب صور الحفل. وانفصلا في 2018، لكن لم يُعلَن عن تفاصيل أيِّ تسويةٍ مالية.
وبعد أقل من عامين من الزفاف، اختارت مجلة Forbes شامالوف كواحد من أصغر المليارديرات في روسيا بعد الاستحواذ على حصة 17% في شركة البتروكيماويات Sibur من غينادي تيمتشينكو، حليف بوتين الذي تضرَّرَ لاحقاً من العقوبات. وقدَّرَ تحقيقٌ أجرته وكالة Reuters في 2015 أن للزوجين ممتلكاتٍ مشتركة تزيد عن ملياري دولار، بالإضافة إلى فيلا فاخرة على شاطئ البحر بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني (5.2 مليون دولار) في منتجع بياريتز الفرنسي.
واقتُحِمَت الفيلا المُكوَّنة من ثماني غرف نوم في المنتجع الأطلسي الشهر الماضي من قبل المتظاهرين المناهضين لبوتين، الذين نشروا مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يعلنون فيه: "تم شراء هذا المنزل بالمال الذي سرقه بوتين والمافيا الروسية".
قالوا: "قرَّرنا تنظيم مكان هنا لإعادة التأهيل والحياة لضحايا نظام بوتين، وخاصةً اللاجئين من أوكرانيا وروسيا الذين أُجبِروا على الفرار من الحرب وسجون القمع والتعذيب. لقد ولى الوقت الذي كان يمكن فيه للديكتاتوريين والأوليغارشية أن ينهبوا بلدانهم ويعيشوا بلا مبالاة في فيلات في أوروبا".
عملت تيخونوفا في مناصب مختلفة في جامعة موسكو الحكومية قبل أن تُعيَّن في عام 2020 كرئيسة لمعهد "قضايا الذكاء الاصطناعي والأنظمة الفكرية" الجديد الذي تبلغ تكلفته 1.7 مليار دولار في الجامعة. سبق أن وصف بوتين المعهد بأنه "إحدى أهم الأدوات في الاستراتيجية الوطنية لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".
كان مستشاروها الرسميون في الجامعة يضمون خمسة أعضاء من الدائرة المقربة لبوتين، بما في ذلك ضابطان سابقان في المخابرات السوفييتية كانا يعيشان في نفس المبنى السكني الذي نشأت فيه في دريسدن.
"الآباء قصة والبنات قصةٌ مختلفة"
أما ماريا فورونتسوفا، ابنة بوتين الكبرى، فهي أخصائية غدد صمَّاء للأطفال، وتدرس تأثيرات الهرمونات على الجسم. في عام 2019، أجرت فورونتسوفا، التي تعيش في شقةٍ بنتهاوس في مواجهة السفارة الأمريكية في موسكو، مقابلةً على التلفزيون الحكومي الروسي كشفت عن خطط لمشروع طبي بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني (655 مليون دولار) يهدف إلى المساعدة في علاج السرطان.
تزوَّجَت فورونتسوفا من رجل الأعمال الهولندي جوريت فاسين في العام 2013، وعاش في شقةٍ بنتهاوس في مبنى سكني خاص في مدينة فورسخوتن، بالقرب من لاهاي. وفي العام 2014، دعا بعض الجيران الهولنديين إلى طردها من البلاد بعد إسقاط طائرةٍ تابعة للخطوط الجوية الماليزية على يد القوات الموالية لروسيا في أوكرانيا.
ناشدت مجموعة من سكان أمستردام مؤخراً فورونتسوفا من أجل أن تطلب من أبيها إنهاء الهجوم على أوكرانيا. وكُتب على لافتة موضوعة على أرض يملكها الزوجان: "على بعد أقل من ألفيّ كيلومتر من أرضك المسالمة، يقضي والدك على بلدٍ حرٍّ وشعبٍ بأكمله. يبدو أنه من الصعب الوصول إلى ذلك العجوز، ومن المستحيل منعه حتى. ولكن كما نعلم جميعاً، فإن الآباء قصة والبنات قصةٌ مختلفة".
ابنتا بوتين بمرمى العقوبات الأوروبية
وتبنى الاتحاد الأوروبي، الجمعة 8 أبريل/نيسان 2022، خامس حزمة من العقوبات على روسيا، والتي شملت تجميد أصول روسية بقيمة 32 مليار دولار، وحظر واردات الفحم والخشب والكيماويات ومنتجات أخرى، بالإضافة إلى فرض عقوبات على أفراد من عائلتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف.
فيما تمنع الإجراءات أيضاً الكثير من السفن والشاحنات الروسية من دخول الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أغسطس/آب المقبل، مما يزيد تقويض التجارة، بالإضافة إلى حظر كامل للمعاملات على أربعة بنوك روسية رئيسية، تمثل 23% من حصة السوق في القطاع المصرفي الروسي.
كما شملت العقوبات الأوروبية الجديدة حظر السفن المسجلة تحت العلم الروسي من الوصول إلى موانئ الاتحاد الأوروبي، باستثناء المنتجات الزراعية والغذائية والمساعدات الإنسانية والطاقة.
في حين فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، عقوبات على ماريا فورونتسوفا وكاترينا تيخونوفا ابنتي الرئيس الروسي من زوجته السابقة لودميلا، إضافة إلى إيكاتيرينا فينوكوروفا، ابنة وزير الخارجية الروسي.
وفي أول رد روسي على قرار العقوبات الأخيرة، قالت الرئاسة الروسية، الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، إنها تشعر "بالدهشة" بسبب قرار العقوبات الأمريكية التي استهدفت ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفت الخطوة بأنها جزء من "سُعار غربي ضد روسيا".
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: "بالطبع نعتبر هذه العقوبات في حد ذاتها امتداداً لموقف مسعور للغاية فيما يتعلق بفرض القيود، على أية حال، النهج المستمر بفرض قيود على أفراد الأسرة يتكلم عن نفسه".
وفي إشارة إلى أن الكرملين "لا يستوعب سبب استهداف ابنتي بوتين"، قال بيكسوف: "هذا شيء يصعب فهمه وتفسيره. لسوء الحظ، هذه هي نوعية الخصوم الذين علينا التعامل معهم".