الأوكرانيون قلقون من مصير كوريا.. فماذا يعني ذلك، وما هي المناطق التي قد يقتطعها بوتين منهم؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/28 الساعة 16:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/29 الساعة 16:09 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي/رويترز

بوتين يسعى إلى تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا، هذا ما حذرت منه الاستخبارات الأوكرانية، فماذا يعني هذا النموذج، وهل هو أمر قابل للتحقق واقعياً؟

قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، على غرار الانقسام الذي أعقب الحرب بين كوريا الشمالية والجنوبية.

استفتاء في الدونباس حول الانضمام لروسيا

جاء هذا التنبؤ بعد أن قال ليونيد باشنيك، زعيم جمهورية لوهانسك الشعبية الانفصالية الموالي لروسيا: "أعتقد أنه في المستقبل القريب سيُجرى استفتاء على أراضي الجمهورية، حيث سيعبر الشعب خلاله عن رأيهم في الانضمام إلى الاتحاد الروسي"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية

وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الذي تنبأ بغزو روسيا إنه يعتقد أن بوتين أعاد النظر في خطته للاحتلال الكامل لأوكرانيا منذ فشله في الاستيلاء بسرعة على العاصمة الأوكرانية كييف والإطاحة بحكومة فولوديمير زيلينسكي.

وقال مسؤولون في كييف إنهم يتوقعون أن تتحرك القوات الروسية التي تهاجم العاصمة ومدينة خاركيف المحاصرة شرقاً في غضون أسبوعين، في محاولة لتطبيق النموذج الكوري أي محاولة فرض خط فاصل بين المناطق المحتلة وغير المحتلة في أوكرانيا لأنه بالتأكيد غير قادر على ابتلاع البلد بأكمله"..

وبدأ تقسيم كوريا بعد الحرب العالمية عندما تقدمت القوات الأمريكية من البحر والسوفييتية من البر الآسيوي لتطهيرها من الاحتلال الياباني بعد هزيمة طوكيو.

وتم تقسيم كوريا على طول خط العرض 38 شمالاً من عام 1945 حتى عام 1950، وتم تقسيمها منذ عام 1953 على طول خط الترسيم العسكري.

قبل وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا، اعترف الرئيس الروسي بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك اللتين أقيمتا على أجزاء من المقاطعتين الأوسع اللتين تحملان نفس الاسم بشرق أوكرانيا، وكييف في صراع مع القوات الموالية لروسيا في الإقليمين منذ عام 2014.

أطلق بوتين على غزو أوكرانيا الذي بدأ في في 24 فبراير/شباط 2022 "عملية عسكرية خاصة"، مدعياً أنه كان يتحرك دفاعاً عن الناطقين بالروسية في منطقة دونباس الشرقية ولضمان تحييد أوكرانيا وعدم انضمامها لحلف الناتو ونزع سلاحها والقضاء على القوى القومية الأوكرانية المتطرفة، وألمح الروس في بعض الأوقات في بداية الحرب لتنصيب حكومة جديدة موالية لهم في كييف، ولكنهم ما توقفوا عن هذا الحديث، وأقروا بشرعية حكومة زيلينسكي.

تاريخ مشترك بين البلدين

تعتبر أوكرانيا من نواح كثيرة مركزية لهوية روسيا ورؤيتها لنفسها في العالم، فنشأة الهوية والأمة الروسية الأولى كانت في أوكرانيا وعاصمتها كييف واسم روسيا جاء في الأغلب من اسم دولة "روس كييف" التي تمثل أول دولة سلافية شمالية والتي يعتبرها الروس السلف الأول لدولتهم التي نشأت حول موسكو بعد ذلك.

ومن المعروف أن الأوكرانيين والروس والبيلاروس يشتركون في أنهم ينتمون للعرق السلافي الشرقي، وتحول هذا العرق إلى شكل الدولة لأول مرة في أوكرانيا وليس روسيا، قبل أن ينتقل المركز الحضاري للسلاف الشماليين لموسكو بسبب الغزوات المغولية.

تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا
خارطة توضح توزيع اللغة الروسية في أوكرانيا/ ويكيبيديا

ونتيجة قرون من هيمنة روسيا على أوكرانيا، فإن هناك ما يقرب من ثمانية ملايين من أصل روسي يعيشون في أوكرانيا، وفقاً لتعداد عام 2001، معظمهم في الجنوب والشرق، حيث تشير تقديرات إلى أن الروس يمثلون نحو 17% من السكان، وزعمت موسكو أن من واجبها حماية هؤلاء الأشخاص كذريعة لأفعالها في أوكرانيا.

ولكن اللغة الروسية أكثر انتشاراً في أوكرانيا من الروس، إذ يعتقد أنه في عام 2001 كان نحو 30% من السكان يتكلمون الروسية، كلغة أولى، كما كانت اللغة الروسية هي اللغة المهيمنة فعلياً خلال العهد السوفييتي رغم أن الأوكرانية اللغة الرسمية.

وتصل نسبة المتكلمين باللغة الروسية 2001 إلى نحو 74.9% و68.8% في إقليمين من أقاليم شرق البلاد المتاخمة لروسيا، وبصفة عامة تنتشر الروسية في جنوبي وشرقي البلاد وبصورة أقل الشمال، فيما تسود الأوكرانية مع وجود للروسية في وسط، بينما الأوكرانية تسيطر غربي البلاد دون وجود يذكر للغة الروسية.

أمة منقسمة

ومنذ استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي انعكس الانقسام اللغوي والإثني في البلاد في شكل انقسام سياسي، فالأقاليم الغربية التي لا وجود يذكر بها للغة الروسية هي معقل السياسيين المعادين لروسيا والموالين للغرب، والأقاليم الشرقية والجنوبية والشمالية الشرقية، التي تسود فيها اللغة الروسية تعد معقلاً للسياسيين الموالين لموسكو، بينما الأقاليم الوسطى بما فيها كييف وسط بين الاثنين مع تزايد ميلها للغرب والابتعاد عن أوروبا منذ انتخابات 2004.

ولكن ظلت الأقاليم الشرقية والجنوبية متعاطفة مع روسيا وهي التي انتخبت الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانكوفيتش مجدداً عام 2010.

تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا
خريطة التصويت لفيكتور يوشتشينكو الموالي للغرب بالبني وفيكتور يانوكوفيتش الموالي لرويا بالأزرق في انتخابات 2004/ويكيبيديا

ثم بدأت الأزمة الأوكرانية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، عندما علق رئيس البلاد آنذاك فيكتور يانوكوفيتش الاستعدادات لتنفيذ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. أثار القرار احتجاجات حاشدة من مؤيدي الاتفاقية الذين يتركزون في وسط وغرب البلاد. 

وأدت الاحتجاجات إلى اندلاع ثورة أطاحت بيانوكوفيتش، في فبراير/شباط 2014. 

وأثار عزل يانوكوفيتش الاضطرابات في جنوب وشرق أوكرانيا، المتحدث باللغة الروسية، حيث حصل يانوكوفيتش على معظم دعمه.

وأعلن قادة المناطق الشرقية الناطقة بالروسية في أوكرانيا استمرار ولائهم ليانوكوفيتش.

ولكن بعد ضم روسيا للقرم وفصلها لإقليم الدونباس، من الواضح أن قطاعاً كبيراً في المناطق المتعاطفة تقليدياً مع روسيا تغيرت نظرته لها بعد استيلائها على جزء من أراضي البلاد، وقد انعكس ذلك في مقاومة هذه المناطق للغزو الروسي حالياً.

أين سيحاول بوتين تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا؟

قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية إن "العمليات الروسية حول كييف فشلت، وأصبح من المستحيل الآن على الجيش الروسي الإطاحة بالحكومة الأوكرانية"، وتابع أن "الحرب التي يشنها بوتين تركزت الآن على جنوب وشرق البلاد".

وليس من المعروف، هل تشمل خطط بوتين مدينة خاركييف في شمال شرق أوكرانيا ثاني أكبر مدن البلاد التي يتحدث نحو نصف سكانها بالروسية، وهي تبعد نحو 50 كيلومتراً، عن الحدود الروسية، وشهدت المدينة عند عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا احتجاجات من المؤيدين لروسيا، ولكنها لم تتطور كما كان يأمل الكرملين في انتفاضة انفصالية بل على العكس عندما ضمت موسكو القرم وفصلت إقليم دونباس تراجعت التوجهات الموالية لموسكو، وغير عمدة المدينة موقفه مؤيداً الحكم الجديد الموالي للغرب الذي نصب في كييف بعدما كان احتج في البداية على عزل يانكوفيتش.

ولقد صمدت خاركييف رغم قربها من روسيا، حتى الآن بشكل لافت أمام قوات موسكو، التي لم تستطع السيطرة عليها بعد.

كما أنه من غير المعروف هل يفكر بوتين خلال محاولته في تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا، في ضم مدينة أوديسا، التي يتحدث نحو ثلاثة أرباع سكانها الروسية، ولديها أهمية تاريخية روسية، إذا أسستها إمبراطورة روسيا الشهيرة كاترين في نهاية القرن الثامن عشر، في الأراضي التي انتزعتها من الدولة  العثمانية، ووطنت فيها روساً وألماناً ويونانيين في إطار محاولة جعلها المدينة الروسية الرئيسية على البحر الأسود، وشهدت المدينة احتجاجات على  عزل الرئيس السابق فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا عام 2014، ولكنها لم تلقَ تأييداً كبيراً من السكان على ما يبدو.

وفي بداية الحرب الأخيرة، بدا أن روسيا تحاول تنفيذ هجوم بحري على المدينة، لكنه يبدو أنه لم ينجح ويعتقد أن جزءاً من التحركات الحربية الروسية في جنوب أوكرانيا القادمة من القرم هدفها الوصول للمدينة، رغم أن هذا ليس هدفاً سهلاً في ظل صمود المدن الجنوبية الأوكرانية القريب من القرم التي تعد خط الدفاع الرئيسي عن أوديسا.

وإذا تمكن بوتين من احتلال أوديسا، وضمها لدولته الأوكرانية المفترضة، فإن ذلك يمثل مشكلة كبيرة لكييف، لأن أوديسا هي الميناء الرئيسي للبلاد، كما أن السيطرة على المنطقة من القرم لأوديسا معناه نزع كل سواحل أوكرانيا على البحر الأسود.

كما تعثرت روسيا في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة جنوب شرق البلاد في محاولاتها لإنشاء ممر بري بين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014، وإقليم دونباس.

وقال بودانوف إنه لا يعتقد أن ماريوبول ستسقط قريباً وإن القوات الروسية ستواجه تكتيكات حرب العصابات حتى لو نجحت في هزيمة كتيبة آزوف المخضرمة في المدينة المدمرة (كتيبة توصف بالمتطرفة تحارب مع الجيش الأوكراني).

وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية: "المحتلون سيحاولون دمج الأراضي المحتلة في كيان واحد شبه دولة يعارض أوكرانيا المستقلة. نشهد بالفعل محاولات لإنشاء سلطات (موازية) في الأراضي المحتلة وإجبار الناس على التخلي عن الهريفنيا (العملة الوطنية الأوكرانية)".

وأضاف: "ربما يريدون المساومة على المستوى الدولي. ومع ذلك فإن مقاومة واحتجاجات مواطنينا في الأراضي المحتلة، والهجمات المضادة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية والتحرير التدريجي – تعقِّد بشكل كبير تنفيذ خطط بوتين لتطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا".

مستشار زيلينسكي يتوقع ألا تضم المنطقة الموالية لروسيا خاركييف

ردد أوليكسي أريستوفيتش، مستشار زيلينسكي، تحليل رئيس المخابرات.

ويبدو من حديثه عن مساعي بوتين لتطبيق النموذج الكوري على أوكرانيا، أن المنطقة التي يتوقع أن يحاول الروس فيها تنفيذ هذا النموذج لن تشمل خاركييف ثاني أكبر مدن البلاد، ومعقل صناعاتها النووية والعسكرية.

إذ قال: "في غضون أسبوع أو أسبوعين ، ستسحب روسيا قواتها من منطقتي كييف وخاركيف وترسلهم إلى دونباس". لقد أدركوا أنهم لن يكونوا قادرين على السيطرة على المدن الكبرى. سيعلنون عن اكتمال المرحلة الأولى من "العملية الخاصة" وبداية المرحلة الثانية – (تحرير دونباس)".

وتابع أريستوفيتش: "لديهم الآن ثلاث مهام: محاصرة قواتنا في دونباس، واحتلال ماريوبول والجنوب بالكامل. إذا فقدوا خيرسون [مدينة تقع غربي ماريوبول]، سينهار احتلالهم لماريوبول بالكامل. وهذا كل شيء. لن يتم الاستيلاء على كييف أو خاركيف أو أوديسا".

في أماكن أخرى، في خاركيف، أبلغت السلطات عن 44 هجوماً مدفعياً و140 هجوماً صاروخياً في يوم واحد، بما في ذلك على منشأة للأبحاث النووية. في كييف، حذرت السلطات من أن الروس يتنكرون بشكل متزايد في زي المدنيين للانخراط في التخريب.

يبدو أن بوتين يسيطر عليه حلم روسيا الجديدة.. إليك أين تقع؟

في معرض تبريره لمواقفه في الأزمة الأوكرانية منذ عام 2014، استخدم بوتين كلمة "نوفوروسيا" أي روسيا الجديدة عدة مرات، وهو مصطلح يقصد به القوميون الروس المناطق التي يرون أنها جزء من روسيا تاريخياً وانتزعها الاتحاد السوفييتي من موسكو ومنحها لكييف، كما قال بوتين نفسه مؤخراً.

ويعتبر مصطلح "روسيا الجديدة" أو "روسيا الجنوبية" مصطلحاً تاريخياً في الإمبراطورية الروسية، يشير إلى إقليم شمال البحر الأسود، الذي تَشكَّل كمقاطعة إمبراطورية جديدة تابعة لروسيا (مقاطعة نوفوروسيا) في عام 1764، مع أجزاء أخرى من المناطق الجنوبية الساحلية مثل القرم التي تم سلبها من الإمبراطورية العثمانية وخانية القرم التابعة لها في عهد الإمبراطورة الروسية "كاترين العظمى"- التي أطلقت على تلك المنطقة اسم روسيا الجديدة- وذلك بهدف وضع أقدام الروس فيما يعرف بـ"المياه الدافئة".

تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا
خارطة نوفوروسيا (روسيا الجديدة) في عهد الإمبراطورية الروسية في عام 1897/ wikimedia commons

ومنذ ذلك الوقت، ظلت تلك المنطقة جزءاً من الإمبراطورية الروسية حتى انهيارها في أعقاب الثورة البلشفية في عام 1917، حيث أصبحت بعد ذلك ضمن جمهورية أوكرانيا السوفييتية، وكانت هناك محاولات لإعادة إحياء "نوفوروسيا" منذ تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، كانت أبرز تلك المحاولات، محاولة الحركة الانفصالية الموالية لروسيا إقامة دولة نوفوروسيا الاتحادية خلال حرب إقليم دونباس عام 2014.

وقال بوتين في خطابه الذي توجه به إلى الشعب الروسي في أبريل/نيسان 2014، بعد نحو شهر من سيطرة روسيا على منطقة القرم مبرراً ضمها: "سوف أذكّركم: هذه نوفوروسيا (أي روسيا الجديدة)"، مشيراً إلى مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، حيث كان بوتين يتخطى المناطق الانفصالية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك والقرم، ليشمل جميع مناطق البحر الأسود الساحلية ذات الأعداد الكبيرة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا.

مشروع بوتين لن يشمل كل المدن الناطقة بالروسية

في ضوء مقاومة مدينة خاركييف وغيرها من المدن ذات النسبة الكبيرة من الناطقين بالروسية، لقوات موسكو، فمن الواضح أن مشروع بوتين لتطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا لن يشمل معاقل الثقافة التقليدية الروسية كلها.

تتحدث التقارير الاستخباراتية الغربية منذ وقت مبكر، عن أن أحد أهم أهداف الغزو الروسي لأوكرانيا قد يكون إقامة جسر بري من المناطق الانفصالية في إقليم دونباس، إلى شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمتها إليها في عام 2014. وسيتطلب ذلك الاستيلاء على مئات الكيلومترات من الأراضي على طول بحر آزوف، بالإضافة إلى السيطرة على مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود جنوب غربي البلاد.

ويقول تقرير سابق لمجلة Economist البريطانية، إنه سيكون لتلك المنطقة ميزة ملموسة أكثر في التخفيف من نقص المياه في شبه جزيرة القرم، كما أن لموانئها التاريخية أهمية استراتيجية بالنسبة لموسكو التي تسعى لاستعادة حضورها بشكل أوسع على البحر الأسود.

وقد يمثل تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا، نجاحاً ولو جزئياً لبوتين أمام شعبه الذي بدأ دفع تكاليف الحرب من خسائر مادية وبشرية وحصار، بينما يبدو واضحاً أن إسقاط حكومة كييف واستبدالها بنظام موالٍ لموسكو أصبح أمراً صعباً.

وفي الأغلب لن يتم تطبيق النموذج الكوري في أوكرانيا من خلال اتفاقات سلام مؤقتة، بل اتفاقيات هدنة توقف القتال، وتفتح الباب لمفاوضات، بلا جدوى في الأغلب.

واللافت أن الحدود التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، ليست حدوداً دائمة، بل هي حدود هدنة أوقفت الحرب الكورية التي تشبه الحرب الأوكرانية في كونها حرباً مكلفة، للجانبين، ولم يحقق فيها أي طرف نصراً حاسماً، وهو الاتجاه الذي تسير فيه الحرب الأوكرانية على ما يبدو.

تحميل المزيد