هل تستطيع صفقة بيع الدبابات أبرامز الأمريكية لبولندا والتي تم التوصل إليها مؤخراً بقيمة 6 مليارات دولارات، حماية هذا البلد الأوروبي من روسيا؟ وهل تستطيع إغلاق الثغرة التاريخية في الدفاعات البولندية والأوروبية التي كانت تراهن عليها موسكو تاريخياً لغزو أوروبا.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وافقت مؤخراً على بيع دبابات M1 Abrams وأسلحة أخرى إلى بولندا بقيمة 6 مليارات دولار.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بالعاصمة وارسو، في 18 فبراير/شباط 2022، عن البيع المخطط لـ250 دبابة أبرامز إلى بولندا، وسط قلق من القادة البولنديين بشأن تعبئة آلاف القوات الروسية في بيلاروسيا الملاصقة لبولندا، إضافة إلى الحشود الروسية المحيطة بأوكرانيا.
في الشهر الماضي، سعى كبار الجمهوريين بالكونغرس الأمريكي إلى تسريع البيع المقترح لدبابات أبرامز، وسط توترات واشنطن مع روسيا بشأن أوكرانيا، حيث كان البيع معلَّقاً منذ الصيف الماضي.
من المقرر بدء تسليم هذه الدبابات لأول مرة في عام 2022، وفقاً لمسؤولين بولنديين، في حين أن الاتفاق قد يستغرق عامين حتى يتم الانتهاء منه، وفقاَ لشركة جنرال دايناميكس لاند سيستمز، الشركة المصنِّعة للدبابة أبرامز (Abrams).
تأتي عملية الشراء على حساب عرضين منافسين هما الدبابة ليوبارد 2 وK2 Black Panther من كوريا الجنوبية.
أسطول قديم من الدبابات
تشغّل بولندا بالفعل دبابات القتال الرئيسية Leopard 2 الألمانية الصنع بأداء مماثل إلى حد كبير لـ"أبرامز"، لذلك من المدهش إلى حد ما، أن بولندا اختارت تقديم نوع دبابة جديد مع كل الأعباء اللوجستية المصاحبة والتكاليف المالية.
ومن المعروف أن إمكانات الدباباتين ليوبارد وأبرامز متقاربة ولكن الفارق الرئيسي أن الدبابة الألمانية اقتصادية أكثر، مما يجعلها ملائمة لدولة ليست غنية كبولندا، وقد يكون قرار وارسو تفضيل الدبابات الأمريكية كنوع من الامتنان لموقف واشنطن الحازم نسبياً في الأزمة الأوكرانية، ولكن الأهم أنه قد يكون تعبيراً عن خيبة أمل من ضعف موقف ألمانيا بالأزمة ذاتها، في ظل المصالح التي تربط برلين بموسكو.
وقد تكون بولندا قد خافت أن تتعرض للموقف نفسه الذي وضعت فيه ألمانيا أوكرانيا عندما رفضت برلين إرسال أسلحة إلى كييف بدعوى أنها لا تورد سلاح إلى مناطق النزاع، واكتفت بإرسال خوذ ومعدات طبية، الأمر الذي أثار سخرية المسؤولين الأوكرانيين.
الدبابة أبرامز الأمريكية مشهورة بالمذبحة التي نفذتها في العراق
وأعلن رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي، في 14 يوليو/تموز 2022، أن الدبابات التي سوف تشتريها وارسو سوف تكون أحدث طراز من الأبرامز وهو SEP V3، الذي بدأ في دخول الخدمة لدى وحدات الجيش الأمريكي عام 2020، حسب تقرير لمجلة the National Interest الأمريكية.
أسست الدبابة M1 البالغة من العمر أربعين عاماً، سمعة قوية في القتال، حين دمرت دبابات العراق السوفييتية الصنع في حرب الخليج عام 1991 (حرب تحرير الكويت) بأعداد كبيرة ودون خسائر تذكر الأمر الذي شكل فضيحة للدبابات الروسية، ثم اقتحمت الدبابات أبرامز الأمريكية شوارع بغداد في عمليات "Thunder Run" في عام 2003، مدعومة بمدفعها القوي عيار 120 ملم، البصري المتقدم، وأجهزة مشاهدة حرارية، ومحرك 1500 حصان، ودروع شوبهام المركّبة الهائلة.
على الجانب السلبي، فإن الدبابات أبرامز الأمريكية ثقيلة لدرجة أنها قد تكسر الجسور وتستهلك الوقود بشراهة، وزاد وزنها حيث تلقت تعديلات لإصلاح نقاط الضعف في مناطق الحروب الحضرية.
ويدمج أحدث طراز SEP V3 الذي يبلغ وزنه ثلاثة وسبعين طناً، وحدة طاقة إضافية حتى تتمكن الدبابة من تشغيل أنظمتها دون تشغيل محركها، وأجهزة كمبيوتر جديدة، ومحطة أسلحة مشتركة تعمل عن بُعد، ووصلة بيانات السماح لها ببرمجة قذائف متقدمة متعددة الأغراض للانفجار الهوائي، وجهاز تشويش لا سلكي ضد الأجهزة المتفجرة المرتجلة (IED)، إضافة إلى ترقيات في حزمة دروع الحماية.
الصفقة جزء من عملية تحصين الجناح الشرقي للناتو
يمكن النظر إلى توقيت صفقة الدبابات الأمريكية لبولندا على أنه جزء من دعم أمريكي أكبر لدفاعات أوروبا الشرقية، خاصةً أن بولندا لها حدود مع أوكرانيا وبيلاروسيا حليف موسكو، إضافة إلى حدود جيب كالينغراد الجيب الروسي الموجود بين بولندا وليتوانيا والمعزول عن روسيا.
كما أن بولندا هي أكبر دولة سكاناً في الناتو بأوروبا الشرقية من حيث عدد السكان (38 مليون نسمة)، إضافة إلى أنها من أكثر دول أوروبا والحلف دعماً لأوكرانيا، لأنها تعتبر أن كييف جبهة أمامية دفاعية بالنسبة لها.
وشدد وزير الدفاع البولندي، ماريوس باشاكزاك، على أنه سيتم نشر أبرامز في شرق بولندا، وستكون بمثابة "خط دفاع أول" بالقرب من حدود أوكرانيا وبيلاروسيا وليتوانيا وجيب كالينغراد الروسي المحصن، وكلها بدرجات متفاوتة، من النقاط الساخنة والمتوترة بين روسيا والناتو.
وقال وزير الدفاع الأمريكي: "ما لم يكن السيد بوتين يريده هو وجود حلف شمال الأطلسي أقوى من جناحه، وهذا بالضبط ما لديه اليوم".
وأضاف أن التسليم النهائي "سيعزز أيضاً قابليتنا للتشغيل البيني مع القوات المسلحة البولندية، مما يعزز مصداقية جهود الردع المشتركة وجهود حلفائنا الآخرين في الناتو".
الحزمة جزء آخر من جهود التحديث العسكرية الشاملة لبولندا، وتأتي على رأس صفقة بقيمة 6.5 مليار دولار أبرمتها بولندا في عام 2019 لشراء 32 طائرة مقاتلة من طراز F-35، واتفاقيات أخرى لشراء أنظمة مدفعية صاروخية متنقلة من الولايات المتحدة.
فارق هائل بين الناتو وروسيا في القوة المدرعة
في أزمة أوكرانيا عام 2014، وجد الناتو نفسه في أزمة، إذ خشي من توسُّع العدوان الروسي ليشمل جناحه الشرقي الضعيف، وتبين بسرعةٍ أن الناتو لا يمكنه الدفاع عن أعضائه الشرقيين، بسبب فرق القوة البرية والمدرعة الهائل مع روسيا.
إضافة إلى الأسلحة النووية، فإن الفجوة الرئيسية بين قوة الناتو بأوروبا وروسيا هي في مجال القوات البرية من جنود مشاة ومدفعية ومدرعات، مقابل تقارب نسبي- إن لم يكن تفوقاً نوعياً للناتو- في الطائرات المقاتلة والمروحية.
لدى دول الاتحاد الأوروبي– أغلبها أعضاء بالناتو- نحو 6700 دبابة، و48971 عربة قتال مصفحة، و5804 مدافع و1069 نظام إطلاق صاروخي متعدد.
بينما لدى روسيا: نحو 15400 دبابة، و31300 عربة قتال مصفحة، و10597 مدفع، و3793 نظام إطلاق صاروخي متعدد، حسب إحصاءات 2017.
يظهر هنا تفوق عددي واضح لصالح روسيا في الأسلحة البرية، ورغم تقادم كثير من أسلحة الجيش الروسي مقابل جيوش دول الاتحاد الأوروبي، فإنه يجب ملاحظة أن هناك عملية تحديث متسارعة من قِبل روسيا، إضافة إلى أن كثيراً من دول شرق أوروبا الأعضاء في الناتو تحديداً، تعاني من تقادم أسلحتها وكذلك أوكرانيا شريك الناتو الاستراتيجي.
وفي مجال الطيران يتفوق الاتحاد الأوروبي، حيث لديه 6751 طائرة، من بينها مجموعة من الطائرات المقاتلة الرائدة مثل الرافال والتايفون واليورو فايتر، والـ"إف 16″، إضافة إلى بدء بعض الدول في شراء مقاتلات إف 35 الشبحية الأمريكية.
لدى سلاح الجو الروسي: 3100 طائرة مقاتلة، من بينها مقاتلة متعددة الأدوار من طراز Sukhoi-35 وSukhoi-30، والطائرة الاعتراضية فائقة السرعة من طراز MiG-31.
ولكن هذه الأرقام لا تعكس أن الدول المعنية بالخلاف مع روسيا والمجاورة لها هي أضعف دول الناتو.
الدبابات لها أهمية خاصة لبولندا.. قد تساعدها على سد ثغرة أوروبا التاريخية
ومن هنا تأتي أهمية صفقة الدبابات أبرامز الأمريكية لبولندا، بالنظر إلى أنها أكبر دولة أوروبية مجاورة لروسيا ولديها ذكريات شديدة السلبية عن الحكم الروسي في عهد الشيوعيين والقياصر على السواء.
كما أن بولندا تحديداً، تعد ساحة مثالية لحروب الدبابات، مما يعطي ميزة نسبية لروسيا، فهي بلد سهلي فسيح تندر فيه الجبال، ولا يوجد أمام الدبابات لتجتازه سوى الغابات والأنهار.
وسهول بولندا تفضي إلى السهول الشمالية لألمانيا، وهذه الثغرة كانت دوماً المسارَ الذي يخطط له السوفييت لغزو أوروبا خلال الحرب الباردة، وصنعوا من أجله جحافل دباباتهم الهائلة.
وتمركزت أكثر من ألف دبابة روسية بالقرب من الحدود الأوكرانية في الأشهر الأخيرة. في غضون ذلك، نشر الجيش الأوكراني دباباته الأقل تقدماً، والتي يعتقد أن موسكو قد تسحقها في أي حرب.
بولندا وضعها ليس أفضل كثيراً من أوكرانيا، حيث كانت مركبات القتال البرية البولندية في حاجة إلى إصلاح شامل، لفترة طويلة.
وللتصدي لأي هجوم روسي محتمل، لدى بولندا بعض التطويرات المحدودة لدبابات الحقبة السوفييتية القديمة ونسخ قديمة من دبابات ليوبارد الألمانية، حيث تمتلك وارسو نحو 600 دبابة سوفييتية الصنع من طراز T-72M1 و232 دبابة من طراز PT-9، وهي نسخة محلية الصنع من T-72، إضافة إلى نحو 257 دبابة ألمانية من طراز ليوبارد 2-A4 وA5.
هل تستطيع دبابات أبرامز الأمريكية حماية بولندا أمام جحافل المدرعات الروسية؟
ولكن هل تستطيع 250 دبابة أبرامز أمريكية تغيير موازين القوى العسكرية في أوروبا الشرقية، مقابل آلاف من الدبابات الروسية.
أولاً: من البديهي أن أي عملية تسليح لأي دولة في أوروبا الشرقية لن تجعلها أقوى من روسيا بقوتها النووية والبرية والجوية الهائلة، ولكنها ستجعلها على الأرجح هدفاً أصعب للروس وأكثر تكلفة في الهزيمة التي هي شبه حتمية، مما قد يجعلهم يفكرون مرتين في مهاجمتها.
والأهم أن تسليح بولندا وغيرها من دول الجناح الشرقي للناتو سوف يشجع هذه الدول على التآزر في مواجهة أي عدوان روسي محتمل، ومن الواضح أن الخطة الأمريكية الحالية تقوم على جعل بولندا محور دفاعات الناتو بشرق أوروبا في ظل أنها الأكبر سكاناً واقتصاداً بالجناح الشرقي للحلف، وفي ضوء الضعف الشديد لجمهوريات البلطيق، والتردد الذي يميز رومانيا والتشيك والسلوفاك، والشكوك الأوروبية في تعاطف المجر مع موسكو، والانتهازية الألمانية التي تفضّل العلاقة الاقتصادية مع روسيا على اعتبارات الأمن الجماعي، ونأي فرنسا بنفسها عن الأزمة وتعاملها كوسيط أكثر من كونها معنيّة بأمن أوروبا.
الأمر الثاني: أنه رغم أن الفارق الهائل في عدد الدبابات بين الدول الأوروبية مجتمعةً وروسيا لصالح الأخيرة، فإنه يجب الانتباه إلى أن جزءاً كبيراً من أسطول الدبابات الروسي الضخم يتكون من دبابات قديمة من طراز T-72 التي دخلت الخدمة في عام 1974، والتي سبق أن تعرضت لمذبحة أمام الدبابات أبرامز الأمريكية في حرب تحرير الكويت عام 1991، وعلى الرغم من عملية التحديث الكبيرة التي خضعت لها هذه الدبابات، فإنها تظل قديمة الطراز وينطبق الوضع نفسه على الدبابة الروسية T-80 التي دخلت الخدمة في عام 1976.
بالنسبة للدبابة الروسية الأحدث T-90، فإن العدد الموجود منها لدى روسيا ليس بكبير، إذ يبلغ نحو 500 دبابة، كما أن هذه الدبابة تظل في الأغلب أقل في الإمكانات من الدبابات الغربية بالنظر إلى أنها تتبع نفس فلسفة الدبابات الروسية الأصغر حجماً والأقل تدريعاً، بسبب اعتماد الاتحاد السوفييتي في فلسفة حروبه بالدبابات على الكمّ أكثر من القدرة عكس الفلسفة الغربية.
ولكن الدبابة الروسية التي يمكن أن تمثل خطراً حقيقياً على الأبرامز هي الدبابة الجديدة (T-14 Armata) التي يعتقد أنها أول دبابة روسية منذ عقود تمثل نداً للدبابات الغربية إن لم يكن تتفوق عليها، حسبما يزعم الروس، ورغم قلة عدد الوحدات المنتجة منها، إلا أن هذا العدد قد يزيد مع بدء تنفيذ صفقة بيع الدبابات أبرامز الأمريكية لبولندا.
ماذا سيحدث في المواجهة بين الدبابتين أبرامز الأمريكية والأرماتا الروسية؟
تم تجهيز الدبابة أرماتا T-14 بعدد من التقنيات المتطورة التي لم يسبق رؤيتها من قبل في دبابة بالعالم، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
إن برج أرماتا غير المأهول يميزها بوضوح عن أي دبابة تشغيل أخرى، وكذلك حجرة الطاقم المفصولة مادياً عن الذخيرة. إضافة إلى ذلك، تحتوي الدبابة على درع مصفحة سلبية، إضافة إلى درع تفاعلية ونظام حماية نشط.
في المقابل، لدى الأبرامز مدفع يتم تلقيمه يدوياً ويمكنه إطلاق النار على المركبات المدرعة لأفراد العدو وحتى الطائرات التي تحلّق على ارتفاع منخفض، ولا يمكن الوصول إلى معلومات النجاة والحماية الدقيقة للدبابة Abrams، بسبب الدواعي الأمنية.
من المفترض أن تستخدم الأرماتا الروسية رادارات الموجة المليمترية في نظام الحماية النشط؛ لاكتشاف وتتبُّع واعتراض الطلقات الواردة، مما يوفر نظرياً قدرة أفضل على البقاء على قيد الحياة للطاقم مقارنة بأي دبابة روسية أو سوفييتية سابقة.
تركز كثير من التقارير، على أن نظام "Afghanit" للحماية النشط الموجود في الأرماتا متقدم للغاية، ولكن وزن الأبرامز الأثقل ميزة للدبابة الأمريكية في القدرة على تحمُّل الضربات.
ومع ذلك، فإن الأرماتا تعاني بعض العيوب، خاصة فيما يتعلق بالوعي الظرفي والاستهداف، حيث سيعتمد طاقمها فقط وفقاً لتصميمها، على أجهزة الاستشعار الخاصة بهم. عادةً، لا يمثل هذا عيباً كبيراً، ولكن قد يكون مصدر إزعاج في حالة تلف الدبابة وتعطيل أجهزة الاستشعار أو الأجهزة الإلكترونية.
تشير تقارير متعددة إلى أن الدبابة أرماتا أخف وزناً من الدبابات أبرامز الأمريكية، حيث تزن نحو 55 طناً، إضافة إلى أنها أسرع، مما يعني أنها يمكن أن تصل إلى سرعات تصل إلى 55 ميلاً في الساعة مقارنةً بسرعات أبرامز القصوى التي تقارب 45 ميلاً في الساعة، حسب تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
مقابل طاقم من ثلاثة أفراد في الأرماتا، هناك أربعة في الأبرامز (قلة العدد ميزة)، والأرماتا مدفعها قياس 125 ملم أكبر من الأبرامز وكل الدبابات الغربية.
رغم أن الأرماتا تمتلك بالتأكيد أحدث التقنيات، فإن كثيراً منها غير مجرب ولا يُعرف ما هو الحقيقي فيه من الدعاية الروسية، عكس الدبابة أبرامز الأمريكية التي هي عبارة عن تصميم تمت تجربته واختباره في أرض المعركة وترقيته باستمرار، وطراز M1A3 الجديد من أبرامز أخف قليلاً وأكثر قدرة على المناورة ليعالج العيب التقليدي بها في هذا الشأن.
وبالتالي، نظراً إلى أن Armata تصميم جديد، فقد يواجه بعض المشكلات في المستقبل. ثانياً، بسبب عدم استقرار الاقتصاد الروسي لا يزال هناك عدم يقين بشأن ما إذا كان يمكن إنتاج T-14 بكميات كبيرة للاستخدام المحلي وكذلك للتصدير.