منذ رحيل دونالد ترامب عن البيت الأبيض، استمر الرئيس الأمريكي السابق في تنظيم مؤتمرات شعبية على غرار مؤتمرات حملته الانتخابية على مستوى البلاد وحافظ على قوة حضوره السياسي، فما هي فرص فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة المقررة في عام 2024؟
ويُجمِع معظم الخبراء على أن ترامب سيفوز بترشيح الحزب الجمهوري بكل تأكيد إذا رغب في الترشح لانتخابات عام 2024. لكن احتمال فوزه بالانتخابات بعد ذلك أقل وضوحاً.
ولتكوين فكرة عن الطريقة التي يرى بها الجمهوريون مستقبل ترامب، طلب موقع Business Insider الأمريكي من سبعة خبراء سبق أن عملوا في حملات رئاسية سابقة أن يتخيلوا ماذا سيحدث إذا ترشح ترامب مرة أخرى عام 2024، وما الذي يحتاجه لكي يفوز.
وكان قاضٍ أمريكي قد أعلن إمكانية محاكمة ترامب على خلفية دوره في واقعة اقتحام الكونغرس "الكابيتول" التي جرت خلال شهر يناير/كانون الثاني 2021، مشيراً إلى أن الزعيم الجمهوري لا يتمتع بحصانة رئاسية في هذه القضية، طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي، الجمعة 18 فبراير/شباط 2022.
كما أمر قاضٍ آخر الخميس 17 فبراير/شباط 2022 ترامب واثنين من أولاده بوجوب الإدلاء بشهادتهم تحت القسم في قضية مدنية في نيويورك تتعلق باحتيال مزعوم مرتبط بشركاته، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
لماذا يتضرر ترامب من مزاعمه بسرقة الفوز منه في انتخابات 2020؟
تشارلي بلاك، العضو المؤسس في شركة Prime Policy Group الذي عمل مستشاراً للحملة الانتخابية لحاكم ولاية أوهايو السابق جون كاسيش، قال بوضوح إنه لا يتوقع أن يكون ترامب، أو الرئيس جو بايدن، أو نائبة الرئيس كامالا هاريس مرشحي أحزابهم عام 2024.
ولكن لدى سؤاله عن سيناريو مفترض يترشح فيه ترامب ويفوز مرة أخرى بالرئاسة، قال بلاك إنه يتعين على ترامب أن ينسى انتخابات 2020، فهو لا يتوقف عن قول إن الانتخابات سُرقت منه.
وقال بلاك: "أحد الأسباب التي قد تؤدي لخسارته ترشيح الحزب هو هوسه بالحديث عن سرقة الانتخابات. فالسياسة مرتبطة بالمستقبل وليس الماضي، لكنه لا يفهم ذلك".
واعتبرت سارة إيسغور، التي كانت نائبة مدير الحملة الانتخابية لسيدة الأعمال كارلي فيورينا في السباق الرئاسي لعام 2016، هوس ترامب بانتخابات 2020 عائقاً أمامه، قائلة إن الناخبين أكثر انشغالاً بمشكلات أخرى مثل التضخم.
هل يستطيع جذب مزيد من الناخبين الملونين؟
يقول جيف رو، الذي كان مدير حملة الحاكم غلين يونغكين لعام 2021 في فرجينيا وكذلك حملة السناتور تيد كروز في انتخابات عام 2016، والذي يدير الآن شركة الاستشارات Axiom Strategies التي تمثل مرشحي الحزب الجمهوري على مستوى الولايات المتحدة، إن على ترامب- أو أي جمهوري يرشح نفسه للبيت الأبيض- أن يغزو صفوف الناخبين الملونين.
ورغم أن معظم الناخبين الملونين أيدوا بايدن خلال انتخابات عام 2020 وساهموا في فوزه، ولكن تمكَّن ترامب من تحسين أدائه معهم مقارنة بعام 2016.
وإجمالاً، جاء 26% من دعم ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة من الناخبين غير البيض.
وقال رو: "هذا النمو فرصة حقيقية للجمهوريين".
فهل يستطيع ترامب إقناع الناخبين بأنه قادر على هزيمة الرئيس الحالي، بالنظر إلى أنه خسر أمامه من قبل في تصويت شهد إقبالاً تاريخياً؟ يرى أليكس كونانت، الذي كان مدير الاتصالات لحملة السناتور ماركو روبيو الرئاسية لعام 2016 أنه "من المستبعد" أن يفوز ترامب مرة أخرى.
وقال كونانت، الذي شارك في تأسيس شركة فايرهاوس ستراتيجيز للعلاقات العامة: "عليه أن يعثر على من لا يحبونه حتى الآن ليصوتوا له، لكن الجميع اتخذ قراره بشأن دونالد ترامب".
وقال بعض المطلعين من الحزب الجمهوري إن ترامب سيتمكَّن من التغلب على بايدن إذا استمر تراجع أرقام استطلاعات الرئيس الحالي. لكن مايك دوهيمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة MAD للاستراتيجيات العالمية الذي عمل مستشاراً لحملة حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي لانتخابات عام 2016، قال إن حتى هذا سيشكل تحدياً.
وقال دوهيمي: "بايدن يمكن هزيمته بسهولة، لكن ترامب سيواجه صعوبة شديدة أكثر من غيره لأن السباق سيتركز حينها على ترامب، ولكن يُفترض أن يتركز السباق على شاغل المنصب، خاصةً إذا كان لا يحظى بشعبية".
هل يكون موقفه أقوى أم أضعف إذ ترشح بايدن مجدداً؟
يقول تيري سوليفان، الذي كان يدير حملة السناتور الجمهوري ماركو روبيو لعام 2016، إن ترامب سيسهل عليه الفوز بالرئاسة مرة ثانية لو ترشح، خاصة أمام بايدن.
وقال سوليفان: "حملة بايدن بالكامل قائمة على (أنا لست دونالد ترامب. سأكون الشخص المسؤول. لن نكون أضحوكة العالم. سأحتوي كوفيد. وسأتوقف عن تأجيج الانقسام)".
وقال سوليفان إن بايدن، بعد عام، فشل في الوفاء بهذه الوعود، وأثار ما اعتبره خطاباً مثيراً للانقسام حول تشريع حقوق التصويت وحق المماطلة السياسية في مجلس الشيوخ الذي يجعل الأقلية تعرقل إصدار القوانين وهو الحق الذي يريد الديمقراطيون إلغاءه.
وقال سوليفان: "إنه يشبّه أي شخص يختلف معه في حق التصويت بمالك العبيد الذي يبث للكراهية وأصبحت المماطلة السياسية عنصرية فجأة. إنه خائف جداً من قاعدة مؤيديه، لدرجة أنه يركز على فعل ما هو مضطر لفعله ليستمروا في دعمه".
ونصيحته الوحيدة لترامب إذا أراد الفوز: "لا تمُت".
ما هي فرص فوز ترامب إذا ترشحت هيلاري للمرة الثانية أمامه؟
يتفق أربعة من الاستراتيجيين الذين أجرى موقع Insider مقابلات معهم، ومن ضمنهم سارة إيسغور، أن فرص ترامب عام 2024 لا تتوقف عليه، وإنما على شخصية المرشح الديمقراطي الذي سينافسه أيضاً.
فرغم إشارة بايدن إلى ترشحه للمرة الثانية، انتشرت شائعات بين الديمقراطيين بأن بايدن لن يسعى لولاية ثانية.
وتدور شائعات أيضاً أن هيلاري كلينتون ستترشح مرة أخرى، وهو السيناريو الذي قال اثنان على الأقل من المطلعين في الحزب الجمهوري إنه سيكون في صالح ترامب.
وقال بلاك إنه كي يفوز ترامب "فمن الضروري أن يتكرر ما حدث عام 2016، أي أن يرشح الديمقراطيون أسوأ مرشح ممكن".
ودوهايم له رأي مماثل. فحين سئل عن كيف لترامب أن يفوز عام 2024، أجاب: "ربما لو ترشح أمام هيلاري مرة أخرى".
يرى تيم ميلر، الذي كان مدير الاتصالات في الحملة الرئاسية لحاكم فلوريدا السابق جيب بوش عام 2016، وهو من منتقدي ترامب، أن طريق ترامب إلى النصر (مُعبَّد)".
وقال: "لا يحتاج إلا إلى انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري لا يواجه فيها منافسة قوية ثم ستعمل الظروف لصالحه في انتخابات عامة، سواء كانت الظروف الاقتصادية أو المرشح المنافس".