عندما احتفلنا بدخول الكمبيوتر إلى كل مجالات الحياة، لم نكن نعرف أن ثمن هذا النجاح الكبير سيكون باهظاً.
الكمبيوتر الذي ينظم معظم الأنشطة الإنسانية، من التواصل الإنساني إلى تنظيم المواصلات في البر والبحر والجو.
ومن أسواق المال والبنوك إلى القائد الآلي للطائرة والسفينة والسيارة.
هو الكمبيوتر الذي يتسرب منه الأعداء، والجواسيس، وفيروسات التخريب.
حتى ربيع 2021 شهدت منطقة الشرق الأوسط، من مصر إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين وعمان، أكثر من 2.57 مليون هجوم لقراصنة الإنترنت.
تتنوع هذه الهجمات بين هجمات حكومات على بعضها، وحكومات على أفراد ومؤسسات أو العكس، وبالطبع لا يمكن ذكر الحرب السيبرانية في الشرق الأوسط، دون ذكر أعمدتها الثلاثة: إيران، و"إسرائيل" والسعودية.
الهجمات الإلكترونية أصبحت تشكل تهديداً يومياً، إذ تستخدم الدول التكنولوجيا الرقمية للتخريب والسرقة.
ولكن القرصنة من أجل المال أصبحت مصدر قلق متزايد أيضاً، إذ يحتجز القراصنة البيانات إلى أن تدفع لهم فدية، وقد تصاعدت الهجمات من هذا النوع على الشركات والمؤسسات.
بعد عام غير مسبوق من الهجمات الإلكترونية المدمرة، هناك حملة دولية جارية ضد القراصنة، باعتبارهم "أخطر" تهديد للبشرية في العصر الحالي.
الخبراء يقدرون تكلفة الجرائم الإلكترونية حول العالم بنحو 6 تريليونات دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2021، أي بزيادة الضعف عن كلفتها عام 2015.
يحكي هذا التقرير كيف اشتعلت الحروب السيبرانية على أكثر من جبهة، هجمات تدميرية بين الدول المتصارعة سياسياً، وتجسس على أسرار الشركات، وزرع فيروسات خبيثة تصيب الأنظمة بالشلل سعياً للحصول على فدية. كما يستعرض حجم استهداف دول الخليج والمنطقة العربية من جانب قراصنة الإنترنت.