طائرات لم تُحلق وفندق مهجور ومنشأة على البحر.. 10 وقائع تُظهر كيف أهدرت أمريكا أموالها بأفغانستان

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/12 الساعة 14:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/12 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش
قوات الجيش الأفغاني التابع لأمريكا/رويترز

"أفغانستان تقع على البحر المتوسط" هذا ما اكتشفته عملية مراجعة داخلية أمريكية، تُظهر أن الأموال الأمريكية المخصصة لعملية إعمار أفغانستان تعرضت لعملية نهب وتبذير من بينها بناء مؤسسة صحية تبين أنها في النهاية موجودة على البحر المتوسط الذي يفصله آلاف الأميال عن أفغانستان. 

فلقد أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 145 مليار دولار على مدار عشرين عاماً على جهود إعادة إعمار أفغانستان، لكن هذه النفقات تضمنت قائمة طويلة من حالات التبذير والاحتيال وإساءة استخدام الأموال، حسبما ورد في تقرير في موقع شبكة CNN الأمريكية. 

ومن بين بنود هذه القائمة إنفاق أكثر من نصف مليار دولار على طائرات لم تعمل سوى لمدة عام فقط، وإنفاق 85 مليون دولار على فندق ضخم لم يُفتتح قط، وملابس عسكرية للجيش الأفغاني تكلفت 28 مليون دولار، ومنشأة رعاية صحية تبين أنها تقع على البحر الأبيض المتوسط، وفقاً للتقرير.

تضارب في تقديرات الرئيس الأمريكي نفسه

تضاربت تقديرات الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه حول حجم النفقات الأمريكية في أفغانستان منذ غزوها قبل 20 عاماً، حيث تراوحت بين تريليون إلى تريلونَي دولار في أفغانستان.

وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية، بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في أفغانستان (من أكتوبر/تشرين الأول 2001 حتى ديسمبر/كانون الأول 2020) 825 مليار دولار، مع إنفاق حوالي 130 مليار دولار أخرى على مشاريع إعادة إعمار أفغانستان.

وهو تقدير منخفض للغاية، الأمر الذي جعل الرئيس جو بايدن يقدر المبلغ الإجمالي بأكثر من تريليوني دولار، هذا إلى جانب التكاليف طويلة الأجل مثل رعاية المحاربين القدامى، والفائدة على الديون.

إعمار أفغانستان
يعتقد أن حرب أفغانستان كلفت أمريكا نحو تريلوني دولار/رويترز

الرقم 2 تريليون دولار الذي أشار إليه الرئيس بايدن فهو يستند إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة براون، والتي تتضمن الفائدة على الديون المستخدمة لتمويل الحرب والنفقات مثل رعاية المحاربين القدامى.

تشمل هذه الدراسة أيضاً الإنفاق في باكستان، والذي استخدمته الولايات المتحدة كقاعدة للعمليات المتعلقة بأفغانستان، وتستمر حتى السنة المالية 2022 بناءً على الأموال المطلوبة.

ووجد أن تكاليف الحرب (والالتزامات المستقبلية) في أفغانستان من 2001 إلى 2022 تبلغ 2.3 تريليون دولار.

10 نماذج للاحتيال والتبذير في عملية إعمار أفغانستان

جهود إعادة إعمار أفغانستان البالغة 145 مليار دولار لم تكن تخضع للرقابة، الأمر الذي دفع الكونغرس إلى تعيين مفتش عام للإشراف على إعادة الإعمار في عام 2008. ونشر مكتب المفتش العام في أفغانستان تقارير ربع سنوية تتعلق بالنفقات، لكن البنتاغون رفض في كثير من الأحيان تقديم معلومات للمكتب تتعلق بتقييم الأمن في أفغانستان.

وفيما يلي عشر حالات رصدتها شبكة CNN الإخبارية على مدار السنوات السابقة لحالات إهدار الأموال في عملية إعمار أفغانستان ودعم قوات الجيش الأفغاني الموالي لواشنطن:

1.  محطة كهرباء في كابول عملت بنسبة 2.2 % من طاقتها

أنشأت الولايات المتحدة محطة كهرباء تراخيل في عام 2007 لتكون مولداً احتياطياً للعاصمة، في حالة تعرض إمدادات الكهرباء من أوزبكستان للخطر.

وتكلفت تلك المنشأة 335 مليون دولار، لكن تكلفة الوقود السنوية كانت تقدر بمبلغ 245 مليون دولار، ولم تستطِع الحكومة الأفغانية تحمل تلك التكلفة العالية للوقود. ولهذا السبب، عملت المحطة بنسبة 2.2% من سعتها فقط. 

2. أسطول من طائرات الشحن تكلف نصف مليار دولار ولم يحلق إلا لمدة عام واحد

كان سلاح الجو الأفغاني الوليد بحاجة إلى طائرات شحن، وفي عام 2008 اختار البنتاغون الطائرة الإيطالية طراز G222 المصممة للإقلاع والهبوط على مدارج وعرة.

لكن وفقاً لرئيس مكتب المفتش العام جون سوبكو، كانت الطائرات مشغولة للغاية في العام الأول، لكنها توقفت بعد ذلك.

وبعد ست سنوات من بدء عملية الشراء، بيعت 16 طائرة من الطائرات المسلّمة إلى أفغانستان خردة مقابل 40257 دولاراً. وكانت تكلفة ذلك المشروع 549 مليون دولار.

3. مقر لقوات المارينز في الصحراء بقيمة 36 مليون دولار لم يستخدم أبداً

في عام 2010، ذهبت قوات إضافية من المارينز إلى منطقة هلمند الأكثر دموية في أفغانستان، وهناك جرى إنشاء مركز للقيادة والتحكم في القاعدة الرئيسية لمعسكر ليذرنيك في إطار جهود السيطرة. لكن سوبكو استدعى قائد القاعدة واثنين من جنرالات المارينز الآخرين الذين قالوا إنه لم يكن هناك حاجة إلى المركز؛ لأنه لن يكتمل بالسرعة الكافية.

 غير أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، روبرت لودويك، قال في بيان إن تقرير مكتب المفتش العام احتوى على أخطاء واقعية، وقال إن الرقم البالغ 36 مليون دولار يشمل تكاليف إضافية مثل الطرق المؤدية إلى المقر الرئيس.

4. ملابس مموّهة بقيمة 28 مليون دولار اُكتشف أنها غير مناسبة

في عام 2007، طلب الجيش الأفغاني توفير أزياء مموهة جديدة من شركة هايبرستيلث الكندية، وبالفعل وافق الجيش الأمريكي وطلب ما مجموعه 1.3 ملايين قطعة ملابس.

لكن تلك الملابس لم يجر اختبارها أو تقييمها في الميدان. وتوقع مكتب المفتش العام في عام 2017 أن اختياراً مختلفاً لهذا الزي كان من الممكن أن يوفر 72 مليون دولار على مدى العقد المقبل.

5. مكافحة زراعة الأفيون بتكلفة قدرها 1.5 مليون دولار يومياً وطالبان كانت أنجح

أنفقت الولايات المتحدة 1.5 مليون دولار يومياً على برامج مكافحة المخدرات (من 2002 إلى 2018). لكن إنتاج الأفيون، وفقاً لتقرير المفتش العام الأخير، ارتفع في عام 2020 بنسبة 37% مقارنة بالعام السابق.

وفي عام 2017، كان الإنتاج أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 2002. وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن "طالبان كانت العامل الأساسي الذي أسهم في انحسار زراعة الخشخاش في السنوات الأخيرة".

6. طريق دائري لم يكتمل بتكلفة 249 مليون دولار

من خلال العديد من المنح والجهات المانحة، جرى تمويل إنشاء طريق دائري واسع حول أفغانستان.

وقرب نهاية المشروع، قدمت الولايات المتحدة تمويلاً بقيمة 249 مليون دولار للمقاولين، لكن لم يتم إنجاز سوى 15% فقط من الطريق، وفقاً لمراجعة المفتش العام.

7. فندق بقيمة 85 مليون دولار لم يفتتح ولم يُسكن يوماً

في عام 2016، جرى إنشاء مجمع فندقي وشقق ضخمة بجوار السفارة الأمريكية في كابول، حيث قدمت الحكومة الأمريكية قروضاً بقيمة 85 مليون دولار. لكن تقرير مكتب المفتش العام خلص إلى أن القروض البالغة 85 مليون دولار قد تبددت، ولم تكتمل المباني أبداً، وهي غير صالحة للسكن.

8. صندوق ينفق على موظفيه أكثر من المشروعات

في عام 2009، أنشأ البنتاغون فرقة عمل لعمليات الأعمال والاستقرار، التي امتدت من العراق لتشمل أفغانستان، حيث خصص الكونغرس الأمريكي لها مبلغ 823 مليون دولار لعملياتها في أفغانستان.

 لكن مكتب المفتش العام خلص إلى أن أكثر من نصف الأموال التي تصل إلى 675 مليون دولار قد أُنفقت على التكاليف غير المباشرة وتكاليف الدعم، وليس بشكل مباشر على المشاريع في أفغانستان.

وأجرى مكتب المفتش العام مراجعة لـ89 من العقود التي أبرمتها فرقة العمليات، ووجد أن سبعة عقود بقيمة 35.1 مليون دولار جرى منحها لشركات توظف موظفين سابقين في فرقة العمليات ليكونوا مسؤولين تنفيذيين كباراً.

 كذلك خلص التدقيق إلى أن الصندوق أنفق نحو ستة ملايين دولار على دعم صناعة الكشمير، و43 مليون دولار على محطة الغاز الطبيعي المضغوط، و150 مليون دولار على الفلل الراقية لموظفيها. 

9. منشأة الصحية على ساحل البحر المتوسط البعيد تماماً عن أفغانستان

ذكر تقرير صدر عام 2015 حول تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمرافق الرعاية الصحية في أفغانستان أن أكثر من ثلث المشاريع البالغ عددها 510 لم تكن موجودة في تلك المواقع، 13 منها غير موجودة في أفغانستان أصلاً، وواحد منها يقع في البحر الأبيض المتوسط، و30 كانت موجودة في مقاطعة مختلفة عن تلك التي ذكرتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

10. إهدار 19 مليار دولار نتيجة الاحتيال والهدر

في أكتوبر/تشرين الأول 2020، صدر تقرير يقدم تقديراً إجمالياً مذهلاً للحرب في أفغانستان، وكان الكونغرس في ذلك الوقت قد خصص 134 مليار دولار منذ عام 2002 لإعادة الإعمار في أفغانستان. وخلص مكتب المفتش العام إلى أن 19 مليار دولار من ذلك المبلغ (ما يقرب من ثلث 63 مليار دولار استطاع المكتب مراجعتها)، ضاعت بسبب الهدر والاحتيال وإساءة استخدام الأموال.

تحميل المزيد