بعد تأجيل عام بسبب جائحة فيروس كورونا، تفتتح دبي معرض إكسبو 2020 يوم الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على أمل أن يحقق المعرض العالمي مليارات الدولارات، وهو ما سيعزز اقتصاد الإمارة في النهاية.
كانت إمارة دبي قد شيدت ما يشبه المدينة الكاملة على الكثبان الرملية في الأطراف الجنوبية للإمارة؛ وذلك لدعم المعرض، وسيجري تفكيك تلك المباني بعد انتهاء الحدث الذي يستمر ستة أشهر حتى مارس/آذار 2022، حسبما ورد في تقرير لوكالة AP News الأمريكية.
على الجانب الآخر، أثار البعض شكوكاً حول قوة جذب معرض إكسبو للزوار حتى قبل الجائحة. ورغم أن دبي قد فتحت أبوابها للسياح من جميع أنحاء العالم ولم تشترط حصول الزوار على تطعيمات فيروس كورونا، إلا أنه لا يزال من غير الواضح عدد الضيوف الذين سيأتون إلى هذا الحدث الرائع.
ورفض مسؤولو معرض إكسبو 2020 إتاحة أي مسؤول للتحدث إلى وكالة AP News قبل الافتتاح. ولم يرد المنظمون أيضاً على سلسلة من الأسئلة التي طرحتها وكالة AP News حول الحدث، وبدلاً من ذلك أرسلوا عبر البريد الإلكتروني بياناً موجزاً. وقال البيان: "لقد بنينا مجتمعاً مبتكراً يركز على الأشخاص أولاً ويلبي متطلبات الاقتصاد العالمي الجديد، مدعوماً بأحدث التطورات في التكنولوجيا والتصميم الذي يركز على الإنسان".
تاريخ معرض إكسبو
ويجتمع على أرض دولة الإمارات، 192 مُشاركاً بين دولة ومُنظمة، في معرض العالم الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، لمُناقشة تطبيقات المُستقبل وتبادل الخبرات والمعرفة، في طقس يعود إلى منتصف القرن الـ19.
فقبل حوالي 170 عاماً انطلق معرض العالم لأول مرة في العاصمة البريطانية لندن، إلا أن فعالياته لم تكن مماثلة تماماً لمعرض "إكسبو دبي" المُرتقب، إذ انحصرت أهداف النسخة الأولى من المعرض على استعراض الدول منجزاتها الصناعية والعلمية، وإبراز القوة والنفوذ العالمي.
في عام 1851، كان مهد التقليد في لندن، التي احتضنت "المعرض الكبير" كما اُطلق عليه آنذاك، وبالتحديد في متنزه "هايد بارك" الشهير. وافتُتح المعرض في أول مايو/أيار، وشكلت قاعة العرض المُشيدة بشكل كامل من الزجاج، أحد ملامحه الخالدة وعُرفت باسم "قصر الكريستال"، حسب موقع بلومبيرغ الشرق.
ووفقاً لموقع "Adam Matthew" المُتخصص في نشر المحتوى الأرشيفي، شهد المعرض الأول استعراض نموذج تشارلز ويتستون، ووليام فوثرجيل كوك، للتلغراف الكهربائي
على مدار السنوات التالية، تكرر تنظيم المعرض في عدد من عواصم العالم ومدنه الشهيرة بأسماء مختلفة، وشهدت كل دورة تدشين ملمح من ملامح الحياة العصرية التي نألفها اليوم، لكنها لم تكن سوى مشروع أو نبتة خضراء آنذاك.
وكشفت باريس النقاب عن برج إيفل في نسخة المعرض عام 1889. وأصبحت شيكاغو "المدينة البيضاء" عندما نظمت في عام 1893 حيث غمرت الأضواء الكهربائية موقع معرضها العالمي.
تراجع في السنوات الأخيرة
ومع ذلك، في العقود الأخيرة، لم تحظ العديد من معارض إكسبو بنفس الاهتمام. فقد أفلس المعرض العالمي لعام 1984 في نيو أورلينز وتطلب إنقاذاً من الحكومة. واجتذب معرض إكسبو 2000 في ألمانيا 18 مليون زائر، وهو عدد أقل بكثير من 40 مليون زائر متوقع. وشهد معرض ميلانو 2015 أعمال شغب بسبب مزاعم بالفساد.
دبي التي فازت بحقوق استضافة المعرض في السنوات التي تلت منح فيفا قطر استضافة كأس العالم لعام 2022، هي الأولى التي تنال حق استضافة المعرض في العالم العربي. ولقد اعتمدت على المعرض لتوفير الدعم اللازم لاقتصادها بعد انهيار سوق العقارات خلال فترة الركود الاقتصادي.
وقدّرت شركة Auditors EY لتدقيق الحسابات في عام 2019 أن دبي ستنفق 7 مليارات دولار وحدها على مشاريع البناء للمعرض. بالاعتماد على توقعات باستقبال 25 مليون زائر، قدرت الشركة زيادة قدرها 6 مليارات دولار خلال الحدث. وأخبرت الشركة وكالة AP News أنها لم تقُم بتحديث أي من أرقام 2019 الخاصة بالمعرض.
دبي تراهن على الصين
ومن المحتمل أن تعول دولة الإمارات على الزوار الصينيين للمعرض، حيث كان هناك تقارب كبير بين الإمارات والصين في السنوات الأخيرة. وشهد معرض شنغهاي 2010 أكثر من 73 مليون زائر، وهو رقم قياسي. لكن يبدو أن الرهان على بكين لن يكون واقعياً في الوقت الحالي، حيث يواجه العائدون إلى الصين من الخارج أسابيع من الحجر الصحي والاختبارات التي يمكن أن تشمل المسحات الشرجية.
في الأسابيع الأخيرة، بدأ مسؤولو إكسبو بالإشارة إلى "25 مليون زيارة" متوقعة للموقع، بما في ذلك أولئك الذين يشاهدون الأحداث على الإنترنت.
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات قد خططت لنشر إعلانات ضخمة حول المعرض.
البرلمان الأوروبي يطالب بمقاطعته
من ناحية أخرى، أثار النشطاء مخاوف بشأن قضايا حقوق العمال، حيث يواجه العمال ذوو الأجور المنخفضة من جنوب آسيا الانتهاكات منذ فترة طويلة في الإمارات وعبر بقية الدول العربية الغنية بالنفط، حيث يعملون لساعات طويلة في جو شديد الحرارة والرطوبة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، أقر مسؤول في إكسبو بمقتل عاملين في الموقع، ووقع 43 "حادثاً خطيراً" آخر أدى إلى وقوع إصابات.
كما أنه لا يزال من غير الواضح عدد العمال الذين أصيبوا بفيروس كورونا. وفي تغيير مفاجئ، أعلن مسؤولو إكسبو أيضاً في الأيام الأخيرة أنه سيُطلب من الزوار إثبات تلقيحهم أو إجراء اختبار فيروس كورونا قبل الدخول.
وفي غضون ذلك، حث البرلمان الأوروبي هذا الشهر الدول على عدم المشاركة في المعرض، مشيراً إلى انتهاكات حقوق الإنسان وسجن النشطاء واستخدام الحكومة الإماراتية التي وصفها بالاستبدادية برامج التجسس لاستهداف المنتقدين.
وقال البرلمان الأوروبي: "هناك اضطهاد ممنهج للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والمحامين والمعلمين الذين يتحدثون عن قضايا سياسية وحقوقية في الإمارات العربية المتحدة".
بينما وصفت وزارة الخارجية الإماراتية بيان البرلمان بأنه "غير صحيح من الناحية الواقعية".