يقول باحثون صينيون إنهم قطعوا خطوات كبيرة نحو تصميم طائرة مُسيرة فرط صوتية "أسرع من الصوت عدة مرات"، بل إنهم يزعمون أنها ستكون قادرة على إسقاط الطائرات الأمريكية الشبحية إف 22 وإف 16.
في ورقة بحثية تمت مراجعتها من قبل الزملاء في مجلة Tactical Missile Technology، قال داي فاي من جامعة Beihang إنه وفريقه أحرزوا تقدماً كبيراً في نموذج طائرة مُسيرة فرط صوتية، حسبما ورد في تقرير لمجلة National Interest The الأمريكية.
ويبدو أن عملهم ، الذي نشرته صحيفة South China Morning Post لأول مرة، يؤكد وجود برنامج عسكري صيني لتصميم مركبة جوية بدون طيار (UAV) قادرة على السفر بسرعات تفوق سرعة الصوت عدة مرات.
وقد يكون المنتج الذي تم اختباره من قبل الباحثين تعديلاً متقدماً للطائرة الأسرع من الصوت Wuzhen 8 التي تم كشف النقاب عنها خلال العرض العسكري للعيد الوطني الصيني لعام 2019، أو وحدة نموذجية جديدة تماماً قيد التطوير.
في كلتا الحالتين، من غير المعروف متى أو ما إذا كانت هذه الطائرة ستكون جاهزة لدخول الإنتاج التسلسلي.
وتُظهر صور ومقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت أن لدى الصين في الوقت الحالي نوعين على الأقل من المركبات الجوية غير المأهولة (UAV) – تم تحديدها على أنها DR-8 أو Wuzhen 8، وطائرة Sharp Sword الشبح الهجومية.
ستكون طائرة مُسيرة فرط صوتية قادرة على إسقاط الطائرات الأمريكية الشبحية
يعتمد الاختراق التقني المزعوم لفريق جامعة Beihang ، جزئياً، على التطورات في خوارزميات الملاحة التي تجعل من الممكن للطائرات بدون طيار توقع إجراءات الهبوط المُثلى والتحكم في سرعتها من خلال المنعطفات الدقيقة.
كما أوضح فريق داي أن أحد التعقيدات العديدة لهذا المشروع هو أن الطائرة بدون طيار التي تسافر بسرعات مذهلة تبلغ 5 ماخ يجب أن توقف محركاتها قبل وقت طويل من أجل الهبوط بأمان.
واستشهدت الصحيفة باقتراح البروفيسور وانغ شينغ، الأستاذ بجامعة هندسة القوات الجوية الصينية، بإمكانية استخدام مثل هذه الطائرات بدون طيار لاستهداف مقاتلات من الجيل الخامس للولايات المتحدة مثل F-22 Raptor، وF-16.
وفقاً للسيناريو الذي يطرحه العالم الصيني شينغ، ستنتظر الطائرة بدون طيار المقاتلين الأمريكيين للكشف عن أنفسهم من خلال إطلاق أسلحتهم والاندفاع لاعتراضهم في غضون ثوانٍ. يتطلب هذا التقييم المتفائل عدة إضافات.
ولكن المجلة الأمريكية تعلق قائلة: "لا ينبغي لنا أن نفترض أن النسخ التسلسلية الأولى للطائرات بدون طيار التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستوفر قدرات جو-جو ذات مغزى".
وليس من الواضح ما إذا كانت الصين تمتلك أو حتى تطور تكنولوجيا لتسليح الطائرات بدون طيار التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأسلحة من أي نوع، ناهيك عن أن تكون مناسبة للاشتباك مع مقاتلات شبحية مثل مقاتلات F-22 وF-35.
وإذا كانت هذه الطائرة بدون طيار الجديدة المرتقبة، يمكنها تعديل متقدم لطائرة Wuzhen 8، فيجب ملاحظة أن الأخيرة عبارة عن مركبة استطلاع ليس لها حمولة على الأرجح.
يأتي الإعلان عن هذا المشروع الصيني في أعقاب تقارير سابقة تفيد بأن صناعة الطيران في الصين في خضم بناء طائرة مدنية تفوق سرعتها سرعة الصوت. وتكون قادرة على نقل عشرة ركاب إلى أي نقطة على الأرض في غضون ساعة واحدة تقريباً، ومن المفترض أن تدخل الطائرة القادمة الإنتاج الضخم بحلول عام 2035.
أمريكا لديها مشروعات في نفس الاتجاه
تقول المجلة الأمريكية، دون التقليل من قيمة هذا البحث الأخير: "يجب ألا ننسى أيضاً أن الصين ليست الدولة الأولى ولا الوحيدة التي تستثمر في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والفرط صوتية".
أعرب البنتاغون مراراً وتكراراً عن اهتمامه بهذا المجال في السنوات الأخيرة، حيث أشارت التقارير الأخيرة إلى أن شركة التكنولوجيا الناشئة Hermeus تطور طائرة مُسيرة فرط صوتية قابلة لإعادة الاستخدام- يطلق عليها اسم "Quarterhorse" – لسلاح الجو الأمريكي.
هناك أيضاً طائرة استطلاع بدون طيار تابعة لشركة لوكهيد مارتن الغامضة التي طال انتظارها SR-72 والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي من المقرر أن تطير بحلول منتصف عام 2020.
تركيا تحاول دخول هذا المضمار
كما أن تركيا لديها مشروع قيد التنفيذ لإنتاج طائرة مُسيرة أسرع من الصوت وليس فرط صوتية.
فقد أعلنت شركة TAI التركية أنها ستبني طائرة بدون طيار أسرع من الصوت، وبدأ المشروع بالفعل في أبريل/نيسان 2019 ومن المقرر الانتهاء منه خلال 16 شهراً، من تاريخ البدء، لتضيف زخماً منتظراً لنجاحات الطائرة المُسيرة التركية والذي ظهر في سوريا وليبيا والحرب ضد حزب العمال الكردستاني.
ويهدف المشروع إلى أن تصل سرعة الطائرة إلى 1.4 ماخ (الماخ هو سرعة الصوت) أي نحو 1600 كم.
سيكون وزن الطائرة المُسيرة التركية أسرع من الصوت أقل من 100 كيلوغرام. ومع ذلك، ستحوي رادارات ذات قدرات تنافسية لديها قدرة على الرؤية والتعريف مثل الطائرة الكبيرة، حسب منفذي المشروع.
وسيتم استخدام الطائرة المُسيرة التركية الأسرع من الصوت الجديدة في اختبار وتطوير أنظمة الدفاع الجوي.
ولكن اللافت أن من بين وظائفها أن تكون معاونة لطائرة القتال الوطنية التركية (MMU)ـ التي تسعى أنقرة لإنتاجها؛ بحيث تكون الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت قادرة على الطيران جنباً إلى جنب مع طائرة القتال التركية (MMU) وتنفيذ عمليات مشتركة معها.
بل سيتمكن الطيار في (MMU) من التحكم وإدارة الطائرات المُسيرة الأسرع من الصوت من حوله.
كما أن المشروع يستهدف أن تكون الطائرة المُسيرة التركية قادرة على خداع أنظمة الدفاع الجوي؛ بحيث تكون قادرة على تقديم نفسها لأنظمة الدفاع المنافسة كطائرة مختلفة، وبالتالي، سيتم استخدامها لخداع أنظمة دفاع الخصم وإرباكها أثناء المعركة، لإيقاظ أنظمته مبكراً واستهلاك صواريخه عن طريق التسبب في إطلاقها بشكل غير صحيح على الطائرة المُسيرة.